بعد أن تعارفا لثمانية أشهر، وتواعدا لستة، ناقشا الأمر مع عائلتيهما وقرّرا الخطوبة.
وبما أن سونغ تشيوتشن لم يكن قادرًا على العودة إلى مسقط رأسه، فقد قدم والداه ووالدا لين ييوي إلى مدينة شين لقضاء رأس السنة معهما.
رتّب سونغ تشيوتشن لإقامة الأبوين من كلا العائلتين في دار ضيافة قريبة من مركز الإطفاء.
وفي ليلة رأس السنة، سُمح لكلا العائلتين ولـ لين ييوي بالدخول إلى مركز الإطفاء للاحتفال بالسنة الجديدة.
كما حضر أيضًا بقيّة رجال الإطفاء في الفريق وعائلاتهم ممّن لم يعودوا إلى ديارهم.
وصلوا إلى مركز الإطفاء قبل الغروب بقليل. لبّى سونغ تشيوتشن رغبة العائلتين، وطلب من النائب لو جونغجين أن يصحبهم في جولة داخل المبنى.
أما هو ولين ييوي، فكانا في الخلف، يمسكان بأيدي بعضهما البعض.
كانا يتبادلان النظرات من حينٍ إلى آخر، يبتسمان بخفوت، ثم يواصلان المسير وهما متشابكا الأيدي.
رأت لين ييوي كل شيءٍ بعينها، من الكراج، إلى ساحة التدريب، ثمّ إلى المهاجع.
لبرهةٍ من الوقت، شعرت وكأنها ولجت فعلًا إلى حياته اليومية.
وأثناء العشاء، جلست لين ييوي وسونغ تشيوتشن متجاورين، فيما جلس والدا كلٍ منهما على الجهة المقابلة.
كان هذا عشاء ليلة رأس السنة.
وكان أيضًا مأدبة خطوبتهما.
أما شهودهما، فكانوا كل من حضر.
بدأ لو جونغجين يثير الجوّ، قائلًا، “قائدنا، لقد خُطبت، أما لديك شيء لتقوله لشريكة حياتك؟”
فاغتنم بقية الفريق مساندة النائب، وانضمّوا قائلين، “قائدنا، قل شيئًا!”
وجد سونغ تشيوتشن نفسه عاجزًا أمام هذه الجلبة. لم يعد بوسعه أن يتحفّظ أو يتهرّب. فنهض ورفع كأسًا من الشاي بدلًا عن النبيذ، ليُحيّي والدي لين ييوي.
وما إن همّ بالكلام، حتى دوّى جرس إنذار إدارة الإطفاء.
في لمح البصر، اندفع جميع رجال الإطفاء الحاضرين، بقيادة سونغ تشيوتشن ولو جونغجين، خارج قاعة الطعام دون أدنى تردد، وهرعوا صوب الكراج.
أسقط أحدهم عودًا من عيدانه، فأحدث صوتًا خافتًا، لكنه ضاع وسط ضجيج خطى الرجال المتسارعة وصوت الإنذار المرتفع، فلم ينتبه له أحد.
أما العائلات الجالسة في قاعة الطعام، فلم تكن قد استوعبت بعد ما حدث، إذ كانت شاحنة الإطفاء قد انطلقت مسرعة من المبنى كفهدٍ يركض.
في قاعة الطعام، لم يبقَ سوى الأحبّة الذين جاؤوا لقضاء رأس السنة مع رجال الإطفاء.
وقفت لين ييوي وسارت نحو الباب. لم ترَ سوى الجزء الخلفي من شاحنة الإطفاء الحمراء، والألعاب النارية المتلألئة في السماء المعتمة البعيدة.
كانت المدينة غارقة في الأضواء، وعائلاتٌ لا تُعدّ ولا تُحصى كانت تحتفل بلمّ الشمل في هذه اللحظة.
لكن ثمة فئة من الناس لا بدّ لها أن تواصل أداء مهامها، لا تستطيع حتى أن تعود إلى منازلها في احتفال السنة الجديدة.
كانوا دائمًا، بأرواحهم، يحمون هذه المدينة وساكنيها.
فجأة، أمسك أحدهم بيد لين ييوي.
كانت أمّ سونغ تشيوتشن.
استدارت إليها وابتسمت ابتسامة خفيفة.
ثم شدّت على يدها الخشنة.
وعادتا إلى مقعديهما معًا.
انتظرتا عودتهم.
أخرجت لين ييوي هاتفها وبحثت عن الأخبار العاجلة.
فرأت أن مصنعًا ما قد اندلع فيه حريق.
ومنذ ذلك الحين، لم تكفّ عن متابعة المستجدّات.
وصل رجال الإطفاء.
وقد تمّت السيطرة على الحريق.
أُخمدت النار الظاهرة.
لم تقع أي إصابات.
انتهت مهمّتهم، وصار بإمكانهم العودة.
وبعد انتظار دام نحو نصف ساعة، عادت شاحنة الإطفاء تسير ببطء إلى المبنى.
جاء جميع أفراد العائلة الذين كانوا ينتظرونهم إلى الساحة.
