[إيفيلن فلورنس، هل أنتِ عاقلة الآن؟
ماذا؟ هل ستنهين خطوبتكِ مع إدوين؟
أتعلمين جيّدًا كيف هي علاقتي مع كونت هانز، ومع ذلك ترتكبين هذا الهراء؟
أتظنّين أنَّ هذا الزواج لعبة؟
حتّى لو أردتِ تشويه سمعة والدكِ، فهناك حدود!
أيُعقل أن تُنهي الخطوبة بسبب خطأ تافه ارتكبه رجل؟
هل تعتقدين أنّني لا أشعر بالخزي بسببكِ؟
سأعجّل بالعودة إلى العاصمة فورًا.
هذه المرّة، استعدّي جيّدًا!
لن أمرّر الأمر بسهولة أبدًا.]
“أوه؟ يبدو أنّه غاضب أكثر ممّا توقّعتُ.”
كانت ردّة فعله أشدّ ممّا تخيّلتُ.
كأنّني أسمع صوت والدي الغاضب يتردّد من الرّسالة.
‘لكن الأمر غريب. لقد أخبرته بوضوح أنّني رأيتُ خيانة إدوين، ولهذا قرّرتُ إنهاء الخطوبة، فلماذا أُعاتب أنا؟’
“سيّدتي، لم يعد لدينا وقت أطول.”
“حقًّا، يبدو أنّني سأضطرّ لاستخدام الطّريقة المباشرة. كنتُ أحاول تجنّبها قدر الإمكان لأنّها محرجة جدًّا. وصراحةً، لستُ متأكّدة إن كانت ستنجح…”
“هذا صحيح. لكن، لا بأس، دعيني أريكِ بعض المرجع أوّلًا.”
رفعت إيميلي كتابًا من على الطّاولة وقلّبت صفحاته بسرعة.
كان عنوان الكتاب “كيف تجعلين رجلًا يقع في حبّكِ”.
“زرتُ المكتبة على أمل إيجاد شيء مفيد، ووجدتُ هذا الكتاب الذي يحتوي على معلومات متعلّقة.”
أشارت إيميلي بأطراف أصابعها إلى الفهرس الأوّل: “النّقاء”.
بعد تقليب بضع صفحات أخرى، ظهر النّصّ تحت عنوان فرعي بعنوان “النّقاء”.
“عندما قرأته، شعرتُ أنّني فهمتُ سبب تعلّق الدّوق بكِ بهذا الشّكل.”
ركّزتُ بعينيّ المحدّقتين.
[الرّجل في طبيعته كائن أناني.
قد ينجذبون إلى المرأة الجريئة في العلن، لكن في أعماقهم يفضّلون المرأة الهادئة البسيطة.
نادراً ما يُفضّل الرّجل المرأة صاحبة التّجارب الكثيرة، فإذا شعر أنّها اعتادت العلاقات من قبل، ربّما تفتر مشاعره سريعًا…]
“كما توقّعتُ، السبب في انجذاب الدّوق إليكِ هو هذا.”
“أوه…”
“سيّدتي، لم يسبق لكِ أيّ تجربة مع الرّجال، أليس كذلك؟ لذلك كنتِ بطبيعتكِ متردّدة جدًّا في التعامل معه، لأنّكِ ببساطة لا تعرفين الكثير.”
“…هذا صحيح.”
“ها، كما توقّعت. هذه هي النّقطة التي غابت عنّا.”
كما قالت إيميلي، لم أكن جريئة في التعامل مع كايل. كنتُ جاهلة بالكثير من الأمور، لذا تركتُ له زمام المبادرة دائمًا.
“سأسألكِ مرّة أخرى… هل بادرتِ أنتِ بالتقرّب إليه؟”
“مستحيل! كنتُ أتجنّبه في كلّ مرّة يقترب فيها!”
لوّحتُ بيدي بسرعة، وأقسم أنّه منذ تلك الليلة لم أحاول أبداً أن أسبقه بالخطوة الأولى.
“إذن، البداية لم تكن مهمّة. المهم أنّكِ كنتِ ‘امرأة نقيّة’، وهذا ما جعلكِ مميّزة في نظره.”
