كان صوتًا واضحًا لا يُظهر إطلاقًا بأنه قد استيقظ للتو من النوم.
بالطبع، في تلك اللحظة، لم تكن ليلي في حالة تمكنها من التركيز على الصوت. فنصف انتباه ليلي كان موجهًا إلى معصمها الذي أمسك به سيون، بينما كان النصف الآخر ممسكاً بالدرج الأول من المنضدة الجانبية المريبة.
‘ما الذي يوجد في الدرج بالضبط؟’
بعد صراع داخلي طويل، استجمعت ليلي شجاعتها وطرحت سؤالها على سيون.
“……ماذا يوجد داخل الدرج؟”
“لا حاجة لكِ بمعرفته.”
كان سؤالها بلا جدوى.
نظر سيون إلى ليلي بصمت.
كانت عينان السوداوان تنظران إليها بنظرةٍ حادة.
ارتعشت أكتاف ليلي لا إراديًا. و في اللحظة نفسها، أفلت معصم ليلي من قبضة سيون.
ترجل سيون من السرير بعد أن ترك معصمها.
“لقد حذرتكِ.”
“….…”
“بإمكانكِ فعل ما تشائين مع باقي الأدراج، فتشيها أو حتى حطميها، لكن ليس الأول.”
‘وكيف لي أن أحطم الدرج؟’
هل يعرف مدى صلابة أدراج المنضدة الجانبية عندما يقول ذلك؟ إنه يبالغ في تقدير قوة فتاة في العاشرة من عمرها رغم أنه بنفس العمر تقريبًا.
بدأت ليلي تلتقط الأخطاء في كلام سيون و تتمتم بكلمات تذمر……لكنها أبقتها في داخلها.
في النهاية، دخل سيون إلى دورة المياع تاركًا ليلي الهادئة خلفه. و سرعان ما بدأ صوت الماء يتردد.
‘هل يغسل وجهه؟’
بينما كانت تسمع صوت الماء المتناثر، وجّهت ليلي نظراتها نحو المنضدة الجانبية.
“إن فتحتُ الدرج بسرعة أثناء انشغاله بغسل وجهه..…”
بدأت يد ليلي ترتجف بتردد. لكن قبل أن تمتد يدها نحو الدرج الأول في المنضدة، تردّد في ذهنها صوت سيون.
“لقد حذرتكِ.”
“…..لن أفعل.”
تمتمت ليلي، ثم استدارت كما لو كانت قوة غير مرئية تسحبها.
‘ربما ينتهي من غسل وجهه أسرع مما توقعت…..أو ربما يختبرني. نعم، يمكنه فعل ذلك. يتظاهر بأنه يغسل وجهه بينما يراقب ما سأفعله.’
لا يمكن معرفة الحقيقة، لكن بمجرد أن شعرت ليلي بالقلق، صار من الصعب عليها الاقتراب من الدرج.
‘سأعود في وقت لاحق…..ليلًا أو في الفجر عندما يغرق في نومٍ عميق. اليوم، سأطلب من الخادمة ألا تنظف هذه الغرفة.’
‘حسناً، لقد وضعتُ الخطة. لذا، الآن سأتراجع مؤقتًا. هذا ليس هروبًا، حقًا.’
كررت ليلي لنفسها عذرًا مألوفًا بينما تسللت بسرعةٍ خارج غرفة النوم قبل أن يُفتح باب الحمام مجددًا.
***
“هاه..…”
ما إن وصلت إلى الحديقة الخلفية حتى جلست ليلي على المقعد وأطلقت تنهيدةً عميقة.
سرعان ما انحنت بجسدها إلى الأمام وهي جالسة، وكأنها تلتف على نفسها.
“هذا جنون.”
الإحساس الذي نسيت أمره للحظة وسط انشغالها عاد فجأة كالموجة ليغمرها بالكامل.
التعليقات لهذا الفصل " 32"