[أصبح الجميع مهووسًا بي بعد أن أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة  . الحلقة 220]

في لحظة، فقدت القدرة على الكلام ولم أستطع قول شيء، فنظر لوسيو إليّ بنظرة وكأنه كان يتوقع ذلك، وأخفض عينيه.

كان تعبيره حزينًا لدرجة أنني شعرت وكأن أذنيه وذيله يتدليان، وتحركت شفتيه دون أن ينطق.

“هل نسيت كلامي الذي قلته للتو؟ أم أنك لا تصدق؟ حقًا، لا بأس إن لم تتذكر، فأنا سأخبرك من البداية حتى النهاية . …”

“هل تتذكر كل شيء بدون استثناء؟”

رد لوسيو على كلامي، فابتسمت وأومأت برأسي.

صراحة، كان غريبًا بعض الشيء أن لوسيو لا يتذكرني، وكنت أخشى ألا يحبني كما كان من قبل.

لكن رغم ذلك، لم أفكر في تركه.

بل الأهم من ذلك.

“لا يمكنك الهروب من الأميرة إلى الأبد، لا أريد أن أراك تتودد إليها أمامي مرة أخرى.”

تردد لوسيو قليلاً ثم أومأ برأسه في النهاية.

حينها، أمسكت بيده بسرعة لأنني شعرت أنه لن يقول شيئًا غريبًا الآن.

“سمو الأميرة.”

نادتني جين بصوت حذر.

نظرت إليها متسائلة عن السبب، فقالت بوجه متوت.

“لقد طلب منك لايزل الحضور بمفردك.”

“ماذا؟”

في تلك اللحظة، أصبح نظر لوسيو باردًا.

كنت قد هدأته بالكاد، فما هذا الآن!

“هل هذا حقيقي؟”

كانت الرسالة التي أرسلتها مسبقًا تتضمن أخبارًا عن تحول الأميرة إلى عبدة للشيطان، وحالة لوسيو أيضًا.

كنت أتوقع أن يتم تطهيرها فورًا.

لكنني ترددت وقلت له.

“حسنًا، سأذهب.”

“. … حسنًا.”

لم يعارض لوسيو، وكأنه يعلم أنني سأذهب.

“لقد طلبت منك الحضور، لذا يجب أن تذهبي.”

بالرغم من ذلك، أضف ذلك.

أومأت برأسي وخرجت مسرعة من المكتب.

شعرت بوخز في رأسي حتى أُغلقت الباب.

* * *

“لايزل ! أنا ليا، سأدخل !”

سمعت صوت ليا من غرفة الاستقبال، ففتح لايزل عينيه وهو يدلك صدغه.

وبدقّة راقب دخول ليا.

كنت قلقة من أن تكون وجهها شاحبًا بسبب ما مرت به في الإمبراطورية.

لكنها بدت مشرقة أكثر مما توقعت.

“لماذا تأخرتِ هكذا؟”

كانت مشرقة جدًا حتى أنها بدأت بالتذمر فور وصولها.

ابتسم لايزل بهدوء وجلس على الأريكة، ولم يعترض على كلام ليا.

بعد قليل، كان عليه أن يخبرها بأخبار ثقيلة، لذا سمح لها بالتدليل قليلاً.

“هل تعلمين كم انتظرت؟ لدي الكثير لأخبرك به … . أوه؟”

فجأة، فتحت ليا عينيها على اتساعهما.

يبدو أنها أدركت أن لايزل لم يعد شابًا كما كان، بل أصبح شيخًا.

“لا تظني الأمر كثيرًا، لقد وصلت بالكاد لأن طاقتي المقدسة كانت على وشك الانتهاء.”

كان لايزل دائمًا يبدو متعبًا عندما يزور دوقية بيلوس الكبرى للتطهير.

لكن هذه المرة كان يبدو كمتشرد في الشارع.

لذلك، كاد حراس عائلة ديابيل يمنعونه من الدخول، لكن خادمات الدوقية تعرفنه، فتمكن من دخول القصر.

ليا، التي لم تكن تعرف هذه القصة، قالت بتفهم. 

“لهذا لم تقم بوضع الحاجز.”

“هل شعرتِ بذلك؟”

أومأت ليا.

خلال عشر سنوات من إقامتها في الدوقية الكبرى ، تلقت التطهير في غرفة محاطة بحاجز طاقة مقدسة وضعه لايزل، لذا كانت تشعر بطاقة دافئة خفيفة.

“لقد أرسلت جميع الخدم في الطابق الثاني بعيدًا، ووضعنا تعويذة عزل صوت، لذا يمكنك التحدث بحرية.”

رغم أن لايزل بدا جادًا، إلا أنه سأل. 

“حسنًا، هل تريد الذهاب إلى الإمبراطورية بسبب القديسة أم بسبب خطيبك ؟”

“. …خطيب ؟”

“هل تأتين إلى هنا وتنكرين ذلك؟ سمعت أنكِ ستخطبين قريبًا ،هل قررت هذا بسرعة كبيرة بعد وصولك للإمبراطورية؟”

تنهد لايزل مستندًا إلى الأريكة.

كان مندهشة جدًا عندما سمع خبر خطوبتها.

كان ذلك بمثابة صدمة كخبر ظهور الوحوش من جديد.

ليا، التي تتمتع بشخصية متزنة، لم تتخذ قرارًا بسهولة.

لذا، كان من الطبيعي أن يكون لديها شخص تعرفه منذ فترة طويلة.

“لماذا لم تخبريني عن خطيبك ؟”

كانا يتشاركان سرًا حتى مع عائلتهما.

شعرت لايزل بالاستياء قليلاً، فبدأت ليا تحك خدها وأجابت. 

“لم أكن أعرف، لكن يبدو أن لدي خطيب .”

