الذكرى التي كانت تستعيدها لين ييوي أكثر من سواها لاحقًا، كانت لحظة لقائها الأول بـ سونغ تشيوتشن. لقد جاء ليراها مرتديًا زيًّا عسكريًّا أخضر بلون الزمرّد.
تلك كانت أول جملة قالها لها.
***
في يوم الموعد الأوّل، عُقِد اجتماعٌ قصير في مقرّ القيادة. وبعد حضوره، أراد سونغ تشيوتشن أن يصل إلى مكان اللقاء في الموعد المحدّد، ولم يكن هناك متّسعٌ من الوقت ليعود ويبدّل ملابسه.
ولأنه من الأفضل ألّا يتأخّر في أوّل لقاء، قاد سيارته مباشرة إلى المطعم.
حين وصل، كان المطعم مكتظًّا بالروّاد. ورأى المرأة التي لم يكن قد رآها من قبل إلا في الصور.
كانت ترتدي فستانًا أبيض، وشعرها الطويل الانسيابي ينسدل بلطف، وطبعها وديع هادئ. جلست بهدوء في مقعدها، تتأمّل الأطباق التي قُدّمت على الطاولة.
كان زيّ سونغ تشيوتشن العسكري لافتًا للنظر، لكنّه لم يعبأ بنظرات الآخرين المتسائلة. اتّجه مباشرة إلى الطاولة، ووقف عندها، ثمّ أومأ برأسه قليلًا وقال بأدب، “مرحبًا.”
بينما كانت لين ييوي شاردة تفكر في نوع التوابل المستخدمة في الطبق أمامها، قطع صوتٌ خفيضٌ عذب النغمة خيط أفكارها. رفعت رأسها ببطء، لتقع عيناها على رجلٍ وسيم، كثيف الحاجبين، ترتسم على شفتيه ابتسامة خفيفة، وقال بهدوء، “أنا سونغ تشيوتشن.”
وكان سونغ تشيوتشن أوّل من كسر الصمت، فابتسم وسأل، “كم من الوقت انتظرتِ؟”
بدت لين ييوي خجولة بعض الشيء، وقد احمرّ وجهها حين نظرت إليه. ثمّ أجابت بعد أن سمعت سؤاله، “ليس طويلًا.”
“هل أتيت مباشرة بعد اجتماعك؟” سألت رغم أنها كانت تعرف الإجابة في داخلها، لكنها أرادت أن تقول شيئًا.
قال سونغ تشيوتشن، “نعم.” ثم أوضح، “لم يكن لدي وقت كافٍ لأعود وأغيّر ملابسي.”
أثناء حديثه، كانت لين ييوي تربط شعرها الذي كان منسدلًا بلا ترتيب. وحين رفعت رأسها مجددًا، وجدت سونغ تشيوتشن يحدّق بها، فاحمرّت وجنتاها أكثر.
وبشيء من الحرج، أبعدت خصلة شعر سقطت جانب أذنها، وخفضت بصرها.
حينها ابتسم سونغ تشيوتشن بلطف وقال لها، “لنأكل.”
أثناء تناولهما الطعام، أولى سونغ تشيوتشن لين ييوي عناية خاصة. لم يكتفِ بصبّ الماء لها في كوبها، بل ناولها مناديل مبلّلة بلطف، كما دفع الحساب دون أن تُدرك، بينما كانت في دورة المياه.
حين خرجا من المطعم، سألها إن كانت ترغب في الذهاب إلى مكانٍ ما. فأجابت أن القرار له، فاختار أن يأخذها إلى السينما.
بعد أن خرجا من السينما في ذلك اليوم، مازحها سونغ تشيوتشن قائلًا إنه لم يعش ظهرًا هادئًا ومريحًا كهذا منذ زمن طويل.
في اللحظة التالية، تلقّى اتصالًا هاتفيًّا.
“حسنًا، سأذهب فورًا. جهّزوا المعدات لي.”