“مم؟”
“فكّري جيّدًا… لقد جذبته براءتكِ أكثر من أيّ شيء آخر. يبدو أنّ الدّوق وقع في غرام هذه النّقطة تحديدًا.”
حينها أدركنا السبب الحقيقي وراء تعلّقه الكبير بي.
“حسنًا، سأجرّب أن أتصرف بعكس ذلك تمامًا، كأنّي امرأة مختلفة كليًّا، بلا أثر من البراءة، بل شخصيّة واثقة تعرف ما تريد.”
حفرتُ هدفي للغد في قلبي.
وخلال اللّيل، تدرّبتُ بجدّ على فكّ أزرار قميص والدي.
* * *
في اليوم التّالي.
استيقظتُ وأعددتُ نفسي للخروج على الفور، ثمّ اقتحمتُ قصر الدّوق.
رذّذتُ عطرًا أوصت به إيميلي بعنوان “عطر يجعل حبيبكِ يفقد صوابه”، ولم أنسَ أن آخذ قميص والدي.
تسلّلتُ كقطّة لصّة بحثًا عن هيوغو.
لنجاح خطّتي اليوم، يجب ألّا أصادف كايل أوّلًا بأيّ حال.
من بعيد، لمحتُ رجلًا مألوفًا.
‘وجدته!’
كان هيوغو.
لحسن الحظّ، لم يكن كايل موجودًا.
“هيوغو، هيوغو!”
ركضتُ نحوه بسرعة.
“أوه؟ سيّدة إيفيلن؟ هل تحسّن جرحكِ؟ أوه، لا تركضي! سآتي إليكِ!”
اقترب هيوغو منّي بخطوات واسعة، ينظر إليَّ بقلق واضح على وجهه.
كايل. هل خدع هيوغو أيضًا؟
يا له من رجل خبيث.
“…يبدو أنّ هيوغو خُدع أيضًا.”
“ماذا؟”
“حقًّا، لا تتحدّث. لا، ليس هذا المهمّ الآن.”
“سيّدة إيفيلن، هل أنتِ بخير؟ دعني أستدعي الدّوق فورًا-”
“لا! لا تستدعي كايل أبدًا! لديّ طلب منكَ يا هيوغو، هل يمكنكَ مساعدتي؟”
“إليَّ؟”
“نعم! إليكَ يا هيوغو! أنتَ وحدكَ من يستطيع فعل هذا!”
أمال هيوغو رأسه قليلًا بتعجّب.
أرجوكَ، خطّتي هذه تحتاج مساعدتكَ بشدّة!
“إذا كان طلب سيّدة إيفيلن، فبالطّبع سأساعد. كيف يمكنني مساعدتكِ؟”
“هيوغو! خذني الآن إلى غرفة نوم كايل!”
“ماذا…؟ غرفة النّوم؟”
“نعم! غرفة نوم كايل!”
“هل… هل أنتِ متأكّدة حقًّا؟”
“نعم، نعم! بالتّأكيد سأكون بخير! لكن يجب أن نذهب دون أن يعلم كايل! وبأسرع ما يمكن!”
* * *
“سيّدة إيفيلن…! إلى هنا…!”
قال هيوغو وهو يلصق جسده بالجدار وينظر إليَّ.
كنتُ أتبعه بخطوات سريعة.
كان هيوغو يتفحّص المناطق المحيطة بحذر شديد، وكأنّه يقود مهمّة سريّة وطنيّة.
“…هيوغو، هل كايل قريب من هنا؟”
عند كلامي، غاصت عيناه البنيّتان في صمت.
شعرتُ بالتّوتّر الحادّ المنبعث منه، فابتلعتُ ريقي.
‘يبدو أنّ الأمر جدّي.’
أمسكتُ بفستاني وتبعته كأرنب يقفز، دون أن أسأل المزيد.
أومأ هيوغو برأسه عندما أدرك أنّني أتبعه عن كثب.
بينما كان ظهره ملتصقًا بالجدار، تفحّص الجهتين اليمنى واليسرى ثمّ قال:
“الدّوق الآن في ميدان الرّماية. إنّه يتدرّب على الرّماية.”
