لو أمكنني العودة يومًا واحدًا إلى الوراء فقط……
لقد عدتُ حقًا. و كان شعورًا غريبًا.
هل يجب أن أفرح بهذا أم لا……
لنفكر بإيجابية، ربما أحتاج إلى رؤية سيون لأستيقظ من هذا الحلم.
ما إن فكرت في سيون حتى تحول ذلك الشعور المبهم إلى “حماس” في لحظة.
أدركت ليلي الموقف وبدأت بالتحرك فورًا، استدعت ماري وأخبرتها بنيتها بالخروج.
بمساعدة ماري، أنهت ليلي استعداداتها للخروج بسرعة، ولكن قبل أن تغادر غرفة النوم، ظهر هنري.
“سمعتَ أنكِ ستخرجين.”
لم تفوت ليلي نظرة الشك التي ارتسمت على وجه هنري.
يبدو أنه يشك في أنني أتوقع موتي غدًا وأحاول الهروب مبكرًا.
و كانت محقةً تمامًا. لذا لا يمكن أن يتم كشفها، فابتسمت.
“أريد شراء زينة لأرتديها في حفل ميلادك.”
“زينة؟ يمكنكِ استدعاء البائع إلى القصر لذلك.”
“وماذا لو لم يعجبني شيء مما يجلبه البائع؟ لن تقول لي أن أطلب من الكتالوج وأنتظر، أليس كذلك؟
لابد أنك لم تنسَ متى يكون حفل ميلادك.”
عندما أضافت ليلي تعليقها، ضيّق هنري عينيه لكنه تراجع أخيرًا.
ثم رأى ليلي، التي أنهت استعداداتها للخروج، تحمل حقيبة يد صغيرة فقط، فأومأ برأسه.
“استمتعي بوقتكِ، واختاري شيئًا جميلًا يضيء حفلتي.”
يا للهول، تسك تسك……
“سأفعل.”
تخلصت ليلي من الحارس الذي عينه هنري في محل الملابس ثم ركبت عربةً بمفردها.
“يجب أن أجرب هذا الفستان بنفسي، انتظرني هنا.”
الطريقة التي استخدمتها في الماضي نجحت حتى في الحلم، فخرجت ليلي من الباب الخلفي لمحل الملابس وركبت عربةً استأجرها أحد الموظفين مقابل المال.
انطلق السائق بالعربة ثم سأل عن الوجهة.
“إلى أين تريدين الذهاب؟”
طلبت ليلي أولاً الخروج من أراضي الماركيز ثم غرقت في التفكير.
‘أين يمكن أن يكون سيون؟’
بالطبع، لم يكن سؤالًا يمكنها إيجاد إجابةٍ له بالتفكير بمفردها.
عندما تجاوزت العربة حدود أراضي الماركيز، سألت ليلي السائق.
“هل……تعرف أين يقيم البطل؟”
ما إن طرحت السؤال حتى جاء الجواب فورًا.
“عائلة الدوق أكشيد؟ بالطبع أعرف.”
“ماذا؟”
ردت ليلي دون وعي، وعندما بدا رد فعلها غريبًا للسائق، سألها.
“ما الخطب؟”
“……لا، لا شيء.”
هزت ليلي رأسها تلقائيًا رغم أن السائق لا يراها، ثم أضافت بسرعة.
“وجه العربة إلى أراضي الدوق أكشيد، سأدفع لك أجرًا لا ينقصه شيء.”
“حسنًا!”
قاد السائق العربة بحماس واضح، ومن خلال تصرفه بدا أن أراضي الدوق أكشيد بعيدةً جدًا عن هنا.
بمعنى آخر، ستكون أجرة العربة مرتفعةً نوعًا ما، لكن ذلك لم يكن مهمًا. فقد كانت حقيبة يد ليلي تحتوي على جواهر ثمينة وعدة عملات ذهبية.
جلست ليلي في العربة المتسارعة، تنظر من النافذة وتبتلع دهشتها.
“سيون أصبح الدوق أكشيد حتى في هذا الحلم……”
كانت ليلي مستعدةً للذهاب إلى الخارج في أسوأ الحالات، فشعرت بالحيرة من وجود سيون داخل هذا البلد، لكنها سرعان ما أدركت.
‘صحيح، عائلة سيون موجودةٌ في هذا البلد.’
في الواقع، حصل سيون على لقبه وبقي في هذا البلد فقط من أجل ليلي.
لكن سيون في حلم ليلي كان مختلفًا.
عائلته التي كانت على قيد الحياة بسلام هي من أبقته في البلد الذي وُلد فيه، بعد أن أصبح البطل الذي تتوق إليه الأمة بأكملها.
ابتسمت ليلي بضعف وهي لا تزال تحدق خارج النافذة.
سيون يعيش بسعادة حتى بدوني.
لم تشعر بالضيق، بل كانت سعيدةً فقط.
***
عاد الدوق أكشيد إلى قصره في العاصمة بعد جولة تفقديةٍ في أراضيه.
“سيون!”
خرجت البارونة ديمارت، أحد أتباع الدوق أكشيد، بنفسها لاستقبال سيون.
“سيسيل.”
كانت البارونة ديمارت هي سيسيل، الأخت الكبرى لسيون.
حصلت عائلة سيون بأكملها على ألقابٍ نبيلة، لأن سيون، مقابل حصوله على لقب “الدوق أكشيد”، طلب من الملك أن يمنح عائلته معاملةً لائقة أيضًا.
وافق الملك بسرور على الطلب لضمان بقاء البطل، فمنح والدي سيون وإخوته جميعًا ألقاب بارون، بالإضافة إلى ممتلكات وقصور.
في البداية، أهمل أفراد عائلة سيون قصورهم الخاصة وعاشوا معه، لكنهم تفرقوا تدريجيًا إلى منازلهم الخاصة عندما وجدوا شركاء حياة أو بدأوا في متابعة أهدافهم الشخصية.
غادر والدا سيون أيضًا منزل الدوق بعد أن أعلنا عزمهما على إنشاء وإدارة دار للأيتام بشكل جدي.
لم يحاول سيون منع أي فرد من عائلته. لم يكن الأمر وكأنهم سينفصلون إلى الأبد ولن يراهم مجددًا، فلم يكن هناك داعٍ لاحتجازهم.
بل على العكس، شجع سيون عائلته بصدق ورحب بقرارهم في عيش حياتهم الخاصة.
“أعلم أنكَ لن تذبل وتموت من الوحدة بدوني، لكنني سأبقى هنا على أي حال.”
هذا ما قالته سيسيل عندما غادر جميع إخوتها باستثنائها قصر الدوق أكشيد.
سيون، الذي لم يمنع عائلته من المغادرة، لم يعلق كثيرًا على قرار سيسيل أيضًا.
وهكذا مرت عدة سنوات منذ أن بدأ سيون وسيسيل العيش معًا.
ابتسم سيون كعادة وهو يرى عائلته ترحب به، ثم تحدث.
“يبدو أنك لستِ مشغولةً اليوم.”
قال ذلك لأنها أبعدت الخادم الشخصي وجاءت لاستقباله بنفسها، وهو أمر غير معتاد.
لكن سيسيل، على غير عادتها، اقتربت من سيون بوجه متصلب.
“……سيون، هل تتذكر الماركيز هيلدغار؟”
توقف سيون للحظة ثم أجاب.
“نعم.”
لم يكن هناك مجال للنسيان.
الماركيز هيلدغار.
في الماضي البعيد، أشعل النار في دار الأيتام التي كان يعيش فيه سيون.
لحسن الحظ، لاحظ سيون اقتراب أشخاص مشبوهين مسبقًا، فأخذ عائلته وهرب من المكان، مما جعل سيون وعائلته يفقدون مأواهم فقط دون أن يصابوا بأذى.
