[أصبح الجميع مهووسًا بي بعد أن أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة  . الحلقة 169]

بعد أن سعلت جين قليلًا كما لو كانت تنبه الفيكونتيسة باردو وثيلين لوجودي، أغلقت الفيكونتيسة فمها سريعًا وتحدثت ثيلين وكأنها تتوسل.

“صاحبة السمو الأميرة ، يرجى التحدث إلى صاحب السمو ، إن الاستثمار في الأبراج السحرية أكثر قيمة بكثير من إهدار كل هذا العشب عديم الفائدة.”

“أيها الساحر الجاهل، إذا كنت لا تعرف، فلا تتكلم ! صاحب السمو الملكي، سبليسيا هي حقا عشبة ثمينة، في الوقت الحالي، نقوم فقط بالتجربة لإنشاء الترياق المثالي، طبعا سعر الاحجار السحرية غالي جدا لكن . … ويبدو أنه كلما زاد سعر الحجر السحري، كلما زاد تأثيره على جودة السبليسيا . … “.

نظرت إليّ الفيكونتيسة كما لو كانت قلقة من أنني قد أضيع الحجر السحري وأخبر الدوق.

أومأت برأسي وكأنني أطمئن الفيكونتيسة. 

وفوجئت سرا.

لأن فرضيتها كانت قريبة جدًا من الحقيقة.

‘لا بد أن الفيكونتيسة لم تكن يعلم أن جودة المانا المحقونة في سبليسيا مهمة.’

قبل تسع سنوات، من بين الدوقيات والماركيز الذين محيت ذكرياتي من خلال لايزل، كانت هناك الفيكونتيسة باردو.

هذا يعني أنها لم تتذكرني، التي حقنت المانا مباشرة وأثارت سبليسيا عندما أنقذت الدوقة، ونتيجة لذلك، كل ما بقي للفيكونتيسة، الذي مُحيت ذاكرتها، هو وصفة الترياق.

ومع ذلك، نظرًا لأن نفس الوصفة فشلت في إنتاج ترياق بالمستوى المطلوب، يبدو أن الفيكونتيسة قد حولت انتباهها إلى المصدر، وهو البحث عن زراعة السبليسيا.

وإذا قامت بحقن أحجار سحرية عالية النقاء وعالية الجودة كما توقعت، فستكون قادرة على زراعة سبليسيا بفعالية أكبر في المستقبل.

‘ولكن مهما كان الأمر، لن تكون قادرة على صنع ترياق مثل الذي صنعته من قبل.’ 

“نحن هنا يا صاحبة السمو، أميرة.”

في ذلك الوقت، أبلغنا الفيكونتيسة باردو أننا وصلنا إلى الدفيئة الواقعة خلف الملحق.

دخلت ببطء إلى الداخل، وقمعت قلبي المرتجف، وتوقفت عند المنظر أمامي.

كانت بتلات سبليسيا الوردية التي لا تعد ولا تحصى تهتز في انسجام تام كما لو كانت ترحب بي.

في الوقت نفسه، هبت رياح الجبل الثلجية العاتية وشعرت أن وجنتي تتجمدان.

عندما رمشت ونظرت للأسفل، رأيت أرضًا واسعة لا نهاية لها مغطاة بالثلوج.

عند قدمي كان هناك عشب صغير يزهر وسط الثلج.

وبينما كنت أحدق فيه، ذاب الثلج الأبيض، وانكشف حقل أخضر، وقبل أن أعرف ذلك، كانت الزهور الوردية تتفتح في كل مكان حولي.

كان المنظر الجميل والحيوي مثل الحلم الذي يتكشف أمام عيني مجرد وهم، لكنه لم يكن وهماً.

“آه.”

تراجعت خطوة إلى الوراء، وشعرت بالألم كما لو أنني تعرضت لضربة بمطرقة في صدري.

“سموك !”

“صاحبة السمو الأميرة ، لماذا تفعلين هذا !”

أصيبت جين و الفيكونتيسةبالذهول وأمسكاني من كلا الجانبين، وأحسست أن تيلين وأعضاء المجلس في الدفيئة كانوا محرجين أيضًا.

لكن كل ما أمكنني فعله هو دفن وجهي بين يدي لإخفاء تعابير وجهي المشوهة.

〈هناك شخص واحد لا يظهر في الأساطير، لقد قتل بغضب الشيطان، اعتقد … .〉

بقي صوت لايزل في رأسي، مع الرنين الحاد في أذني.

للحظة، أصيبت عيناي بالدوار، وتبادرت إلى ذهني قصة لم تكن معروفة للعالم ولا يعرفها إلا أعلى كاهن في المعبد.

وفي الوقت نفسه أدركت ذلك بوضوح.

‘لذا، أنا حقا … .’

الشخص الذي سرق قوة الشيطان.

لقد كانت سبليسيا، الساحرة الأول للبشرية.

