“إذا تساءلتُ عن ذلك، فماذا سيتغير؟”
“سأتغيرُ أنا.”
بسط الكيان الشرير ذراعيه على اتساعهما، كما لو كان يكشف عن نفسه تمامًا.
“لقد استيقظتُ. هذا هو أنا الحقيقي.”
“…….”
“أنا لا أرغب في فناء هذا العالم. ولا أريد إبادة البشرية بأكملها.”
“…….”
“كل ما أريده هو أن يخضع كل شيء تحت قدمي.”
“عالم يحكمه الكيان الشرير، إذاً.”
تألقت عينا الكيان الشرير عند سماعه كلمات سيون التي تمتم بها وكأنها حديث مع النفس. ثم بدأ يسير ببطء نحوه، لكن سيون ظل واقفًا في مكانه
. في النهاية، توقف الكيان الشرير أيضًا. و وقعت عيناه على السيف الذي كان سيون لا يزال ممسكًا به بثبات.
“سيكون أمرًا رائعًا، أضمن لك ذلك.”
“…….”
“العالم حيث تكون أفكار الأقوياء هي الحقيقة وكلماتهم هي القانون.”
“…….”
“لن يحدث أي تمرد على الإطلاق. فالخوف الذي يبثه الأقوياء سيحكم الضعفاء.”
بعدما أنصت سيون بصمت إلى ادعاءات الكيان الشرير، فتح فمه أخيرًا ليتحدث.
“عندما أسمع عن العالم الذي تتحدث عنه، يخطر ببالي مكانٌ معين.”
“ماذا؟”
رفع سيون سيفه، وكانت نهايته موجهةً بدقة نحو عيني الكيان الشرير المتلألئتين بألوان متعددة.
“بما أننا لن نلتقي مجددًا على أي حال، سأجيب على سؤالكَ الذي طرحته سابقًا. ألم أتساءل يومًا لماذا يجب علي إنقاذ العالم؟”
“…….”
“لم أفعل. هناك الكثير من الأمور في هذا العالم لا يمكن تفسيرها بـ’لماذا’.”
“…….”
“لذلك، لا خيار سوى تقبلها.”
“يا له من غباء.”
“صحيح. فلنمت إذاً مع البشر الحمقى. آه، لكنكَ لن تموت، بل ستُختم، أليس كذلك؟ ومع ذلك، سيتم ختمك لألف عام، وذلك لا يختلف كثيرًا عن الموت.”
“انتظر! أجبني على هذا السؤال أيضًا. أليس دوركَ هو منع فناء العالم؟ إذاً، لماذا تحاول ختمي رغم أنني لا أنوي تدميره بل حكمه فقط؟”
“لأنكَ قلت إنكَ ستحول هذا العالم إلى مكانٍ مثل هيلدغار.”
“ماذا قلت؟”
راودت سيون فكرةٌ عابرة.
إن علمت ليلي بهذا القرار، هل ستغضب؟
لقد قال ذات مرة: “لا ترحل أبدًا”. لكن لا مفر من هذا الأمر.
ذلك الكلام الذي قلته ذات مرة، عن أن “ليلي قفزت نحوي، حيث كنت محبوسًا في الجحيم”.
لم يكن يعني أنني أريد حقًا أن تعيش ليلي في الجحيم.
“…..فكر مجددًا. هل تنوي حقًا أن تموت؟ هنا؟”
اختفى حتى ذلك التهكم الخافت من على وجه الكيان الشرير.
حدق سيون في الكيان الشرير بوجه بلا تعبير، لم يتغير منذ لحظات.
لم تهتز حافة السيف الموجهة نحو الكيان الشرير، ولم تتراجع، و أخذت تلك الهالة السوداء تتدفق أخيرًا من جسد الكيان الشرير.
“أيها اللعين، آمل أن تغير رأيكَ بعدما تتطاير أطرافك واحدةً تلو الأخرى.”
بدلًا من الرد، اندفع سيون إلى الأمام.
***
لامست عينا ليلي التقويم كما لو كانت تمر عليه مرور الكرام.
مرَّ تمامًا نصف شهر منذ أن غادر سيون الإقليم برفقة الكونت ويغنر.
إذا افترضنا أنهما سافرا دون راحة تُذكر، فمن المحتمل أن يكون سيون قد وصل إلى العاصمة الملكية بالأمس أو اليوم.
“هل التقى بالفتاة التي يُقال إنها تتحكم بالملك؟ هل يقاتلها الآن؟ هل أدركت من يكون سيون؟”
‘هل الأمر خطير؟’
هل كان من الضروري أن يلاحق سيون ذلك الشخص الهارب ويقضي عليه أيضًا……؟
جلست ليلي أمام الطاولة وبدأت منذ وقت ما تنقر زجاج الطاولة بأظافرها.
ظلت تختبر صلابة أظافرها لفترة، ثم سرعان ما غطت وجهها بكلتا يديها.
كان تصرفًا يعكس الندم.
“……لو كنت أعلم أن الأمر سيكون هكذا، لكنت طلبت منه على الأقل أن يرسل لي رسالة فور وصوله.”
لو كانت تعلم أنه سيشغل تفكيرها إلى هذا الحد.
بعد لحظات، نهضت ليلي فجأة من مكانها. و استدارت عن الطاولة وأخذت تتجول في المكان للحظات.
“سيدتي.”
“ادخلي.”
