الدوقة كليفورد مجنونة تمامًا.

 

الخادمات اللواتي  كانوا ينتظرون خارج غرفة الزوجة التقوا بعاملة التنظيف عندما عادت و بدأوا في طرح الأسئلة.

 

“كيف هي حالتها؟”

 

“أعتقد أنها مجنونة حقًا”

 

“بففت ، على أية حال ، من سيشعر بالأسف من أجلها؟”

 

في المقام الأول ، لم يكن هناك موظفون يحترمون تلك المرأة بإعتبارها دوقة مناسبة.

 

“ولية العهد ليوم واحد” ، “عاهرة مسرفة” ، “ابنة عائلة خائنة”.

 

كانت المرأة التي تتمتع بجميع أنواع السمعة السيئة هي الوجبة الخفيفة الأكثر متعة لجميع الطبقات.

 

ما الجدير بالذكر هو جمالها و موقفها الأكثر هدوءًا من المتوقع؟

 

“لا أستطيع أن أصدق أن الدوق يتحمل مثل هذا العبء”

 

“أشعر بالأسف جدًا”

 

هزت جميع الخادمات رؤوسهن. كانت أريانا تستمع إلى كل الانتقادات القادمة من خلال صدع الباب.

 

و لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى تم سحبها من مكان قبر طفلها.

 

و مع تراجع الارتباك في ذلك الوقت تدريجيًا ، بدأ الوضع الحالي يظهر بوضوح.

 

و هي الآن في الحادية و العشرين من عمرها.  

لقد مر أكثر من عام منذ أن تزوجت كينيث.

 

و أيضًا ، بعد وقت كان فيه الوضع السياسي في أكثر حالاته فوضوية ، كان ذلك وقتًا كانت هناك فيه هدنة معتدلة بين عائلة كليفورد و العائلة الإمبراطورية.

 

و كانت هناك أوقات كانت تتوسل فيها إلى كينيث ليعاملها كما اعتاد.

 

“من فضلك استمع لي ، كينيث”

 

اعتقدت أنه إذا تحسنت علاقتهما و لو قليلاً ، فسوف يستمع إلى موقفها.

 

أنا على استعداد لتحمل أخطاء عائلتي ، قليلاً فقط.

لكنه رفض محاولاتها ببرود في كل مرة.

 

“هل تعتقدين حقًا أن الأمر يستحق قضاء الوقت فيه؟”

 

على الرغم من أنني أعرفه منذ حوالي 13 عامًا ، منذ أن كان في العاشرة من عمره حتى بلغ الثالثة و العشرين.

 

في النهاية ، المرة الأولى و الأخيرة التي استمع إليها كانت في تلك الليلة عندما أمسكت بمسدس لتقتل نفسها.

 

لقد كانت حقًا النهاية المثالية للزوجين اللذين كانا محكوم

عليهما بالفشل منذ البداية.

 

و لكن هل تريد القيام بهذه العملية مرة أخرى؟

 

“لا أستطيع”

 

حتى لو كان حبك الأول ، كان هذا الشيء مستحيلًا.

علاوة على ذلك ، وصف طفلهما بأنه “خطأ”.

 

“ألم يكن ينبغي لنا أن نحزن معًا؟”

 

“… لماذا يجب أن أفعل ذلك؟”

 

لن يحب الطفل الذي ستنجبه أريانا.  

بغض النظر عن الجنس و ما إلى ذلك.

 

“بياتريس”

 

ارتعدت عيناي ، التي كانت غير مستقرة.

و إذا استمر هذا فهل ستولد ابنتي من جديد؟ حتى لو لم تكن تلك الطفلة ، فهل ولادة طفل هي حقًا حدث سعيد؟  … ؟

 

“و لكن كيف يمكنني أن أنساها؟”

 

على الرغم من أن كينيث لم يعترف بالطفل ، إلا أن ابنة أريانا كانت نعمة.

 

و عندما تأكد الحمل ، لم يعتني بها أحد بلطف.  

أخفيت غثيان الصباح خوفًا ، و في كثير من الأحيان كنت أتقيأ سرًا حتى آلمتني معدتي.

 

و مع ذلك ، كنت سعيدة.

 

على الأقل سوف يحتاجها الطفل.  

في هذا العالم حيث لا أحد يحبها … 

 

عندما تعمقت في أفكاري ، بدأت أسمع خطوات خلف الباب.

