كانت إضاءة غرفة النوم خافتة، لكنها لم تكن ضعيفةً لدرجة تمنع رؤية ملامحه بوضوح عن قرب.
تجمدت نظرات رِيان عند عينيها.
“……هل كنتِ تبكين؟”
“…….”
“لماذا؟ هل كنتِ تفكرين في عائلتكِ، ربما……؟”
“أنا أحبكَ.”
اعترفت سيسيل فجأة.
لم يكن ذلك لمجرد التعبير عن مشاعرها التي فاضت، بل لأنها شعرت بواجب إخبار هذا الشخص اللطيف حتى النهاية بكل ما حدث لها، كي لا يظل جاهلًا بالأمر.
يجب أن تبوح بكل شيء، فهكذا فقط سيتمكن رِيان من فهم هذا الموقف الغامض. كان هذا أقل ما يمكن فعله حفاظًا على اللباقة تجاه الشخص الذي كان يقلق عليها حتى آخر لحظة.
“أحببتكَ منذ وقتٍ طويل. منذ سنوات……في الحقيقة، حتى في الماضي، سرقت قبلةً منك بهذه الطريقة. أنا آسفة على ذلك أيضًا.”
لم يقل رِيان شيئًا. وبما أن سيسيل لم تكن تملك الشجاعة لمواجهة تعابيره، فقد خفضت عينيها وأكملت حديثها.
“لا داعي لأن تفكر في كلمات الرفض. لم أقل ذلك لأسمع إجابة. أنا فقط-“
قبل أن تتمكن من التصريح بعزمها على الرحيل قبل بزوغ الفجر، قاطعها رِيان.
“رفض؟”
لم يكن في صوته أي أثر للحيرة أو النفور.
بل بالأحرى……
استعادت سيسيل ذكرى من الماضي. عندما سألت رِيان إن كان على علاقة بالكونتيسة رونا، كيف كانت ردة فعله آنذاك؟
لم تكن متطابقةً تمامًا، لكنها كانت مشابهة.
“سيسيل، أنا……”
ترك رِيان وجه سيسيل وأمسك بيدها.
“……لدي اعتراف. لقد كذبتُ عليكِ.”
“ماذا؟”
“قلت لكِ بأنني بقيتُ في العاصمة منذ جنازة جدي، لكن ذلك ليس صحيحًا. في الواقع، عدت إلى قصر الكونت لفترة قصيرة، ثم عدت مسرعًا إلى العاصمة.”
“بمجرد أن رأيتُ تلك الأوراق، أدركت بأن عليّ رؤيتك. لم نلتقِ في العاصمة صدفةً، سيسيل. أنا من بحثتُ عنكِ.”
و كأنها مسحورة، تحركت شفتا سيسيل فوراً.
“لماذا؟”
اشتدت قبضة رِيان حول يدها.
“لماذا بحثت عني؟”
“لأنني لا أريد الانفصال.”
“…….”
“أدركت أن عقدنا قد انتهى……لكن لا يمكنني تخيل حياة لستِ فيها زوجتي.”
إن كان هذا حلمًا، فهو ليس حلمًا جميلًا، بل حلمٌ قاسٍ للغاية.
بعد فترة طويلة، تحركت شفتا سيسيل بصعوبة.
“كذب.”
“لماذا قد أكذب عليكِ؟”
ارتعشت رموش سيسيل.
“……زوجة، تقول؟”
“لم أضع ختمي على أوراق الطلاق. وبالطبع، لم تُرسل الأوراق إلى القصر الملكي. لم ننفصل بعد، لذا فأنتِ ما زلتِ زوجتي……”
كان الهدف من كلماته هو فعل هذا تحديدًا.
أخذ رِيان يد سيسيل وجذبها نحوه، ثم ضغط شفتيه الدافئتين على أصابعها النحيلة.
“……أنتِ ما زلتِ زوجتي.”
نظرت سيسيل إلى ملامح رِيان، التي احتضنتها إضاءة الغرفة الخافتة، قبل أن تلتقي عيناها بعينيه.
لقد أمضت سبع سنوات بجانبه. وأكثر من أي شخص آخر، كانت تعرف أن رِيان ليس من النوع الذي يختلق مشاعره فقط لخداع امرأةٍ تحمل له مشاعر حب.
خطر ببالها أن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن يتحدثا عنها، كلمات يجب أن تقولها، وأخرى يجب أن تسمعها منه.
لكن في هذه اللحظة، أكثر من أي شيء آخر……
جذبت سيسيل رِيان نحوها. و عندما بادرت بتقبيله، تفاعل معها كما لو كان ينتظر ذلك منذ البداية، مستسلمًا لها تمامًا.
