[أصبح الجميع مهووسًا بي بعد أن أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة . الحلقة 184]

“. … لا، لا أتذكر.”

“حقا ؟”

“نعم . …”

أجبتُ بنفس العذر الذي أخبرت به جاين ذات يوم، بأن محتوى الحلم غير واضح في ذاكرتي.

فبغض النظر عن أي شيء آخر، لا يمكنني الكشف عن حياتي الماضية كما نصحني لايزل.

كنتُ قلقة من أن يبدو غريبا أن أقول إنني حلمت حلما مرعبا ثم أدعي أنني لا أتذكره، لكن لحسن الحظ لم يبدُ لوسيو مندهشاً وأومأ برأسه بهدوء.

“لكن . … هل أنتِ بخير؟”

“أنا؟”

“وجهك شاحب.”

عندما قلت ذلك، لمس لوسيو وجهه بعفوية وقلت : “أحقا؟”

رغم محاولته إظهار أن الأمر غير مهم، إلا أنني شعرتُ بأن شيئا ما ليس على ما يرام.

“ليا، هل هذه زهرة الثلج؟”

سأل لوسيو وهو يشير إلى القبة الزجاجية الموضوعة على الطاولة بجانب السرير.

“أجل، كيف عرفت؟”

“سمعت عنها من أسكارت سابقا.”

“آه، فهمت، أليست جميلة؟ إنها ساحرة حقا، مجرد وضعها بجانبي يساعد في تنظيم المانا.”

“. … نعم ، هذا طبيعي.”

همس لوسيو بتلك النبرة الغامضة التي تحمل معنى خفيا. 

في تلك اللحظة . …

“حسناً، بما أنني تأكدت من أنكِ مستيقظة، سأذهب الآن.”

نهض لوتشيو من مكانه دون تردد.

أمسكتُ بذراعه بسرعة.

“ماذا؟”

“التسوية . …”

همستُ بتلعثم عند تذكر ما حدث الليلة الماضية، فانفجر لوتشيو ضاحكاً.

“ألستِ شديدة الدقة في الحسابات؟ لقد استيقظتِ للتو، والوقت مبكر جدا، سنتحدث لاحقا .”

“لا ! لنفعل ذلك الآن.”

هززتُ رأسي بقوة.

بالرغم من أنني كنتُ أنوي إقناع والديّ مرة أخرى اليوم، إلا أنني كنتُ قلقة بعد سماعي كلامهم عن العودة إلى الدوقية.

بالإضافة إلى أن لوسيو شخص مشغول جدا، لذا لم أكن أعرف متى سأراه مجددا إن ذهب الآن.

دون أن يفهم ما يدور في بالي، نظر إليّ لوسيو بعينين تقولان “ما الحل مع هذه الطفلة العنيدة؟” قبل أن يجلس بجانبي في النهاية.

“حسنا، سأكون ممتنا لو أخبرتني بأسرع ما يمكن.”

“إذاً ما الذي تريد معرفته؟”

سألته على الفور.

جزءٌ مني كان متلهفا لمعرفة إجابته.

‘بما أنه رئيس داريل، فلا بد أن لوسيو يعرف معظم المعلومات.’

ما الذي يمكن أن يريد معرفته بالضبط … . ؟

“ذلك الشيء الذي سرقتهِ البارحة، أليس قطعة أثرية قديمة؟”

“. …ماذا؟”

“كنتُ أعرف أن الكونت بيتييه يملك قطعة أثرية قديمة، زيارته للإمبراطور أمس كانت لمحاولة إخراج كينيث بيتييه من السجن مقابل تقديم القطعة الأثرية، أليس كذلك؟ الإمبراطور مهووس بالآثار القديمة، لذا لا شك أنه وافق على الصفقة، أم أنني مخطئ؟”

أومأتُ برأسي دون وعي، مندهشة من سؤاله المفاجئ.

“وسمعتُ أنكِ زرتِ خزينة الإمبراطور أمس.”

“نـ — نعم.”

“هل وجدتِ هناك أي . …”

توقف لوسيو فجأة عن الكلام وأطلق تنهيدة.

رؤيته يتردد بهذا الشكل جعلني أشعر بالتوتر دون سبب.

ثم سأل بتصميم. 

“هل سمعتِ من قبل عن آثار الشيطان؟”

“!”

“كنتُ أحاول جمع المعلومات عنها بنفسي منذ وقت طويل، لكن المصادر شحيحة جدا، يبدو أن المعبد قد منع الوصول إليها.”

“. …”

“عندما سمعتُ أن الحكيم لايزل كان كبير الكهنة السابق، حاولتُ مقابلته في مقر الدوق، لكنه تجاهلني تماما .”