 

‘هل سيعود الخدم؟’

 

قد يرغبون في التحقق مرة أخرى من حالتها. و مع ذلك ، عندما فُتح الباب دون إذن ، لم يكن الرجل الذي يقف و ظهره إلى الضوء المتدفق هو الموظف.

 

“أنتِ تقيمين احتجاجًا عظيمًا حقًا”

 

“…  … “

 

أخذت أريانا نفسًا عميقًا.

 

وقف كينيث كليفورد عند المدخل و ذراعيه متقاطعتين.

مع شعره الأسود المصقول بدقة إلى الخلف دون أي أثر للأشعث ، و جسده الطويل المغطى ببدلة سوداء ، بدا قويًا. 

 

لدرجة أنه لن يجرؤ أي شخص آخر على العثور حتى على العيب …

 

نظرت أريانا في عينيه و عضّت شفتها. على الرغم من أن كينيث قد يضحك ذات مرة كما لو كان يضايق الآخرين ، إلا أن الضوء في عينيه الفيروزيتين لم ينطفئ أبدًا.

 

لكنه الآن بدا قاتمًا مثل حاصد الأرواح.

 

كم من شخص تمت محاكمته و إعدامه على عجل قبل الزواج منها؟

 

ابتسم كينيث بلطف لأريانا ، و لكن إذا تم خداعها بهذا التعبير ، فإن شوكة مؤلمة كانت تنتظرها. 

 

“سمعتُ أنه كانت هناك فوضى لبضعة أيام. هل ستحاولين إيذاء نفسكِ الآن؟”

 

“شيء من هذا القبيل …”

 

“إذا كنتِ ستفعليت ذلك ، عليكِ التأكد من أنّكِ تفعلين ذلك”

 

“…  …”

 

“إذا كنتِ خرقاء ، فسوف تشعرين بالتعاسة عندما يكتشف الآخرون ذلك”

 

و أثناء غيابه ، كان من الواضح أن قصة حفرها في الأرض قد سُمِعَت. لكن الغريب أن قلب أريانا هدأ تدريجيًا بعد سماع تلك السخرية القاسية.

 

‘أستطيع أخيرًا أن أتخلى عن مشاعري تجاه هذا الشخص’

 

كم كان الأمر مرهقًا عندما اختلط الحب غير المكتمل بالذنب.

كان من الصعب التنفس من مشاعر واحدة فقط ، و لكن عندما اجتمعوا معًا ، بدا الأمر كالجحيم.

 

و لكن بعد الموت مرة واحدة ، أصبح الوزن أخف.  

لذلك لم أعد أشعر بالحزن بسبب سخريته أو استهزائه.

 

“لم يكن الأمر كذلك يا دوق”

 

ضغطت أريانا على يدها و همست بهدوء.

كانت تناديه بذلك فقط في المناسبات العامة ، و لكن داخل القصر كانت تناديه بإسمه الأول.

 

شعرت و كأنني إذا ناديته بإستمرار باسم “كينيث” ، فإنه سينظر إلي بمزيد من المودة ، تمامًا كما كان من قبل.

لكنني لم أرغب في القيام بذلك بعد الآن.

 

‘لأنني أدركت أن كل هذا كان عديم الفائدة’

 

لم أستطع حتى أن أجرؤ على طلب المغفرة منه بعد الآن. 

كان هناك شيء واحد فقط أردته: أن أكون أقل إيذاءً.

 

“لقد كان خطأً. لم أقصد إثارة مثل هذه الضجة الكبيرة”

 

و لم يكن هناك درع يحمي المسافة في القلب مثل اللقب العام.

 

يبدو أيضًا أن كينيث قد لاحظ الانزعاج و عبس.

 

“ما هو الهدف من وراء هذا؟”

 

“لا يوجد دافع خفي. مجرد محاولة للمضي قدمًا … كنتُ أحاول أن أكون مهذبة”

 

بالتفكير في الأمر، كانت لا تزال متمسكة بكينيث في هذه المرحلة. قد يجد الأمر غريبًا بعض الشيء ، لكنه كان ماءً مسكوبًا على أي حال.

 

نظر كينيث إليها ، لكنه ابتسم بعد ذلك ببرود.

 

“إذا كنتِ تريدين أن تكوني مهذبة ، فيجب عليكِ على الأقل ألا تتصرفي كشخص مجنون”

 

“…  … “

 

“اعتقدتُ أنَّكِ نسيتِ لماذا أنقذتُ حياتكِ”

 

“لم أنسَ” ، 

أجابت أريانا ببطء.

