[أصبح الجميع مهووسًا بي بعد أن أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة . الحلقة 242]
“ماهو ملكي ؟”
رفع لوسيو حاجبيه بدهشة من كلام ستيكايل.
“أجل، قلت هذا الهراء في الماضي أيضا، قلت إنك جئت لتستعيد ما هو لك، أليس كذلك؟”
في حياته السابقة، بعد أن اخترق السيف قلب ليا وتوقفت أنفاسها بقليل، ظهر الشيطان في قصر إيلارد ناشرًا هالته الشريرة.
عندما ظهر الدخيل فجأة، سأل لوسيو عن هويته، فأجاب الشيطان بأنه جاء ليستعيد ما يخصه.
في ذلك الوقت، لم يكن لوسيو يعرف أن ليا هي أميرة بيلوس، ولا حتى حقيقة وجود الشيطان.
لكن الآن، أدرك أن اختطاف ليا، وتدريبها كجاسوسة، ودفعها للعيش في الظل، كان كله من تدبير الشيطان.
كان يدعو دومًا أن تعيش ليا حياة هادئة وسعيدة.
لكنه لم يستطع أن يغفر للشيطان الذي دمر حياتها مجددًا.
نظر ستيكايل إلى لوسيو الذي يشتعل غضبًا، وإلى ليا القلقة عليه، وسخر ببرود.
“هل أنا مجرد عائق؟”
دور الشرير الذي يفصل بين الحبيبين بالقوة.
“ليا، هل تحبين هذا الرجل؟”
سألها ستيكايل بعينين حمراوين متوحشتين.
عندما رأت ليا عينيه المتوهجتين كاللهب، ارتجف جسدها كله.
كانت عيناه تفيض بطاقة قاتلة، حتى أنها شعرت وكأنها ستحترق.
خافت أن تقول الحقيقة فيقتل لوسيو في لحظة.
وفي الوقت نفسه، لم ترد أن تخيب أمل لوسيو، فترددت.
“لا، لا تجيبي، لا أريد أن أسمع منكِ أنكِ تحبين رجلاً آخر أمامي.”
قالها ستيكايل ببرود، ومد يده جانبًا.
فجأة، اندلعت ألسنة اللهب في الممر وأحاطت بالجميع.
أسرعت ليا بإنشاء حاجز، وحمى لوسيو نفسه بالأورا، لكن الحرارة كانت خانقة حتى كادت تذيب الأجساد.
“أتظن أنك قادر على مواجهتي، وأنت لم تفعل شيئا سوى سرقة قوتي؟”
ضحك ستيكايل بسخرية، وزاد من ضغط طاقته القاتلة.
شعر لوسيو كأن أحدًا يخنقه، وخرج أنينه رغما عنه.
كان يعلم أنه لا يستطيع هزيمة الشيطان بهذه القوة.
المانا التي قتلت سبليسيا.
كان مصدر تلك القوة هو الشيطان نفسه، لذا لم يستطع تقبلها بالكامل.
لكنه لم يكن ينوي الاستسلام.
كان عليه أن يصمد وينتظر حتى يظهر من يستطيع حقًا مواجهة الشيطان.
لم يكن ستيكايل يدرك ذلك، فتنفس ببطء وتجاوز لوسيو الذي جثا على ركبته من شدة الضغط.
ثم مد يده نحو ليا التي تجمدت من الخوف.
وفجأة، توقف عن الحركة.
مرت ريح قوية على وجهه.
لم تكن ريحًا، بل سهمًا.
وضع يده على خده، وعندما رأى الدم، اتسعت عيناه بدهشة.
في تلك اللحظة، دوّى صوت فتاة صغيرة في الممر.
“أيها الشيطان الحقير ، ألن تبتعد من هنا؟”
* * *
شعرت بفرحة غامرة عندما سمعت هذا الصوت العزيز.
منذ أن بدأ السيد يثور بغضب، كنت أشعر بطاقة مقدسة قريبة.
في مكان يملؤه المانا الشريرة، كان هناك طاقة قوية ونقية مختلفة تمامًا.
قال لايزل إن الطاقة المقدسة تعارض المانا، ويمكنها تعقبها، لكن العكس غير ممكن.
لكن ربما لأنني استخدمت الطاقة المقدسة طويلاً لتطهير نفسي، أصبحت أستطيع الإحساس بها رغم امتلاكي للمانا.
خاصة طاقة ديانا، فهي أقوى وأوضح من لايزل.
لذا انتظرت بصمت حتى وصلت ديانا في اللحظة المناسبة.
لم أستطع كبح مشاعري، فالتفت بسرعة.
ضوء ساطع فجأة أطفأ ألسنة اللهب، وبدأت نسمة باردة تهب.
أغمضت عيني للحظة من شدة الرياح.
“أختي، جئتُ لإنقاذك !”
رأيت ديانا بشعرها الفضي يتطاير.
كانت تحمل قوسًا ضخمًا على كتفها، وخلفها فرسان الهيكل والكهنة.
كان مشهدها مهيبًا . …
‘كأنها الفارس الذي ينقذ الأميرة في قصص الطفولة! ‘
رؤية ديانا الصغيرة والجميلة تأتي لإنقاذي جعلتني أبكي من شدة التأثر.
عندما نظرتُ إليها وشفتي ترتجفان، ابتسمت لي مطمئنة.
