بينما كان السيد يعاني من ضغط العمل ، قدم له الخادم طبقًا فضيًا يحمل رسالة بلا مبالاة.

“سيدي ، أعتذر ، لكن يرجى قراءة الرسالة وإصدار الأوامر”

“من المرسل …؟”

“إنها رسالة تحية من الدوقة”

“ماذا؟ اللعنة، كان يجب أن تعطيني هذا منذ البداية!”

انتزع داميان الرسالة بسرعة.

لم تكن رسالة سرية، بل كانت مجرد رسالة تحية عادية لضيف زار القصر سابقًا.

لكن المحتوى لم يقتصر على التحيات.

كانت تحتوي على اقتراحات مفصلة حول ما يمكن أن يكون مفيدًا للمتجر الكبير.

بما أن النساء هن الزبائن الرئيسيات ، اقترحت أشياء يمكن توفيرها في غرفة الشاي ، و أماكن إصدار الكتالوجات الشهرية ، و امتيازات للعملاء المميزين.

وأخيرًا، أوصت بأشخاص بارزين للاستثمار في السنة الأولى ، ثم جاءت إلى صلب الموضوع:  

[… لذا ، أود أن أعرف إذا كان الاستثمار الشخصي ممكنًا]

وضع داميان الرسالة على الطاولة بهدوء بعد قراءتها. و هو يحدق في البعيد بوجه غارق، نظر إليه الخادم بنظرة شفقة.

“سيدي، ألستَ متأكدًا من أنك لستَ واقعًا في حب امرأة متزوجة؟ هل يجب أن نرتب موعدًا للاعتراف؟”

“هذه ليست المشكلة الآن.”

“ماذا؟”

أريانا كليفورد أبدت اهتمامًا واضحًا بأعماله، معربة عن رغبتها في الاستثمار.

كما قدمت أفكارًا جيدة لتفاصيل الأعمال كجزرة مغرية ، مع التلميح إلى رغبتها في الحفاظ على سرية كل ذلك.

‘كيف توصلت إلى هذه الفكرة؟ عائلة كليفورد لا تتعامل مع التوزيع.’

…بالطبع ، شعر بخيبة أمل طفيفة لأنها لم تكن لديها أي نوايا شخصية. لذا ، ربما يحتاج إلى ترتيب الاعتراف على أي حال.

لكن بصيرتها كانت جيدة، ولم يكن ليخاطر بفقدان فرصة تجارية بسبب إظهار مشاعر غير ضرورية.

‘لكن لماذا تفعل السيدة هذا بدون مساعدة الدوق …؟’

حسنًا، من الواضح أن الدوق لا يزال يضغط عليها بلا رحمة.

غرق داميان في التفكير وهو ينظر إلى الرسالة.

‘لن أخسر شيئًا باتباع كلامها.’

لكن المواضيع المهمة يجب مناقشتها وجهًا لوجه.

في النهاية، قد يتعين عليه الذهاب إلى الجنوب مبكرًا قليلاً.

* * *

في يوم مزهر بالزهور البرية البنفسجية والبيضاء على طول تلال الساحل، أقيم حدث خيري برعاية عائلة الفيكونت موريس، وهي عائلة قديمة من المنطقة، في كاتدرائية القديسة كوليت.

كادت السيدة موريس، ذات المظهر الودود، أن تنهار من الإثارة لزيارة الدوق وزوجته.

“شكرًا جزيلًا لقدومكما، سيدي الدوق، وسيدتي!”

على الرغم من أن زواجهما كان مثيرًا للجدل، إلا أن لقاء أعلى طبقة في العاصمة سيكون مصدر فخر للعائلة لسنوات.

بفضل ذلك، تمكنت أريانا من الرد على الترحيب بابتسامة مريحة.

“شكرًا على الدعوة، سيدة موريس. يسعدني حضور هذه المناسبة الهامة”

“ما الذي تقولينه! تفضلا بالدخول. هناك آخرون موجودون بالفعل.”

بما أن الحدث الخيري كان لجمع التبرعات للأطفال المرضى في المنطقة، كان هناك العديد من الحضور مع أطفال أو رضع.

‘حدث محرج بعض الشيء للحضور مع كينيث.’

نظرت أريانا إلى كينيث الذي كان يسير بجانبها.

بدت بدلته الزرقاء الداكنة الأنيقة وكأنه لن يكون له علاقة بتربية الأطفال أبدًا.

[قد أعهد إليكِ برعاية وريثي]

كان شعور التناقض كبيرًا وهي في مكان مليء بالأطفال مع شخص يقول مثل هذه الأشياء بلا مبالاة. 

شعر كينيث بنظرتها الثابتة ، فتجهم و سأل ، “ما الأمر؟”

“… لا شيء.”

أدارت أريانا رأسها عمدًا، مقتصرة في كلامها.

‘ثيودورا بايرن هناك أيضًا.’

كانت ثيودورا قد بدأت بالفعل في تحية النساء الأخريات، و كأنها في مزاج ودود.

كانت أريانا تتوقع أن تهاجمها ثيودورا بسبب قضية النوم مع كينيث، لكن يبدو أنها تملك بعض الحس السليم لعدم القيام بذلك علنًا.

‘لا. لنفترض أنها لن تفعل، ونراقب.’

حتى لو بدت الأفعى هادئة، فإن أنيابها لا تختفي بمعجزة …

ومع ذلك، على الرغم من وجود العديد من الأشخاص، بدا الجميع كملائكة مقارنة بأهل العاصمة.

