12 أغسطس، عام 345.

أدركت أنني كنتُ أنتظر المنقذ.
لكن سرعان ما أدركت أيضًا أنني سأحب هذا المنقذ.

“سأعتني بكِ جيدًا، ناي.”

***

– مذكرات نايد.

29 يوليو، السنة 350

قالت لي ماري أنه إذا كنت أريد أن أكتب بخط جميل، فعليّ أن أكتب يوميات يوميًا.
لذلك سأبدأ الكتابة من الآن فصاعدًا.

لكن في الحقيقة، خطي جميلٌ بالفعل. ومع ذلك، بما أنني بدأت، يجب أن أواصل.

انتهت أول مذكراتي.

30 يوليو، السنة 350

اسمي نايد أكشيد. أمي وأبي يناديانني ناي.
و ماري تناديني الآنسة نايد.

عمري أربع سنوات. ليس لدي ما أكتبه بعد الآن.

1 أغسطس، السنة 350

سألتُ الكونت إيغوتون (اسمه تايلور إيغوتون) عن كيفية كتابة اليوميات.
و قال إنه يكفي أن أكتب بصدقٍ عن الأشياء التي حدثت في ذلك اليوم.

اليوم، أعطيتُ توريزابيث جزرة. يجب أن أعطيها واحدةً غدًا أيضًا.

2 أغسطس، السنة 350

أعطيتُ توريزابيث جزرة. توريزابيث تأكل الكثير من الجزر.
أنا لا أحب الجزر، لكن توريزابيث تحبه.

10 أغسطس، السنة 350

احتفلتُ بميلادي. أنا الآن في الخامسة من عمري.

29 أغسطس، السنة 350

ذهبتُ إلى البحيرة مع أمي وأبي.

أنا أجيد السباحة.

10 أكتوبر، السنة 350

أعطيتُ توريزابيث جزرة. توريزابيث تأكل الكثير من الجزر.

25 أكتوبر، السنة 350

وُلِدَ توريزابيث الثاني.
-الخط في هذه اليومية أكبر من المعتاد-

2 نوفمبر، السنة 350

توريزابيث الثاني صغيرٌ جدًا جدًا. سمعتُ أنه لا يستطيع أكل الجزر بعد.

متى سيتمكن من أكله؟ هل سيحب الجزر مثل توريزابيث؟

4 نوفمبر، السنة 350

سألتُ أمي إن كنتُ صغيرةً مثل توريزابيث الثاني عندما وُلدتُ. أجابت أمي بـ “نعم”.

لقد كبرتُ كثيرًا، أنا مذهلة!

5 نوفمبر، السنة 350

سألتُ أبي إن كان صغيراً مثل توريزابيث الثاني عندما وُلد. و أجاب أبي بأنه لا يتذكر.

لكن أبي قال إنه لا ينسى أي شيء. كاذب!

15 فبراير، السنة 351

أعطيتُ توريزابيث الثاني جزرة! توريزابيث الثاني يحب الجزر.

1 أبريل، السنة 351

توريزابيث الثاني يشبه توريزابيث.

و أنا أشبه أمي.
عينيّ خضراء، وعينا أمي خضراء أيضًا.

أنا أحب اللون الأخضر. فالأخضر جميل جدًا.
إنه سر، لكن أول لون رأيته في حياتي كان اللون الأخضر.

10 أغسطس، السنة 351

احتفلتُ بميلادي. أصبحتُ في السادسة من عمري.

قال فيلهيلم أن الزمن يمر بسرعة.

قالت لي ماري إن هذا يعني أنني كبرتُ كثيرًا.

15 ديسمبر، السنة 351

رسمتُ توريزابيث وتوريزابيث الثاني على الورق.

أمي ذهبت قبل فترة لزيارة أختها (ليتني كنتُ أملك أختًا أيضًا!).

و أريتُ الرسم لأبي، فمدحني وقال إنني رسمته جيدًا.

