على الرغم من أنّ داميان باتيست رجل أعمال ، إلّا أنّ جوهره هو نبيل متعجرف.
و كان من الأخلاق والفضيلة الضمنيّة للنبلاء ردّ الجميل عند تلقّي المساعدة، حتّى لو كانت مجرّد نصيحة بسيطة.
‘يبدو أنّه أدرك أنّني خمنت شيئًا وأثرتُ فكرة المتجر.’
وعلاوة على ذلك، بما أنّه عبّر عن شكره بطريقة سريّة كهذه … ربّما خمّن أيضًا لماذا لم تُطلع أريانا كينيث على هذه الفكرة أولاً.
‘لقد كسبتُ ثقته، لذا سأشاركه المزيد من الأمور في المستقبل’
ما يروج في الإمبراطوريّة يمكن أن يُطبّق إلى حدّ ما في دوبريس. كما أنّها كانت تعرف بشكل غامض الموضات التي سمعت عنها في دوبريس قبل موتها.
في مقابل بيع المعلومات، ستحصل هي أيضًا على مكافأة بسيطة.
‘بيبي، لن تدعكِ أمّكِ تعانين.’
حتّى لو لم يكن قصرًا فخمًا مثل قصر الدوق، سأصنع منزلًا دافئًا لنا نحن الاثنتين.
* * *
تذكّرت ثيودورا اللحظة التي التقت فيها بكينيث كليفورد لأول مرّة بوضوح.
كان ذلك في تجمّع اجتماعي عندما كانت في الحادية عشرة، و كان هو في الثالثة عشرة.
كانت والدة كينيث تشفق على ثيودورا التي فقدت أمّها، ودعَتها مرات عديدة إلى قصر الدوق.
في ذلك الوقت، كانت ثيودورا مقتنعة أنّها، بما أنّها تتمتّع بحبّ الدوقة، ستكون زوجة الابن المستقبليّة.
“سيدي، عندما أكبر، هل ستجعلني دوقة؟”
“أنا؟”
“نعم! قالت الدوقة سابقًا إنّها تحدّثت عن خطوبتنا.”
نظر إليها كينيث وابتسم بلامبالاة.
كان الفتى الذي سيصبح رجلاً وسيمًا في المستقبل جميلاً حتّى في ذلك الوقت، لكنّها شعرت بحاجز خفيّ. لذلك ، ازداد طمعها.
“…حقًا؟ لكن لا أتذكّر أنّني وافقت.”
“ستوافق قريبًا، سيدي.”
“يبدو أنّ ذلك سيكون جهدًا عبثيًا، فمن الأفضل أن تستسلمي مبكرًا.”
“لا! لقد حصلت دائمًا على ما أريد، لذا سيكون مكاني إلى جانبك!”
“يا للأسف. أنا أيضًا أحتفظ بما أريد فقط بجانبي.”
قال الفتى ذلك، لكن لم يكن هناك شيء لم تملكه ثيودورا حتّى ذلك الحين. فقد كان الكونت يحضر لابنته الوحيدة كلّ شيء.
لذلك، آمنت أنّها ستحصل على كينيث كليفورد مع مرور الوقت. لكن هذا المستقبل المنطقي دمّرته أريانا أبردين بشكل فوضوي.
والآن، بعد مرور الوقت، كانت ثيودورا تتشبّث بكونت بايرن وهي تصرخ.
“أبي ، من فضلكز، امنع هذا الأمر!”
“دورا …”
“كينيث يأخذ تلك الفتاة إلى الجنوب! أتعرف ماذا يعني ذلك؟”
كان من المفترض أن تكون هي من ستُكرَّم كملكة كليفورد في الجنوب يومًا ما. لكنّ فكرة أن تترك أريانا أثرًا هناك جعلتها تغلي من الداخل.
لم تكن ترغب أبدًا في “وراثة” شيء استخدمته فتاة أبردين.
“امنع ذلك الآن، إذا تحدّثتَ، قد يستمع كينيث ولو قليلاً-“
“ها، دورا. هناك شيء يجب أن تعرفيه.”
“أبي؟”
“في الحقيقة … وضعنا الآن …”
بعد حفل السفينة السياحيّة، استُدعي كونت بايرن سرًا من الإمبراطور وتلقّى توبيخًا شديدًا.
“ألم أطلب منك إذلال كليفورد، فكيف انتهى الأمر بإهانة الإمبراطورة بدلاً من ذلك؟”
“جلالتك، أعتذر، كلّ ذلك كان صدفة-“
“إذا لم تكن مستعدًا لإعلان الحرب الآن، فابحث عن أندرو في أقرب وقت!”
ارتجفت عينا ثيودورا من الصدمة عندما علمت لأول مرّة بصفقة والدها مع الإمبراطور.
“لكن … ألا يمكننا أن نصارح كينيث بكلّ شيء؟ قد يكسبنا ذلك ثقته-“
“دورا، ألا تعرفين مدى قسوة الدوق؟ إذا عرف أنّ نموّ أعمالنا كان بفضل الأموال التي تلقّيناها سرًا من كوينتين!”
“……!”
كانت ثيودورا، التي كانت تصرخ وتتوسّل، تعضّ شفتيها. لم تكن جاهلة بما حدث عندما اجتاح انتقام الدوق العاصمة، حيث مات العديدون بتهم مختلفة.
‘لكن هذا لا يُعقل.’
كانت تُعتبر بين المقرّبين من كينيث “الملكة الشرعيّة التي سُرق تاجها من أبردين”. لكن تبيّن أنّ ذلك ليس صحيحًا …
ربت الكونت على ابنته.
“لكن لا تقلقي، دورا. فقط انتظري بهدوء. مهما حدث، ستكونين الدوقة في المستقبل.”
