ابتسمت أريانا بحزن وهي ترى روجر يراقبها بحذر لأول مرة.

 

كان من الواضح من تعبيره أنه من النوع الذي يظهر عليه الذنب بسهولة.

 

“أولاً، بخصوص السيدة بايرن. عندما راجعت الأوراق آخر مرة، لاحظت أن زخارف اللبلاب الخاصة بعائلة بايرن موزعة في كل مكان.”

 

“سيدتي، هذا-“

 

“نعم، أعلم أن اللبلاب يُستخدم كزخرفة شائعة.”

 

ابتسمت أريانا بحزن، لكنها تنهدت داخليًا.

 

حتى لو كان يُستخدم، يجب أن يكون باعتدال. مع وجود الورود أو الزنابق كزخارف شائعة، كان السبب وراء اختيار اللبلاب واضحًا.

 

“لكن بالنسبة لمن يعرفون وضع الدوق والسيدة بايرن وأنا، كيف سيبدو هذا الأمر برأيك، السيد إنجلس؟”

 

“……”

 

احمر وجه روجر الشاحب بشدة. لم يتوقع أن تلاحظ أريانا ذلك، أو أن توبخه علنًا بهذه الطريقة.

 

لكن أريانا فاجأته بطريقة أخرى.

 

“لكن لا بأس.”

 

“…ماذا؟”

 

“لقد دعوتك لأوضح أنني لا أمانع في ذلك.”

 

عندما رأت أريانا الأوراق، شعرت ببعض الانزعاج من النوايا التي تعاملها كشخصية غير مرئية.

 

‘لكنني فكرت أيضًا أن هذا قد يكون لصالحي.’

 

حتى هذه اللحظة، لم يسبب لها روجر إنجلس أي ضرر.

 

لا يمكنها أن تتخذ إجراءات قاسية ضد شخص لم يرتكب جريمة بعد. لذا ، كل ما يمكنها فعله هو تهدئته برفق لمنعه من الرغبة في استخدام مسدس.

 

“إذا لزم الأمر، رتب للسيدة بايرن لقضاء وقت مع الدوق. فقط تأكد من أن الخدم لا يسمعون بذلك.”

 

“ماذا؟”

 

“بما أنك ستخدمها كسيدة المستقبل، أعني أن عليك التأكد من تنظيم الأمور جيدًا مقدمًا.”

 

تغير وجه روجر تدريجيًا إلى صدمة.

 

‘هل هذه حقًا أريانا أبردين؟’

 

امرأة كانت تزعج سيده دائمًا بطلب تناول الطعام معًا مرة واحدة في الأسبوع؟

 

بالطبع، هو و غيره من المقربين يريدون أن تصبح ثيودورا بايرن الدوقة القادمة، لكن أن تقول هذه المرأة ذلك بنفسها كان أمرًا لم يتخيله.

 

“لقد ألمح الدوق بالفعل إلى أنه بمجرد عودة العائلة إلى مكانتها، سيرحب بالتالية.”

 

“آه …”

 

“وافتتاح هذا المكان بشكل طبيعي سيكون الإشارة لذلك.”

 

“… لكن إذن ، ماذا عنكِ ، سيدتي؟”

 

ضحكت أريانا بعبوس.

 

كأن قطة تهتم بفأر. يا له من تعبير.

 

“السيد إنجلس، لقد قضيت ليلة في السجن بجانب جثتي والدتي وأخي.”

 

“……!”

 

“لذا، لا حاجة لتذكيري بما يحدث عندما تصل الحياة إلى القاع.”

 

هدف أريانا بالطبع هو الهروب بأمان، لكن حتى لو فشلت، لم يكن ذلك شأن هؤلاء الناس.

 

لماذا يهتم أشخاص عائلة الدوق بموتها؟

 

حثت أريانا الطرف الآخر بلطف.

 

“لقد انتهيت من قول ما أردت. هل لديك شيء تريد قوله؟”

 

كان واضحًا من وجهه أن لديه الكثير ليقوله، لكنه لم يعرف من أين يبدأ.

 

عندما انتظرته، بدأ روجر يتحدث ببطء.

 

“مؤخرًا، فكرت أنكِ تغيرتِ، سيدتي.”

 

“حقًا …؟”

 

“نعم. لم تكوني نشيطة هكذا في الاهتمام بالشؤون الاجتماعية من قبل.”

 

“……”

 

نظرت أريانا إلى روجر بهدوء دون أن تقول شيئًا.

 

لن يفيدها شيء إذا تحدثت عن ما إذا كان قد أعطاها فرصة من قبل.

 

‘وعلاوة على ذلك، هذه المرة كانت بسبب توقعات إميلي.’

 

لم ترغب في أن تبدو وكأنها تُهان أمام الآخرين، لذا كانت دقيقة قليلاً في شؤون الحفل هذه المرة.

 

لكن روجر نظر إليها مباشرة بعيون غاضبة.

 

“لماذا لم تبذلي جهدًا كهذا من قبل؟ ألم تسمعي كم كانت حياة السيد في خطر خلال العامين بعد حادث المسرح؟”

 

“……!”

 

شهقت أريانا باختصار.

 

كان ذكر الفترة التي اختفى فيها كينيث من الإمبراطورية بمثابة محرم في قصر الدوق.

 

لم تجرؤ أريانا على السؤال بسبب الشعور بالذنب، ولم يتحدث كينيث أبدًا عن أكثر لحظات حياته بؤسًا.

 

“بسبب المعلومات التي باعتها عائلتكِ، كانت جميع المستشفيات التي يمكن للعائلة الذهاب إليها مليئة بالقتلة.”

 

“……”

 

“حتى بعد إيقاف النزيف، كان على وشك الموت مرات عديدة …!”