* * *

العصور القديمة، قبل حرب الشيطان المقدسة.

كان الشيطان الذي كان يحرس عالم الشياطين يتمتع بقوة عظيمة وكان يحلم بأن يصبح هو نفسه ملكا.

قاد الوحوش إلى أرض البشر، وبدأ الحرب، وحكم العالم بالمرض والخوف والدم والدموع.

وفي أحد الأيام، أدرك الشيطان أن قوته تختفي شيئًا فشيئًا.

وسرعان ما وجد الشيطان الإنسان الذي سرق قواه.

لقد كانت أول إنسان وأول ساحرة ، “سبليسيا”، التي كان لديها قوة الشيطان، “مانا”، في قلبها. 

كانت سبليسيا فتاة ذات روح صافية جدًا، وهو أمر نادر حتى بين البشر.

وظن الشيطان أنه إذا قتل الفتاة ستعود إليه قوته، ففعل ذلك دون أي تردد.

لكن . … 

لم تعد قوته التي اختفت بالفعل.

كان ذلك بسبب عشبة الديتوكس التي تركتها الفتاة سبليسيا والتي سميت باسمها.

كانت الفتاة إنسانة حمقاء وضعيفة، لم تكن تعلم أن لديها قوى، لكنها دون أن تدرك ذلك، قامت بغرس السحر في العشب الذي ينمو على الأرض المتجمدة وأعطته سحراً قوياً.

نرجو أن يتحرر شعب هذا العالم من سموم الوحوش … .

وعافاك من آلام المرض والإصابة … .

أمنية الفتاة الجادة حتى لا يمرض أحد حولت العشب العادي إلى ترياق.

انفجر الشيطان ضاحكًا من حقيقة أن ما فعلته الفتاة بقوتها القوية، التي يمكن أن تسيطر على العالم، لم يكن القتال ضدي أو قتل الوحش، بل خلق عشبة.

لكن … .

لم أكن أتوقع أن العشبة التي تم السخرية منها باعتبارها عشبة تافهة ستعطي الإنسان بذور المانا.

منذ ذلك اليوم فصاعدًا، ظهر في كل مكان أشخاص يتمتعون بقوى تتجاوز نطاق الإنسان.

تم إطلاق المانا المتأصلة في أولئك الذين تم إنقاذ حياتهم من خلال سبليسيا على أنها “هالة” وأحيانًا “قوة سحرية”.

لم يكن هذا كل شيء.

من بين البشر الذين حزنوا على موت سبليسيا وصلوا إلى الحاكم ، بدأت القوة المقدسة  تظهر في أولئك الذين لم يتسمموا بسم الوحش.

ومن بينهم أعلن القديس أخيرًا، الذي وُهِب أقوى قوة إلهية وعينًا ترى من خلال نقاوة النفس، الحرب على الشيطان.

لقد كان اندلاع حرب الشيطان المقدسة.

* * *

سبليسيا.

اسم الشخص الذي كان الوسيط الذي سلم المانا للبشرية وسرق أيضًا قوة الشيطان.

“وحياتي الماضية.”

نهضت من السرير بضحكة عاجزة.

ويبدو أنه فقد وعيه للحظة بسبب آثار السحر المقدس الذي أعطاه إياه رايزل، قائلاً إنه قد يساعده على استعادة ذكريات حياته الماضية.

عندما استيقظت، وجدت نفسي ليس في دفيئة الدوق، ولكن في غرفة نوم الماركيز.

“ها . … “.

شعرت وكأنني أعاني من الصداع لسبب ما، لذلك أطلقت تنهيدة طويلة ولمست جبهتي.

قال رايزل وهو يشاهد القوة المختومة في حجر روح الشيطان الذي كنت أرتديه، وبشكل أكثر دقة مانا الشيطان، يتم استيعابها في داخلي.

〈اعتقد . … يبدو أنكِ تجسيد لـ “سبليسيا”، وهي إنسان محذوف لا تظهر في الأسطورة.〉

في البداية، تساءلت عن سبب ظهور اسم عشبة التخلص من السموم الأسطورية.

شعرت بعدم الارتياح بشكل غريب عندما قلت إنها مجرد مصادفة، ولكن بعد سماع تفسير لايزل، لم أستطع إلا أن أضحك.

وفي الوقت نفسه، أدركت لماذا لم يكن لدى سبليسيا أي خيار سوى أن تصبح عشبة نادرة للتخلص من السموم.

لا يوجد أحد يستطيع أن يبث قوة سحرية نقية بسحر شفاء قوي مثلي.

ولا يزال الأمر كما هو الآن.

بغض النظر عن كمية المانا التي يتم حقنها باستخدام حجر سحري عالي الجودة، إذا لم تكن المانا الخاصة بي، فلن تكون مثل عشبة التخلص من السموم التي ظهرت في الأسطورة.

