[أصبح الجميع مهووسًا بي بعد أن أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة . فصل جانبي 6] 

كان سبب تنهّد عائلة ليا مجتمعين واضحًا جدًا.

لا عجب أنه أبن دومينيك . …

كان السبب هو لوسيو، الذي أعلن قبل قليل بتواضع أنه سيتخلى عن خطوبته مع ليا.

كانت الأرشيدوقة تمسك جبينها المتألم ولم تستطع كبح غضبها.

“لماذا يكون هذا الشاب الصغير عنيدًا هكذا؟”

ردّ أسكارت على كلام الأرشيدوقة بوجه كئيب.

“هذا ما أعنيه، لم أتوقع أبدًا أنه سيقبل المسؤولية بعد أن خالف وعده . …”

“آه.”

“همم.”

تنهد كل من الماركيز السابق و الأرشيدوقة بصعوبة، وابتلعوا كلماتهم.

لم يكن بمقدورهم فعل شيء آخر، فهم في الحقيقة لم يكونوا يرغبون بإلغاء هذه الخطبة !

لم يغفلوا أن فقدان لوسيو للذاكرة لم يكن خطأه بالكامل، كما أنهم نسوا غضبهم عندما رأوا كيف ظل بجانب ليا طوال فترة استعادة روحه دون أن يغادرها لحظة.

وقبل كل شيء، بعد سماعهم أن ليا عاشت حياة شاقة حتى بلغت سن الرشد ثم عادت إلى طفولتها بعد موتها، كيف يمكنهم أن يرفضوا هذا الزواج؟

الماركيز السابق، الذي لم يتعرف على حفيدته رغم قربها منه.

أسكارت، الذي كان منشغلاً بأبحاث بلا جدوى داخل الأكاديمية بينما أختاه تعيش حياة صعبة بالخارج.

زوجا الدوقية الكبرى ، الذين عانوا في الدوقية الكبرى دون أن يعرفوا شيئًا.

في حياة مليئة بالتعب والوحدة، كان لوسيو تقريبًا الوحيد الذي أظهر نية صادقة وحنانًا حقيقيًا، باستثناء الشياطين وأتباعهم الذين خدعوا ليا.

وحتى معروفه الكبير لدوق إيلارد.

لم يتخيل أحد أن الإمبراطور قد أرسل يده الشريرة، وأن الدوق تورط في خدمة الإمبراطور كأداة لسنوات طويلة.

لو قال شيئًا، لكنا حاولنا حل المشكلة معًا.

رغم اعتقاد الأرشيدوقة بأن الدوق كان أحمقًا لتحمله العبء وحده، إلا أنها لم تغفل صدقه الصامت، فابتسمت ابتسامة مُرّة.

وكان الماركيز السابق، الذي يعتبر دوق إيلارد كابنه، يشعر بنفس المرارة.

عقله يقول إن الإمبراطور كان سيطارده في أي وقت، لكن قلبه يعتقد أنه لو لم يكن قد شرب الخمر مع الإمبراطور، لما حدث كل ذلك.

وبسبب حزنه واعتذاره، لم يكن معارضًا أبدًا لفكرة أن يصبح دوق إيلارد جزءًا من العائلة.

وكان الدوق نفسه يفكر بنفس الطريقة.

بل وافق جزئيًا على كلام دوق إيلارد.

إذا كان لا بد من الخطبة … . فمن الأفضل أن يكون لوسيو هو من يرتبط بليا بدلاً من أن تتأذى مع شخص غريب.

كأب، كان يشعر براحة أكبر عندما يرتبط ابنته بشخص موثوق به.

وبدون شك، لم يكن يظن أن ليا ولوسيو سيفترقان بسهولة.

لذلك، كانوا جميعًا يؤيدون هذه الخطبة بشكل قاطع.

لكنهم أظهروا عنادًا في اللقاء الأول لأسباب خفية.

“يبدو أن لوسيو لم يكن على علم بالأمر . …”

قال أسكارت بصوت محبط، وهو الذي تسبب في المشكلة.

قبل أيام، ذهب إلى قصر إيلارد ليأخذ ليا، لكنه صادف معلومات صادمة.

كانت هناك تحضيرات للزفاف بين لوسيو وليا، وحتى غرفة العروسين كانت مجهزة.

حتى مع تلقي طلب الخطبة، واللقاء المرتقب، وقبول عائلة إيلارد كعائلتهما، كان هذا الخبر صادمًا لعائلة ليا التي لم تفكر حتى في الزواج أو الحب قبل قدومها إلى الإمبراطورية.

شعروا بالذعر وكأنهم سيفقدون ابنتهم، فتأخروا في عقد اللقاء الأول وناقشوا الأمر بقلق.

وكانت نتيجة تلك المناقشات هي محاولة إلغاء الخطبة عمدًا.

كانوا ينوون، عند تدخل قصر إيلارد ، أن يوافقوا على الخطبة فقط، وتأجيل الزواج لمدة عامين على الأقل، وأن يتم الزفاف في دوقية بيلوس الكبرى. 

“يبدو أن تحضيرات الزواج كانت من قرار دوق إيلارد وحده، أسكارت، لا تحزن، فليس خطؤك.”