“ماذا؟ ما هذا الكلام؟”

ضحكت ليا ضحكة غامضة، فخاف لايزل من أن تكون قد خدعت من قبل هذا الشخص.

لكن هذا الشخص كان شقيق القديسة.

‘والأدهى أن أولئك المتفاخرين وافقوا على ذلك . …’

〈لن أزوج ابنتي، سأبقيها معي طوال حياتي !〉

〈صحيح، من يناسب أختي المثالية؟〉

كان الأرشيدوق الأرشيدوقة و اسكارت يثيرون ضجة في كل زيارة، وكانوا يبدون وكأنهم لا يمانعون في إبقاء ابنتهم مع العائلة حتى بعد الزواج.

لذا، إذا وافقوا، فهو رجل جيد.

لم تكن لايزل مرتاحة، لكنها أومأت برأسها.

في تلك اللحظة، تحدثت ليا عن خطيبها المرتقب.

“سيد لايزل، هل رأيت الرسالة التي أرسلتها؟ الأميرة عقدت صفقة مع الشيطان للحصول على دوق إيلارد الصغير .”

“. … نعم، رأيتها، كنت أعلم أن الشياطين بدأت تتحرك منذ ظهور الوحوش، وكنت أتوقع أن يظهر أتباع الشيطان مجددًا.”

“هل علمت بذلك وطلبت مني الحضور بمفردي؟ ظننت أنهم سيطهرونها فورًا . …”

نظرت لايزل إلى ليا بصوت متذمر.

رأى القلق والحزن واللوم الخفيف في وجهها الصغير، فابتسم بسخرية.

عاش مع عائلة متفاخرة طوال حياته، وكان من المضحك أن يعتني بهذه الطريقة.

وفي الوقت نفسه . …

‘كيف أقول لها هذه الكلمات؟’

لم أستطع إخراج هذه القصة الثقيلة من رأسي طوال الطريق إلى الإمبراطورية.

على الرغم من استعجالي، لم أستطع التحدث أمام ليا.

‘فقط … . فقط قليلاً بعد.’

قال لايزل بنبرة جافة. 

“هناك ترتيب للأمور، لديكِ الكثير لتقولي، وإذا كنت تحت تأثير السحر، فيجب أن تكوني الآن في القصر.”

“ماذا؟ لا، أنا في قصر إيلارد ، كنت معه للتو.”

“هل لم تكوني مع القديسة؟ أليس من المفترض أن لا تبتعدي عن الأميرة؟”

أدركت ليا أن لايزل كان يظن أنها مع ديانا، لكنه طلب منها الحضور وحدها.

كانت مستغربة، لكنها تابعت. 

“لحسن الحظ، دوق إيلاد الصغير ليس مع الأميرة، بل مع إيدن، قالت ديانا إنه مقاوم للسحر، ربما لهذا السبب.”

“حقًا؟”

تمتم لايزل. 

“هل هي حقًا دم القديسة؟”

أومأ برأسه.

“إذاً، لا داعي للقلق كثيرًا ، بمجرد بدء التطهير، ستخرجين من السحر قريبًا.”

تنهدت ليا بارتياح.

“هذا جيد جدًا، في الحقيقة، ديانا عانت كثيرًا ، ذهبت للمعبد وأحضرت الماء المقدس ،حاولت التطهير بنفسها.”

“. …القديسة؟”

“نعم، رغم أن ذلك لم يكن فعالًا.”

تذكرت ليا ديانا التي كانت تعاني وقالت بحزن. 

“لقد حصلت على القطعة المقدسة، لكنني لست متأكدة من صحتها، ديانا لم تستيقظ بعد.”

“ربما القطعة حقيقية.”

رفعت ليا رأسها بسرعة.

قال لايزل بحذر. 

“أعتقد أن هناك سببًا لعدم استيقاظ القديسة ، لذا، لا تقلقي . …”

“هل وجدت الكتاب القديم الذي كنت تبحث عنه؟”

قاطعت ليا لايزل.

“هل وجدت الكتاب الذي كنت تبحث عنه بفارغ الصبر؟”

توقف لايزل للحظة، ثم أجاب بصمت.

كانت ليا التي كانت تتوق لصحوة القديسة تدرك من نبرة صوته أنه قد حصل على إجابة.

بنظرة مشرقة كالنار، أومأ لايزل.

“نعم، لقد عرفنا اللعنة التي وضعتها القديسة عندما حبست الشيطان.”

“. …!”

“وهذا سبب عيشك لحياتين.”

توقفت ليا عن التنفس للحظة.

لطالما تساءلت لماذا لم يقتلها الشيطان ولماذا ربط روحه بروحها.

ولماذا حصلت على فرصة حياة ثانية.

كانت تأمل أن معرفة اللعنة قد تجيب على أسئلتها . …

لكن ذلك كان مجرد أمل.

الآن، الكثير من الشكوك التي كانت تراودها بدأت تتضح.

كان قلبها ينبض بجنون.

ثم فجأة، ظهر خوف عميق دفنته في أعماقها.

“هل … . هل السبب في عدم استيقاظ ديانا هو أنا؟ لأنني لم أمُت؟”

نفى لايزل ذلك على الفور.

“ليس كذلك أبدًا، ليس لأنك لم تمُت، لا يمكنك الموت.”

تنهدت ليا ، لكنها شعرت بشيء غريب في قلبها.

هزت رأسها بقوة وشدت قبضتها وقالت. 

“إذا، أخبرني.”

ما هي اللعنة التي وضعتها القديسة والتي جعلتني أعيش تحت سيطرة الشيطان؟ أريد أن أعرف السبب.

ابتسمت شفاه لايزل أخيرًا وقال. 

“ذلك … . لأن الشيطان يحبك.”