تذكرت فيلم رعب كنت قد شاهدته: رجل بلا مشاعر يقتل المرأة التي قضى معها ليلة واحدة، فقط لأنها رأت جسده العاري.
“لا تقفي هناَك كالصنم، اجلسي أولاً.”
“نـ-نعم!”
أسرعت إلى الأريكة المقابلة وجلست، حلقي جاف ونفَسي يتسارع.
“أ-أه… فقط، رشفة شاي من فضلكَ…”
“أتريدين أن أطعمكِ إياه؟”
نبرته حملت ضمنيًا عبارة: “كيف تجرؤَين؟”
“لا! كنت فقط أطلبُ الإذن! سأشربهُ بنَفسي…”
ارتشفت الشاي محاولة تهدئةَ نفسي. يداي ترتجفاَن لكنني جلست باستقامةٍ.
“بالمناسبة، كيف جئتَ إلى هنا؟ وهل كنتَ تعرف اسمي؟”
“لقد ناديتكِ به كثيرًا طوال الليل. هل تقولينَ أنكِ لم تسمعيه؟”
“هاه…”
ارتبكت، لا بد أن تغَيّر الموضوعَ بسرعةْ.
“على أي حال… لماذا جئتَ إلى هنا؟”
“لأنكِ هربتِ… أتيت لأمسك بكِ لأن تصرفكِ كان وقحًا.”
“هاه…”
أمسكت قلبي، عيناه النصف مغمضتان بدتا وكأنهما ستلتهماني.
يُقال إن الدوق قتل الكثيريَن لمجرد أنهَم أغَضبوهُ. هذه فرصتي الوحيدةُ للدفاعِ عن نفسَي.
“أنا… لم أهربَ بالضبط، فقَط…”
أومأ برأسه كما لو كان يقول: تابعي.
“أم، في الواقع لا أتذكّر ما حدث البارحة. على أي حال، كانت مجردَ ليلةٍ عابرةٍ…”
“ليلةٌ عابرةٌ؟”
رفع حاجبهُ مستغربًا، فقدَ كان محافظًا على تعابير وجهٍ جامدةٍ طوال الوقت.
كان يجب أن أُجيب بحذرٍ بعد التفكيرِ.
“إذًا، إذًا، فليكن نوعًا من المواساة لليلةٍ واحدة…؟”
“هل تواسين الناس بطريقةٍ مثل هذهِ؟”
“آ-آسفة!”
“هاه…”
قالها كايل بصراحةٍ مروعةٍ.
صحيح أن ذلك حدثَ، لكن أن يَقولها هكذا دون خجل…
اتكأ على الأريكة، ساقاه متشابكتان، بدت عليه ملامحُ الانزعاج.
وحين حرك طرف قدمه قال:
“تسكرين حتى الثمالة، ثم تتخلصين مني كما يُلقى بالقمامةِ؟”
سمعت صفيرًا في أذني، وقلبَي ينبضُ بجنونٍ.
ارتفعت حرارة وجهي حتى شعرت بأنها تغلَي.
“تغوينني بكلماتك المعسولةِ، تخلعَين ملابسي، وبعد العلاقة تتصرفين وكأنكِ حصلتِ على كل ما تريدنهُ بالفعلِ.”
هز رأسه ومُلئَ وجههُ بالإستياءِ.
“ما هذا الأسلَوب؟”
“…”
نعم، هربت. لكن أليس هذا هو حال العلاقات لليلةٍ واحدة عادةً؟
هل كان ينبغي أن أوقظهُ وأحضر له حساءَ للتعافي؟
“لكني… أعتقد أنني لم أكن وحدي من تجرّأ عليكَ.
أعني… كنتُ عارية أيضًا…و و لدي عـلامـ…”
جف وجه كايل في الحالِ.
“آسفةٌ! أنا آسفةٌ حقًا!”
أسرعت بالاعتذارِ مجددًا.
هز رأسه مستهزئًا، ثم أخرج شيئًا من جيبه وألقاه على الطاولة.
كانت ورقة صغيرة وخمس عملات فضية.
“وما هذه القروش، بحَق السماء؟”
قروش؟!
لكنها… كل ما أملكُ!
“ظننت أن الفندق فاخر… فأردتُ أن أساهم في كلفةِ الإقامة…”
ضحك باستهزاءٍ وأضاف:
“سخيف.”
في مواجهة رد فعله القاسي، تمتمت بتوتر:
“أنا… حاليًا مفلسة. صُدر مصروفي ومدخراتي.”
“…”
“وهذا كل ما لدي، كنت أجمعه لأشتري هدية عيد ميلاد لصديقتي…”
“أي صديقٍ؟”
“ماذا؟”
“هل هو رجل؟”
“لا، لا! فتاة.”
فجأة اختفى البروَد من ملامحهِ، وهز رأسه كمن فَهم كل شيء.
رغم أنه يتحدث بلغةِ رسمية، لم أشعر قط أنه يحترمني.
الجو كله يفرض عليّ أن أخاطبهُ بأقصى درجات التوقير.
لكني أتمنى فقط أن لا يكون مصيري كمصير البطلات في أفلام الرعب…
‘يا إلهي، لا تكن النهاية مثل تلك الفتاة التي تموت بعد ليلة واحدة…’
تنفستُ بعمق وقلت:
“أنا… آسفة حقًا. لا تقلق، سأمحُ ما حدث من ذاكرتي. لن أتحدث عنه أبدًا. سيكون سرًا أدفنه معي.”