بمجرد أن انتهيت من التفكير، بدأت يدي ترتجف دون أن أدرك ذلك.

على الرغم من أنني قد خمنت هويتي بالفعل من خلال كلمات لايزل لفترة طويلة، إلا أنها كانت صدمة من جديد.

بسبب المشاهد التي رأيتها قبل الإغماء، لم يعد بإمكاني إنكار أنني كنت تجسيدًا للسبليسيا التي قتلها الشيطان.

“. … هل هذا هو السبب في أنه كان هكذا؟ لأنك تكرهني حقًا؟”

ألا يكفي أنه قد قتله مرة واحدة بالفعل، لدرجة أنه أراد أن يبقيه بجانبه ويعذبه؟

في تلك اللحظة، جاءني شعور يصعب التعبير عنه بالكلمات، فدمعت عيناي.

في ذلك الحين.

“أدريانا؟”

“عزيزتي ، هل عدتِ إلى رشدك؟”

أمي وأبي، اللذان فتحا الباب بهدوء ودخلا، تفاجأا وصرخا عندما رأوني أستيقظ.

“كيف تشعرين ؟ هل أنتِ بخير؟”

“أنا بخير، لقد كنتم متفاجئين جدًا، أليس كذلك؟”

“هذا واضح، كم فوجئت عندما علمت أنكِ فقدت الوعي فجأة !”

‘لقد غرق قلب أبي.’

“اعتذر .”

لقد صنعت وجهًا متجهمًا.

كنت آسفًا لإثارة قلق عائلتي، وشعرت وكأنني سببت إزعاجًا لعائلة إيلاد ديوك أيضًا.

“حسنًا، ابنتي تزعج والدها مرة أخرى.”

في ذلك الوقت، كان والدي الذي كان يجلس بجانب السرير، يداعب رأسي ويتحدث بصوت حزين.

“أنتِ لم تفعلي أي شيء خاطئ لذلك لا تصنعي هذا الوجه، إنه يكسر قلبي.”

“. … نعم.”

شعرت وكأن حياتي الماضية قد ارتاحت من كلام والدي.

لكن جزءًا مني ما زال يشعر بالحزن قليلاً.

التعبير الذي تحدث عنه والدي … .

‘ربما يكون هذا التعبير يذكرني بنفسي عندما كنت صغيرة. ‘

بعد لم شملي أخيرًا مع عائلتي.

أمي وأبي وأخي الأكبر وجدي أرادوا مني أن أكبر لأكون طفلاً يشعر بالسعادة كل يوم ولا يعرف ماذا يفعل.

وإذا لاحظت شيئًا ما أو شعرت بالخوف أو حتى بالاكتئاب قليلاً دون أن أدرك ذلك، كان ينزعج ويتألم أكثر مني.

لقد التقيت بعائلة أحبتني كثيراً، ولم يكن هناك يوم لم أشعر فيه بالسعادة.

اعتقدت أنه سيكون من الرائع أن تكون عائلتي سعيدة من خلالي.

لذلك حاولت أن أبدو أكثر إشراقا وأكثر بهجة أمام عائلتي.

كنت أتذمر أحيانًا كالطفل المدلل، وأحيانًا أتصرف وكأن لم يعد بداخلي أي حزن أو نقص.

‘لكن … .’

مازلت لا أستطيع محو ذكريات كوني مؤلمة ووحيدة.

أردت أن أنسى الماضي بأكمله، متظاهرة بأنه غير موجود، لكنني لم أكن في وضع يسمح لي بفعل ذلك.

لأن حجر روح الشيطان كان لا يزال معلقًا حول رقبتي.

‘لهذا السبب شعرت بالارتياح من تعليمات لايزل.’

لم أستطع حتى أن أتخيل مدى حزن عائلتي عندما اكتشفوا أنني أعيش حياة ثانية.

شعرت بالأسف والانزعاج لإخفاء مثل هذا السر، لكنه كان لا يزال أفضل بكثير من معاناة عائلتي.

عندما حاولت كبت دموع قلبي وابتسامتي، هدأ تعبير والدي وابتسم لي.

ثم قالت أمي :

“لحسن الحظ، قال الأطباء أنه لا توجد مشكلة أخرى في جسدي. ومع ذلك، يقولون إن طاقتهم منخفضة ويبدو أنهم متوترون للغاية.

“هل الأمر كذلك؟”

“هاه، أيضًا . … هل بالغتِ بالأمس بسبب الأمير الثاني؟ على الرغم من أنني واصلت النظر إليه، إلا أنه تظاهر بعدم ملاحظة ذلك وتمسّك بك.”

وقبل أن أعرف ذلك، كانت والدتي تصر على أسنانها وتمتم بصوت كئيب.

كان لديه تعبير دموي على وجهه، كما لو كان سيرسل شكوى إلى العائلة الإمبراطورية في أي لحظة، لذلك فتحت فمي بسرعة.