لكن حتى الآن، كلما تذكر سيون ذلك اليوم، يشعر بقلبه يهوي فجأة.
ماذا لو كان قد غادر المنزل في ذلك اليوم؟
ماذا لو لم يكن بجانب عائلته……
عرف سيون، عندما أصبح شابًا، أن الأشخاص المشبوهين كانوا جنودًا خاصين بالماركيز هيلدغار، ومنذ ذلك الحين، بدأ يفكر في جعل الماركيز يدفع ثمن جريمته يومًا ما.
وبعد ذلك، جاءت الفرصة فعلاً إلى سيون، الذي أصبح بطلاً ودوق أكشيد. و أثناء مراقبته لعائلة الماركيز هيلدغار، اكتشف سيون أن أحد أبناء الماركيز، هنري هيلدغار، كان يخطط لقتل والده.
بعد الحصول على هذه المعلومات، ساعد سيون خطة هنري هيلدغار سرًا من وراء الكواليس.
ونتيجةً لذلك، قُتل الماركيز هيلدغار في النهاية على يد ابنه.
بالمناسبة، لم تكن سيسيل تعلم أن سيون ساعد هنري هيلدغار. كانت تعتقد أن الماركيز هيلدغار تلقى عقابًا من السماء.
“هااه، لا تتفاجأ.”
بدأت سيسيل حديثها بوجه جاد ثم تابعت.
“ابنة ذلك الماركيز موجودةٌ الآن في القصر.”
“ماذا؟”
“بالمناسبة، أعني الماركيز هيلدغار المتوفى، وأعتقد أن ذلك واضح بالطبع……”
فهنري هيلدغار لم يتزوج بعد.
توقع سيون أن هنري هيلدغار قد لا يتزوج أبدًا، أو حتى إن لم يتزوج، فلن ينجب أطفالًا. كان ذلك استنتاجًا منطقيًا إذا فكرنا في الطريقة التي أصبح بها هنري هيلدغار الماركيز هيلدغار.
بالطبع، إذا كان هنري هيلدغار يشبه والده تمامًا وكان شخصًا متغطرسًا، فقد تنهار توقعات سيون.
فقد قتل الماركيز هيلدغار والديه ليستولي على العائلة، ثم أنجب الكثير من الأبناء، وفي النهاية لاقى نفس مصير والديه.
كيف سينتهي أمر هنري هيلدغار؟
في الحقيقة، لم يكن مصير هنري شيئًا يعني سيون. لذا، بعد وفاة الماركيز هيلدغار السابق، توقف سيون فعليًا عن الاهتمام بعائلة هيلدغار.
كان ذلك حتى قبل لحظات قليلة فقط……
ابنة الماركيز هيلدغار، إذاً.
أنزل سيون عينيه.
لماذا جاءت ابنة ذلك المتوفى، التي لا يعرف حتى اسمها، إلى قصر الدوق في غيابه؟
هل تحمل ضغينةً للانتقام من الدوق أكشيد الذي ساعد في جريمة أخيها ضد الأب؟
مستحيل. توصل سيون إلى الجواب فورًا.
حتى هنري هيلدغار، الذي تلقى المساعدة، لم يكن يعلم أن سيون هو من ساعده.
فكيف يمكن لابنة الماركيز المتوفى أن تعرف ذلك؟
“متى وصلت؟”
سأل سيون، فأجابت سيسيل بهدوء.
“قبل عشرة أيام.”
برقت عينا سيون بلمعة.
“كل تلك الفترة؟ ومع ذلك لا تزال تقيم في منزل الدوق؟”
“الأمر هو……”
عبس وجه سيسيل قليلاً. و لاحظ سيون أن أخته الكبرى مرتبكة.
“تلك المرأة تعمل كخادمة في القصر.”
______________________
ليلي!😭 فشلتينا قلنا تحبينه ايه ليه خادمه؟😭😭😭😭😭
المهم سيون اذا ماوقع من النظة الاولى مب سيون
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 140"