كريمیسا مكان تكثر فيه الأمطار في غير الصّيف.
حتّى مع الحماس الوطنيّ ، كان من الصّعب مدح الأيّام الكئيبة في العاصمة ، حتّى بكذبة بيضاء.
لذلك، تصرّفت إميلي بحركة مبالغ فيها من الخجل.
“سيّدتي، دعيني أمشّط شعركِ. أيّ عطر تودّين؟”
“البنفسج … سيكون مناسبًا”
رفعت أريانا حاجبيها بدهشة متزايدة من هذا الحماس في الخدمة.
عادةً، كان خدم قصر الدّوق يكرهونها، فكان معظمهم يتعمّدون إبقاء مسافة و ينظرون إليها بازدراء.
‘لكن بعد مرور عام على الزّواج، ربّما أصبح الحِذر أقلّ شدّة.’
ومع ذلك، بدت إميلي تأتي بشكل متكرّر بشكل غير عاديّ.
“إميلي، هل غيّرت رئيسة الخدم منصبكِ لتكوني مسؤولة عنّي؟ أعتقد أنّكِ كنتِ هنا أمس أيضًا.”
“آه، لا! لقد طلبتُ من السّيّدة كارين ذلك، سيّدتي.”
كانت كارين إلمر، رئيسة الخدم، امرأة عجوز تدير القصر منذ عهد الدّوق السّابق.
كانت تحتقر أريانا لكنّها تملك “فضيلة الخادم” التي تجعلها لا تُظهِر ذلك.
و لأنّ أريانا قرّرت مغادرة هذا المكان ، لم تكن تهتمّ بكسب ودّ الخدم. كانت تنوي المغادرة بمجرّد إنجاب طفل ، فلم ترَ حاجة للسّعي وراء السّلطة كسيّدة المنزل.
لكن لماذا تغيّرت إميلي ، على عكس حياتها السّابقة؟
“لماذا بالضّبط؟”
“حلمي كان دائمًا أن أصبح خادمة سيّدة!”
“آه.”
فهمت أريانا أخيرًا سبب تصرّف إميلي الودود الآن.
بالنّسبة لامرأة من عامّة الشّعب، كان أفضل طريق لكسب المال هو أن تصبح خادمة، حتّى لو كان ذلك صعبًا.
و من بين هؤلاء ، كانت وظيفة خادمة السيّدة التي تساعد في تزيين سيّدة المنزل منصبًا يمكن التّفاخر به.
ضحكت أريانا بلا مبالاة على إميلي التي اختارت الحبل الخطأ في هذه الحياة.
“إميلي، سأخبركِ مسبقًا، ليس لديّ أيّ نفوذ في هذا المنزل. لن تجدي التّشريف الذي تتوقّعينه”
“آه …”
“لا أريد إحباطكِ. بالطّبع، يمكنني كتابة خطاب توصية جيّد قدر الإمكان.”
و ما زالت آريانا لا تعرف من وضع المسدّس في سريرها.
لكن إميلي تلعثمت أمام موقف أريانا اللامبالي.
“ليس بسبب ذلك … في الحقيقة، أخطأتُ كثيرًا …”
“ماذا؟ ماذا تقصدين؟”
“…..”
“لا بأس، يمكنكِ قول ما تريدين دون خوف، لن أغضب.”
“الأمر أنّني … عندما رأيتكِ أوّل مرّة، ظننتُ أنّكِ شخص … ليس سيّئًا، بل صعب”
***
سمعت إميلي أحيانًا عن السّمعة السيّئة لـ”ولية العهد ليوم واحد”.
كانت تُعرف بالسّرف و الدّفع بجسدها للبقاء على قيد الحياة مع الدّوق الحاليّ. كان ذلك كافيًا لتظنّ أنّها تعرفها جيّدًا.
لذلك، دون معرفة حقيقيّة بأريانا، انضمّت بحماس إلى النّميمة. كان ذلك أسهل طريقة للتّأقلم في العاصمة.
