1
الفصل الأول
أشعة الشمس الحارقة دغدغت جفنيّ.
شعرتُ بثقل يضغطِ على جسدي، مما جعل التنفس صعبًا، فاستدرتُ إلى الجانب الآخر.
حفرتُ في اللحاف السميك، بحثًا عن مكان أكثر دفئًا وظلامًا.
“أوه، حبيبي… أشعر بالاختناقِ…”
ماذا؟ حبيبي؟
‘لقد جننتُ! ماذا قلتُ للتو؟’
استيقظتُ فجأة من هذياني.
في لحظة، أصبحت رؤيتي واضحة، ورأيتُ رجلاً وسيمًا بشكل مذهل ينام كالأطفال بجانبي.
“آه، أوه!”
غطيتُ فمي بيديّ بسرعةٍ.
تدفّقت الدهشة والتنهدات كالماء من سدّ مكسورٍ من فَمي بمفاجئةٍ.
كانت عيناه الطويلتان النحيفتان مغلقتين بسلام، وتحت شعره الأسود المبعثر، امتدّ أنفه العالي بأناقة.
كانت بشرته بيضاء ناعمة كبشرة طفل، لكن ملامح وجهه كانت رجوليةً وناعمة في آن واحدٍ.
‘جنونٌ! من هذا الوسيم؟’
أوقفتُ تنفسي وأدرتُ عينيّ فقط.
كان الرجل يضع إحدى ذراعيه تحت رأسي كوسادة، والأخرى تحيط بخصري.
‘لهذا شعرتُ بالاختناق.’
كان جسده الكبير وعضلاته سميكةٌ.
‘… لحظةٌ.’
أخفضتُ أنفاسي وحذرتُ ورفعتُ اللحاف.
كانت يدي التي تمسك اللحاف ترتجف.
ثم التقيتُ عينيّ بصدرهِ العاريَ المليئ بالعضلاتِ.
‘اللعنةُ! ما هذا؟’
أصبتُ بالذهول.
صرختُ داخليًا وابتعدتُ بسرعة كأنني أهرب.
‘يا إلهي، وجهه وسيمٌ، لكن ، من الجيدِ أنهُ يرتدي بنطالاً وتلك العضلاتُ المخيفةُ ، أوه …’
ربما بسبب حركتي، عبس الرجل للحظة.
اهتزّت رموشه الكثيفة.
“….”
تجمّدتُ كصنمٍ.
إذا استيقظ الآن، سيكون الأمر محرجًا للغاية.
أصدر أنينًا كأنّه يحكّ حنجرته، ثم عانق خصري مجددًا.
زالت تجاعيد جبينه، وهبطت أنفاسه الهادئة فوق رأسي.
‘… مجنونة، مجنونة، إيفلين فلورنز!’
لم أقبّل رجلاً من قبل، ناهيك عن المواعدة.
لكنني قضيتُ ليلة مع رجل لا أعرف متى أو أين التقيته.
كيف حدث هذا؟
بالأمس كان أكثر يومٍ صادمٍ في حياتي.
في مكان وجودي، رأيتُ خطيبي يتلوّى مع امرأةٍ أخرى.
‘ورأيتهُ بعيني…’
أتذكّر أنني فسختُ الخطوبة وشربتُ الويسكي.
ثم غادرتُ قاعة الاحتفال… ماذا فعلتُ بعد ذلك؟
لا ذكرى بعد ذلك.
على أيّ حال، سأفكّر لاحقًا.
‘لأهربَ أولاً.’
كان الرجل يعانقني بقوة، فإذا تحرّرتُ دفعة واحدة، سيستيقظُ بالتأكيد.
أوقفتُ أنفاسي وتحرّكتُ بحذرٍ شديد.
كنتُ كناجٍ يحفر في حطام كهف منهار، أتسلّل بين عضلاته الصلبة الكبيرة.
كانت حركاتي بطيئة وحذرة.
إذا استيقظ، سيكون الأمر محرجًا.
بعد جهد، خرجتُ من السرير وتحرّكتُ بسرعة.
كان جسدي يؤلمني كأنني ضُربت بعصا، لكنني عضضتُ على أسناني وجمعتُ أغراضي كسنجابٍ يجمعُ محصولهُ ، وعدلتُ فُستاني.
كانت الغرفة فوضوية.
كأنّ أحدهم كنس الطاولة، كانت الأغراض متناثرة على الأرض.
الكراسي كانت ملقاة بشكل بائس.
‘أين حقيبتيَ الصغيرة؟’
حينها، رأيتُها على الطاولةِ الفاخرةِ.
‘فارغةٌ ليس لدي سوى خمسةِ فِلساتٍ..’
“….”
وعندهاَ رأيتُ بواقيَ ممزقةً لملابسي.
لكن لم يكن لديّ خيار، فالتقطتها.
عدتُ لترتيبِ نفسي بعشوائيةٍ وجمعتُ أخر أغراضي.
التقطتُ قلم ريشة وورقة من الأرض وكتبتُ مذكرة قصيرة.
‘بالمناسبة، كم تكلفةُ الغرفة؟’
بدا الفندق فاخرًا.
جمعتُ كلّ النقود التي معي ووضعتها مع المذكرة على الطاولة.
كانت ليلةً رائعة. شكرًا لكَ. عُد بحذرٍ!
* * *
الساعة الثامنة صباحًا.
مرت ساعتان منذ وصولي إلى القصر.
تسلّلتُ متجنّبةً أعين الخدم، وصُدمتُ أثناء الاستحمام.
كانت هناك علامات مرقّطة على جسدي.
لحسن الحظ، كانت في أماكن تغطّيها بيجامتي.
عندما استرخيتُ، شعرتُ بالنعاس، لكنني لم أنم بسهولة.
ذلك الوجه والجسد الوسيم لم يغادرا ذهني.
‘لم أرَ في حياتي شخصًا وسيمًا هكذا.
حتى ولي العهد لم يكن بتلك الدرجة.’
بالطبع، لم أره إلا نائمًا، لكن جماله الصادم طُبع في ذهني.
إذا كان ولي العهد وسيمًا كلاسيكيًا، فهذا الرجل وسيم كشيطان يسحر البشر.
‘من يكون؟ لا أتذكّر حتى اسمه.’
حتى رائحته كانت رائعة.
عطر خشبي منعش وثقيل ينبعث منه.
رائحة تجعلني أرغب بدفن أنفي فيه.
في الواقع، حتى هذا الصباح، كان ولي العهد المفضّل لدي.
لطيفٌ ووسيم.
لكنه رجل لا يمكنني التطلّع إليه.
لأكون صريحة، تذكّرتُ حياتي السابقة مؤخرًا.
ولي العهد هو بطل الرواية التي قرأتها في حياتي السابقة.
سيُقابل البطلة بالصدفة في المستقبل، وسينقذان بعضهما ويُحبّان في رواية للكبار.
بالطبع، أنا مجرّد شخصية إضافية لا يُذكر اسمها.
‘لكن هذا أفضل من التجسّد كشريرة.’
تبدأ هذه الرواية، التي لا أتذكّر اسمها، في احتفال عيد ميلاد ولي العهد، عندما تظهر الأميرة رينا من مملكة كالون، البطلة.
رينا هي الابنة الثالثة لملك كالون، ابنة من عشيقة.
لذا، عانت من تنمّر وازدراء من شقيقتيها والملكة.
أُرسلت رينا إلى الإمبراطورية كرهينة تقريبًا، وكان أول حدث رسمي لها هو احتفال ولي العهد.
هكذا التقيا ووقعا في الحب…
قد تبدو قصّة سندريلا نمطيةً، لكن تنتظرهما مصاعب ومحن هائلة.
الشرير المختل الأعظم في الرواية، الدوق هارديون.
يجب تجنّبه بأيّ ثمن.
لا يجب حتى التحدّث معهُ.
إذا لفتّ انتباهه، قد أموت حقًا.
أحبّ البطلة، فقتل حتى خطيبتهُ بحادثٍ مُدبّر منهُ.
عائلة دوق هارديون هي الأكثر شراسة ووحشية بين كلّ الروايات التي قرأتها.
حتى في المجتمع الراقي، عائلة الدوق محاطة بالغموض، وقليلون يعرفون حقيقتهم.
مجرّد شائعات.
لكنني، بعد قراءة الرواية، أعرف قدر نملةٍ عن شخصياتهم.
الدوق نفسه، أخته، ووالديه يمارسون القتل والدفن الحيّ كهواية.
كأنّ القتل يُشبع الدوبامين لديهم…
‘السيدة الكبرى تستحم بدماء الخادمات الصغيرات.
الشائعات عن تفضيلها للخدم الصغار ليست كاذبة.’
في الرواية، وُصفت عائلة الدوق ببشرة بيضاء وعيون حمراء.
جميلون بشكل ساحر لكنهم يثيرون القشعريرة.
أبرزهم هو كايل هارديون، الدوق، الشرير الرئيسي في الرواية.
لم أره أبدًا، لكن من وصف الرواية، يبدو مخيفًا جدًا.
كان هناك شخصيات تبوّلت من الخوف بمجرد رؤيةَ وجههِ.
فيما بعد، يختطف البطلة، يحبسها، ويلوي كاحليهاَ والأسوأ، لذا الرواية للكبار.
‘… يجب تجنّب البطلة أيضًا.
الشخصيات الإضافية التي تحدّتها وُجدت جثثًا.’
بسبب الدوق، الذي يرتكب جرائم بلا ندم لسرقة حبيبة ابن عمه ولي العهد، سيموت الكثيرون قريبًا.
‘لا يجب أن ألمس الأبطال بطرف إصبع.
لأعش بهدوء حتى تنتهي القصّة الأصلية.’
ربما أتحدّث إلى والديّ وأذهب إلى الإقطاعية مؤقتًا.
ليس فكرةً سيئة.
إذا عارضوا بشدّةٍ…؟
يمكنني استخدام فسخ خطوبتي مع إدوين كذريعة، قائلة إنني بحاجة إلى استقرار نفسي، أو شيء من هذا القبيل.
“آه.”
مع زوال التوتر، اجتاحني النعاس كالموج.
بدأت عيناي تُغلقان نصف إغلاق، فسحبتُ اللحاف إلى رقبتي.
بينما كنتُ أغرق في النوم وسط دفء اللحاف، سمعتُ:
‘طق طق طق’
صوت طرقٍ واضح أيقظَ ذهني الضبابِي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"