لم تستطع أريانا أن تُظهِر اهتمامًا زائدًا عن اللزوم في جمع المعلومات داخل هذا المنزل.
إذا لم تكن حذرة ، قد تنقل إميلي المعلومات إلى الآخرين بدلاً من ذلك …
لذلك ، فتحت أريانا فمها بحذر شديد: “إميلي، هل يمكنكِ إحضار شاي الصباح؟”
“بالطّبع، سأحضّر الشاي!”
“لا، أممم … اسألي في المطبخ إن كان هناك شاي بالليمون. إن لم يكن، لا بأس”
“حسنًا!”
أجابت إميلي بمرح، ظنًا أنّ كلّ شيء يتماشى مع أذواق النّبلاء.
بعد وقت قصير، وصل إبريق شاي يتصاعد منه البخار.
لكن حاجبي أريانا تضيّقا عند رؤية الشّاي.
‘هذا ليس من ذوق كينيث.’
يُفضّل سكّان كريمیسا الشّاي القويّ بالأوراق مع الحليب ، ولا يميلون إلى شاي بالفواكه الجنوبيّة مثل هذا.
كان هذا أسلوبًا غريبًا في العاصمة، ولم يمضِ وقت طويل منذ بدء استيراده من دوبريس.
ضحكت إميلي بحماس و هي تميل الإبريق: “لحسن الحظّ، قال الطّاهي إنّه أحضره مؤخرًا! لم أكن أعلم بوجود مثل هذا الشّاي، سيّدتي.”
“أجل، حسنًا. هذا جيّد.”
ابتسمت أريانا بدورها. بفضل إميلي ، حصلت على بعض التّخمينات، فخفّ شعورها بالكآبة.
‘جاء ضيف من دوبريس.’
لو لم يكن هناك ضيف متوقّع ، لما أحضروا شايًا لا يناسب ذوق سيّد المنزل مسبقًا.
وخلال فترة زواجها، كان الشّخص الوحيد الذي تكرّر ذكره في شؤون الأعمال هو …
‘الماركيز داميان باتيست.’
مالك منطقة لوآنج التي كانت تفكّر في الهروب إليها.
في حياتها السّابقة، لم يكن هناك سوى تحيّات عابرة معه، لكنّها تذكّرت بوضوح أنّه رجل أعمال يسعى وراء الفنّ و التّجارة معًا.
‘لكن في أماكن مثل الحفلات، من الصّعب إجراء محادثة حقيقيّة مع رجل.’
للتعرّف عليه، كان من الأفضل والأكثر طبيعيّة استضافته في القصر.
“سأخرج للتنزّه بعد الظّهر، إميلي. جهّزي لي ذلك لاحقًا.”
“حسنًا!”
حوّلت أريانا نظرها إلى النّافذة.
إلى المكان الذي كانت تحفر فيه حفرة في التراب وتثير الفوضى عندما عادت بعد موتها.
سأضع بعض الزّهور على طريق التّنزّه …
ستلتقي ببيبي مرّة أخرى بالتّأكيد.
لكن لا يمكن لأمّ أن تذهب إلى ذلك المكان المطمور بيدين خاليتين.
كانت إمبراطوريّة كريمیسا أرضًا تحدّها مضائق مع دول أخرى.
منذ القدم، ازدهرت بالطّرق البحريّة، لذا كانت لنتيا، العاصمة، تضمّ ميناءً ضخمًا خارج مركزها.
على عكس الجنوب ببحره الأزرق الصّافي الشّفاف ، لم يكن شاطئ لنتيا مكانًا للسّياحة يدرّ المال.
ومع ذلك، كان الميناء صاخبًا بحيويّته الخاصّة و صيحات النّوارس.
***
وفي هذه اللحظة، كان داميان باتيست، البالغ من العمر أربعة وعشرين عامًا، يلعن كلّ هذه الضّوضاء.
على عكس شعره الأبيض البلاتينيّ وعينيه الرّماديّتين الزّرقاوين، كان وسيمًا معبّرًا ومرحًا على طريقة دوبريس.