هذه المرّة أيضًا ، سخرت الخادمات الأكبر سنًّا كالعادة من أنّ “الدّوقة أُصيبت بحجر”.
“كيف كان الأمر، إميلي؟ كنتِ هناك ، أليس كذلك؟”
“أنا … كنت …” ، تمتمت إميلي بحرج وهي تمسك بالسّكون.
كان السّكون الذي اشترته أريانا لها قبل إصابتها.
“لا أعتقد أنّها سيّئة لهذه الدّرجة. أن تُصاب بحجر أثناء السّير، يبدو… نوعًا ما يثير الشّفقة”
“ماذا؟”
“أعلم أنّ الرّجل الذي رمى الحجر كان مظلومًا، لكن كان يمكن أن تكون هناك طريقة أخرى”
صحيح أنّ الرّجل الذي فقد وظيفته كان يستحقّ الشّفقة.
لكن عندما تحقّقت إميلي لاحقًا، اكتشفت أنّ الأمر لم يكن بسبب أريانا نفسها، بل بسبب عائلتها.
إذن، إلى أيّ مدى يجب تحمّل ذنوب العائلة؟
‘صعب، صعب جدًّا.’
لم تستطع إميلي التّوصل إلى نتيجة بسهولة. لكن عندما رفعت رأسها، وجدت الخدم الأكبر سنًّا ينظرون إليها بغضب.
“هل تدافعين عن تلك المرأة الآن؟”
“لا، لستُ أدافع…!”
“ظننّا أنّكِ لطيفة لأنّكِ من الرّيف، لكن يبدو أنّكِ لا تعرفين شيئًا. تتحمسين بمجرد رؤية سيّارة في الشارع!”
شعرت إميلي بالظّلم والصّدمة.
كيف يدينونها بسبب شيء تافه كهذا؟
***
بينما كانت تمشّط شعر أريانا بحماس، بدأت إميلي تتذمّر بحنق.
“كم كان ذلك مزعجًا! في بلدتي لم يكن هناك سيّارات، لذا عندما رأيت واحدة هنا لأوّل مرّة، صرختُ من المفاجأة، لكنّني لم أبكِ! جئتُ إلى هنا بالقطار بمفردي!”
“حقًا…”
“والسّكون الذي اشترته لي السيّدة، تقاسمناه جميعًا، أليس كذلك؟ إذا كانوا سيعاملونني كفتاة ريفيّة، فلِمَ أكلوا السّكون؟”
توقّفت إميلي فجأة، ونظرت إلى المرآة وهي تدرك خطأها.
في المرآة، كانت أريانا مندهشة بعيون مستديرة.
أطرقت إميلي رأسها، ووجهها محمرّ كما لو أنّها تعرّضت لنار الموقد لوقت طويل.
“أمّي في الرّيف كانت دائمًا تقول إنّني إذا أبقيتُ فمي مغلقًا، سأتجنّب نصف المشاكل، لكن يبدو أنّ فمي مزوّد بأقدام، يتحرّك دائمًا ولا أستطيع إيقافه.”
“أمم…”
“آسفة، سيّدتي. أنا… أتحدّث كثيرًا، أليس كذلك؟”
“لا، لا… لا بأس.”
ضحكت أريانا بهدوء على الخادمة المرتبكة.
على أيّ حال، لم تكن ستمنح قلبها لهذه الخادمة، فما المانع؟
كانت تعلم جيّدًا أنّ منح القلب لا يجلب سوى الألم.
ومع ذلك، بعد سنوات من الوحدة اليوميّة، كان ثرثرة إميلي المبهجة تملأ الفراغ، فشعرت بالرّاحة.
‘وربّما سمعت أخبارًا أكثر عن الأمور المحيطة.’
إميلي، التي كانت دائمًا متوترة أمام الأشخاص المهمّين، استرخَت تمامًا. وبمجرّد أن استرخَت، لم تستطع التّوقّف، فواصلت الكلام بينما تُحرّك يديها بحماس.
