[أصبح الجميع مهووسًا بي بعد أن أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة . فصل جانبي 4] 

 

 

عندما طرحت سؤالي، تجمدت ملامح لوسيو الذي كان يحاول تهدئتي.

 

وعندما رأيت ذلك، شعرت أن رأسي أصبح فارغًا تمامًا.

 

كنت قد شككت بالأمر دون قصد، لكن لم أكن أظن أنه حقيقي . …

 

‘هل كان الأمر صحيحًا؟’

 

في الحقيقة، بدأت أشعر أن تصرفات لوسيو غريبة بعد فترة قصيرة من استعادة روحي.

 

‘كان يتجنبني باستمرار، وهذا ما بدا لي غريبًا.’

 

كنت أظن أن السبب في ذلك هو مشهد قسم الفارس الذي أداه جاك أمامي، فأسأت الفهم.

 

في الواقع، أخبرني لوسيو أن جاك أقسم الولاء لديانا في حياته السابقة مقابل صفقة للحصول على معلومات عني، وكان يعتقد أنني ربما لن أقبل عرضه للزواج.

 

لكن الآن، يبدو أن تصرفات لوسيو لم تكن بسبب جاك، بل لأنه كان في حالة غريبة بالفعل.

 

وربما السبب الحقيقي . …

 

هو أنه استعاد كل ذكرياته التي كانت مختومة بفضل تطهير ديانا قبل دخول الغابة السوداء.

 

‘لم أكن أتصور أبدًا أن لوسيو أيضًا كان من أهل العصور القديمة . …’

 

عندما قال لوسيو إنه استعاد ذكريات حياته السابقة، ظننت أنه يقصد فقط حياته السابقة المباشرة.

 

لكن الأمر لم يكن كذلك.

 

〈لقد رأيتك تموتين أمامي مرتين ، لن أسمح أبدًا بأن أفقدك بتلك الطريقة مرة أخرى.〉

 

في اليوم الذي طلبت فيه من لوسيو أن يعيد عرض الزواج علي في برج القصر.

 

وفي اليوم الذي سمعت فيه اعترافه بأنه يحبني أكثر من حياته.

 

كان لوسيو يحتضنني بقوة حتى شعرت أنني لا أستطيع التنفس، وقال ذلك بعزم شديد.

 

وبينما كنت متأثرة جدًا، خطر في بالي سؤال غريب.

 

〈مرتين؟〉

 

〈هاه؟〉

 

〈لماذا مرتين؟〉

 

〈. …هاه؟〉

 

أنا متأكدة أنني متُّ أمامه مرة واحدة فقط في برج القصر.

 

فمتى متُّ مرة أخرى دون أن أدري؟

 

بينما كنت أرمش بحيرة، بدا على لوسيو أيضًا علامات الارتباك.

 

〈قالت ديانا إنك تتذكرين حياتك السابقة، أليس كذلك؟〉

 

〈نعم، لهذا السبب أعرف أنني مت هنا.〉

 

〈آه . …〉

 

عندما سمع إجابتي، تنهد لوسيو وكأنه أدرك شيئًا.

 

تجهم وجهي من الضيق.

 

عندها اعترف لوسيو بحرج.

 

في الحقيقة، مثلما كنت أنا سبليسيا وكانت ديانا القديسة، كان هو أيضًا من أرواح شخص من العصور القديمة.

 

‘حتى الآن أشعر بالارتباك.’

 

لم أكن أتصور أن هناك شخصًا آخر من العصور القديمة غيري وغير ديانا.

 

ولم يخطر ببالي أبدًا أن يكون هذا الشخص هو لوسيو.

 

قال إن ذكرياته عني كانت مختومة بالسحر، لكنه استعادها كلها—ذكريات الحاضر، الحياة السابقة، وحتى الحياة القديمة—بعد تطهير ديانا.

 

〈حتى أنا، رغم أن لايزل ساعدني لأرى مشاهد من العصور القديمة عبر سبليسيا ، لم أستطع استرجاع تلك الذكريات . …〉

 

ونحن في قمة ارتباكنا، نزلنا من البرج وذهبنا مباشرة إلى ديانا.

 

وعندما سمعت ديانا القصة كاملة . …

 

〈حقًا؟ ليس لديكِ ذكريات عن سبليسيا ؟〉

 

كانت مصدومة للغاية.

 

ديانا، مثل لوسيو، كانت تظن أنني أستعيد كل ذكرياتي القديمة.

 

وسرعان ما اتضح سبب هذا الفهم الخاطئ.

 

بعد أن أصبحت قديسة، أخبرها لايزل أنني عدت للحياة بعد موتي، وذكر لها بعض تفاصيل حياتي السابقة، فظنت أنني أستعيد كل الذكريات مثلها.

 

وأخبرت لوسيو بذلك أثناء غيابي بسبب استعادة روحي.

 

〈لم أكن أتصور أن أختي لا تتذكر حياتها كسبليسيا . …〉

 

قالت ديانا إنها لم تسألني عن حياتي السابقة لأنها كانت تشعر بالذنب والأسف بسبب موت سبليسيا واللعنة التي جعلتني أعيش حياة مليئة بالألم.

 

وأنا أيضًا، كنت أظن أنني أتجنب الحديث عن الأمر لأنني ما زلت متأثرة.