كان طويل القامة، يرتدي معطفًا خفيفًا يتباهى بأناقة مريحة.
لكن وجهه الجميل كان، للأسف، مكفهرًا.
‘مزاجي سيّء. أشعر وكأنّني سأموت.’
مرّر أصابعه الطّويلة القويّة بلا مبالاة عبر شعره النّاعم كالحرير.
مشى داميان نحو السّيارة المنتظرة في حوض السّفن، يفرك صدغيه طوال الطّريق.
رغم أنّ لغة كريمیسا أصبحت اللّغة المشتركة في القارّة، كان يتحدّث مع رفاقه بلغته الأمّ بطبيعة الحال.
[آه ، رأسي …]
[أووه، سيّدي، ألم أخبركَ ألّا تفرط في الشّراب؟]
وبّخه خادم من دوبريس بلهجة قلقة و وديّة ، بينما يمرّر له دواءً للتّخلّص من الصّداع بمهارة.
ابتلعه داميان و هو يتذمّر:
[كان يجب أن يكون هناك شيء لقتل الوقت على السّفينة غير الشّراب. وبالمناسبة، هم من أجبروني على الشّرب]
[حسنًا، بما أنّكَ تغلّبتَ على الجميع في لعبة البوكر، من العدل أن تُعاقب بالشّراب…]
لكن رغم معاناته من الشّراب، لم يقلق الخادم من أنّ داميان سيفسد جدول أعماله.
كانت مملكة دوبريس معروفة بحرفها اليدويّة الرّاقية منذ القدم، وكان سكّان كريمیسا يتهافتون على المنتجات الفاخرة النّادرة في بلادهم. فقد كانوا تقليديًا أقلّ مهارة يدويًا.
وكانت عائلة كليفورد، التي ساهمت بشكل كبير في إقامة هذه التّجارة، تحتكر قنوات التّواصل بشكل طبيعيّ.
لذلك، كان داميان يتعامل مع كينيث كليفورد حتّى قبل أن يرث عائلته.
لكن إذا سُئل عما إذا كانا مقرّبين إنسانيًا بسبب هذا التّعامل الطّويل، فالإجابة لا.
‘شخصيّاتنا لا تتّفق أبدًا.’
منذ البداية، كان كينيث نموذجيًا لسكّان كريمیسا، متكبّرًا بشكل مزعج.
لذا، كان الشّيء الوحيد المشترك بينهما هو مستوى ذوقهما تقريبًا.
أخيرًا ، بدأ جناح قصر الدّوق ، حيث ينتظر شريكه التّجاريّ، يظهر.
كما يليق بشخص عانى من محاولة اغتيال، كانت الإجراءات الأمنيّة على الطّريق مشدّدة بشكل مخيف.
في غرفة الاستقبال بالجناح، ابتسم كينيث بلا ضرر، لكنّه كان ينضح بهالة باردة كالظّل.
“مضى وقت طويل.”
في الحقيقة، لم يكن كينيث متحمّسًا جدًا لداميان باتيست أيضًا.
‘هو دوبريسيّ نموذجيّ.’
أليس شعب دوبريس مفرط في المرح ، يشتكون كثيرًا من الطّعام، ويعتبرون مغازلتهم المبالغ فيها للعقل أناقة؟ و كان داميان يعيش هذه الطّباع دون خجل.
لكن حتّى لو نشأ في نفس الأرض، ربّما لم يكونا ليتعاملا بودّ.
“التّعامل الوديّ” لم يعد موجودًا بعد عائلة أبردين.
‘والتّاج.’
ابتسم كينيث بسخرية و هو يتذكّر القطعة التي ألقاها بإهمال في الخزنة.
كان يندم على شراء ذلك التّاج، لكنّ استيراده عبر عائلة باتيست كان أمرًا يندم عليه أكثر.
ومع ذلك، كان داميان شريكًا تجاريًا مرضيًا، فكان لديه الرّغبة في دعوته إلى الجناح. كما كان مصدرًا ممتازًا للمعلومات من دوبريس.
عندما اقتربت محادثات الأعمال من النّهاية ، استرخى داميان على كرسيّ مفروش بالسّجاد ، ممدًا ساقيه الطّويلتين و سأل: “بالمناسبة، الأمير أندرو … أو، أليس من الأفضل أن نسمّيه الأمير المخلوع الآن؟ بصراحة، لقد سقط بالفعل.”
“كما تشاء.”
“فتّشنا كلّ منطقة في دوبريس ولم نجده. حتّى العائلة الملكيّة، التي تريد أن تجعلكَ مدينًا لها، تبحث بجدّ ولا شيء”
“….”
“بهذا الحدّ، أليس من المحتمل أن يكون قد لجأ إلى بلد آخر؟ لا يزال هناك أقرباء لعائلة كلود الملكيّة منتشرون في القارّة.”
“لا.”
هزّ كينيث رأسه بحزم.
شبكة عائلة كلود الملكيّة هي نفسها شبكة عائلة كليفورد، وهم يفضّلون إخبار كينيث لتحقيق مكاسب.
‘لا يمكنهم الصّمت بهذا الشّكل.’
إذن، هل لا تزال العائلة الملكيّة غير واعية وتخفيه؟
لكن لم يكن هناك قصر أو أرض ملكيّة لم يكتشفها كينيث.
و بفضل ضغوطه الخفيّة، كان الأمير الثّاني الصّغير سيدريك سيصبح وليّ العهد هذا العام.
‘إذن، لم يبقَ سوى…’
داخل البلاد مرّة أخرى. ربّما لا يزال يعيش مختبئًا بمساعدة أتباع لم يستيقظوا بعد.
ذلك الحشرة.
ضحك داميان بإهتمام لكنّه كان يتحدّث عن شؤون الآخرين.
“لكن، دوق كليفورد، ماذا ستفعل إذا وجدتَ الرّجل المخلوع؟ هل ستقتله؟”
“نكتة مخيفة. سأتبع الإجراءات القانونيّة فقط. أنا لستُ سيّد هذه الأرض.”
استدار كينيث بإبتسامة غير مبالية.
بالطّبع سيقتله.
هذا الجبان الذي تسبّب في اغتيال عائلة كليفورد، وتخلّى عن أتباعه وهرب، يستحقّ الموت بائسًا…
ابتلع كينيث حقيقته المزعجة ، و تذكّر قطعة صحيفة صغيرة على مكتبه.
<ابنة عائلة أبردين الفيكونتيّة ستكون ولية العهد المستقبليّة>
في تلك الصّورة، كان أندرو يحتضن خصر أريانا.
تذكّر وجهه المتورّد بانتصار، فأراد تمزيق ملامحه.
‘قبل أن أقتله، سأمزّق يده اليسرى أوّلاً.’
أخفى هذه الحقيقة القاتمة بمهارة، وخرج مع الضّيف من الجناح.
كان لا يزال مبكرًا لتناول العشاء، وكان من واجب المضيف مرافقة الضّيف إلى مكان الرّاحة حتّى العشاء.
سار على ممرّ قصير مرصوف بالحجارة البيضاء نحو مكان الضّيوف ، متقدّمًا بخطوة على الطّريق وينظر جانبيًا نحو القصر الرّئيسيّ.
لم تكن أريانا على دراية بجدول اليوم.
منذ دخولها القصر، وضع لها قاعدة:” أظهري نفسكِ فقط في الأيّام التي أحدّدها. لا داعي للظهور في أيّ مناسبة أخرى”
كان يريد أن تظهر المرأة فقط في الأماكن التي يتحكّم بها.
‘والأهم، لا أريد تقديم أريانا إلى باتيست.’
بطبعه المتقلّب و إيمانه بالقدر و حبّه للجمال ، ستكون أريانا محفّزًا مفرطًا بالنّسبة له بالتّأكيد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل "14"