10 أغسطس، السنة 352

احتفلتُ بميلادي. أصبحتُ الآن في السابعة من عمري.

كتابة اليوميات مزعجةٌ قليلًا، لكنها ممتعة.

2 نوفمبر، السنة 352

رسم لي أبي صورةً لي وأنا مع توريزابيث. أبي يرسم مثل الفنانين المحترفين.

أنا أيضًا أجيد الرسم، فهل ورثتُ موهبتي منه؟

أعطاني أبي الرسم كهدية. يجب أن أحتفظ به جيدًا.

3 نوفمبر، السنة 352

أريتُ أمي هدية الرسم التي أعطاني إياها أبي. لكن عندما رأت الرسم، بدأت تبكي.

في الحقيقة، هذه هي المرة الثانية التي أرى فيها أمي تبكي.
لقد بكت أيضًا عندما وُلِدتُ.

يُقال إن المولود الجديد لا يستطيع الرؤية جيدًا عند ولادته، ولا يمكنه تذكُّر ما يراه في ذلك الوقت.
لذلك، ذكرياتي سرٌّ لا يعلمه أحد.

1 ديسمبر، السنة 352

أمي تبدو أكثر سعادةً من قبل. أنا أحب أمي عندما تكون سعيدة.

10 أغسطس، السنة 353

أصبحتُ في الثامنة من عمري.

20 سبتمبر، السنة 353

الطفل الذي حضر حفلة ميلادي جاء لزيارة القصر. اسمه آيدن نيتون، وعمره تسع سنوات.

سألني آيدن عن نوع الرجال الذين يعجبونني.
فأجبته: “لا أحب أي رجل أقل شأنًا من أبي.”

عندها، بدأ آيدن في البكاء.

قال الكونت إيغوتون إنني لقّنتُ آيدن درسًا في اليأس اليوم.

6 فبراير، السنة 354

أعطيتُ أمي هدية الرسم التي تلقيتها من أبي، وذلك دون أن يعرف أبي.

كانت أمي تخرج الرسم من حين لآخر وتنظر إليه.

9 أبريل، السنة 354

تعلمتُ ركوب الخيل.

قلتُ إنني لا أرغب في تعلم الصيد، لذلك قررتُ عدم تعلمه.

10 أغسطس، السنة 354

اليوم أصبحتُ في التاسعة من عمري.

24 سبتمبر، السنة 354

في درس السيدة نوآ، تم الحديث عن العوالم الأخرى بعد الموت.

قالوا إن الأشخاص الأشرار يذهبون إلى عوالم قاسية، لكن هل فقط الأشرار يذهبون هناك؟

ماذا لو أخذ شخص شرير شخصًا غير شرير معه إلى ذلك العالم؟ أو إذا دفع شخص غير شرير شخصًا آخر أمام باب ذلك العالم؟

25 سبتمبر، السنة 354

سُألتُ إذا كان بإمكان الشخص غير الشرير الذي وقع في العالم القاسي الخروج مرة أخرى.
فسألتُ أبي عن ذلك.

قال أبي: “كيف تعرفين أن هذا الشخص ليس شريرًا؟”

فكرتُ قليلاً، ثم قلتُ: “إذا كان هناك شخص يتمنى أن يخرج هذا الشخص من العالم القاسي، فهذا يعني أنه ليس شريرًا بما فيه الكفاية ليكون هناك.”

لم يرد أبي.

27 سبتمبر، السنة 354

قبل أن أكتب هذه اليومية بقليل، جاء أبي لزيارتي.

قال أبي إنه إذا سقط شخص غير شرير في العالم القاسي، فسوف يخرج منه في النهاية، حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت.

لا أعرف لماذا، لكنني شعرتُ بشعور جيد. أعتقد أنني سأحلم بأحلام سعيدة الليلة.

5 يناير، السنة 362

وجدتُ دفتر اليوميات الذي كنتُ أظن أنني فقدته. كان هنا طوال الوقت!

20 مايو، السنة 362

جاء آيدن ليعترف لي للمرة الخامسة عشر.