 

〈ديانا، الأمر ليس كذلك أبدًا، بعد استعادة روحي، لم تعد ذكريات حياتي السابقة مؤلمة.〉

 

في الأساس، لم أسترجع ذكريات العصور القديمة، فلم يكن هناك ما يؤلمني!

 

على أي حال، إذا لخصنا الأمر. 

 

〈إذًا، ديانا، أنتِ تتذكرين فقط العصور القديمة وليس الحياة السابقة؟〉

 

〈نعم ! وأنتِ تتذكرين فقط الحياة السابقة، صحيح؟〉

 

〈صحيح، إذًا . …〉

 

اتضح أن لوسيو وحده يتذكر كل الحيوات السابقة.

 

في ذلك الوقت، لم أكن أهتم كثيرًا بالأمر، فقد كانت حياتي الحالية أهم بكثير من ذكريات العصور القديمة أو حتى الحياة السابقة التي انتهت دون أن ألتقي بعائلتي.

 

لكن الآن، بدأت أشعر أنني كنت ساذجة.

 

“لوسيو.”

 

نظرت إليه بعينين نصف مغمضتين ونبرة ذات مغزى، فابتلع ريقه بتوتر.

 

راقبته وقلت. 

 

“أنت … . سبليسيا . …”

 

“. …”

 

“كنت تكرهها، أليس كذلك؟”

 

ارتبك لوسيو فجأة وبدأ يرمش بعينيه.

 

“. …ماذا؟”

 

“أسألك، هل كنت تكرهها !”

 

“ما هذا الكلام . …”

 

“أليس كذلك؟ قبل أن تستعيد ذكرياتك القديمة، كنت تريد الخطوبة بسرعة، ثم فجأة بدأت تتحدث عن مشاعر جاك تجاهي، وقلت إنه لا بأس بإلغاء الخطوبة ، بالتأكيد كنت تكرهني، أو بالأحرى تكره سبليسيا ! والآن مشاعرك مختلطة ومضطربة.”

 

كنت واثقة من ذلك.

 

في اليوم الذي استيقظت فيه ديانا كقديسة، بكت وقالت لي مرة واحدة فقط شيئًا عن سبليسيا. 

 

قالت إن سبليسيا كانت الأنسب لتكون قديسة.

 

وعرفت ذلك أيضًا من خلال لايزل.

 

سبليسيا، أول ساحرة سرقت قوة الشيطان، استخدمت السحر دون وعي منها لتحويل الأعشاب البرية إلى أعشاب طبية، حتى يتحرر الناس من سموم الوحوش ومن الألم والمرض.

 

‘لذا، إذا نظرنا للأمر، فهي شخص طيب … . لكن . …’ 

 

ليس كل شخص طيب يجب أن يكون محبوبًا من الجميع.

 

ربما لم تتوافق الطباع أو الآراء، وهناك أسباب كثيرة لعدم تقبل الآخر.

 

ورغم أنني كنت خبيرة في المعلومات في حياتي السابقة، إلا أنني لم أكن بارعة في فهم مشاعري، فاعتقدت أن تحليلي صحيح.

 

“. …”

 

“هل كنت قاسية جدًا؟”

 

قلت ذلك وأنا أنفخ على غرتي، بينما كان لوسيو مذهولا لا يستطيع الكلام.

 

ثم فجأة . …

 

“. … همم.”

 

ضحك لوسيو فجأة، أو بالأحرى حاول كتم ضحكته وفشل.

 

“ماذا؟”

 

“لا شيء.”

 

“لا شيء ؟!”

 

عندما غضبت، غطى لوسيو فمه بيده ومسح وجهه.

 

ثم نظر إليّ مجددًا، ولم يستطع منع نفسه من الابتسام.

 

كان تعبير وجهه مألوفًا.

 

‘إنه نفس التعبير عندما يظن أنني غبية !’

 

صرخت بانفعال.

 

“لماذا تضحك !”

 

“. …آسف.”

 

لاحظ أخيرًا أنني غاضبة، فمسح ابتسامته واعتذر.

 

ثم أمسك يدي بلطف وجذبني نحوه وسأل. 

 

“إذًا، تسألين إن كنت أكرهك … . أو أكره سبليسيا ؟”

 

. …هل كان صوته يرتجف قليلا؟

 

أومأت برأسي، رغم أنني لم أهدأ تمامًا، لأنني أردت معرفة الجواب.

 

في هذه الأثناء، جلس لوسيو على الأريكة وأجلسني على ركبتيه.

 

كان الأمر طبيعيًا لدرجة أنني لم أستوعب حتى وضعت يدي على كتفيه.

 

ضحك لوسيو من ملامحي المتفاجئة، ثم طبع قبلة على خدي.

 

احمر وجهي فجأة وحاولت النهوض، لكنه أمسك خصري بقوة فلم أستطع التحرك.

 

“ما هذا ! أنا أتكلم بجدية !”

 

“وأنا أجيبك بجدية.”

 

قال ذلك وهو يمرر يده بلطف على شعري.

 

ثم اقترب مني.

 

“. … انتظر !”

 

ترددت للحظة، ثم دفعت لوسيو قليلًا.

 

“أجبني بوضوح ، هل حقًا … . كنت تكره سبليسيا ؟”

 

“لم أكرهها.”

 

قاطعني لوسيو بحزم.

 

“لكن . …”

 

انفتح شفاه لوسيو ببطء بعد أن ظلت مغلقة لفترة طويلة.