أجابت أريانا بثبات. كانت تعلم جيدًا أنّه سيعود و يبلّغ الإمبراطورة بكلّ شيء.
‘إنّه يتفحّص تعابير وجهي بعجرفة الآن.’
لكنّها لم تكن ترغب في إعطائه ما يمكن أن يسحقها و يفترسها به.
“سأتقبّل هذا بامتنان، معتبرةً إيّاه نية صادقة من جلالة الإمبراطورة لا تخجل أمام الربّ.”
عند هذه الكلمات، انحنت شفتا الرسول إلى الداخل.
* * *
في تلك الليلة، وقفت أريانا وحيدةً في غرفة نومها، تنظر إلى الرداء الممدّد على السرير.
في حياتها السابقة، لم يحضر كينيث إلى حفل تعميد بيبي.
[قال الدوق إنّه لا يستطيع الحضور بسبب أعمال المجلس]
أبٌ لا يظهر في أهمّ حدث في حياة طفلته!
بينما كانت أريانا تُجري حفل التعميد لوحدها ، شعرت بحزن عميق وهي تتخيّل مستقبل بيبي.
هل سيغيب كينيث عن أعياد ميلاد بيبي بهذه الطريقة أيضًا؟
هل ستكون ابنتي بخير تحت رعاية أبٍ غافل؟ هل ستنمو مثلي ، أعيش تحت أنظار أمّي و أخي؟
و ماذا عنّي ، ألن أتأذّى في كلّ مرّة في مثل هذه المناسبات؟
…لكن في تلك اللحظة ، فُتِحَ الباب في الظلام و ظهر كينيث.
حدّقت أريانا فيه بعيون غارقة، وهو يرتدي رداءً داخليًا.
‘ألم تكن العلاقة مرّة واحدة في الشهر؟’
حسنًا … بما أنّ فائدتها الآن تكمن في أمور الفراش ، فليس من الغريب أن يأتي في أيّ وقت.
اقترب كينيث منها وعبس.
“ما هذا؟”
“قالوا إنّه هديّة من جلالة الإمبراطورة.”
“ها.”
“… هل كنتَ تعلم أنّ شيئًا كهذا سيصل، سيّدي الدوق؟”
“نعم.”
لقد جاء اليوم بسبب هذا بالذات.
عندما هدّد كينيث الإمبراطورة، توقّع أن يصل شيء يمنحها شعورًا طفيفًا بالانتصار.
‘إنّ دفعها إلى المسبح كان مزحة دنيئة بالفعل.’
لكن لماذا أرسلوا هذا أثناء غيابه؟ جاء ليتفقّده، فاكتشف أنّ الإمبراطورة أضيق أفقًا ممّا توقّع، ولم تستعد عقلها بعد.
“قالوا إنّها اعتذار عن حادثة الرحلة البحرية، لكنّهم أرسلوا شيئًا أكثر إثارة للأسف.”
أمسك كينيث رداء الطفل الموضوع على السرير.
تكوّمت القماشة الرقيقة في يده الطويلة والصلبة، ثمّ سقطت كشبح أبيض بين أصابعه إلى الأرض.
“إنّ إرسال شيء لن نستخدمه ينمّ عن نية خبيثة.”
“……”
عندما رأت أريانا ملابس الطفل المتكوّمة على الأرض، ارتعشت شفتاها.
عندما عادت إلى هذه الحياة، عزمت على تقوية قلبها و الدفاع عن نفسها. لكن بسبب هذه الهديّة غير المتوقّعة، تسرب حزن قديم كانت قد دفنته بعناء كما لو أنّ خيطًا انفرط.
“يبدو أنّك سعيد بهذا، سيّدي الدوق.”
“ماذا؟”
“أنت تريد أن ترى عقابي، أليس كذلك؟”
“… أنتِ؟ أيّ عقاب تتلقّينه؟”
“أنا ، هكذا ، أمام الآخرين … عائلتي ماتوا جميعًا وهم يعلمون ، و أنا الوحيدة التي تعلّقت بكَ بذلّ لأعيش ، أصبحت موضع سخرية.”
غطّت أريانا وجهها بيديها. حاولت الصمود، لكنّ صوتها بدأ يتحوّل إلى بكاء.
“الجميع يعلم أنّني سأُستبدَل في الوقت المناسب، فتلقّي مثل هذه الأشياء هو عقاب.”
تشابك الألم كخيوط متشابكة في فوضى. لكن في تلك اللحظة، أطلق كينيث ضحكةً ساخرة.
“ها.”
في الحقيقة، على عكس ضحكته، كان يشعر بالغضب.
هل كان يجب أن يزيد ميزانية القصر الإمبراطوري بشكل أكبر؟ كان يعتقد أنّه هدّدهم بطريقة واضحة، لكنّ القصر لا يزال لا يفهم. لكن أكثر من ذلك ، شعر بألم في صدره من رؤية أريانا منهارة.
هذه المرأة مذنبة، وهو الحارس.
هكذا يفترض أن يكون، لكن رؤية المذنبة تنهار لم تُسعده.
لكن لينكر هذا الشعور، نظر كينيث إلى عينيها الزرقاوين المغرورقتين بالدموع بنظرة باردة.
“لقد اخترتِ الخصم الخطأ، وبالشكل الأسوأ.”
“سيّدي الدوق …”
“تسبّبتِ في هذه الفوضى بسبب صراعك مع الإمبراطورة، و هل تعتقدين أنّ هديّة واحدة ستُصلح الأمر وكأنّكِ تعترفين بخطيئتك؟”
“لكن، في ذلك الوقت …”
“إذا كنتِ تعرفين من عليكِ إرضاؤه، فتصرّفي بشكل صحيح.”
