لم يكونا مخطوبين في ذلك الوقت ، ولا حتّى عاشقين يلتقيان في الخفاء.
كلّ ما كان بينهما مجرّد إعجاب متبادل ، أليس كذلك؟
لكنّ كينيث ، دون أن يحاول فهم الوضع بعمق ، استنتج مباشرةً أنّ أريانا ربّما اشتركت في حادثة دار الأوبرا لأنّها رغبت في منصب وليّة العهد.
في المقابل ، أظهرت هي إخلاصًا مفرطًا لرجل يحترق برغبة الانتقام ، إخلاصًا لا داعي له على الإطلاق في تلك الظروف …
“كان بإمكانكِ أن تستمتعي بكلّ شيء وتعيشي حياة مريحة بدلاً من هذا.”
“…”
“عائلتكِ كلّها فعلت ذلك، فلماذا أنتِ بالذات …”
جوزفينا و كوينتين عاشا في رفاهية لا مثيل لها في الإمبراطوريّة لمدّة عامين. لقد باعا أريانا وحدهما و عاشا حياة رغيدة ، بينما لم تحصل هي إلّا على الضرب و الافتراءات.
كانت أريانا لا تزال تُولي ظهرها له، مطأطئة رأسها بعمق.
“لو فعلتُ ذلك حقًا، هل كنتَ ستنقذني من منصّة الإعدام؟”
“نعم.”
كان صوت كينيث مليئًا بالقوّة.
في تلك اللحظة، شعر بازدراء تجاه المرأة التي كانت تركع، لكن ذلك الازدراء كان في النهاية نابعًا من قلب خائب بسبب الخيانة.
“كنتُ أكرهكِ، لكنّني لم أكن لأتحمّل موتكِ.”
“…”
“لذلك أنقذتكِ، وسأفعل الشيء نفسه حتّى لو تكرّر الموقف مرّة أخرى.”
“ثمّ تتزوّجني وتعاملني بإهمال مرّة أخرى …؟”
أغلق كينيث فمه أمام سؤال أريانا الهادئ.
لقد عامل علاقتهما الزوجيّة كما لو كانت بين “حارس و سجين”، لكنّ الحقيقة في أعماقه كانت مختلفة.
لقد كان سعيدًا بامتلاكها، حتّى لو كان بهذه الطريقة، لكنّه ظنّ أنّه لن يحصل على قلبها، فتصرّف بقسوة ووحشيّة بمحض إرادته.
مدّ يده وأزاح شعرها الأشقر الرمادي الطويل الملتصق بظهرها الأبيض إلى الأمام فوق كتفها.
لم يبقَ أيّ ندب على هذا الجسد. لكن عدم وجود ندوب لا يعني أنّ آثار الألم قد تلاشت.
“لا، لن يكون الأمر كذلك.”
“…”
“لذلك، يا أريانا، إذا عدتِ إليّ، سأعطيكِ حياة لا تتأذّين فيها بعد الآن.”
أمسك كينيث بهدوء بيدها التي كانت مستندة على حافّة حوض الاستحمام. لم تقاوم أريانا ذلك بشدّة.
نعم، إذا أعطته أريانا فرصة صغيرة، يمكنه أن يمنحها تلك الحياة.
كان يجب أن تكون الأولويّة لمثل هذه الأمور بدلاً من الزهور أو الجواهر، لكنّه أضاع ذلك بسبب تسرّعه. حتّى بعد لقائهما مجدّدًا، كان عليه أن يمرّ بدورة كاملة من الغباء ليدرك ذلك.
لكن لم يفت الأوان بعد. أمسك كينيث بيدها بقوّة أكبر قليلاً.
“يمكنني أن أعيد لكِ كلّ ما خسرتِه.”
“ما خسرتُه…”
حينها، التفتت أريانا إليه من فوق كتفها. كانت عيناها المتعبتان تعكسان دهشة واضحة من كلامه.
“لا أعتقد أنّني خسرتُ شيئًا بالأساس.”
“كيف لا تكونين قد خسرتِ شيئًا؟”
تنهّد كينيث أمام هذه المرأة التي لم ترفع حتّى أظافرها في مثل هذا الموقف.
كان يتمنّى لو أنّها على الأقل تتوسّل إليه لتعطيه شيئًا.
كان بإمكانه أن يعطيها كلّ شيء ماديّ، لكنّها كانت تجيب بإجابات خالية من أيّ رغبة ماديّة ، و هذا بحدّ ذاته موهبة إن صحّ القول.
لكن ربّما لأنّ الجرح الذي تركه لها هو كلّ ما بقي، لم يعد لديها أيّ رغبة في طلب شيء منه، وهذا أمر طبيعي.
أليست هي المرأة التي لا تهتمّ إلّا بابنتها؟ لذلك ، حاول أن يثير رغبتها بأيّ طريقة ، فقال: “الشرف الذي خسرتِه بسبب سوء الفهم، الوقت …”
عندما نطق بها، أدرك أنّها أشياء عظيمة جدًا.
لكن الشرف يمكنه أن يرفعه لها بسهولة، وإذا كان الوقت الذي عانت فيه أريانا، فسيعوّضها بحياة مريحة لبقيّة عمرها.
“حتّى لو لم يكن هذا ما تريدينه، يمكنكِ أن تقولي أيّ شيء يخطر ببالكِ.”
“…”
“إذا كنتِ مهتمّة بأمر متجر لابيل، يمكنكِ أن تديريه بنفسكِ في الإمبراطوريّة.”
بجانبي.
ابتلع تلك الكلمات ونظر إلى أريانا.
كانت بشرتها البيضاء تتّخذ لونًا ورديًا خفيفًا بسبب الماء الساخن. عندما كانا يغتسلان معًا بعد أن تبلّلا بالمطر ، كان هو نفسه مشتتًا.
لكن في حمّام أصغر بكثير، وهما يواجهان بعضهما وجهًا لوجه، شعر بدمه يغلي.
امرأة جميلة كحوريّة البحر مبلّلة بالماء، جعلت القشعريرة تسري في عموده الفقري.
في المقابل، كانت أريانا تنظر إليه نصف مخمورة بحرارة الماء.
كانت عيناها ككرتي زجاج لا تراه بعقلها حتّى.
تنهّد كينيث.
في هذا الموقف المختنق، كان هو الوحيد الذي يشعر بالقلق.
عندما أخرج من الخزانة منشفة كبيرة، تفاعلت أريانا أخيرًا متأخرة.
“أعطني المنشفة. هذا يكفي.”
“بما أنّني بدأت، يجب أن أنهي الأمر بشكل صحيح.”
لفّها بالمنشفة بالكامل، ثمّ رفعها بحذر بحجّة أنّ الأرضيّة مبلّلة.
نظر كينيث إلى رأسها الصغير الملفوف بالمنشفة.
لو أنّني أستطيع أخذكِ هكذا.
شعر بنفس الرغبة الشديدة التي شعر بها في الفندق.
لو أخذها الآن، يمكنه الوفاء بكلّ وعوده.
لكن لكبح هذا الطمع، ضغط شفتيه برفق على جبينها قرب صدغها. كان يبدو أمرًا مضحكًا مقارنة بكيفيّة نهمه بشفتيها سابقًا، لكن من دون هذا، كان سيذبل من العطش.
تمتمت أريانا من داخل المنشفة بصوت مشبوه: “… ماذا فعلتَ الآن؟”
“أغسلكِ وأجفّفكِ.”
“…”
“أنفّذ ما أُمرتُ به.”
سيفعل كلّ ما تريده أريانا، لكن لم يكن عليه أن يكشف كلّ شيء بصراحة.
* * *
بعد أن غادر كينيث الغرفة، استلقت أريانا على السرير و فكّرت مليًا بكلامه.
كنتُ أكرهكِ ، لكنّني لم أكن لأتحمّل موتكِ>
<يمكنني أن أعيد لكِ كلّ ما خسرتِه>
كانت الكلمات التي سمعته اليوم منه من بين ألطف ما قاله لها عبر حياتيها.
لقد أظهر، على الأقل، أنّه يفهم معاناتها ويحاول تخفيف ألمها.
لكنّ أريانا فكّرت: ‘هذا الرجل يستطيع أن يحصل على كلّ شيء دون التضحية بأيّ شيء.’
لقد خسرت أريانا عامين في انتظاره، وقلّصت جزءًا من قلبها لتلتقي ببيبي مجدّدًا.
لكنّها لم تستطع أن تدرك ما الذي خسره هو.
كانت تعلم أنّه لا يجب قياس العلاقات البشريّة بمن يكسب أكثر أو يخسر أكثر.
لكن لماذا، مع ذلك، أصبحت هي بهذا الضيق؟
‘…هل لأنّني فقط أكرهه؟’
فركت أريانا صدغها بلا مبالاة وهي غارقة في أفكارها.
“رجل أحمق في أغرب الأماكن.”
يظنّ أنّني لن أعرف إذا قبّلني هنا.
* * *
بعد أيّام قليلة، عندما سمحت أريانا لكينيث بزيارتها بسبب حالتها الصحيّة ، هربت الطفلة المليئة بالحيويّة أخيرًا من مراقبة إميلي ورحّبت بكينيث بحماس.
“جوزيف! جوزيف، مرحبًا!”
واجهها كينيث بقلب متردّد قليلاً.
يا له من موقف مضحك … المرأة التي يحبّها تعامله كأقلّ من رجل ، بينما طفلتها التي تشبهها تمامًا ترحّب به.
نظر إلى عينيها المليئتين بالمحبّة الصافية، ولم يستطع مقاومة الفضول، فسأل: “هل أُعجِبُكِ؟”
“نعم! بيبي تحبّ جوزيف كثيرًا.”
“لماذا؟”
“همم!”
عقدت بيبي ذراعيها ونظرت إلى كينيث بجديّة.
“طويل. عيونه تلمع ، و وسيم.”
“…”
“و يبدو قويًا. غرر”
فرك كينيث شفتيه بصمت.
آراء والدتها عندما كانت صغيرة تشبه آراءها إلى حدّ ما …
لكنّه، بشكل غريب، شعر بصداع ينبض في صدغه رغم أنّ مزاجه لم يكن سيئًا.
كابوس غريب عن أريانا تمسك مسدّسًا ، و الآن هل بدأ يرى الهلوسات؟ لقد توقّف عن الدواء بالتأكيد ، فلماذا هذا؟
في زاوية حديقة قصره الضخم ، شاهَد شاهِد قبر صغير كندبة. شيء غير موجود ، فلماذا يلتصق بجفنيه الآن؟
لكنّه لم يُظهر أيّ علامة، وبدلاً من ذلك، وبّخ الطفلة بحزم: “لا تُخبري أمّكِ.”
“لمَ؟”
“…”
لأنّه لاحظ أنّ أريانا لا ترحّب به كثيرًا.
كان يعلم ذلك من محاولتها فصل مساراته عن الطفلة، رغم أنّها سمحت له بدخول المنزل.
“لكن، بياتريس، لماذا طلبتِ منّي القدوم إلى الحديقة؟”
“آه …! هديّة بيبي!”
“آها.”
لم تخبره أبدًا عمّا تريده كهديّة عيد ميلادها الثالث.
ربّما نفد صبرها لأنّه لم يظهر.
‘إنّها تهتمّ بأغراضها أكثر من أريانا.’
لن يكون سيئًا أن يعطيها متجر ألعاب بأكمله.
كلّ ما في المتجر، أو حتّى ملكيّة المتجر في المستقبل.
“حسنًا، بياتريس، أخبريني الآن.”
لم يبقَ الكثير حتّى عيد ميلاد الطفلة.
إذًا، يجب أن يعرف الآن ليتمكّن من تحضير الهديّة في الوقت المناسب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 111"