قلتُ له آسفة، لكنني مشغولة لأنني يجب أن أنقذ العالم، لذلك لا أستطيع مقابلتك، فبكى آيدن مرة أخرى.

كان الأمر حقيقيًا.

30 يوليو، السنة 362

أبي هو سليل النور السماوي. أما أنا، لستُ سليلة تلك القوة.

حياتي واحدة فقط، ولا أشفى من الجروح بسرعة كما يفعل والدي.
و بما أن حياتي واحدة فقط، فلم أمرَّ بتجربة “الاستيقاظ”.

لكنني أستطيع أن أرى ما لا يراه الآخرون، وأسمع ما لا يسمعونه، وأشعر بما لا يشعرون به.
و بالطبع، قوة والدي أعظم بكثير من قوتي……

لكن لا يهم. ليس عليّ أن أكون مساويةً لوالدي. ما يجب علي فعله هو مساعدته. فالجميع يتوقعون مني أن أفعل ذلك.

5 سبتمبر، السنة 362

وصل اتصال من المعبد. بينما كنت أستعد للرحيل مع أبي، نادَتني أمي.

أمسكت أمي بي وقالت إن هذا ليس واجبًا أبدًا.

“في الماضي، حاولتُ أن أفرض عليكِ واجبًا، لكنني الآن أعترف أنه لا يمكنني فعل ذلك أبدًا.”

عانقتُ أمي.

“سأعود قريبًا.”

***

ما يجب علي فعله هو مساعدة والدي. فالجميع يتوقعون مني أن أفعل ذلك.

……و كلمة”الجميع” يشمل نفسي أيضًا.

حدقت نايد في الفتاة ذات العيون الخمسة الألوان. و كانت الفتاة تبدو غاضبةً جدًا.

الشر والتهديد الذي ينبعث منها كانا يهاجمان مثل الرياح العاتية.

“لا تفرطي في المحاولة. لا أتمنى أبدًا أن أفقدكِ، ولا ليلي أيضًا. و في حالة الطوارئ……”

“أبي.”

قاطعت نايد كلمات سيون، الذي كان يشبهها كثيرًا. بينما أخرجت سيفها،

“لنقضِ عليها سريعًا. يجب أن أذهب إلى المنزل وأكتب اليوميات المتأخرة.”

***

10 ديسمبر، السنة 362

قمنا بختم الكيان الشرير.

لم يكن شيئًا كبيرًا.

11 ديسمبر، السنة 362

بما أن هذا دفتر يوميات خاص بي ولن يراه أحد غيري، يجب أن أكتب بصراحة.

الكيان الشرير كان أمرًا تافهًا.
و في النهاية، تمكنا من جعله لا يظهر مرة أخرى لمدة ألف سنة، وعُدنا أنا ووالدي إلى المنزل الآن.

هاها.

29 ديسمبر، السنة 362

هل هو شعور فقط؟
يبدو أن والدي يضعفُ شيئًا فشيئًا.

30 يناير، السنة 363

لم يكن مجرد شعور. فقد تدربتُ مع والدي، وهزمتُه.
يمكنني أن أرى أنني لم أصبح أقوى، ولكن من المؤكد أن والدي أصبح أضعف.

اليوم، بدا والدي في حيرة. و السبب هو أنه صادف أمي في الحديقة عن غير قصد.

ما المشكلة في ذلك؟

لا أعلم.

لكن ما أعرفه هو أن والدي لم يصادف أمي عن غير قصد قبل ذلك.

أي منذ أن استفاق والدي من قوة النور السماوي وحتى البارحة فقط.

27 مارس، السنة 363

يبدو أن أمي تحب حقيقة أن والدي أصبح أضعف.

2 مايو، السنة 364

تدرب كل من الكونت إيغوتون ووالدي ضد بعضهما البعض. و رغم أن والدي أصبح أضعف، إلا أنه هزم الكونت إيغوتون بسهولة.