“الرّماية؟”
“نعم، إنّها إحدى هواياته.”
“وماذا يوجد في ميدان الرّماية…؟ أهداف، بالطّبع؟”
“لا، بالطّبع يصطاد الطّيور أو الحيوانات البريّة في الميدان.”
…طيور وحيوانات بريّة…
‘حتّى الكائنات الصّغيرة… كلّ حياة ثمينة.’
يطلق النّار على حيوانات حيّة وليس على ألواح!
هل يصطاد البشر أيضًا؟ مثل صيد البشر…
‘…حقًّا، إنّه رجل مخيف.’
إنّه مختلف تمامًا عنّي، أنا التي أكره إزهاق الأرواح.
شعرتُ بالخوف يتسلّل إليَّ مجدّدًا.
ابتلعتُ ريقي.
“…لكن، هل ميدان الرّماية قريب جدًّا؟ هل يمكن رؤية هذا المكان من هناك؟”
سألتُ هيوغو بحذر شديد وبصوت خافت.
“لا، إنّه بعيد جدًّا. أراضي هذا القصر واسعة جدًّا، وميدان الرّماية يبعد حوالي ثلاثين دقيقة سيرًا من المبنى الرّئيسي.”
“أوه…”
كنتُ أعلم أنّ هذا القصر شبه خالٍ معظم الوقت، لكنّه واسع جدًّا.
لا يُقارن بقصر فلورنس الخاص بنا.
“…إذن، متى ذهب إلى ميدان الرّماية؟”
“لم يمرّ أكثر من ثلاثين دقيقة. سيّدة إيفيلن! إلى هنا…!”
واصل هيوغو الحديث بصوت خافت وكأنّه يهمس.
‘إذن، إنّه بعيد جدًّا عن هنا.’
لا حاجة للحديث بهذا التّكتّم والسّرّيّة.
تبعته عن كثب وسألته مجدّدًا:
“…حسنًا. هل عادةً ما ينهي تدريبه على الرّماية في أقلّ من ساعة؟”
“لا، إنّه دائمًا يلتزم بثلاث ساعات من التّدريب بدقّة. طوال الوقت الذي خدمتُ فيه إلى جانبه، لم يعد أبدًا قبل إكمال الثّلاث ساعات.”
“…أوه.”
لحظة، إذن، إذا كان الميدان على بعد ثلاثين دقيقة سيرًا، فهذا يعني أنّه سيستغرق حوالي ثلاث ساعات ليعود إلى المبنى الرّئيسي، أليس كذلك؟
“…لكن، يا هيوغو، إذا كان الأمر كذلك، فلمَ نتحرّك بهذا التّكتّم المبالغ فيه؟”
ظننتُ أنّه في المبنى الرّئيسي بسبب تحرّكاتكَ وكأنّكَ عميل سرّي!
“ربّما، لكن الحذر لا يضرّ. سيّدة إيفيلن…! إلى هنا…!”
“…حسنًا، حسناً.”
تبعته وأنا أشعر بالحيرة.
يا إلهي.
حتّى الخدم في عائلة الدّوق يُوصفون بأنّهم مخيفون، فهل يعيش هنا أشخاص غريبون فقط؟
“علاوة على ذلك، سيّدة إيفيلن طلبت منّي أنا، وليس أيّ شخص آخر، طلبًا خاصًّا. مهمّة سريّة لا يستطيع سواي القيام بها.”
“…أوه، نعم، هذا صحيح.”
“لذا لا يمكنني أن أتهاون أبدًا. سيّدة إيفيلن…! إلى هنا…! هنا!”
“…حسنًا، حسنًا!”
يا له من رجل مسؤول.
لكن إذا فكّرنا في الأمر، يمكننا المشي بارتياح أكثر.
‘هل أطلب منه أن يرتاح قليلًا؟ صوته سيبحّ من كثرة الهمس…’
خاصّةً أنّ احتماليّة مقابلة كايل شبه معدومة.
بينما كنتُ أفكّر في التحدّث إليه وأنا أنظر إليه بقلق، حدث ذلك.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات