ولكن المريضة هي أنا، وليس الكلب.
لا أعرف لماذا جاء.
وهو لا يعرف لماذا لا أقدّم له الطعام.
لذا حاولت النهوض بصعوبة، وأخذت هاتفي، وعرضت عليه—
“ما رأيك بوجبة لياقة؟”
توقّف الكلب عن الشكوى، واستلقى بجانبي.
فراؤه ناعم ودافئ.
حسنًا.
وقت التوصيل: 45 دقيقة.
الكلب ينتظر، وكذلك أنا.
أرغب في النوم، لكنني لا أستطيع.
أرتجف من البرد، ومعدتي تتلوّى جوعًا، وفوق ذلك… أشعر بالملل.
بصمت، طلبت لنفسي أيضًا طبقًا من العصيدة.
ملاحظة: أريدها ساخنة.
لقد كنت مريضة منذ عدة أيام.
وخلال هذه الأيام، كان رأسي غارقًا في ضباب مستمر.
في الحقيقة، مررت بنوبات مشابهة من قبل.
لكنني سابقًا كنت أنام نومًا عميقًا، يفقدني الإحساس بالوقت.
أما الآن، فالوضع مختلف.
بفضل هذا الكلب… أصبحت جدوليّةُ نومي ممتازة!
وهو يتناول ثلاث وجبات كاملة في اليوم!
أحلم به كل ليلة.
في اليوم الأول طلب مني دجاجة بزيت البصل.
وفي اليوم الثاني أراد أضلاعًا مطهوّة بالصلصة.
وفي اليوم الثالث طلب كرات لحم على طريقة “رأس الأسد”…
وعلى الرغم من مرضي، فإنني متمسكة بمبادئي—كيف لكلب أن يأكل طعامًا بهذا المذاق القوي؟
لذلك، كل صباح، وبدون استثناء، أطلب له وجبة لياقة.
ثم أطلب لنفسي بعض الحساء الساخن مع النودلز.
والأهم من ذلك… لا يمكنني الموت.
وبما أنني ما زلت حيّة، فالأفضل أن أعيش وشهيتي ممتلئة.
—
14 أبريل 2024. مشمس.
استقرّت حرارتي الآن.
كنت أحلم كل ليلة في الآونة الأخيرة، وحلم البارحة كان الأغرب.
ظهر الكلب مجددًا في حلمي.
حدّق بي لوقت طويل.
ثم، وبشكل لا يُصدّق، تنهد قائلًا:
“أيتها الإنسانة، لقد سامحتك. عندما تتعافين، اذهبي وأحضري لي دجاجة بزيت البصل.”
لكن هذا لم يكن الجزء الأغرب.
وبما أنه حلم، أمسكت به واقتربت منه لأستنشق رائحته.
تمكنت من شمّ رائحة الشمس والعشب في فرائه.
منذ مرضي، وكأن معظم حواسي قد انطفأت—ولا سيما الشمّ والسمع.
لكن في حلمي… استطعت الشعور بكل شيء.
الكلب قال أيضًا:
“أيتها الإنسانة، اتكئي على ظهري ونامي جيدًا. عندما تستيقظين غدًا، ستكونين على ما يرام.”
كيف يتحدث بهذه الطريقة؟!
يا لها من كلمات مبتذلة!
لا—الحلم هو من صنع عقلي الباطن.
إذًا…
الشخص المبتذل ليس الكلب… بل أنا؟!
—
🫓🫒
التعليقات لهذا الفصل " 2"