قفز شبّانٌ وجوههم مغطاة بالسخام الأسود من شاحنة الإطفاء.
وكان الآباء يتقدّمون واحدًا تلو الآخر ليعانقوا أبناءهم.
حدّقت لين ييوي في باب الشاحنة، تنتظر سونغ تشيوتشن.
لكنّه لم يكن هناك.
رآها أحد رجال الإطفاء، ونظر إلى الأربعة الذين رافقوها، ثم قال، “القائد والنائب أخذا بعض المجنّدين الجدد للبقاء في الموقع، للقيام بتفتيش ثانٍ وتعريفهم بما يخلّفه الحريق من آثار. سيعودان قريبًا.”
كانت تعرفه؛ إنه قائد الفرقة في مركز الإطفاء.
رغم أنها قرأت في الأخبار أنه لم تقع إصابات، إلّا أن قلبها لم يسكن حين لم تجده بين العائدين.
ولم تهدأ أنفاسها إلا قليلًا حين سمعت ما قاله قائد الفرقة.
بعد نصف ساعة أخرى، عادت شاحنة الإطفاء التي فيها سونغ تشيوتشن إلى مركز الإطفاء.
كان آخر من نزل من الشاحنة، ثم مشى إليهم.
احتضن لين ييوي بعفوية، وراح يبتسم وهو يردّ على أسئلة العائلات المتكرّرة. “أنا بخير. لم أُصب، إطلاقًا.”
عندها فقط، تمكّنوا من مواصلة عشاء ليلة رأس السنة.
كان رجال الإطفاء قد أعدّوا أنشطةً متنوعة للجميع، لكن سونغ تشيوتشن ألغى تلك الخطط بعدما تأخّر الوقت كثيرًا.
رافق هو ولين ييوي عائلاتهم إلى دار الضيافة، وانتظرا بصبر حتى استقرّ الجميع، ثمّ غادرا سويًا وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض.
ركبا السيارة، وقادها هو ليُعيدها إلى مكان سكنها.
اقترب الوقت من منتصف الليل بنصف ساعة.
كان العام الجديد على الأبواب.
وحين وصلا، نزلت لين ييوي من السيارة، وتبعها سونغ تشيوتشن.
كان يرتدي حينها ملابس غير رسمية. قميصًا أسود وسترة سوداء.
قالت لين ييوي بصوتٍ خافت. “إذن…سأصعد الآن؟”
أومأ سونغ تشيوتشن برأسه، “تفضلي.”
وقبل أن تستدير لتصعد، مدّت لين ييوي يدها فجأةً وعانقته.
لا زالت رائحة جل الاستحمام الهادئة عالقة به.
كان يفصلهم عن بداية العام الجديد دقيقة أو اثنتان.
كانت تؤخّر اللحظة عمدًا.
وبدا أن سونغ تشيوتشن قد فهم ما يدور في خلدها.
زفر أنفاسه بهدوء، ثم أمسك بأصابعها وضغط عليها برفق.
“سأصعد معكِ.”
ابتسمت لين ييوي، وتركت له يدها ليقودها إلى داخل المبنى.
صعدا بالمصعد حتى باب شقّتها، ثم أدخلت كلمة السر، فانفتح الباب.
دخلت لين ييوي.
لكنها لم تفلت يده بعد.
كانت السماء خارج المبنى تتلألأ بألوان الألعاب النارية، وصوت انفجاراتها لا ينقطع.
لقد انتصف الليل.
كانت تعلم ذلك.
لقد انتظرت لين ييوي هذه اللحظة.
استدارت، رفعت رأسها نحو الرجل الواقف عند الباب، لم يكن بينهما سوى خطوة واحدة، ثم قالت مبتسمة، “سنة جديدة سعيدة، تشيوتشن.”
ابتسم سونغ تشيوتشن بدوره.
وانحنى ليطبع قبلة خفيفة على شفتيها الناعمتين. “سنة جديدة سعيدة.”
كان صوته منخفضًا وأجشّ قليلًا.
رفعت لين ييوي نظرها إليه، وعلى محيّاها ابتسامة خجولة.
ومن زاويته، بدا ما فعلته كأنه لحظة عفوية مفعمة بالمشاعر.
مدّ يده، وأمسك بكفّها برفق، ثم جذبها إليه ليضمّها في عناق صامت وطويل، فيه شيء من الشوق والاطمئنان.
استندت إليه بخفوت، حتى وجدت نفسها تتراجع للخلف بخطوات صغيرة، وهو يتبعها بلطف.
وقبل أن تدرك ذلك، كانا قد تهاديا معًا نحو السرير.
تبادلا الضحك على خفّة السرير وضعفه، وما إن جلسا، حتى أصدر السرير صريرًا خفيفًا.
لكن اللحظة سرعان ما انتهت حين دوى فجأة صوتُ صدعٍ قويّ.
وسقطا معًا إذ غاص السرير تحتهما.
لقد….
انهار السرير….
كانا لا يزالان في وضع العناق، وقد تبادلا نظراتٍ مدهوشة.
كانت لين ييوي أول من أشاح بنظره، وقد توهّج وجهها بحمرةٍ خجولة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات