“زوجي كتب اسمي في وصيته قبل أن يموت، لذا أصبحت ابنتنا تكرهني. فقد كانت والدتكَ على علاقة جيدة مع والدها.”
“…….”
“لم يكن شخصًا سيئًا في الأساس. أعني زوجي الراحل. لكنه كان ضعيفًا جدًا ليحيا كزوج لي.”
“…….”
“أما أنا، فلو كنتُ أعلم مسبقًا أن هناك رجالًا في هذا العالم يفضلون الموت على العيش في ظل زوجاتهم، لما تزوجت أبداً.”
لم يكن لدى إيريان ما يقوله ردًا على ذلك. لكنه راوده هذا التفكير،
‘ليس هناك الكثير من الرجال الذين يندمون على الزواج بعد أن جعلوا زوجاتهم يذبلن حتى الموت.’
“هاها، على أي حال، بفضلكَ لن أضطر إلى أخذ كل ما حققته في حياتي إلى القبر.”
“أتمنى لكِ طول العمر.”
“ومن قال أنني سأموت غدًا؟”
احتست جدة إيريان من النبيذ الدافئ رشفةً أخرى.
“……عش جيدًا، وأرهم ذلك بوضوح.”
***
كانت الكونتيسة السابقة كايتر ذكية. و ربما لهذا السبب بدت وكأنها تنبأت حتى بموتها.
في ذلك الشتاء الذي ورّثت فيه لقبها إلى إيريان، أسلمت الكونتيسة السابقة كايتر أنفاسها الأخيرة.
قبل وفاتها بثلاثة أشهر، تم اكتشاف مرض لا علاج له. ومع أنها لم تبدُ وكأنها كانت على علم به مسبقًا، إلا أن جدة إيريان لم تُظهر أي علامة على الدهشة.
ربما لأنها لم يكن لديها أي تعلق بالحياة بعد الآن.
وبعد وفاة الكونتيسة السابقة كايتر، تولى إيريان زمام العائلة وإدارة الأعمال بسلطة مطلقة، ليجد نفسه منشغلًا بجنون.
مرّ الوقت دون أن يدرك كيف كان يمضي.
ولو كان لديه حينها قليل من الفراغ، لما سمع بوصية الماركيز هويل من خلال شائعات المجتمع النبيل.
“المركيز هويل، بعدما كبر ومرض، فقد صوابه أخيرًا وكتب وصيةً غريبة تمامًا!”
عندها فقط، تذكّر إيريان عائلة هويل التي كاد أن ينساها.
“وصية غريبة، هاه……”
كان محتوى وصية المركيز هويل، التي أصبحت محور النميمة في المجتمع، غريبًا بالفعل.
[أنا، أرجون هويل، أُورّث كل ممتلكاتي للرجل من عائلة هويل الذي يتزوج زوجةً مثالية.]
حتى لو تغاضينا عن عنصريته في توريث الثروة للرجال فقط، فما المقصود بالزوجة المثالية؟
بدافع التأكد من صحة الشائعات، زار إيريان قصر الماركيز هويل لأول مرة منذ مدة طويلة، ليكتشف أن ما سمعه لم يكن مجرد إشاعة.
وسرعان ما اكتشف إيريان أيضًا سبب كتابة المركيز هويل لتلك الوصية.
“إيريان، سمعت أن جدك قد جُن أخيرًا؟”
اقتحم قصر إيريان شاب نبيل يدّعي أنه صديقه، بينما يصفه أيريان بأنه مجرد شريك عمل.
ولأن المشروع الذي كانا يعملان عليه معًا يسير بسلاسة، لم يطرده إيريان.
“أجل.”
“زوجةٌ مثالية، هاه……كم عدد الرجال غير المتزوجين في عائلة هويل؟”
“حوالي خمسة.”
وكان إيريان من ضمنهم. فبالرغم من أنه طُرد من عائلة هويل عندما كان صغيرًا، إلا أنه لم يُشطب رسميًا من السجلات، مما منحه الحق في المنافسة على الميراث.
“إذاً، تزوج فورًا! بالنسبة لك، العثور على زوجة مثالية يجب أن يكون أمرًا سهلًا، أليس كذلك؟”
“لست متأكدًا، فجدي حدّد المرأة التي يريدها بالفعل.”
“ماذا تقصد؟”
عندها، أخبر إيريان شريكه عن المرأة التي أنقذت حياة جده ثلاث مرات.
كان هذا أمرًا اكتشفه إيريان مؤخرًا بعد إجراء بعض التحقيقات.
تغيرت ملامح الرجل الجالس أمامه.
“إذا كان حدسي صحيحًا……لا يمكن أن يكون……هل يحاول الماركيز هويل تحقيق قصة حبه الفاشلة باستخدام أبنائه وأحفاده؟”
“على الأرجح.”
فلو لم يكن هذا هو الهدف، فلا يوجد أي سبب منطقي يجعله يكتب وصيةً كهذه، حتى لو كان مصابًا بالهذيان.
والأدهى من ذلك، أن الماركيز هويل لم يكن يعاني من الخرف كما أشاعت الشائعات.
صحيح أن جسده قد ضعف، لكن مزاجه الحاد ونظرته الثاقبة لم يتغيرا.
تساءل إيريان عما إذا كان جده، بعدما أصبح في سن يواجه فيه حتمية الموت، يحاول أخيرًا محو أحد أكبر ندمٍ له في الحياة.
المشكلة الوحيدة هي أن طريقته كانت غريبةً للغاية.
“هل يمكنني قول هذا؟ إنه مقزز.”
“لا تطلب إذني بعد أن قلتها بالفعل. مسموحٌ لك.”
“شكرًا.”
غرق إيريان في التفكير.
الزوجة المثالية التي يريدها جده……
‘هل يمكنني العثور عليها؟’
حتى لو اضطر إيريان إلى التقاط امرأة من بين الرماد، لم يكن ليُمانع، طالما كانت تشبه المرأة التي أرادها جده.
بالطبع، لم يكن طمعًا في إرث جده، فأسرة الكونت كايتير كانت بالفعل الأغنى في الشرق، ولم يكن بحاجة إلى التطلع إلى ثروة الآخرين.
نعم، الآخرين……
ما أراده إيريان حقًا هو أن يحصل، وهو مجرد فرد مرتبط بهم قانونيًا، على ثروة الماركيز هويل، فقط ليشاهد أفراد عائلته الحقيقيين ينهارون من الغيظ.
عندها، قال له شريكه،
“إذاً، بدلًا من الزواج فعليًا، أليس من الأفضل أن تستأجر ممثلة؟ امرأةٌ تتظاهر بأنها زوجتك فقط أمام الماركيز هويل……”
ممثلة، هاه؟
“ليس اقتراحًا سيئًا.”
***
رغم أن شريكه وصفها بالممثلة، لم يكن إيريان يبحث عن شخص يؤدي دور الزوجة أمام جده لبضع لحظات فحسب.
فقبل كل شيء، مثل هذه العلاقة السطحية لن تنطلي على المركيز فيغو.
‘لم يصب بالخرف بعد.’
كان إيريان ينوي أن يتخذ “زوجة” حقيقية، أي أنه سيتزوج فعليًا.
لكن بمجرد وفاة جده، سينهي هذا الزواج.
بالطبع، سيكون ذلك باتفاق متبادل.
عندما سمع كبير خدم قصر كايتير المخلص، الذي خدم العائلة طويلًا، عن خطة إيريان.
“يُطلق على هذا زواجٌ تعاقدي، يا سيدي.”
زواج تعاقدي، هاه……
العقود دائمًا ما تكون محددةً المدة، وبالفعل، بدا هذا الوصف مناسبًا.
لكن العقد الذي كان إيريان على وشك إبرامه هذه المرة، كانت مدته طويلة للغاية.
‘كحد أقصى، عشر سنوات.’
كان الماركيز هويل قد أصبح ضعيفًا لدرجة أنه أوكل جميع مهامه إلى ممثل عنه، لكن إيريان لم يكن يظنه شخصًا سيموت بسهولة.
حتى وهو طريح الفراش، كان لا يزال يصرخ في وجه ممرضيه، لذا فمن المحتمل أن يعيش خمس سنوات أخرى، وربما حتى عشر سنوات بكل أريحية.
