-الفصول الإضافية الجزء2, نهاية العقد
طرقة خفيفة.
كان صوت الطرق على باب غرفة النوم هادئًا لكنه واضحًا.
ربما بسبب كونها ساعات الفجر.
استفاق إيريان كايتير أولاً في الغرفة الهادئة.
“سيدي، هل أنتَ هنا؟”
في تلك اللحظة، جاء من وراء الباب من يبحث عن الكونت كايتير.
نظر إيريان أولاً إلى زوجته بدلاً من الباب.
و لحسن الحظ، كانت زوجته نائمةً بعمق دون أي مؤشر على الاستيقاظ.
شعر إيريان بشعور غريب من الراحة عندما رآها، ثم نهض من السرير.
و هو يحاول تقليل الضوضاء، ارتدى روبه فوق جسده العاري وفتح باب غرفة النوم.
“سيدي-“
فتح الخادم فمه بمجرد رؤيته للكونت، لكن كلمات الخادم قُطعت فجأة عندما أشار إيريان برأسه ليصمت.
تحدث إيريان بصوت يهمس،
“لننتقل الى مكانٍ آخر. زوجتي لا تزال نائمةً بعمق.”
“……نعم.”
في النهاية، وبعد أن ابتعد الكونت كايتير مسافةً لا بأس بها عن غرفة النوم وهو لا يزال مرتديًا رداءه، تلقى من الخادم سبب استدعائه العاجل في هذا الوقت المبكر.
نعم، لم يكن سماعًا بل تلقّيًا.
فما سُلِّم إلى إيريان كان رسالةً واحدة. وعندما تحقق من محتواها، أطلق ضحكةً قصيرة.
“ههه.”
ما وصله كان نبأ وفاة جده الليلة الماضية.
***
في دوقية أكشيد، كانت هناك مشاجرةٌ محتدمة بين زوجين.
“نايد تشبهكَ أكثر.”
“لا، برأيي هي تشبهكِ أنتِ.”
“قلتُ أنها تشبهكَ! انظر أولًا، إنها وسيمة، أليس كذلك؟”
“حقًا؟ لا أعلم، لكنني متأكد من أنها جميلة.”
“…….”
كانت رئيسة الخدم، ميدي، تتمنى لو أن سيدَيها يتوقفان عن هذا “الشجار الزوجي” المزعوم.
فليس الأمر كما لو كان يحدث ليوم أو يومين فقط…..
‘إنها تشبه كليكما!’
عندما توصلت ميدي إلى هذه النتيجة الحاسمة في داخلها، وصل كبير الخدم، جاريك، للبحث عن الدوق وزوجته.
وبسبب التوقيت المثالي، للحظة، اعتقدت ميدي أن كبير الخدم جاء لإنقاذها.
لكن بالطبع، لم يكن ذلك سبب مجيئه.
“كونتيسة كايتير قد جاءت لزيارتكم.”
عندما سمع الزوجان الخبر وتوجها إلى غرفة الاستقبال، كانت سيسيل جالسةً هناك في وضع مستقيم، تنظر عبر النافذة.
وبينما كانت ليلي تراقبها، خطرت لها كلمة “سيدة نبيلة” دون قصد.
“أختي سيسيل، ما الأمر؟”
لم ترسل سيسيل أي رسالة مسبقة قبل قدومها، لكن لم يكن هناك أي مجال للعتاب. فصديقةٌ جاءت دون سابق إنذار لا يمكن إلا أن تكون موضع ترحيب.
عندما دخل سيون و ليلي غرفة الاستقبال، ابتسمت سيسيل قليلًا.
“هل يمكنني البقاء هنا لبضعة أيام؟”
“هل حدث شيء بينكِ وبين الكونت؟”
طرح سيون سؤاله مباشرة، مشككًا في احتمال وجود خلاف بين الزوجين.
فقد ظهرت سيسيل فجأة في الدوقية، ولم تطلب البقاء ليوم واحد فقط، بل لعدة أيام، مما أثار الشكوك بطبيعة الحال.
كانت ليلي هي من تفاعلت مع سؤال سيون أولًا، حيث ابتسمت بسخرية طفيفة وأشارت إلى مدى مبالغته في القلق.
“أفهم أنكَ قلق، سيون، لكن هل يعقل ذلك؟ عندما كنت أقيم في قصر الكونت، رأيت بنفسي أن الاثنين…..”
“لقد أصبحتُ شبه عاطلة عن العمل.”
قطعت سيسيل كلمات ليلي الضاحكة بهذا الاعتراف الصادم، وساد الصمت للحظة في الغرفة.
رمشت ليلي بعينيها بدهشة، ثم سألت بصوت متوتر،
“عاطلة عن العمل؟ أختي، هل كنتِ موظفةً في مكان ما؟”
“آه، آسفة، قلتها فجأة بطريقة مربكة، أليس كذلك؟ تحدثتُ فقط من وجهة نظري.”
اعترفت سيسيل بسهولة بخطئها في التعبير، ثم أوضحت.
“أنا لم أتزوج زواجًا حقيقيًا، بل كان زواجًا بعقد. لكن الآن، انتهى العقد.”
“و التجديد…..”
سألت ليلي بنبرة متعجلة قليلاً.
“هل يمكن تجديد العقد…..؟ هل حاولتِ التفاوض؟”
“التفاوض؟ لا أدري.”
أظهرت سيسيل وكأنها تفكر بعمق. لكن في الحقيقة، كان مجرد تظاهر.
ثم انفجرت بالضحك وكأن فكرة ليلي كانت لطيفةً جدًا.
“إذا عاد الشخص الميت إلى الحياة، ربما يمكننا التفاوض.”
“حدِّثينا بالتفصيل.”
تدخل سيون، الذي كان صامتًا مع تجاعيد بين حاجبيه، بهدوء.
“ما الذي يحدث بالضبط؟”
“الأمر هو…”
***
هذا الصباح، استفاقت سيسيل في غرفة نوم قصر الكونت متأخرة. وكان سبب استيقاظها المتأخر هو أنها أجهدت نفسها في اليوم السابق.
أما السبب وراء إرهاقها…..فذلك ليس شيئًا يمكن تذكره بالتفصيل منذ الصباح، لذا دعونا نتجاوزه.
على أي حال، عندما استفاقت سيسيل، لم تشك في البداية من أن زوجها، الكونت كايتير، لم يكن في غرفة النوم.
كان الكونت شخصًا مشغولًا، وكان الاجتهاد جزءًا من طبيعته.
فلو استيقظت سيسيل في الوقت المحدد، لكانت قد تبادلت التحية الصباحية معه ثم ذهب إلى عمله، لكن في يوم مثل هذا، لم يكن من المستغرب أن يذهب إلى مكتبه أو غرفة الدراسة تاركًا سيسيل نائمة.
لكن اليوم، لم يكن الكونت كايتير في غرفة الدراسة أو في المكتب.
‘هل خرج؟’
أم ربما كان يستقبل ضيوفًا في غرفة الاستقبال؟
فكرت سيسيل بذلك أن تتفقد غرفة الاستقبال أولًا ثم تعرف مكان زوجها.
و بينما كانت تنزل السلم، رآها كبير الخدم فانحنى فورًا كمن تذكر أنه ارتكب خطأ.
“أعتذر، سيدة. كان من المفترض أن أبلغكِ فور استيقاظك، لكن…..”
“ماذا؟”
عندما بدت سيسيل متحيرة، أخبرها كبير الخدم أن الكونت كايتير كان قد خرج، وأوضح لها سبب خروجه.
عندما سمعت سيسيل أنه قد خرج، تقبلت الأمر، لكن عندما علمت بالسبب، شعرت وكأن ضربةً أصابتها في رأسها.
مات.
كان هو، الماركيز هويل. أي، جد الكونت كايتير.
“توفي….. “
“حتى وإن تأخر الجدول الزمني قليلًا، سيتعين عليه العودة في غضون شهر.”
قال كبير الخدم ذلك، وهو يحسب الوقت الذي يستغرقه السفر وفترة الجنازة.
ظن كبير الخدم أن سبب تعكير وجه سيسيل هو أنها لن ترى زوجها لمدة شهر كامل.
لكن، لم يكن الأمر مجرد شهر.
‘لا يمكن أن يكون كذلك.’
“…..حسنًا، شكرًا.”
تغير وجه سيسيل من الحزن إلى شحوب مفاجئ. وعندما أدركت أنها أصبحت شاحبة، التفتت بسرعة.