 

أولئك الذين لم يعرفوا القصة الداخلية لهذا الزواج ، بما في ذلك سكان القصر ، كانوا فضوليين للغاية.

 

لماذا اتخذ الدوق مثل هذه المرأة المعيبة زوجة له؟

 

“أعتقد أن ذلك بسبب جسدها”

 

كان هناك الكثير من الأشخاص الذين تحدثوا بشكل لاذع عن هذه العلاقة في البداية.

 

“ألن يكون من الممتع أن تأخذ امرأة ولي العهد؟”

 

و مع ذلك ، كان لهذه العلاقة الكثير من الحسابات العملية وراءها.

 

“بهذه الطريقة ستشعر العائلات الأخرى بالأمان. حتى بالنسبة لعملك”

 

دوق شاب يتلقى دعمًا ساحقًا من الجمهور.

عندما عاد ، كان أولئك الذين كانوا يراقبون عائلة الدوق متورطة في المأساة يتصببون عرقًا باردًا.

 

وصل قلقهم إلى ذروته عندما دمرت العديد من العائلات ، بما في ذلك أبردين. و رغم أنهم لم يكونوا متورطين بشكل مباشر في عملية الاغتيال ، ألا يكونون مذنبين بالمساعدة و التحريض عليها و التي أدت إلى إعدامهم؟

 

لكن كينيث كان يعرف جيدًا فائدة الانتقام.

 

“آمل فقط أن تتم معاقبة أولئك الذين يرتكبون الجرائم فقط”

 

كدليل على ذلك ، أليس مجرد النظر إلى حقيقة أنه أنقذ حياة ابنة عائلة أبردين الأكثر شرًا؟

 

و حتى عندما بذلت العائلة الإمبراطورية جهدًا أخيرًا لتسليم أريانا أبردين بالقوة ، قائلة: “يمكنك التعامل مع أريانا أبردين بمفردك” ، قبل الدوق الحيلة كرجل عظيم.

 

بعد ذلك ، شعر أولئك الذين كانوا خائفين بالارتياح أخيرًا و سارعوا لاستئناف العمل مع عائلة كليفورد.

 

هل أرادت أريانا فعلاً أن تصبح عروسًا سُلمت إليه قسرًا؟  …  حسنًا ، سيخبرك الجميع ألا تقول ذلك.

 

نظر كينيث إلى أريانا و ابتسم بنظرة مملة في عينيه.

 

“أنا سعيد لأنّكِ تتذكرين. لذا يُرجى التأكد من عدم القيام بشيء كهذا مرة أخرى في المستقبل”

 

“…  …”

 

“تذكري أنني لا أستطيع أن أكون كريمًا إلا مرة واحدة”

أومأ كينيث برأسه و أشار إلى النافذة.

 

كان هناك خائن آخر تعقبه مؤخرًا معلقًا على سقالة خشبية كبيرة.

 

ألا يهددني بالموت بشكل عرضي؟

كان كينيث غريبًا جدًا لدرجة أنه تم إحيائه مقابل التضحية بإنسانيته.  

 

“لكن دوق … ” ، قررت أنني لن أتوسل لهذا الشخص بعد الآن للحصول على المغفرة أو الحصول على فرصة لإصلاح علاقتنا المكسورة.

 

و مع ذلك ، أردت التحقق من هذا مرة أخرى.

 

“قلت أنّك لن تحضر وريثًا مني. لكن في عالم الضمانات … أعلم أنه لا يوجد أطفال يستحقون إحضارهم”

 

“…  …”

 

“إذًا ما الذي تخطط للقيام به …؟ إلى متى ستتركني هكذا؟”

 

الغرض الأكبر من زواج النبلاء هو إنجاب ورثة. و مع ذلك ، أكد كينيث أن الطفل الذي تنجبه هي لن يكون “الوريث المناسب”

 

في وقت ما كنت خائفة جدًا من السؤال ، لكن الآن كان علي أن أعرف.

 

‘أعتقد أنني حصلت أخيرًا على الشجاعة لطرح السؤال’

 

ابتسم كينيث بشكل ملتوي ورفع ذقن أريانا.

 

“عندما أنتهي منكِ ، عندها يجد كل شيء مكانه الصحيح”

 

“…  … “

 

“يجب أن يكون مكانُكِ خاليًا للمرأة المناسبة. لذلك لا داعي للقلق بشأن خلافتي”

 

“و لكن ، إذا كان لا يزال-“

 

“أي شيء غير سار يأتي منكِ لن يتم الاعتراف به كطفلي أريانا”