بعد أن أنهى المكالمة، كان سونغ تشيوتشن على وشك أن يعتذر من لين ييوي لأنه مضطرّ للذهاب، لكنها سبقته بالكلام وسألت، “هل يمكنني أن أذهب معك؟”
لم يكن لديه متّسع للتردّد. أومأ برأسه موافقًا، ثم ركب السيارة وأدار المحرّك سريعًا وهو يقول، “حين نصل، لن أتمكّن من الاعتناء بكِ، أنتِ….”
“لا تقلق عليّ، فقط افعل ما عليك فعله.” قالتها بلطفٍ بالغ.
قال سونغ تشيوتشن بنبرة نصف مازحة، “إنه توقيتٌ مثالي. ستحظين بفرصةٍ حقيقية لتلمسي طبيعة عملي. وإن لم تستطيعي تقبّله الآن، فلعلّكِ تتمكّنين من ذلك لاحقًا.”
ثم أردف بجديّة، “لا أعلم كم سأبقى مشغولًا. يمكنكِ العودة أولًا، وإن سنحت لي الفرصة لاحقًا، فسنخرج في موعدٍ آخر.”
لم تُضِف لين ييوي شيئًا، بل اكتفت بإيماءة تدل على الفهم.
وحين وصلا إلى موقع الحريق، قفز سونغ تشيوتشن من السيارة، وركض نحو شاحنة الإطفاء. رأت لين ييوي بعينيها كيف بدّل ثيابه بخفّةٍ ومهارة، ثمّ حمل خرطوم المياه واندفع إلى مركز النيران دون أدنى تردّد.
كان ظهره حازمًا، لا يتزحزح.
انقضت الدقائق ببطء. لم تطق البقاء جالسة في السيارة، فنزلت ووقفت خارج المنطقة المحظورة.
بعد وقت لا تدري كم دام، رأت أخيرًا مجموعةً من رجال الإطفاء يخرجون من المبنى المتصاعد منه الدخان، يرتدون عتادهم وأقنعة التنفّس.
وكان آخر من خرج هو القائد، سونغ تشيوتشن.
خلع القناع، وكان وجهه ملوّثًا بالسواد والرماد، لكن عينيه ظلّتا صافيتين وضاحتين.
وفي اللحظة التي رآها فيها، ومضت في عينيه لمحةُ دهشة، كأنه لم يتوقّع أن تكون لا تزال هناك. اقترب منها وهو يبتسم.
كان وجهه مغطّى بالسواد، غير أن ابتسامته أظهرت أسنانه البيضاء، ولدهشتها، وجدت لين ييوي أنه بدا لطيفًا.
لقد كان لطيفًا للغاية.
اقترب سونغ تشيوتشن منها وقال مبتسمًا بخجل. “ألم تذهبي؟”
ابتسمت لين ييوي بدورها ابتسامة خفيفة وقالت، “كنتُ أحاول أن أستشعر جديًّا إن كنتُ قادرة على تقبّل طبيعة عملك.”
شعر سونغ تشيوتشن ببعض القلق، حتى إنه رفع يده ومرّرها على شعره بتوتر، قبل أن يسألها، “إذن…هل استطعتِ؟”
قالت، “أستطيع أن أتفهّمه.”
ومع أنه كان متحضّرًا، إلا أن قلبه انقبض لا إراديًّا حين سمع قولها ذاك.
ثم توقّفت لين ييوي لحظة، وأضافت، “وأستطيع تقبّله.”
لمع بريقٌ في عينيه للحظة، سرعان ما خفت.
“حتى وإن ضحّيتُ بنفسي لأجله؟” قالها سونغ تشيوتشن بنبرةٍ هادئة وعقلانية. “إن كنتِ تفكّرين في الزواج بي، فعليكِ أن تضعي هذا الأمر في الحسبان.”
فقالت، “بالطبع، آمل أن تبقى سالمًا دومًا.”
حين أنهت حديثها، تبادلا الابتسام، وقد فهم كلٌّ منهما الآخر.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات