لكن حين مرّت لين ييوي من جانبه، أمسك بها وأجلسها في حضنه.
وعاء من المعكرونة وزوج من أعواد الطعام.
أكلا معًا، لقمةً بعد لقمة.
وبعد أن أنهيا الطعام، كانت لين ييوي على وشك أن تنهض من حضنه لتغسل الصحون، غير أنها تفاجأت بأنه، على الرغم من أنه كان يأكل قبل لحظات، قد غفا على الكرسي وهو يعانقها.
تنهدت لين ييوي بهدوء. رفعت يدها ولمست وجنته بحذر.
لم تتحرك. فقط تركته يحتضنها.
ناما معًا لعدّة ساعات، متكئين على بعضهما عند مائدة الطعام، حتى بزغت الشمس.
***
في مطلع السنة الثانية من زواجهما، حملت لين ييوي.
وخلال الأشهر العشرة من الحمل، لم يكن لدى سونغ تشيوتشن وقتٌ كافٍ ليكون معها.
فقد رافقها إلى المستشفى لإجراء فحصٍ ما قبل الولادة مرةً واحدة فقط خلال كامل فترة الحمل. أما بقية الأوقات، فرافقتها والدة كِلٍّ من العائلتين.
رغم أن لين ييوي كانت حامِلة، إلا أنها بذلت جهدها للسيطرة على مشاعرها، ولم تشكُ إلى سونغ تشيوتشن.
لكن حين استطاع أخيرًا أن يرافقها إلى المستشفى قبل الولادة، شعرت بالحزن، فضمّته وبكت.
كانت ترغب في التنفيس عن كل ما عانته من صعوبات خلال الأشهر العشرة الماضية.
شعر سونغ تشيوتشن بالضيق حين رآها تبكي. تألم قلبه، واحمرّت عيناه من الحزن والقلق.
لكن الأصعب من كل ذلك، هو أنه حين اقترب موعد ولادتها، وقع حادثٌ كبير في وحدة الإطفاء.
وكان عليه أن يعود بسبب الحريق.
بينما كانت لين ييوي في غرفة الولادة بالمستشفى، كان سونغ تشيوتشن يواجه الحريق، وقد يفقد حياته في أي لحظة.
لكن، لحسن الحظ، انتهى الأمر بسلامٍ على الجانبين.
عاد سالمًا لرؤيتها هي وطفلهما.
كان صبيًّا.
قال سونغ تشيوتشن إنه لا يرجو سوى أن ينشأ الطفل بصحةٍ جيدة.
وهكذا، سمّياه سونغ كانغ.
***
بصفته أبًا، لم يكن لدى سونغ تشيوتشن وقتٌ كافٍ ليقضيه مع زوجته وابنه.
كادت ذكريات سونغ كانغ تخلو تمامًا من والده.
كان يعود أحيانًا متأخرًا في الليل، حين يكون الصغير قد نام. وحين يغادر صباحًا، لم يكن الطفل قد استيقظ بعد.
وحين كان سونغ تشيوتشن يحصل أخيرًا على إجازةٍ ليقضيها في المنزل، كان ابنه يختبئ خلف لين ييوي بخجل. وحين يراه، يرفض أن يدعه يلمسه، أو أن يطلب منه عناقًا.
كان سونغ تشيوتشن يقضي يومًا أو اثنين في محاولة التقرّب منه، ثم يضطر للعودة إلى فريقه.
وكل مرة يعود، يشعر بأن الأمور لم تتغير، وكأنه غريب بينهم من جديد.
تكرر هذا الأمر مرارًا. ولم يألف الطفل ذاك الرجل الذي يُدعى ‘أبي’ حتى بلغ الثالثة من عمره.
في إحدى الليالي، كانت لين ييوي تجري مكالمة فيديو مع سونغ تشيوتشن. فنادَت سونغ كانغ ليأتي.
حدّق سونغ كانغ إلى سونغ تشيوتشن في الجانب الآخر من مكالمة الفيديو بعينين غريبتين. ناداه بخجل، “عمي….”
لم تعرف لين ييوي كيف ترد، فقالت له، “هذا أبيك.”
“ألم تكن تقول إنك تشتاق إلى أبيك كل يوم؟ انظر، ها هو أبيك.”
وبعد فترة من التودّد والإقناع، غيّر سونغ كانغ أخيرًا نبرته ونادى سونغ تشيوتشن بفرح، “أبي!”
“أبي، متى ستعود؟”
“كانغ كانغ يريد أن يلعب معك ألعابًا.”
شعر سونغ تشيوتشن بالحزن والعجز. قرر أن يعود إلى المنزل ليكون مع ابنه في عطلة نهاية الأسبوع، فقال له، “أبيك سيعود في نهاية هذا الأسبوع. كانغ كانغ، قل لأبيك ماذا تريد.”
“أريد…” فكّر سونغ كانغ للحظة، ثم قال بصوته الطفولي، “أريد ألترامان! وأوتومان! النوع الذي يتحول!”
ابتسم سونغ تشيوتشن برقة، ووافق، “حسنًا. أبيك سيحضره لك عندما يعود إلى المنزل.”
لكن لم يكن أحد يتوقع أن تكون هذه مكالمة الفيديو الأخيرة التي تجمعهم كعائلة واحدة.
لم يعد في نهاية ذلك الأسبوع. ولم يكن ثمّة نهاية أسبوع أخرى يمكنهم فيها انتظار عودة سونغ تشيوتشن إلى المنزل.
في يوم الخميس من ذلك الأسبوع، اندلع حريق في شارع الطعام في مدينة شنيانغ.
توفي سونغ تشيوتشن أثناء تأديته لمهمته.
كان عمره اثنين وثلاثين عامًا فقط.
في نهاية ذلك الأسبوع، لم يعُد سونغ تشيوتشن إلى المنزل.
ظهرت لين ييوي في جنازته ومعها ابنهما.
لم يكن سونغ كانغ يدرك حقيقة الأمر بعد. كل ما كان يعرفه هو أن نهاية الأسبوع قد حلّت، وكان من المفترض أن يعود والده. فظلّ يبكي ويصرخ أنه يريد العودة إلى المنزل لرؤية أبيه.
كانت لين ييوي تُهزّ بلا توقّف من قبل ابنها، وعيناها لا تفارقان الجثمان الممدود. بدا وكأن روحها قد فُقدت، ولم يتبقَّ منها سوى قوقعةٍ خاوية.
تساقطت دموعها، وغمرت وجنتيها.
لكن، لن تكون هناك يد دافئة، جافة، خشنة الملمس، تمسح دموعها برفقٍ من جديد.
سُلّمت إلى لين ييوي وصيّة سونغ تشيوتشن الأخيرة.
وسُلّمت لها أيضًا لعبتا ألترامان وأوتومان اللتان كان سونغ تشيوتشن قد اشتراهما لابنهما.
***
“تشيوتشن، أنا حقًّا أريد أن أفتح مطعمًا صغيرًا.”
“افعلي ما تشائين، واغتنمي اللحظة كأنها آخر ما تبقى. لا تتركي في قلبكِ أثرًا من الندم يثقل كاهلكِ.”
لكنني غارقة في الندم…ندم لا يفارقني، ندمٍ على كل لحظة حملت فيها هذا الألم بصمت، على فراغك الذي أصبح جزءًا من روحي، ولا أجد طريقًا للعودة، ولا سبيلًا لتصحيح ما فات.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات