[أصبح الجميع مهووسًا بي بعد أن أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة . الحلقة 183]
حين تنظرين إليّ بعينين مفتوحتين، تكونين محبوبة.
وحتى بهذه العينين المغمضتين ورموشك الكثيفة، أنتِ جميلة.
بلا أن تدركي ما أشعر به، تطلبين طلب بوقاحة، حتى شفتيك الممتلئتين تبدوان ظريفتين.
يبدو أنها لا تدرك ذلك، لكن ليا تملك قدرةً على جعل الناس مجانين بلا شك.
مجرد نطق اسمها أثار في لوسيو شعورا غريبا بالرضا يلف جسده كله، فهز رأسه بهدوء ونهض من مكانه.
وفي تلك اللحظة بالذات، وقعت عيناه على الطاولة بجانب السرير.
“آه !”
انتابه ألمٌ شديد كأن أحدهم ضرب رأسه بمطرقة.
عبس لوسيو وثنى ركبتيه.
* * *
أغمضتُ عينيَّ ببطء، ورأيتُ مشهدا مألوفا ووجه لم أرغب برؤيته مجددا، فأدركتُ أنني أحلمُ بالماضي مرة أخرى.
“أصممت أذنيكِ؟ تعالي إلى غرفتي الآن.”
جايد الذي كان يقف أمامي أمسك ذراعي وجذبني بقوة.
بسبب نبرته الوقحة وتصرفاته المزعجة، رغبتُ بلكمه على الفور.
لكني فقط نظرت إليه باستغراب وهززت ذراعي وسألت : “ولماذا؟”
لأن جسدي في الحلم لا يتحرك كما أريد.
في تلك الأثناء، ابتسم جيد بابتسامة بغيضة وقال.
“تتظاهرين بالبراءة؟ عامِليني كما تعاملين المُعلم، حينها سأعترف بمهاراتك.”
هذا الوغد !
رغم معرفتي بأن هذا حلم، إلا أن سماع سخرية كهذه بعد فترة طويلة أثار غضبي.
لكن هذه المرة أيضا ، نظرت إليه فقط بوجهٍ متصلب مليء بالإهانة.
لأنني فهمت ما يعنيه بـ”مهاراتي”.
جايد وزملاؤه من العملاء من الدرجة الأولى، وحتى الوكلاء تحتهم.
كلهم اعتقدوا أنني أحظى برعاية خاصة من المُعلم، وتناقلوا قصصا سخيفة عني، كأنني أتودد إليه أو أزور غرفته كل ليلة.
عندما سمعت هذه الإشاعات لأول مرة، ثرت غاضبة وتشاجرت معهم، لأن إهانة سيدي بهذه الطريقة أزعجتني أكثر من إهانتي.
لكن على عكس ارتعاشي من الغضب، لم يوقفهم سيدي أو يصحح الإشاعات.
وفكرت أن هذا اللامبالاة ربما كان دليلاً على أنه لا يهتم بي أبدا.
لكن يبدو أن جايد والآخرين فكروا بشكل مختلف، لأن سلوكهم الذي كان يقتصر على الثرثرة خلف ظهري أصبح أكثر صراحة، حتى وصل إلى حد إهانتي وجهاً لوجه.
في الحلم، أخرجت نفسي تنهيدة عميقة.
“إذا كنت سكرانا، توقف عن التحدث هراءً واذهب للنوم.”
على الرغم من نطقي الواضح، إلا أن رائحة الكحول كانت تفوح من جيد.
عندما حاولت تجاوزه، أمسك جيد ياقة قميصي بعنف وقال : “أتعاملين معي باستخفاف لأن السيد يفضلّك؟”
في تلك اللحظة، بسرعة، ثنيت ذراعه للخلف وسددته نحو الحائط بقوة.
كلانا عرف أنه إذا ضغطت أكثر، ستنكسر ذراعه.
جايد الذي التصق جبينه بالحائط، كان يتنفس بصعوبة ونظر إليّ بنظرة مرتاعة.
على الرغم من أننا تجادلنا بالكلمات مرات عديدة، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي أهاجمه فيها بهذه العدوانية، لذا بدا مندهشاً.
ولكن في ذلك اليوم، لم أستطع تجاهل كلماته.
لأنني في طريقي إلى السكن، بعد أن وجدت ترياق سبليشيا الذي أهديته لسيدي في سلة المهملات.
“ألا تتركيني؟ اتركيني الآن !”
“اعتذر أولاً، اعتذر عن هراء الذهاب إلى الغرفة في هذا الوقت، وعن إشاعات التفضيل . … اعتذر عن كل شيء قلته دون فهم.”
عندما قلت ذلك، ضحك جايد وهو يرتجف.
“أنتِ التي لا تفهمين، لم أقل أي شيء خاطئ، فلماذا أعتذر؟ أنتِ حقاً مزعجة، ظننت أن السيد يحبكِ لأنكِ جيدة في ‘أعمال الليل’، ففكرت أن أعبث معكِ، لكن هل تعتقدين حقاً أن لديكِ أي جاذبية كامرأة؟”
“أنت حقا . …”
“لا توهمي نفسك، السيد يعرف أنكِ لا تستطيعين أن تكوني امرأة حقيقية، لذا فهو يلعب معكِ لأنكِ لن تسببين مشاكل، ليس لأنه معجب بكِ.”
في تلك اللحظة، تجمد جسدي.
جايد الذي شعر بتراخي قبضتي، تحرر وفرك معصمه وهو يرفع زاوية فمه بابتسامة شريرة.
عندها فهمت.
‘إنه يعرف أنني لا أستطيع إنجاب الأطفال.’
نموي كان بطيئاً في الأصل.
بسبب سوء التغذية في طفولتي والتدريبات القاسية في تيرينشيوم.
مررت بمرحلة البلوغ متأخرة جدا، ولم يكن هناك أحد ليخبرني عن هذه التغييرات، لذا عانيت وحدي حتى ساعدني روفيه، أحد المسؤولين.
في أحد الأيام، طلب مني تيد، طبيب النقابة وأحد المسؤولين، أن أجرب خلطة أعشاب كان يطورها لتحسين تدفق المانا.
صدقت كلماته حين قال إن كمية المانا لدي أقل بكثير من الآخرين لذا لن تكون هناك مشكلة، وأن هذه الأعشاب النادرة مفيدة للجسم.
في الواقع، بعد تناول الدواء بانتظام، شعرت أن كمية المانا لدي زادت بسبب تحسن التدفق.
‘على الرغم من أن المانا البشرية محدودة الكمية.’
اكتشفت أن الدواء يسبب العقم فقط بعد أن توقف الحيض غير المنتظم تماما.
بصراحة، كنت في حيرة، لكنني تجاوزت الأمر بسرعة.
لم أتخيل أبدا أنني سأتمكن من الزواج من أي شخص، وكان أن أصبح مسؤولة مثل روفيه هو المستقبل الوحيد الذي يمكنني أن أحلم به.
بالإضافة إلى ذلك، لم أكن أشعر بأي ألم، بل على العكس، لم أعد اتعذب كل شهر، مما سهل عليّ أداء المهام.
حتى أنني أخبرت تيد عدة مرات أنه لا بأس عندما اعتذر.
ولكن يبدو أن الجميع كانوا يتظاهرون فقط بأنهم بخير.
“كيف . … كيف عرفت ذلك؟”
“ما الفائدة من معرفة ذلك؟ انتظري، هل تبكين؟ لماذا تبكين بهذا السخافة . …”
“أجبني !”
رأيت ضبابية أمام عيني، وفجأة أدركت أنني أبكي.
مسحت دموعي بعنف، ثم زمجرت بشراسة.
بصق جيد في وجهي وقال وهو يبتعد :
“سمعتُ ذلك بالصدفة عندما ذهبتُ لأخبر السيد ! وماذا في ذلك؟”
تركني وحيدة وأنا أهتز من البكاء.
أتذكر أنني بكيتُ لفترة طويلة.
في ذلك الوقت، لم أفهم تماما سبب بكائي بهذه المرارة، لكنني الآن أعرف.
في أعماقي، كنتُ أعلم أنني لن أتمكن أبدا من تكوين عائلة . …
وكان اكتشاف جايد لهذا السر قد جرح كبريائي.
في اليوم التالي، اعتذر جايد وهو يحمل وجها مليئا بالجروح، قائلاً إنه كان سكرانا.
لكنني تجاهلته.
وعاملته كالمعتاد، كأن شيئا لم يحدث.