قد يتبادر إلى الذهن سؤال: “هل الكونت إيغوتون ضعيفٌ للغاية؟” لكن، يُقال أنه فارس ذو مهارات عالية.

في الماضي، كان يُعتبر عبقريًا أيضًا. (هل كان ذلك حقيقيًا؟)

طوال التدريب، لم يتمكن الكونت إيغوتون من لمس حتى ياقة ملابس والدي، وقال إنه في حياته القادمة سيولد كوريثٍ للنور السماوي.

بالطبع، أعرف أنه كان يمزح. لقد قال ذلك وهو يضحك.

أكتب في يومياتي الآن، وفجأة، خطر لي الكيان الشرير.

لا أرغب في أن يمر أي شخص بتجربة أن يولد كوريثٍ للنور السماوي في حياته القادمة.

1 أكتوبر، السنة 364

حسبما أظن، إذا كان بإمكان والدي أن يلتقي بأمي مجددًا، فإنه سيختار أن يولد كوريثٍ للنور السماوي في حياته القادمة.

2 ديسمبر، السنة 364

لا مفر من ذلك. في حياتي القادمة، يجب أن أولد كوريثةً النورة السماوي.

أما أمي و أيي، فأتمنى أن يولدوا كوالدي خليفة النور السماوي.

***

“أتمنى لكِ أحلامًا سعيدة.”

بينما كان سيون يراقب، احتضنت ليلي نايد.

ثم، بعدما أفلتت ليلي نايد، رفعت رأسها واقتربت منها، وأعطتها قبلةً خفيفة على جبهتها.

“أتمنى لكِ أحلامًا سعيدة. كما كنتِ دائمًا.”

***

الإبيولوغ* 1
*آخر افصل

“هل صحيح أن الأميرة رينا جلبت شخصًا معها؟”

“نعم، هل تعرف مملكة إيلدين؟ المكان الذي يوجد فيه البطل. جلبته من هناك.”

“هل تعرف كيف يبدو؟”

“أنا أيضًا لم أره شخصيًا بعد، لكن من قال إنه رآه قال إنه وسيم جدًا. لديه شعر أسود وعينان حمر.”

“حقًا؟ واو.”

“حسنًا، هناك عيوب أيضًا.”

“عيوب؟”

“قال إنه لا يتذكر من هو. كما أنه لا يستطيع استخدام احدى ذراعيه ذراعه.”

“يا إلهي……لكن ربما يكون من حسن الحظ أنه فقد ذاكرته. بما أنه أصبح في يد الأميرة رينا، عليه أن يعيش كعبد طوال حياته.”

“هذا صحيح.”

“هناك أنتما! هل تنشغلان بالحديث بعد أن انتهيتما من العمل؟”

“آه!”

“لنذهب بسرعة. قبل أن نُكتشف.”

سحبت الخادمة زميلتها بسرعة أثناء حديثهما.

ثم، في أذهان الخادمتين، حلَّت المهام التي يجب إنهاؤها قبل غروب الشمس بدلاً من العبد ذي الشعر الأسود والعينين الحمراوين.

<النهاية>

_____________________

الإبيولوغ (Epilogue) هو جزء من النص الأدبي الذي يأتي في النهاية بعد انتهاء الأحداث الرئيسية للكتاب أو الرواية. يُستخدم الإبيولوغ لتقديم لمحة عن الأحداث التي تحدث بعد نهاية القصة أو لتوضيح مصير الشخصيات بعد النهاية.

واه انتهت الروايه بسرعه

المهم وكبذا خلصنا بمذكرات نايد وفي الاخير طلع كيدون حي 😭😭😭😭😭

دامني خلصت بدري وباقي وقت على رمضان بأترجم الجزء الأول من الفصول الاضافيه

الفصول الاضافية جزءين الاجزء الاول 11 فصل و الثاني 19 فصل

الاول بأنزله لك ان شاء الله الايام هذي اما الثاني عيديه😘

وشكرا 💕

Dana