سقط رداؤها عن كتفيها، وحين كانت مسلوبةً تمامًا أمام قبلاته المتساقطة عليها واحدةً تلو الأخرى، شعرت بظهرها يلامس السرير دون أن تدري.
وسرعان ما تلاشت الإضاءة الخافتة من الغرفة بأكملها.
***
غرِقت سيسيل في النوم من شدة الإرهاق، لكنها استيقظت عند بزوغ الفجر.
كان المكان بجانبها فارغًاو ، لكن لم يكن من الصعب معرفة أين ذهب رِيان.
“رِيان.”
نادته، لكنها توقفت فجأة……فقد كان صوتها مبحوحًا ومخنوقًا تمامًا.
ومع ذلك، استدار رِيان نحوها من أمام الستائر، مستجيبًا لصوتها الخافت والمنخفض بشكل غير متوقع.
نظرت سيسيل إليه وهو يرتدي رداء النوم بلا مبالاة، وخطر ببالها فجأة: متى ارتداه مجددًا؟
“نامي أكثر، لا بد أنكِ متعبة.”
كان رِيان قد أغلق الستائر جزئيًا، وبدا أنه سيغرق الغرفة في ظلام دامس إن تُرك وشأنه، لذا لوّحت له بيدها وهي لا تزال مستلقية.
“لا أحب الظلام الدامس.”
“……حقًا؟”
“مجرد تفضيل شخصي، لا داعي لأن تأخذ الأمر بجدية.”
كانت تعني بذلك ألا يربط الأمر بماضيها المؤلم.
لطالما أحبت سيسيل ضوء الفجر الخافت. ولو كان عليها تحديد السبب، فربما لأنه يحمل ذلك الشعور الأزرق الهادئ.
شعورٌ بأن شيئًا جديدًا على وشك أن يبدأ.
لكن بما أن سيسيل كانت تنام طويلًا في الصباح، فقد مر وقت طويل منذ أن استيقظت مع ضوء الفجر هكذا.
بما أنها لحظةٌ نادرة، فمن الأفضل الاستمتاع بها، بلا شك.
ولهذا، قررت تجاهل اقتراح رِيان بأن تنام أكثر. لكنها بالكاد اتخذت قرارها حتى اقترب رِيان من السرير حيث كانت مستلقية.
تمدد بجانبها مستلقيًا على جانبه، وبقي صامتًا لفترة. وبينما ركزت سيسيل على وجهه الذي تلألأ بنور الفجر، تحدثت أخيرًا.
“بماذا تفكر؟”
“أتساءل……لماذا لم أدرك ذلك؟”
“ماذا؟”
“أنكِ تحبينني.”
كان ذلك صحيحًا، بل أنها اعترفت له بذلك منذ ساعات فقط، ومع ذلك، سماعها للأمر منه جعل وجهها يشتعل خجلًا.
لكن كان لدى سيسيل أيضًا ما ترد به.
“الأمر سيان. أنا أيضًا لم أكن أعرف……أن رِيان يحبني.”
تذكرت اعترافه الذي سمعته قبل أن تغفو من الإرهاق.
“……لم أكن أعرف أنكَ تحبني لدرجة أنكَ أتيت إلى العاصمة فقط لكي تمسكَ بي.”
“أحبكِ.”
قالها رِيان فجأة، فارتفعت حاجبا سيسيل قليلًا في انحناءة خفيفة.
“أعلم ذلك.”
“لكنني شعرت أنني لم أقلها لكِ مباشرة بالأمس. أنا أحبكِ، سيسيل.”
“…….”
“أنا حقًا-“
“فهمت، لذا توقف.”
هل كان ينتظر منها قول شيء معين؟
ترددت سيسيل قليلًا، ثم أضافت بصوت منخفض،
“أنا أيضًا أحبكَ.”
كانت تنوي أن تضربه على أنفه بخفة إن تصرف وكأنه يمازحها، لكن رِيان لم يفعل. بدلًا من ذلك، احمر وجهه بلون يشبه الغروب.
غروب في هذا الوقت من الفجر؟
لكن، على الأرجح، لم يكن حال أذني سيسيل مختلفًا كثيرًا.
“لدي سؤال.”
“نعم؟”
أجاب رِيان بصوت هادئ، وكأنه مطمئنٌ تماماً.
طالما كانت سيسيل بجانبه، لم يعد هناك شيء يمكن أن يثير قلقه بعد الآن.
عندها، خطر بباله فجأة……طوال السنوات السبع الماضية، لا بد أنه كان يعيش بسلام دون أن يدرك ذلك.
“لماذا تظاهرتَ بأن لقاءنا في العاصمة كان محض صدفة؟”
______________________
عشان ماتطقين؟
المهم الفصل مليان فراشات الواحد مايدري كم فصل قعد يغطي وجهه من السحى 🤏🏻💕
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 163"