 

“……”

 

“في ذلك اليوم، كان لديه موعد آخر، لكن بسببكِ!”

 

استمعت أريانا بهدوء إلى صيحات روجر الممزوجة بالغضب.

 

كانت الحقيقة التي توقعتها بشكل غامض أكثر بشاعة عند سماعها من شخص آخر.

 

“لذا، بعد أن أعاد بناء كل شيء بصعوبة، ماذا يعني هذا؟”

 

في نهاية غضبه، وبّخ روجر بحنق.

 

“هل تعتقدين أنكِ كنتِ تعلمين مدى أهمية العام الماضي؟ كان علينا استعادة ما فقدناه بسرعة، وإصلاح العلاقات المدمرة-“

 

“……”

 

فهمت أريانا ما يريد روجر لومها عليه.

 

منذ البداية، دمر زواجها من العائلة الإمبراطورية علاقات عائلة الدوق. وبما أنها كانت تخاف من الأنشطة الاجتماعية، كان من المؤكد أنها تبدو مقيتة في أعين الخدم.

 

“السيد لا يزال لا ينام إلا لبضع ساعات، ويدمر صحته-“

 

“… هل أُعطيت فرصة للتحدث في هذه العائلة، السيد إنجلس؟”

 

“ماذا؟ حسنًا-“

 

فتح روجر فمه كما لو كان يسأل عما تتحدث.

لكنه أغلق فمه بسرعة، لأنه لم يكن لديه ما يقوله.

 

كان روجر قد رأى طلبات “وجبة الأربعاء” تُرفض مرارًا بجانب كينيث.

 

“لقد رأيتَ كيف تم تجاهل طلباتي في كل مرة، أليس كذلك؟”

 

“هذا…”

 

“حتى طلب تناول الطعام البسيط كان كذلك، فهل كنت سأتمكن من قول المزيد؟”

 

تنفست أريانا بعمق وأخرجت زفيرًا.

 

“أعلم أنني مذنبة بالنسبة لأشخاص عائلة كليفورد. لذا لم أتمكن من التصرف بثقة. إذا كنتُ عائقًا لإعادة بناء العائلة … أنا آسفة حقًا.”

 

“……”

 

“ويوم الأوبرا-“

 

شهقت أريانا للحظة.

غريب. كانت تعتقد أنها لم تعد تشعر بالألم.

 

لكن حتى لو كان حلقها متشنجًا، أرادت أن تتحدث.

 

“لم أكن أعلم حقًا … لم أطلب من الدوق الخروج معي بمثل هذه النوايا.”

 

“……”

 

“في ذلك اليوم، عائلتي …”

 

لم تستطع أريانا إكمال جملتها وتلعثمت.

 

فجأة، شعرت بالحسرة.

 

يا إلهي، إذا منحتني معجزة العودة بالزمن …  

لماذا لم ترجعني إلى سن الثامنة عشرة؟

 

لو فعلت، لما طلبت منه الخروج معي أبدًا.

 

وكنت سأعيش حياة أتجنب فيها لقاءه قدر الإمكان.

 

حتى لو كنت سأعاني من عدم تحقق حبي الأول ، لكنا عشنا حياة لا تدمرنا.

 

… لكن واقعها كان أنها دوقة في الحادية والعشرين، ولم تملك القوة لشفاء الندوب العميقة.

 

“لكن بناءً على النتيجة، كلامي مجرد عذر، أليس كذلك؟”

 

“……”

 

لم يقل روجر شيئًا، محدقًا في الأرض بصمت.

 

بعد انتظارها قليلاً، سألت أريانا بهدوء.

 

“هل لديك المزيد لتقوله؟”

 

“… لا، لا شيء.”

 

“حسنًا، شكرًا لتخصيص الوقت.”

 

ابتسمت أريانا بحزن.

 

“لذا ، دعنا نعيش بسلام أثناء وجودنا هنا. هذا كل ما أريده”

 

* * *

 

بعد ساعات من مغادرة روجر، عادت إميلي من مكتب البريد في المنطقة الجديدة، مليئة بالحماس.

 

“سيدتي! لقد عدت!”

 

“أهلاً بعودتكِ، إميلي.”

 

“آه …؟ سيدتي، هل أنتِ بخير؟”

 

توقفت إميلي عندما رأت عيني أريانا.

 

“لا تقولي! هل قال السيد إنجلس شيئًا غريبًا بينما كنتُ غائبة؟ هل أنتِ بخير؟”

 

“لا، لا تقلقي.”

 

ابتسمت أريانا بصعوبة، متجاهلة عينيها المتورمتين.

 

“تحدثنا جيدًا، فلا داعي للقلق. هل أرسلتِ الرسالة إلى والدتك؟”

 

“نعم! وأحضرت هذا أيضًا.”

 

“…! شكرًا.”

 

أخذت أريانا بسرعة ورقة تبدو كإيصال.

 

‘هل هذا يكفي للأغراض اللازمة لمغادرة هذا البلد؟’

 

المكان الذي ستذهب إليه، الأشخاص الذين ستطلب مساعدتهم، سبل العيش، ووسيلة النقل.

 

لقد فكرت في كل شيء حتى الآن، لكن كان هناك عقبة رئيسية في وسيلة النقل.

 

‘لركوب السفينة، أحتاج إلى وثيقة هوية.’

 

في إمبراطورية كريميسا، الأشخاص الوحيدون الذين لا يحتاجون إلى وثائق هوية هم من الطبقة العليا.

 

لذا، لتهرب أريانا إلى بلد آخر دون الكشف عن هويتها، كان عليها إنشاء وثيقة هوية جديدة لخداع طاقم السفينة.

 

‘المكان الذي يصدر وثائق الهوية هو المكتب الحكومي’