مع كل خطوة كانت تخطوها، شعرت أن المانا الشريرة تتطهر.
في تلك اللحظة . …
* * *
“. …القديسة؟”
بدت عينا ستيكايل مضطربتين للحظة، ثم أطلق ضحكة شريرة.
“هل أنتِ أيضًا تجسدتِ من جديد؟”
توهجت عيناه كمن يرى عدوه اللدود.
ونظرت إليه ديانا ببرود كبحر متجمد وقالت بصوت بارد:
“أنت الذي كنت تنظر إلى البشر كحشرات من عليائك، أليس كذلك؟ لم تتوقع هذا؟”
“كان يجب أن أتوقع ذلك … . لكن لم أهتم بكِ.”
أضاف ساخرًا.
ضحكت ديانا بازدراء.
“ستيكايل، رغم كل تلك القرون، ما زلت متغطرسًا، وصحح كلامك.”
لم تكن عدم اهتمام، بل جهل.
“بقوتك التي تتفاخر بها، لا يمكنك الإحساس بالطاقة المقدسة … . لهذا لم تعرف أنني تجسدت واستيقظت.”
سخرت ديانا من الشيطان.
تجمد وجه ستيكايل، لكنه سرعان ما ابتسم بسخرية.
“لا بأس ، يجب أن أشكرك ، بفضل لعنتك، أحببت ليا.”
“. …!”
“واليوم، سترين ليا التي منحتِني إياها تذهب معي إلى الجحيم.”
“كفى هراء !”
صرخت ديانا بغضب لم تستطع وصفه.
“لماذا؟ لماذا من بين كل البشر، أحببتها أنت ؟!”
“وهل هذه كلمات قديسة يجلها البشر؟ أتقصدين أن تعاسة الآخرين لا تهمك إلا ليا؟”
نظر ستيكايل إلى من خلف ديانا وسألها.
“ألن يكون كلامك محرجًا أمام أتباعك؟”
كان في صوته سخرية واضحة.
لم تكن ديانا تتوقع أن يكون حب الشيطان بهذه القسوة.
ولم تكن تهتم بنظرة الآخرين، لذا لم تتأثر باستفزازه.
أجابت بلا تردد.
“كفى استفزازًا ، أنت تعرف أنني لست إلا إنسان لديه مشاعر .”
نظر إليها ستيكايل ببرود.
“ستيكايل، جئت اليوم لأفعل ما لم أستطع فعله قبل خمسة آلاف عام ،سأدمرك مهما كلف الأمر.”
“وأنا سأمزق روحك حتى لا تعودي أبدًا.”
رفع ستيكايل ذراعه دون تردد.
في تلك اللحظة، انتشرت من ظهره أجنحة ضخمة، وامتد شعره القصير حتى قدميه.
غطته هالة شريرة، وشعره الأسود ووجهه الشاحب وعيناه الحمراوان كانتا تلمعان بجنون.
مع انتشار أجنحته، اندفعت عاصفة من المانا السوداء نحو ديانا.
سارعت ديانا بإنشاء حاجز مقدس.
لكن هجوم الشيطان كان أقوى من أن يتحمله الحاجز وحده.
بدأ الدم يتدفق من وجوه وأذرع وجوانب الكهنة وفرسان الهيكل خلف ديانا.
“آه !”
نظروا جميعًا إلى الشيطان بدهشة.
قتال الوحوش في الغابة كان صعبًا، لكن المانا السوداء التي أطلقها الشيطان كانت أقوى بكثير.
كانت موجة سوداء كالكارثة الطبيعية، لا يمكن للبشر مقاومتها.
شعروا جميعًا بالرعب.
كل هذه القوة كانت مليئة بالكراهية والقتل . …
دو دو دو دو —!
اصطدمت قوتان هائلتان فاهتز المكان.
صدت ديانا الهجوم وصرخت في الفرسان.
“ماذا تفعلون؟ هل تريدون الموت؟”
رغم أن كلماتها كانت قاسية، لكنها أعادتهم إلى رشدهم.
أي تهاون هنا يعني الموت.
أسرعوا في تعزيز الحواجز المقدسة حول أجسادهم.
وخلال ذلك، تكررت صدامات الطاقة المقدسة مع المانا، وتحطمت أعمدة الممر بفعل الانفجارات.
وسط المعركة الشرسة، تذكر الفرسان تعليمات ديانا قبل دخول الغابة وبدأوا يتحركون.
لم يحاولوا مساعدة القديسة أو مهاجمة الشيطان من الخلف، بل تحركوا بشكل منسق.
توقف ستيكايل مذهولا من تصرفهم.
ثم كــــووووجــك —!
“هل تظنون أن بإمكانكم تجاهل وجودي؟”
انهمرت عليه سهام الطاقة المقدسة كالمطر.
تفادى الهجوم وصدّه، لكنه شعر بشيء غريب.
هذا ليس أسلوب ديانا المعتاد.
بدت متوترة وعصبية.
‘أين ليا؟’
فجأة، التفت ستيكايل بسرعة.
لكن ليا لم تكن هناك.
استغلت غفلته واختفت.
بحسب شخصيتها، كان يجب أن تساعد ديانا في الهجوم، لا أن تختفي هكذا . …
في تلك اللحظة، اتسعت عيناه.
استدار ستيكايل بسرعة.
التعليقات لهذا الفصل " 242"