“…”
اتكأ كايل على الأريكة مجددًا وهمَس بصوت بارد:
“إذاً… بعد أن أخذتِ ما أردتِ، لم يعجبكِ الأمَرُ؟”
ظهر خط دقيق بين حاجبيه، وجهه الذي كان بلا أي عيب أصبح عابسًا.
أسرعت ألوّح بيدي.
“لا! لم أقصد ذلك! أعني… كان… كان جيدًا!”
يا للهول، أطبقت على فمي بسرعةٍ.
هل جننتُ؟ ماذا قلتُ للتو؟
لكن! هو من سأل أولًا!
“كان جيدًا، إذن؟”
“نـ-نعم.”
“فلماذا هربتِ؟”
“آسفةٌ…”
أغمَضتُ عيني، أحاولُ فهمَ ما يجري.
هل يريد اعتذارًا لأنني رحلت بلا لباقةٍ؟ أم جاءَ ليهددني بعدم إفشاَء الأمر؟
فهو رجل نظيف حد الوسوسة، يكرهُ الفضائحَ خاصةً مع النساء.
“يا دوق…”
“نعم.”
“لا تقلق بخصوصِ ما حدثَ البارحةَ.”
“ما معنى هذا الكلام؟”
“أقصد… لا داعي أن تشعر بالذنب أو المسؤوليةً. أنهُ بسببي.”
رغم أنني لا أتذكر شيئًا…
ابتسمتُ بخجل وأنا ألمس مؤخرة رأسي.
لكن كايل نظر إليّ مطولًا بصمت.
“…”
“…”
ثم غمض عينيه ببطء، وابتسم ابتسامة غير مصدقة.
رد فعله كان غريبًا.
“الغريب… أظن أن أنتِ حقًا من يجبُ أن تتَحملَ المسؤولية.”
“ماذا؟!”
“ألم تسمعي بأن أول مرةٍ للرجل… ثمينة؟”
“……!”
“ما هذا الوجه المتفاجئ؟ كأنكِ رأيتِ شبحًا؟”
أنا… كنت أول امرأة له؟!
مستحيل…
لم يُذكر شيء في القصة الأصلية عن هذا، لكن كان موصوفًا بكونه ماهرًا وساديًا.
شعرتُ بالرعبُ مرةً أخرى، حين…
“لماذا تستمرين في صنع هذا الوجه، كأنكِ سنجاب مذهول؟”
قطّب جبينه وسألني.
شعرت بالدوار والهواء أثقل من أن يُستنشق.
وحين بقيت فاغرةً فمي، قال بنبرةِ صارمة:
“لقد كنتُ أحتفظ بعذريتي لمن ستكون زوجتي. وأعطيتُها لكِ.”
“هـ-هل تقصد… أنك كنتَ فعلاً… أول مرة؟”
“نعم.”
“لا أصدقُ…”
“هل تشكين فيّ؟ تظنينني رجلاً مستهلكًا؟”
“لـ-لا، ليس كذلك…”
“أمر مؤسف. وقد قلتِ إنكِ سعيدةٌ بذلك أيضاً.”
“هاه؟”
“وأنكِ ستتحملين المسؤوليةَ.”
حينها تذكرت مشهدًا باهتًا من تلك الليلة:
“سـ-سأتولى المسؤولية…”
صورة ضبابية من تلك الليلة…
“يا للهول… ما الذي فعلتهُ؟ أنا حقًا مجنونة…”
“أظهرتِ وكأنكِ ستعطينني كل شيء، والآن تريدينَ التراجعَ؟”
لوّحت بيدي سريعًا. لا، لا يمكنني التهرب.
“لـ-لا! سأعوضك!”
“تعويض؟”
“نعم! أنا المخطئةُ، فإذا كنتَ قد تريدُ طلبَ شيئًا مني…”
رفع حاجبه بسخرية، تعبير وجهه ازداد قسوة.
“إذًا… يمكننيَ طلبُ تعويضٍ مادي؟”
“نعم، أعني، إن كنت تطلب تعويضًا عن الخسارة…”
“تعويض؟ كيف ستعوضين عذريَتي الضائعةَ؟”
“الواقع أنني لا أملك مالًا كثيرًا… لكن إذا منحتني بعض الوقت…”
لا مفر.
كنت أتجنب التدخل في أحداث الرواية الأصلية، لكن عليّ الذهاب لبيع بعض المعلوماَت عند السوق السوداء…
“إيفلين.”
“نـ-نعم؟”
“أنا أملك مالًا أكثر منكِ.”
“إذًا ماذا…؟”
نظرت إليه سريعًا، محاوِلةً رسم ابتسامة مشرقةٍ.
‘أليسوا يقولون: ابتسامةٌ لطيفة تذيَب الغضب؟’
“إذًا، إذًا، ألا يمكننا اعتبار ما حدث بالأمس ذكرى لطيفةً، بفضل رحابة صدركَ الكبيرةِ كالبحرِ يا سيدي الدوق؟”
“لا أظنّ”
❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً في واتباد وقناة الملفات،
حسابي واتباد : _1Mariana1_
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"