لكن لأن الحلم كان واضحا لدرجة أنني تذكرت كل شيء حتى اليوم التالي، غمرني حزنٌ عميق.
حاولتُ أن أبقى هادئة وأنتظرُ أن أستيقظ.
وفجأة، شعرتُ بشيء غريب.
عندما أحلم بأيامي كجاسوسة، يظهر السيد دائما.
حتى عندما يظهر زملاء آخرون أو مسؤولون، لم يحدث أبدا أن غاب السيد عن الحلم.
‘فلماذا اليوم … . ؟’
في تلك اللحظة، خطرت لي فكرةٌ غريبة.
* * *
“. … هع.”
“ليا؟”
“هع … . هع . …”
“ليا، استيقظ !”
تقلبتُ في سريري بسبب الاهتزازات الخفيفة التي هزت جسدي.
وفجأة، فتحتُ عينيَّ على مصراعيها.
جلستُ فجأة وأدرتُ رأسي يمينا ويسارا، لكن المشهد كان قد تغير لأنني استيقظت بالفعل.
بحثتُ عن أي أثر للسيد ، في حال كان يراقب . …
لكن تنهدتُ بحسرة.
“هل أنتِ بخير؟”
“. …؟!”
ظننتُ أنني أخطأت السمع، لكن !
اندهشتُ عندما رأيتُ لوسيو جالسا بجانب السرير بوجهٍ قلق.
رمشتُ بعينيّ في ذهول، فسال دمعةٌ على خدي.
عندها مسح لوسيو تحت عينيَّ بلطف.
“بأي حلمٍ بكيتِ هكذا؟”
بسبب كلماته اللطيفة ولمساته، اندفعتُ نحو أحضانه.
“حلمتُ بكابوس، كابوسٌ مرعب.”
وانهمرت دموعي مرة أخرى.
بدا لوتشيو مندهشاً من تذمري، ثم بدأ يربت على ظهري بلطف كما فعل قبل أن أنام.
انغمستُ أكثر في حضنه بينما أنا أنشج.
“لا شيء سيء حدث، كل شيءٍ على ما يرام.”
أومأتُ برأسي وأنا أتمتم “الحمد لله” عند سماع صوته المطمئن.
كنتُ صادقة.
رغم أنني لا أعرف كيف عدتُ من الموت، أو ما علاقة السيد بذلك، إلا أنني ممتنةٌ حقاً لحياتي الجديدة.
‘حتى عندما ذكرت ديانا أنني سأصبح اختها بالقانون . … كنتُ سعيدة حقا .’
لكنني ما زلتُ أشعر بالخجل، لذا دفنتُ وجهي في صدر لوسيو.
ثم رفعتُ رأسي فجأة.
“لكن لماذا ما زلتَ هنا؟”
لا أريد تصديق ذلك، لكن يبدو أنني نمتُ في حضن لوسيو.
بما أنه نقلني إلى السرير، فلماذا لم يذهب وأيقظني بدلاً من ذلك؟
نظرتُ إليه بتساؤل، فقال :
“يجب أن تغيري ملابسك، ولا يمكنني مساعدتك في ذلك.”
صعقتُ ونظرتُ إلى أسفل، فوجدتُ أنني ما زلتُ أرتدي الملابس نفسها من الليلة الماضية عندما ذهبتُ للبحث عن الأثر المقدس.
تنفستُ براحة لأن كارثةً كادت أن تحدث، لكنني لاحظت أن لوسيو يرتدي ملابس العمل كالمعتاد.
التقط لوسيو نظري المندهشة وضحك.
“أظننتِ أنني بقيتُ هنا كل الليل؟ منزلي أمام منزلكِ مباشرةً، لذا ذهبتُ وعُدت سريعا .”
احمررتُ وجهي دون أن أشعر عند إجابته.
حاولتُ تجنب نظره، لكنني لاحظت أن لون وجهه ما زال شاحبا.
نظرتُ إلى النافذة ورأيتُ أن الشمس ستشرق قريبا.
هل ما زال غير بخير؟
عندما هممتُ بسؤاله إذا كان بخير، سألني بصوتٍ خافت.
“هل تبكين هكذا عند الاستيقاظ كثيرا ؟”
“. …هل تتذكرين ماذا كان في الحلم؟”
التعليقات لهذا الفصل " 183"