مرر لوسيو يده على شعره بإحباط قبل أن يكمل :

“فكرتُ أيضاً في زيارة المعبد مع ديانا، فالمعبد ودود معها، لكن . … هناك الكثير من الأعين، والأهم أنني لا أرغب في ذلك.”

“. …ألا تريد شرح الموقف بالتفصيل لديانا؟”

عندما سألته بهذا الشكل الاستكشافي، توقف لوسيو للحظة ونظر إليّ قبل أن يهز رأسه ببطء.

“أجل، لو لم تسرقي تلك القطعة الأثرية، لما سألتكِ أصلاً.”

“. …ما الذي تريد معرفته بالضبط؟”

عندما أدرك من إجابتي أنني أعرف عن آثار الشيطان، أصبحت عيناه حادتين.

“طريقة لإبطال عقد تم بواسطة أثر شيطاني.”

جعلني جوابه المباشر ألهث.

“لماذا تريد معرفة ذلك . …”

قبل أن أتمكن من إكمال سؤالي، توقفنا نحن الاثنان فجأة ونظرنا نحو الباب.

شعرنا بوجود شخص يصعد السلالم.

“لا بد أنها خادمتي، اذهب الآن.”

عندما قلت ذلك بسرعة، أومأ لوسيو برأسه واختفى بسرعة نحو الشرفة المتصلة بالغرفة.

أسرعتُ أنا أيضاً نحو الحمام المتصل بغرفة الملابس.

‘عقد بواسطة أثر شيطاني . …’

لماذا يسأل لوسيو عن “تبعية الدم”؟

أصبح رأسي مشوشا من كثرة الأسئلة التي تطفو على السطح.

* * *

بعد قليل، عندما أنهيتُ استحمامي السريع وخرجت، وجدتُ جاين تنتظرني بوجه مذهول كما توقعت.

بعد أن تجاوزتُ بكُدّ توبيخها القلق عن كوابيسي التي أيقظتني مبكرا، توجهتُ بخطوات ثقيلة نحو غرفة الطعام حيث كان أفراد عائلتي ينتظرون.

‘كنتُ قلقة من أن يكون الجميع بوجوه جادة بسبب أحداث الأمس . …’

لكن لحسن الحظ، كان جو الوجبة هادئا كالمعتاد.

بالطبع، كان تصرف والديّ وكأن شيئا لم يحدث محرجا بعض الشيء، لكنني شعرتُ باهتمامهما بي.

بينما كنتُ أكرر امتناني في قلبي، قلتُ لهما بحذر قبل أن أنهي وجبتي. 

“أمي، أبي . … سأذهب إلى قصر إيلارد اليوم لفترة قصيرة.”

“إلى قصر إيلارد ؟”

“نعم، لأتفقد ديانا.”

بعد أحداث الأمس، لا بد أن الجميع كانوا في حالة صدمة.

خاصة ديانا، التي جاءها حتى متعصبون يهتفون باسم القديسة إلى القصر.

بدا أن والديّ قد خمنا هذا الموقف، لأنهما سمحا لي بذلك بسهولة.

لكن هذه كانت مجرد حجة.

بالطبع كنتُ قلقة على ديانا، لكنني كنتُ متشوقة أكثر لإظهار القطعة الأثرية التي أنقذناها فجر اليوم لها.

بينما كنتُ أستعد للخروج بعد إرسال إشعار بزيارة مقر الدوق، قالت جاين. 

“سيدتي، السيد جاك هنا.”

“. …السيد ؟”

“نعم، قال إنه سيرافقكِ إلى قصر إيلاد .”

ضحكت جاين قائلة إنهما صديقان منذ الطفولة، وكم هذا لطيف منه.

لكنني شعرتُ بتصلب في وجهي عندما سمعتُ أنه ينتظر عند المدخل.

‘يجب ألا أظهر أي شيء، طالما أحتفظ بسرّي، لن يعرف أحد.’

فقط لايزل والسيد يعرفان أنني أعيش حياة ثانية.

لكن حتى هذان لا يعرفان من قتلني.

لايزل لديه فقط فكرة غامضة عن مشاعري في حياتي الماضية، أما السيد . … 

فكل ما يهمه هو قتلي أو تعذيبي، لذا لا يكترث بمن قتلني.

‘لذا طالما أنا حذرة، لن يتغير شيء ولن يتأذى أحد.’

عززتُ عزمي واتجهتُ نحو الطابق السفلي.

“مرحبا جاك !”

لحسن الحظ، كنتُ قادرة على مواجهة جايد ببرودة أكثر مما توقعت.

عندما اقتربتُ منه بتحية سعيدة، أومأ برأسه بوجه محرج.

لكن دهشتي لم تدم طويلاً.