أولًا، توجهت إلى غرفة النوم مرة أخرى.
و جلست بلا حركة على السرير، تفكر فيما ستفعله الآن.
كانا سيسيل والكونت كايتير في زواج بعقد. وكان محتوى العقد كالتالي،
[تظل سيسيل كونتيسة كايتير حتى وفاة جد الكونت كايتير.]
لكن الآن توفي جد كايتير الكونت. ماذا سيحدث الآن لسيسيل كايتير؟
‘ماذا سيحدث؟ سأصبح عاطلة عن العمل…..’
يجب على سيسيل كايتير أن تعود إلى كونها سيسيل فقط.
بعد لحظة، نزلت سيسيل بتثاقل عن السرير.
لو كانت قد رأت كايتير الكونت كموظف أو سيد عمل فقط كما كانت قبل سبع سنوات، أي عندما كانت خادمةً في السابعة عشر من عمرها، لما كانت تشعر بهذا الشعور الآن.
شعرت سيسيل كما لو أنها قد سقطت من حافة جرف، رغم أن هذا ليس التشبيه الصحيح بالضبط.
السقوط من الجرف هو “خطأ” في التوازن.
لكن إذا طبقنا هذا التشبيه على موقف سيسيل، فكان خطؤها في الأساس هو “صعودها إلى الجرف”.
سواء سقطت أم لم تسقط، كان السقوط أمرًا حتميًا.
‘لا، لا. لو كنت فقط قد ضبَطت مشاعري، لما كنت سأسقط. كنت سأقوم بكل ما عليّ ثم أنزل براحة.’
لكن ماذا يمكن أن تفعل؟
لقد أصبح الكونت كايتير بالنسبة لسيسيل أكثر من مجرد عميل، أو سيد عمل، أو زوج بالاتفاق.
لقد جعلتها السنوات السبع الماضية هكذا.
لم تكن سيسيل تأمل ببراءة أن يكون شعور لبكونت كايتير تجاهها مشابهًا لشعورها.
فهم ينتمون إلى بيئات نشأة مختلفة تمامًا، وكانا شخصين مختلفين جذريًا.
مشاركة نفس الوقت معًا لا تعني بالضرورة أن المشاعر ستتوافق، فذلك مجرد خيال رومانسي لشخص يقرأ الكثير من روايات الحب.
‘ربما كان يجب عليّ أن أقلل من قراءة الروايات.’
فكرت سيسيل في هذا بينما خرجت من غرفة نومها.
كانت تعلم أن وثائق الطلاق كانت في مكتبة الكونت كايتير.
وكان المكتبة مكانًا يمكنها دخوله بحرية أكثر من مكتبه.
…..ربما كان الكونت كايتير، في هذه اللحظة، يتمنى أن تختفي سيسيل بهدوء من تلقاء نفسها عندما يأتي هذا اليوم.
لذلك، ربما ترك وثائق الطلاق، أي وثائق إنهاء العقد، في مكان تستطيع الوصول إليه في أي وقت.
اعترفت سيسيل بسرعة بتسارع أفكارها وهزت رأسها. كان الكونت كايتير شخصًا لا يمكنه أن يكون بهذه الطريقة. كان يعني أنه لم يكن الشخص الذي ينقل رغباته بشكل سلبي إلى هذا الحد.
إذا كان يرغب في أن تختفي سيسيل بهدوء، كان بإمكانه ببساطة أن يقول ذلك لها مباشرة.
على أي حال، عثرت سيسيل على وثائق الطلاق في المكتبة بسهولة.
و كان العثور على الحبر، والورق، والقلم أسهل من العثور على الوثائق.
استعارت سيسيل لفترة قصيرة المكان الذي كان يجلس فيه الكونت كايتير لمعالجة أعماله طوال السنوات الماضية.
ثم وضعت ختمها على وثائق الطلاق وكتبت رسالة.
“عندما يعود الكونت، سلمها له.”
حملت حقيبة صغيرة وخرجت بسرعة من قصر الكونت.
_____________________
بمعنى هجت😭😭😭😭😭
بعدين ليه ماخذاها معه للعزا؟ زليل حيا
المهم هواش ليلي وسيون ذي همومهم الحاليه الحلوه😭🤏🏻
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 147"