فكرت ليلي بذلك فور خروجها من المكتبة، لكنها سرعان ما عدلت عن رأيها.
‘لا، لقد كان هذا جيدًا. على أي حال، حصلت على ما كنت أريده.’
الطفل الذي كان في قبضة الماركيز أصبح الآن ملكًا لليلي. على الأقل، لم يعد مصيره كحياةِ ذبابة يمكن سحقها في أي لحظة.
‘الكلمات التي تفوهتُ بها في لحظة توتر، يمكنني التعامل معها لاحقًا…..أجل……’
“آه، أشعر بالدوار.”
بينما كانت ليلي تسير في الممر، ترنحت قليلاً قبل أن تصل إلى الدرج، فسندت نفسها على الحائط.
حدث ذلك في تلك اللحظة.
رأت صدف إحدى الخادمات تخرج من إحدى غرف النوم. و لم يكن مشهدًا ذا أهمية خاصة. كانت ستظن ذلك لو لم تكن الخادمة تحمل ضمادةً مبللة بالدماء.
بلا وعي، اختبأت ليلي خلف الدرج، ثم استدعت في ذهنها صوت ماري.
“آه، ذلك الصبي! إنه الآن في غرفة النوم بالطابق الأول.”
……هذا المكان أيضًا في الطابق الأول.
أدركت ليلي على الفور أن غرفة النوم التي تحدثت عنها ماري هي تلك الغرفة. و فجأة، بدت ملامح ليلي جادةً للغاية.
‘الضمادة كانت مبللة بالكثير من الدماء……’
هل الجرح لم يتوقف نزيفه بشكلٍ صحيح؟
أم أن النزيف استمر لأن الجرح كان عميقًا جدًا، ولا يمكن السيطرة عليه؟
لم تكن تعرف. كما ذكرَت من قبل، ليلي لم تتعلم الطب من قبل.
الخادمة التي خرجت من غرفة النوم ابتعدت في الاتجاه المعاكس للمكان الذي كانت تختبئ فيه ليلي خلف الدرج.
ظلّت ليلي تضرب الأرض بقدميها في قلق، وعندما تلاشت أصوات خطوات الخادمة تمامًا، اندفعت خارج الدرج. ثم توجهت مباشرةً إلى غرفة النوم التي خرجت منها الخادمة.
‘سألقي نظرةً سريعة فقط. إذا كان الوضع يبدو خطيرًا، سأستدعي الطبيب.’
الصبي أصبح الآن ملكًا لليلي. لذا، حتى لو أظهرت بعض القلق المفرط لإنقاذ حياته، فلن يكون هناك مشكلةٌ في ذلك.
‘إيلفين قال أن ذلك لن يكون في خطر على حياته، لكن لا يمكنني أن أكون واثقةً تمامًا……’
قد يبدو الإنسان بحالةٍ جيدة للوهلة الأولى، لكنه قد يتوقف عن التنفس فجأة. قرأت ليلي هذا النوع من المحتوى في أحد الكتب.
غمرها القلق وهي تدخل غرفة النوم دون تفكير.
كانت الغرفة مضاءة جيدًا، مما سمح لها برؤية السرير الذي يرقد عليه الصبي على الفور.
تقدمت ليلي نحو السرير بخطواتٍ خفيفة على أطراف أصابعها، لكنها سرعان ما عادت لتضع كعبيها على الأرض.
بدا الصبي وكأنه فاقدٌ للوعي تمامًا.
كان مستلقيًا على ظهره بثبات، وقد لفّت الضمادات كتفيه وصدره، بينما عيناه مغلقتان ولا يظهر منه أي حركةٍ تُذكر. ما عدا الارتفاع والانخفاض البطيء جدًا لتنفسه……
‘ألا يتنفس بضعفٍ شديد؟’
اجتاح القلق ليلي وهي تفحص حالته بعناية.
لحسن الحظ، الضمادات التي بدت وكأنها قد تم تغييرها حديثًا كانت نظيفة. ويبدو أن الجرح لم يكن ينزف بشكل خطير بحيث يصعب السيطرة عليه.
‘يبدو أن النزيف قد توقف، لكن……انتظرِ، ما هذا العرق؟’
توقفت ليلي فجأة عندما لاحظت شيئًا غريبًا. كانت جبهة الصبي ومؤخرة عنقه مبللتين تمامًا بالعرق.
لو كانا في الخارج، لظنت ليلي أن الصبي قد تبلل بقطرات المطر.
‘هل هو مصابٌ بالحمى؟’
عندما يكون الإنسان مريضًا ويصارع الحياة والموت، غالبًا ما يعاني من حمى شديدة. لقد قرأت ليلي ذلك أيضًا في أحد الكتب.
التعليقات لهذا الفصل " 16"