قدمت السيدة موريس الجميع بأدب.

“… و أخيرًا ، هذه الآنسة ريبيكا من عائلة ساندرز. ومن المثير أنها ستصبح عروسًا جديدة بعد أيام قليلة”

“مبروك، آنسة ساندرز.”

“إنه شرف ، سيدتي الدوقة!”

بدا أن المرأة ذات الشعر الأشقر الذهبي سعيدة حقًا بتهنئة الدوقة. لحسن الحظ، يبدو أن سمعة أريانا كعروس تجلب الحظ السيء قد نسيت بفضل لقبها.

‘… و أشعر ببعض الغيرة.’

وجه متألق بحماس زفافها القادم.

عندما اقتربت المقدمات من نهايتها، طرحت السيدة موريس موضوعًا بتوقع خفي.

“بالمناسبة، ستفتتحان فندق بلايس قريبًا، أليس كذلك؟”

“نعم، هذا صحيح، سيدتي. آمل أن تنضمي إلينا في ذلك اليوم-“

لكن قبل أن تكمل جملتها، دوى صوت بكاء عالٍ مزق أذني الجميع. احمر وجه سيدة شابة تجلس مقابل أريانا.

“آسفة، سيدتي.”

كانت السيدة تحاول تهدئة الطفل بين ذراعيها. 

كان الطفل يملك رئتين قويتين، يبكي بصوت يوحي بموهبة في العزف على الآلات النحاسية.

“يا إلهي ، عادة لا يفعل هذا، لا أعرف لماذا هو-“

“لا بأس، لا بأس …”

لوحت أريانا بيدها ببطء، لكنها لم تستطع تحمل ألم صدرها وفتحت فمها مرة أخرى.

“هل يمكنني حمله للحظة؟”

“ماذا؟”

“أود أن أحمل الطفل، إذا لم يكن لديكِ مانع…”

رفع كينيث حاجبًا، وظهرت نظرة قلق في عيون المحيطين.

لكن على عكس مخاوفهم، أمسكت أريانا الطفل بمهارة.

“اهدئ”

همست أريانا بلطف. توقف الطفل عن البكاء ، و أمسك خصلة من شعرها الطويل المنسدل وضحك.

ارتبكت الأم من وقاحة الطفل.

“آسفة، سيدتي، إذا كان يسحب شعركِ-“

“لا بأس، حقًا.”

ضحكت أريانا وهي تترك الطفل يمسك بإصبعها.

“يا للجمال …”

كان الطفل أشقر، مما جعلها تتذكر ابنتها أكثر. تذكرت كيف كانت بيبي تفتح فمها الوردي وتنفث فقاعات اللعاب.

[ماما …] 

من أصابع اليد والقدم الصغيرة إلى عينيها الزرقاوين المتلألئتين.

حتى اللحظة التي انسلت من يدي أريانا، كان كل شيء في الطفلة معجزة.

ابتسمت أريانا بجهد وأعادت الطفل إلى أمه. لكن السيدة موريس، التي كانت تشاهد، ضحكت.

“ههه، كيف تكونين بارعة في حمل الأطفال! أرى أنكِ ستكونين أمًا رائعة عندما يولد طفلكِ.”

لم تلحظ السيدة موريس الصمت اللحظي ، و تحولت نظرتها إلى كينيث.

“ألا تعتقد ذلك ، سيدي؟”  

* * *

شاهدت ثيودورا الوضع من بعيد، بعيدًا عن طاولة الدوق وزوجته.

هل تعرف السيدة موريس المتطفلة مدى قلة أدب سؤالها؟

‘في العاصمة، هذا موضوع محظور تمامًا.’

لم يكن لدى نبلاء الأرياف الحس السياسي الحاد مثل أهل العاصمة. لذا، ربما لا يعرفون مدى وقاحة السؤال عن قضية الوريث بين الدوق وزوجته.

‘انظر ، كينيث. لقد احترمت الحدود.’

كل ما فعلته هو الوصول مبكرًا إلى الحدث. لقد حيت السيدة موريس وهمست لها أن “الدوقة تحب الأطفال كثيرًا”.

أحيانًا، تكون هذه المعلومات كافية لجعل شفتي أريانا أبردين ترتعشان.

‘لا أتمنى أن تبكي، لكن أتمنى أن ترتعب بشكل واضح.’

وأكثر من ذلك، كانت تأمل أن يشعر كينيث ببعض الانزعاج.

كانت تريد منه أن ينظر إلى تلك المرأة البدينة الغبية بعيون حادة، كما لو كان يسألها إن كانت عاقلة.

ذلك وحده كان سيُهين أريانا أبردين.

لكن كينيث لم يُحرِج السيدة موريس. 

وضع كوب الشاي ببطء وأومأ برأسه.

“بالطبع. أعلم أنها ستكون أمًا رائعة.”

“سيكون الطفل الذي يولد جميلًا جدًا. بغض النظر عن الجنس، سيكون أجمل شخص في الإمبراطورية.”

أفرطت السيدة موريس في المديح، معتقدة أنها تقدم مجاملة.

لم تلحظ أن الدوق أعطاها فرصة لإنهاء المحادثة بسلاسة، واستمرت في الحديث بطريقة ريفية.

بينما كانت ثيودورا تسخر داخليًا و هي ترتشف عصير الليمون ، سمعت كينيث يضيف.

“على الأرجح ، إذا كان يشبه زوجتي ، سيكون جميلًا”