“نعم ،من ناحية، كأن صوت الزواج خفت قليلاً ،لقد تحقق ما أردناه.”

رغم أن الوضع خرج عن السيطرة بشكل غير متوقع، حاول الأرشيدوقة والماركيز السابق مواساة أسكارت.

لكن عيني أسكارت، التي كانت متدلية أكثر من المعتاد، لم تستعد حيويتها.

لأن الأمر الأهم من النتيجة هو . …

“لقد خاب أملها كثيرًا، أليس كذلك؟”

كانت هذه مشاعر أدريانا.

تذكرت تعبير ليا عندما سمعت أن لوسيو سيطيع رغبة الأرشيدوقة ، واشتد قلبي ألمًا.

لذلك، بعد الانتهاء من الطعام، وافقت على التحدث مع لوسيو لفترة قصيرة وعدت إلى قصر الماركيز دون اعتراض.

كان أسكارت قلقًا جدًا، خوفًا من أن يكون ما فعله قد جرح ليا.

“سيكون كل شيء على ما يرام، أسكارت.”

قال الأرشيدوق بلطف.

“لوسيو هو من قرر أن يطيع رغبتنا، وسيعرف كيف يهدئ غضب أدريانا ، بالإضافة إلى ذلك . …”

“. …؟”

“لا أظن أن هناك ما يدعو للقلق بشأن هذا الأمر.”

عند سماع ذلك، اتسعت عينا الماركيز السابق و الأرشيدوقة.

“ماذا تعني؟ تقول إنه لا داعي للقلق؟”

“سيدي، ألم يقل لوسيو إنه سيبذل قصارى جهده لاستعادة الثقة المفقودة؟ لذا علينا فقط أن نراقب الأمور بتفاؤل.”

“لكن، يا صاحب السمو، ماذا نقول إذا سألتنا أدريانا لماذا حدث هذا؟”

رد الأرشيدوق بابتسامة دافئة على صوت الأرشيدوقة القلق.

“سنعترف بصدق، رغم أنه أمر محرج.”

“آه . …”

“أنا متأكد أن أدريانا ستتفهم.”

نعم، تلك الابنة الطيبة والملائكية ستفهم.

لكنها ستشعر بالحرج الشديد ولن تتمكن من مواجهة الأمر بسهولة . …

ولم أجرؤ على رفع نظري.

رأيت زوجتي، وحماي ، وابنيّ جميعًا يشعرون بالإحباط، فقررت أن أقدم تعزية أكثر حزمًا.

فكر لفترة ثم قال بحزم.

“في الواقع، لم تقل زوجتي شيئًا خاطئًا، أليس كذلك؟”

“ماذا؟”

“كما اعترف لوسيو، لا يمكن إنكار أنه جرح أدريانا.”

تجاهل الجميع القصص المعروفة عن فقدان لوسيو للذاكرة، أو معروفه الكبير لدوق إيلارد.

ابتسم الدوق بفخر وهو يواسي عائلته بهذه الطريقة المنحازة.

لكن . …

“. …؟”

كان تعبير زوجتي، وابني، وحتى الماركيز السابق غريبًا بعض الشيء.

الأرشيدوق ، الذي لا يملك حساسية كبيرة، شعر فجأة بقشعريرة غريبة تسري في عموده الفقري.

استدار ببطء، ثم رأى أخيرًا.

ابنته العزيزة تنظر إليه بعينيها الورديتين المرتجفتين.

“أدريانا … .؟”

لم يشعر بقدومها أو حتى بسماع صوتها، فمتى عادت؟

‘لا أظن أنها سمعت.’

حاول الأرشيدوق أن يصدق ذلك، لكن نظرة ليا المصدومة كانت تشير إلى أنها فهمت الأمر بشكل خاطئ.

وبالفعل.

“هل كان أبي؟”

“نعم؟”

“كنت أظن أن جدي أو أمي أو أخي هم من عارضوا الأمر !”

لم أتخيل أن أبي، الذي كان دائمًا يدعمني بصمت، هو من وقف ضدي !

رأيت خيبة أمل ليا ترتسم على وجه الدوق، وبهت وجهه.

“يا عزيزتي، ليس الأمر كذلك . …”

“لقد سمعت ذلك بنفسي، هل تنكر الآن؟”

يا للعجب، حتى الصراحة لا يملكها !

عندما أظهرت ليا تعبير خيبة أمل شديد، وقف الأرشيدوق فجأة محاولًا الدفاع عن نفسه.

لكن . …

“ألم تقل إنك ستسمح بالزواج كما هو؟”

“نعم ! قال والدي ذلك !”

هاجمت الأرشيدوقة وأسکارت الأرشيدوق بسرعة.

حتى الماركيز السابق غير موقفه.

“ليا، جدك لم يعارض أبدًا ! إذا تزوجتِ، ستعيشين في قصر إيلارد القريب جدًا من قصر ديايبل ، لن تضطري إلى ركوب القارب كل يوم لرؤيته، وستشاهدين وجهه كل يوم، لماذا أعارض؟”

“حتى أنت يا أبي . …”

سقط الأرشيدوق مغلوبًا على أمره.

بعد أن خُذل من عائلته في لحظة، وأصبح المسؤول عن إلغاء خطبة ليا، جلس على الأريكة منهارًا.