“لكن ماذا لو اكتُشف الحقيقة بعد زواجي من كينيث؟ ألن أُذلّ مثل فتاة أبردين؟”
لم تكن ثيودورا ترغب أن تصبح مثل تلك الفتاة ، “زوجة أقلّ من عشيقة”. لتبقى متألّقة إلى الأبد ، كان يجب أن تُدمّر منافستها تمامًا.
“أبي، دعنا نقبل أنّنا لا نستطيع منعها من الذهاب إلى الجنوب. لكن لا يمكننا السماح لها بالتألّق هناك”
“… نعم ، هذا صحيح.”
وافق كونت بايرن على هذه النقطة.
“سأطلب من حلفائنا أن يعارضوا كلّ ما تحاول تلك الفتاة فعله في الجنوب، لإسكاتها.”
“من فضلك، بأسرع ما يمكن … وإذا لم ينجح ذلك.”
همست ثيودورا بعيون تلمع بالعناد.
“أرسلني إلى هناك كممثّلة لك”
* * *
ركبت أريانا، محاطة بحاشيتها، القطار الفاخر المغادر من محطّة لنتيا.
كانت إميلي، التي جاءت إلى العاصمة مضغوطة في مقصورة الدرجة الثالثة كقطعة أمتعة، تلهث بدهشة.
“واو …!”
تحت أشعة الشمس المتدفّقة عبر النوافذ الشفّافة، لمعت الأثاث الفاخر، الذي بدا وكأنّه نُقل مباشرة من غرفة الاستقبال، ببريق ناعم.
حتّى الحاشية تمّ تخصيصها لمقصورات قريبة من الدرجة الأولى لتتمكّن من الاستجابة بسرعة.
كانت إميلي، وهي تصبّ الشاي لأريانا، تبكي من التأثّر.
“سيّدتي، هذا رائع جدًا. أفضل بكثير من تلك السفينة السياحيّة المزعجة!”
“حقًا؟ أنا سعيدة أنّكِ تستمتعين أيضًا، إميلي.”
ابتسمت أريانا بصدق. لم يكن هذا القطار ملكها، لكن سماع أنّه أفضل من سفينة ثيودورا بايرن كان ممتعًا.
“لكن، سيّدتي …! يبدو أنّنا الوحيدون في مقصورات الدرجة الأولى؟ هل هذا معتاد؟”
“لا، هذه المرّة على الأرجح بسبب الدوق.”
لم تسافر أريانا مع كينيث كثيرًا، لكنّها خمّنت أنّه حجز المقصورات مسبقًا لأسباب أمنيّة.
لهذا ، تنفّست الصعداء.
‘هذا جيد. أنا متعبة من التعامل مع الآخرين.’
أخرجت أريانا الوثائق التي أعطاها إيّاها كينيث في غرفة العمل. كانت قد قرأتها مرات عديدة حتّى أصبحت ممزّقة، لكن لا ضرر من إعادة النظر.
ميناء إيليسيا. تاج و وردة أعمال عائلة كليفورد.
كانت تسمع عنه منذ طفولتها، لكنّها لم تطأه قط.
يقال إنّه المكان الأكثر غرابة في إمبراطوريّة كريميسا، مع شواطئ رائعة لا تُضاهى بشواطئ لنتيا السوداء القاتمة.
‘ولو كنتُ دوقة حقيقيّة … لكنتُ شاركتُ كثيرًا في هذه الأعمال.’
لم يتخيّل أحد أنّ الأعمال ستُهمل لسنوات بعد مأساة دمويّة.
‘لكن مع افتتاح الفندق، يعود كلّ شيء إلى مساره.’
رجعت أريانا إلى الصفحة التي تتحدّث عن أعمال الفندق.
فندق بلايس. اسم يعني السعادة.
‘كونت بايرن أيضًا عضو في مجلس إدارته.’
كان ذلك متوقّعًا بما أنّه ساعد في هروب كينيث، لكنّه كان مزعجًا بعض الشيء.
‘لا بأس. سأبحث عن معلومات يمكنني الحصول عليها هنا.’
بينما كانت أريانا تقرأ الوثائق، لاحظت إميلي، التي كانت تقدّم المرطّبات، شحوب وجهها.
“سيّدتي، ألا تبالغين قليلاً؟ ربّما يجب أن ترتاحي …”
“لا، هذا لا بأس به. ليس لديّ شيء آخر لأفعله.”
“لكن … حتّى في السفينة السياحيّة …”
فهمت أريانا ما كانت إميلي تحاول قوله.
‘سمعت إميلي أيضًا ما قاله السيد باتيست.’
قال إنّ النوبات تصبح عادة، لذا يجب استشارة طبيب بسرعة.
لم تكن تنوي قبول دواء قويّ، لكنّ الوقت قد حان لزيارة طبيب.
‘حتّى بعد فحصي، لم أجد شيئًا مريبًا لدى كينيث.’
بالطبع، عندما كان يندفع نحوها، لم يكن هناك وقت للتدقيق …
فركت أريانا عنقها بلطف، إذ شعرت بحرارة خفيفة. كانت الآثار التي يتركها كلّ مرّة تحت ملابسها تنبض بحرارة خفيفة.
كيف يمكن لرجل يفضّل العلاقات النظيفة والباردة أن يتغيّر هكذا؟
‘على أيّ حال، هناك حدود لما يمكنني اكتشافه داخل القصر.’
ربّما تكون هذه الرحلة المزدحمة فرصة جيدة.
ابتسمت أريانا بلطف للخادمة التي تنظر إليها بقلق.
“إذن، إميلي، هل يمكنكِ استدعاء الدكتور بيالي؟”
التعليقات لهذا الفصل " 35"