“سيّدتي، هل ستذهبين إلى حفل بايرن؟”
“أجل، بما أنّ الدّوق سيذهب.”
“سمعتُ أنّه سيقام على متن سفينة سياحيّة! هل الحفل على متن سفينة يختلف كثيرًا عن الحفلات العاديّة؟”
“لا، مجرّد رؤية مياه البحر، لكنه ليس مختلفًا كثيرًا عن الحفلات العاديّة.”
شعرت أريانا بالأسف تجاه إميلي التي برقت عيناها بالفضول، لكنّها كانت تكره ذلك الحفل بشدّة.
ستقيم عائلة الكونت بايرن حفل إطلاق سفينة سياحيّة جديدة في ميناء لنتيا، مع حفلة ليليّة على متن السّفينة.
‘سأقضي يومًا هناك أستمع إلى التّفاخر المزعج.’
لكن السبب الأكبر لكرهها لهذا الحفل لم يكن ثيودورا فقط.
بل لأنّ الإمبراطورة ، التي كان من المفترض أن تكون حماتها ، ستكون حاضرة.
كانت الإمبراطورة تنظر إلى أريانا بازدراء منذ أن كانت تتحضّر لتكون ولية العهد.
«كيف لتلك الفتاة أن تكون وقحة إلى هذا الحدّ؟ ابني لم يكن لديه ذوق في اختيار النّساء»
رغم أنّ العائلة الملكيّة تخلّت عن أريانا للحفاظ على ماء وجهها ، استمرّت الإمبراطورة في إزعاج أريانا التي لم تهرب مع أندرو لخدمته ، بل أصبحت “دوقة”.
لكن إميلي، التي لم تلحظ برود أريانا، واصلت الثّرثرة: “و مع ذلك ، إنّه مثير جدًا! أريد رؤية الفستان الذي سترتدينه ، سيّدتي!”
“سيتماشى مع ما يختاره الدّوق-“
“آه، الدّوق يرتدي الأسود دائمًا! حتّى هذا الصباح.”
“يبدو أنّه غادر إلى المكتب مبكرًا.”
“أمم، ربّما…؟ لكن السّائق هنري لم يخرج.”
“…؟”
رمشت أريانا بعينيها بصمت.
بعد عودته المعجزيّة، كرّس كينيث نفسه لإعادة بناء العائلة.
ألم تتوسّل إليه يوم الأربعاء ليخصّص لها بعض الوقت؟
كان يخصّص كلّ وقته للعمل ، و كانت مكاتبه المنتشرة في العاصمة تُستخدم أكثر من غرف الاستقبال.
‘لكنه لم يأخذ السّائق هذا الصباح.’
نقرت أريانا بأظافرها بلطف على طاولة التّزيين.
إذا لم يأخذ السّائق صباحًا، فهو لم يذهب إلى المكتب أو قصر نبيل آخر. على أيّ حال، هذا الرّجل لم يعد يثق بالمرافق الخارجيّة للأمور المهمّة.
‘إلّا إذا كان القصر الإمبراطوريّ.’
يمكن تفسير ذلك بما فعلته عائلة أبردين.
إذا كان يعمل في مكتب القصر الرّئيسيّ ، فلن يحتاج إلى ارتداء “الملابس السّوداء” التي تحدّثت عنها إميلي.
إذن، أين قد يكون ذهب؟
‘ربّما إلى الجناح المنفصل في القصر؟’
يحتوي قصر الدّوق على أكثر من 300 غرفة ، و لم يكن غريبًا سماع قصص عن خدم يتوهون في الحديقة الواسعة.
وكانت أريانا تعلم أنّ كينيث يستقبل ضيوفًا تجاريّين في الجناح المنفصل دون مشاركتها.
‘من قد يكون ضيفًا مهمًا بما يكفي ليستقبله كينيث بنفسه؟’
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل "13"