“جاك ، ما خطب وجهك؟”

في الصباح، كان وجه لوسيو شاحبا، والآن جاك يبدو منهكاً بنفس القدر.

بدا جاك غير مدرك لحالته، فحك خده بإحراج قبل أن يجيب أنه لم ينم جيدا. 

انطلقت مني تنهيدة.

كيف لسيد سيوف مثله أن يبدو بهذا الإرهاك لمجرد أنه لم ينم جيدا؟ هذا غير معقول.

“. …هل أصابك خيبة أمل كبيرة؟”

عندما سألته بحذر، فتح جاك فمه مدهوشا : “ماذا؟ كيف عرفت … . ؟”

ابتسمتُ ابتسامة مريرة.

“كيف لا أعرف؟ لقد فزت بالبطولة، لكن لم تحصل حتى على الزهور، وألغي الحفل، وكل شيء أصبح فوضى.”

“آه . …”

عندما قلت ذلك، عبس جاك قبل أن يضحك ضحكة فارغة.

رؤيته جعلتني أشعر بالأسف أكثر.

لو لم آتِ إلى الإمبراطورية، لكان جاك قد نال المجد كفائز في بطولة المبارزة كما في الماضي.

“جاك، أنا آسفة.”

“. …لماذا أنتِ؟”

عندما اعتذرت بصوت حزين، رد جاك بوجهٍ عابس :

“ليس ذنبكِ، أنتِ تعرفين أنني لا أحب الأماكن المزدحمة والصاخبة، إلغاء الحفل كان شيئا جيدا .”

“. …”

لكنه بدا مندهش للتو عندما سألته إن كان خائب الأمل.

جاك هو أحد القلائل الذين يعرفون حقيقة الخاطف الذي اختطفني صغيرةً، ويعرف أن ديانا هي القديسة.

لذا لا بد أنه خمّن أن ظهور الوحوش كان بسببي، ومع ذلك كان لطيفًا معي إلى هذا الحد.

لذا ابتسمتُ له أكثر من المعتاد. 

“جاك، تهانينا الحارة على فوزك ! كنتَ رائعا حقا ! كنتُ أعرف أنك قوي، لكنك فاقت توقعاتي!”

رمش جايد عينيه عدة مرات قبل أن ينحني برأسه.

“ما زلتُ غير جيد بما يكفي… لحمايتك.”

“ماذا؟”

“أعني أنني ما زلتُ أضعف منكِ بكثير.”

بدا جاك، بجسده الضخم، محبطاً بشكل غير معهود.

‘لا بد أن رؤيتي أهزم الوحوش بالسحر صدمته.’

شعرتُ ببعض الإحراج وعبست.

“مقارنة ساحر بفارس غير عادلة، بالإضافة إلى ذلك، أنت بالفعل أحد أشهر أسياد السيوف في القارة، ألم تقل أنك ستصبح فارسا عظيما لا يستطيع أحد تجاهله؟ لقد حققت ذلك حرفيا ! أنا فخورة بك !”

توقف جاك عن الحركة.

 بدا وجهه مصدوما

“. …جاك؟”

“هل . … هل كنتِ تتذكرين؟”

“ماذا؟ هل تقصد ذلك الوعد؟”

عندما سألته، هز جاك رأسه بقوة.

رؤيته جعلني أضحك.

“بالطبع، لقد طلبت مني أن أتأكد من أنك وفيتَ بوعدك، وقد فعلت.”

“. …”

حدق جاك بي بوجهٍ غارق في الذهول لبرهة.

ثم فجأة، قبل أن ألحظ حتى ظهور ابتسامة خفيفة على وجهه، غطى جاك وجهه بكفّه الضخم وأدار رأسه.

“. … نعم.”

كان صوته جافاً كالعادة.

لكن أذنيه المحمرتين ورقبته دلّتا على مدى سعادته حقا. 

أخبرني جاك لاحقا أنه سيغادر مع ألين للتدريب الميداني مع فرسان لاكسون.

يبدو أنهم يستعدون لأي طوارئ محتملة بعد ظهور الوحوش، كما هو متوقع من أقوى قوة في الإمبراطورية.

عندما سألني جاك متى سنعود إلى دوقية بيلوس الكبرى ، أخبرته أننا سنبقى في الإمبراطورية لفترة أطول، فابتسم وقال إنه سيحاول إنهاء تدريبه والعودة قريبا ليراني مجددا. 

بينما كنا نتحدث بهذا الشكل الطبيعي في طريقنا إلى القصر ، شعرتُ بالارتياح.

كنتُ قلقة من أن يكون لقائي مع جايد محرجا بعض الشيء . … 

لكنني سعيدة لأن الأمر لم يكن كذلك.

عززتُ عزمي في قلبي مرة أخرى، بأنني سأحتفظ بهذا السر حتى الموت.