“أنا أيضًا لا أجرؤ على الحلم بطفل منك، سيّدي الدوق.”
“……”
“سيكون عائقًا أمام الطفل الذي ستلده المرأة القادمة.”
في الحقيقة، كانت تشتاق إلى لقاء بيبي أكثر من أيّ شخص آخر.
لكن إذا قالت ذلك، قد يقطع كينيث زياراته تمامًا، معتبرًا إيّاها أحلامًا فارغة.
كان عليها أن تتجاوز هذه اللحظة بسرعة.
رتبّت أريانا تعابيرها، ورفعت رأسها دون أن تظهر مزيدًا من الضعف.
“جئتَ لأنّ اليوم هو يوم العلاقة ، أليس كذلك؟ تفضّل براحتك.”
“يبدو أنّكِ تستمرّين في سوء الفهم.”
وبّخها كينيث و هو يسحب رداء كتفها بعنف.
“الجهد لإراحتي يجب أن يكون منكِ”
* * *
كانت تلك الليلة قاسية ، مختلفة عن الليالي في السفينة.
في ذلك الوقت، كان كينيث يتسلّى بها بهدوء، أمّا هذه المرّة فلم يُخفِ حدّة مزاجه. كان مخيفًا وهو ينظر إليها من الأعلى كما لو أنّه سيفترسها دون كلمة.
أحيانًا، عندما كانت أريانا تتحرّك، كانت ترى رداء الطفل المكوّم على الأرض.
[آسفة ، بيبي. يبدو أنّ أبيك لن يأتي اليوم]
عندما تذكّرت نفسها وهي تعانق الطفلة وتكذب لتهدئتها، امتزج الحزن في رأسها.
في تلك اللحظات، كانت تتعمّد أن تتشبّث بعنقه أكثر، محاولةً أن تطغى الأحاسيس الجسديّة على حزنها.
في صباح اليوم التالي ، تُركت أريانا وحيدة. عندما رفعت جسدها المؤلم بصعوبة ، كانت ملابس الطفل البيضاء لا تزال ملقاة ببؤس.
“ها…”
لكن عندما رأتها في ضوء النهار، بدأ شعور آخر ينمو تدريجيًا بدلاً من الحزن.
غضب شديد. استياء عميق.
كانت أريانا تخطّط للإمساك ببيبي بأمان، ثمّ التخلّي عن كلّ ما حدث قبل انتحارها والرحيل.
كانت تحلم ببداية جديدة نقيّة مع ابنتها الثمينة. لم ترغب في احتضان طفلتها بحالة ذهنيّة سلبيّة هذه المرّة.
لم ترغب في إهدار طاقتها في صراعات مع أشخاص قذرين و وحشيين.
لكن لماذا يتصرّف الجميع كما لو أنّهم يتلهّفون للسخرية منها؟
ضغطت أريانا على جرس الاستدعاء لتطلب إميلي. عندما رأت إميلي أريانا واقفة وسط قطع القماش الأبيض الممزّقة، بدت مصدومة.
“سيّدتي، هل أنتِ بخير؟ يا إلهي، هذا-“
“… إميلي، تخلّصي من هذا بحيث لا يراه أحد، واستعدّي لاستدعاء شخص ما فورًا.”
“آه، نعم! من يجب أن أتصل به؟”
“إيديث كلارك. الشخص الذي صمّم فستاني.”
خلال فترة الخطوبة المروّعة، أُسكِتَ صوتها، ولم يصدّقها أحد، وتُركت في حالة بائسة، مما جعلها تكره القصر الإمبراطوري بشدّة.
لذلك، إذا قرّرت أريانا أن ترفع أظافرها ضدهم، فهذا كلّه من صنعهم.
* * *
كان داميان لا يزال يقيم في الجناح الملحق بقصر كليفورد.
كان بإمكانه الانتقال إلى فندق، لكن بما أنّ التواصل مع بلده كان سلسًا، لم يرَ حاجة للتحرّك فورًا.
في ذلك الصباح، نظر داميان إلى البرقيّة التي وصلت لعدّة دقائق. حتّى عندما تمكّن من إصدار صوت، لم يخرج سوى أنين متقطّع، مما جعل الخادم ينظر إليه بقلق.
‘هه، هه.’
‘سيّدي، هل أنت بخير؟ هل حدث شيء في القصر؟’
‘لقد تمّت الموافقة.’
‘ماذا؟ الموافقة … هل تقصد!’
قدّم المساعدون في بلده خطة إضافيّة مضمّنة مع الخطة الأصليّة، تتضمّن مشروع متجر متعدّد الأقسام، وتمّ تقديمها نهائيًا.
وهكذا، تفوّق لوآنج على شتروغن الأقوى وفاز بالاستثمار الملكي.
لم يستطع داميان سوى تمرير يده على جبهته مرات عديدة بعد تقرير أنّ الخطة الإضافيّة هي التي أحدثت الفارق.
‘هه…’
على الرغم من أنّه هو من ابتكر الفكرة، إلّا أنّه لم يكن لينفع دون الجرأة.
‘كنت سأظلّ أغلي في داخلي وأتحوّل إلى ضفدع مسلوق.’
لذلك، لا بدّ أن يفكّر داميان في المرأة التي في قصر الدوق الرئيسي.
كانت أريانا كليفورد هي فورتونا* ، و كان هناك سبب وجيه لدفعها الخفيف له.
*آلهة الحظ بإعتقاداتهم
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 31"