إذاً، كان على إيريان أن يجد امرأةً يمكنه معاملتها كزوجته لمدة تصل إلى عشر سنوات.
‘سيكون من الجيد لو ظهر الشخص المناسب.’
تمتم إيريات لنفسه بينما كان يراجع بعض الأوراق.
شخص يمكن أن يعتبره جده “زوجةً مثالية”، وفي الوقت نفسه، يمكنه هو أن يحترمها.
و سرعان ما قرر التفكير بإيجابية.
لابد أن هناك واحدةً في مكان ما.
وبالفعل، كانت هناك.
على الأقل في تلك اللحظة، بدا أن القدر يقف في صف إيريان.
“أنا إيريان كايتير.”
“نعم، سيدي الكونت. أنا سيسيل.”
كان إيريان جالسًا في غرفة الاستقبال في قصر مكون من ثلاثة طوابق، يحدق في عيني الفتاة الصغيرة الجالسة أمامه.
سيسيل.
كان ذلك اسمها، وكل ما يعرفه عنها حتى الآن.
لم تكن مثل والدته، التي ولدت نبيلةً لكنها تخلت عن لقبها. فقبل أن يلتقي بها، بحث إيريان قدر استطاعته عن معلومات حولها.
سيسيل كانت فتاةً من عامة الشعب، يتيمةً نشأت في ظروف قاسية. والآن، كانت مجرد خادمة تعمل في قصر يملكه زوجان مسنان.
وما كان أكثر أهمية هو أن سيسيل تمتلك مهارةً تجعلها الشخص الأمثل للمساهمة في هذه الخدعة، التي يمكن اعتبارها نوعًا من الاحتيال الذي كان إيريان على وشك ارتكابه.
ولكن عندما التقى بها، نسي للحظة هذه المهارة تمامًا.
عادة، عندما يلتقي الناس بإيريان، إما أن يخافوا منه أو يحاولوا كسب وده، أو ربما يفعلون الأمرين معًا.
لكن سيسيل كانت مختلفة.
كانت تراقبه بعناية، لكنها لم تبدُ خائفةً منه. ولم يكن لديها أي رغبة في نيل رضا نبيل مثله.
كانت حذرة، متيقظة—وهذا كل ما في الأمر.
ومن نظراتها، فهم إيريات السبب.
‘كانت تملك نظرات شخص لا يهتم بسلامته الشخصية.”
إذاً، ما الذي كانت تحاول حمايته منه؟
الإجابة كانت بسيطة: هذا القصر.
كانت تحاول حماية الأشخاص الذين تعيش معهم، العائلة التي تعمل لديهم كخادمة.
كانت ترى إيريان، الذي يملك السلطة، كتهديد لأصحاب المنزل.
عندما أدرك إيريان ذلك، كاد يضحك.
من يحمي من، وبأي قوة؟
كان ذلك مثيرًا للإعجاب.
“من الآن فصاعدًا، نادِني رِيان.”
وفي تلك اللحظة، شعر إيريان بشيء ما حيال مستقبله.
الزواج من سيسيل……قد لا يكون سيئًا إلى هذا الحد.
***
“قد لا يكون سيئًا إلى هذا الحد”؟
أطلق إيريات ضحكةً وهو داخل العربة. ضحكةً حادة قليلًا، كانت موجهةً لنفسه بسخرية.
‘لقد وقعت تمامًا في شِباكها، لدرجة أنني أصبحت مشوش الذهن وأنسى أشياء لم أنسها من قبل……’
__________________________
اخيراااا اعترف انه يحبها يناسووو🤏🏻
الفصول الس راحت كان حاطين الي ساعدت جد رِيان ذاه مجهوله و كان ضميرها مذكر فما وضحوا من وليه تقلدها سيسيل بس الحين وضحوا ان الجد كان يحبها مب بس انها انقذته
ابو ام ريان مب مسؤول
اكل تىْتحر عشانك ماتقدر تعيش في ظل زوجتك؟ يعني عندك الفلوس وزوجة ذكيه وبنت وش حليلها وآخرتها تسوي حركات دلوعين؟ وع وش ذاه
المهم الحين رِيان راجع ومب لاقي سيسيل🥲 اذا ماراح يدورها ياويله
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 153"