هرب لوو يي.
وانطلق الكلب وراءه.
أما تشانغ مينشنغ فصرخ بحماسة
“رائع، رائع للغاية!”
ثم ركض خلفهما هو الآخر.
فكّرتُ بيأس: من هو المجنون الحقيقي هنا؟
تقدّمتُ بضع خطوات وأنا أمشي كالسّرطان، فرأيت تشانغ مينشنغ والكلب يعودان وهما يتجادلان طوال الطريق.
ولأكون دقيقة، كان الكلب هو من يوبّخه دون توقّف، لكن من دون أن يهاجمه.
يبدو أن الكلب مجرّد “مشاكس كلاميًا”!
تنفست الصعداء وجلست على المقعد، أدلّك ساقيّ المتعبة.
وما إن رآني الكلب، حتى قفز، وسحب السلسلة بقوة، وركض مباشرةً إلى جانبي.
جلس تشانغ مينشنغ بجانبي وبدأ يثرثر:
“هل كان ذلك حبيبكِ السابق…؟”
الكلب: “عوّو عووو عوو—”
لم أنطق بكلمة، لكن سرًا، كنت في غاية السعادة.
بصفتي “إنسانة-آي”، لم أرد الحديث في هذا الموضوع، وكنت أكره طلاب الدراسات العليا الذين لا يعرفون حدّهم.
لوّح تشانغ مينشنغ بيديه مرارًا:
“حسنًا حسنًا، سأتحدّث إليها وأنا واقف، سأقف، هل هذا مناسب؟!”
نفخ الكلب عبر أنفه نفخة استهزاء واضحة.
ومع ذلك، قدّم تشانغ مينشنغ للكلب بعض الماء.
دسّ زجاجة ماء معدنيّة مباشرة في أنف الكلب، فبدأ الكلب يشرب منها:
“غلغ غلغ غلغ غلغ—”
أنا: “؟؟؟”
ما هذا؟!
هل هذه هي الطريقة “المهنية” لسقي كلب؟!
وكيف يملك كل هذا الثقة؟ ألا يخاف أن يعضّه الكلب؟!
بدأت الرغبة المقموعة داخلي في إيجاد مُتبنٍّ للكلب تتحرّك مجددًا…
بعد أن أنهى تشانغ مينشنغ سقي الكلب، قال لي:
“أمم… لا أستطيع رعاية كلبك.”
ارتجفتُ:
“ماذا؟! ما الأمر؟! ما خطب رئيسي الكبير؟!”
نظر إليّ الكلب نظرة جانبية، كأنه يتنهّد.
تردد تشانغ مينشنغ قليلًا.
أنا: “؟؟؟”
ثم قال ببطء:
“…قد لا تصدّقين هذا، لكنني حلمت البارحة أن الكلب نعتني بـ’العلجوم الطامع بالبجعة‘.
(نوع من الضفاضع كبير وجلده خشن)
شعرت بالحماس يكاد يقفز من صدري:
“أصدّق! أصدّق تمامًا! أكمِل!”
كان تشانغ مينشنغ قد رأى حلمًا الليلة السابقة.
في الحلم، كان الكلب يشتمه.
لكن! رغم ذلك… لم يستسلم!
قال:
“سأكون صريحًا، لا تغضبي.”
قلت: “حسنًا.”
“قلت للكلب إن طاقتك منخفضة جدًا، وإنه من الصعب عليكِ الاعتناء به.”
أنا: “…”
“الكلب يناسب شخصًا نشيطًا مثلي.”
أطرقت برأسي.
همم…
في داخلي، اعترفت بأن كلامه صحيح.
“إذًا لماذا لا تريد الكلب بعد الآن؟”
قال تشانغ مينشنغ:
“ليس الأمر أنني لا أريد الكلب، بل إن الكلب لا يريدني. قال إنه يريد الاعتناء بكِ.”
رفعت رأسي بدهشة، ونظرت إلى الكلب. لكن الكلب أعرض بوجهه ونظر إلى شيء آخر، وكأنه لا يريد الخوض في الأمر.
“…على أي حال، إنه مجرد حلم.”
قال تشانغ مينشنغ إنه فكّر الشيء نفسه.
لكن اليوم، حين مرّ ورآنا صدفة، راقب بدقة.
“سواء كان حلمًا أو لا، أشعر أن الكلب يضبط خطواته ليلائم قدرتك على التحمل.”
—
🫓🫒
التعليقات لهذا الفصل " 9"