بمجرد أن سمعت صوت الطرق على الباب وصوت من يناديها، سارعت ليلي بالرد.
وسرعان ما فُتح باب غرفة النوم، وظهرت ماري.
“ما الأمر؟……هل وصلتني رسالةٌ ما؟”
“ليست رسالة.”
أصاب ليلي خيبة الأمل من إجابة ماري، لكنها استعادت توازنها بسرعة.
ليست ‘رسالة’ إذاً؟
“هناك ضيف قد وصل. ولكن-“
قبل أن تُكمل ماري حديثها، دخل إلى غرفة النوم شخص. بل لم يكن شخصًا واحدًا فقط.
توقفت ليلي في مكانها وهي تحدق بالضيوف.
“إيودال؟”
لم يكن الوجه المألوف الوحيد.
بدت عليها علامات التقدم في السن أكثر مما كانت عليه في المرة السابقة، لكنها كانت بلا شك……
“نيدال، و……”
شقيق نيدال الأصغر. الطفل الذي وصف أخاه الأكبر بالقبح بسبب تقدمه في العمر.
والآن بعد أن فكرت في الأمر، لم تسمع اسمه من قبل.
عندما أدركت ليلي هوية الثلاثة الذين ظهروا أمامها، تحدث إيودال.
“نظرًا لخطورة الأمر، لم نتمكن من الانتظار رغم إدراكنا لمدى وقاحتنا.”
“آه، لا، لا بأس. لكن، ما هو هذا الأمر العاجل؟”
“الأمر متعلق بالبطل.”
في تلك اللحظة، أمسك شقيق نيدال الأصغر بطرف تنورة نيدال بيده الصغيرة.
لماذا؟
بمجرد أن رأت ذلك المشهد، بدأ قلب ليلي يخفق بعنف.
سرعان ما فتح إيودال فمه مجددًا.
“البطل……قد يموت.”
***
“قبيلة دال، كما توقعت، يبدو أنكم تمتلكون قوةً غير عادية.”
قال الكاهن الشاب ذلك وهو ينظر إلى إيودال، لكن إيودال ظل صامتًا.
و كانت ليلي بالكاد واقفةً في تلك الأثناء.
“دوقة!”
سرعان ما ظهر الكاهن الأوسط، هولاي، والكاهن الأكبر في المكان الذي تجمع فيه الناس.
أرادت ليلي أن تنهار للحظة، لكنها تماسكت. فمجرد لقاء هولاي والكاهن الأكبر لم يكن يعني أن الأمور ستحل فورًا.
تقدم الكاهنان بسرعة نحو ليلي. و كان هولاي، الذي نادى باسمها عند ظهوره، أول من تحدث.
“ما الذي يحدث بالضبط؟ سمعت أن حياة البطل في خطر!”
“ذلك……”
حاولت ليلي أن ترد مباشرةً على هولاي، الذي وجه حديثه إليها، لكن جسدها لم يتحرك كما أرادت.
عندما لم تتمكن ليلي من الاستمرار في الكلام وأطلقت زفرةً ثقيلة بدلاً من ذلك، تقدم إيودال.
“هذا الفتى رأى المستقبل منذ فترة قصيرة.”
أشار إيودال إلى أخ نيدال. و كانت الفتى لا يزال يّمسك بثوب أخته بشدة.
“المستقبل؟”
“ليس المستقبل البعيد، بل المستقبل القريب. بالتحديد، بعد عشرة أيام من الآن.”
“عشرة أيام……هل تعني أن شيئًا سيحدث للبطل في ذلك الوقت؟”
أغمضت ليلي عينيها دون أن تشعر.
رد إيودال بهدوء.
“سيموت. بعد أن يختم الكيان الشرير.”
“ماذا؟ ماذا تعني بذلك؟ لقد تم ختم الكيان الشرير بالفعل.”
عبس هولاي كما لو أنه سمع شيئًا غير معقول، ثم غير تعبيره واستمر في الكلام.
“هل رأيت المستقبل أم أنكَ رأيت الماضي؟”
“لا، المستقبل هو ما رآع. الكيان الشرير قد تم تحريره من الختم. يبدو أن روحه فقط قد تحررت.”
“ماذا؟”
“في المستقبل الذي رآه هذا الفتى، لم يكن الكيان الشرير في هيئته المعتادة. بل كان يظهر في هيئة فتاة صغيرة.”
“فتاة صغيرة؟……”
“ربما……هناك من قام بإخراج روح الكيان الشرير المطمورة ووضعوها في جسد آخر يمكنه تحملها. هذا أمر ممكن، رغم أنه يتطلب العديد من التضحيات.”
خفض إيودال نظره.
لم يقل ذلك بشكل صريح، لكن هويّة أولئك الذين أعادوا الكيان الشرير إلى هذا العالم كانت تتضح ببطء.
لهذا السبب شعر إيودال بالمسؤولية وجاء إلى هذا المكان.
لم يكن مضطراً لذلك، لكن شخصيته هي التي دفعته للتحرك.
“إذن، هل يعني ذلك أنه يجب إعادة ختم الإله الشرير الذي في هيئة فتاة، وأن البطل سيموت؟ بعد عشرة أيام تقريباً؟”
“نعم.”
“ما هذا……كلام لا يصدق……”
“لماذا جئتم إلينا؟”
بعد أن تنهد هولاي، فتح الكاهن الأكبر فمه لأول مرة منذ وصوله.
“هل هناك طريقةٌ لإنقاذ البطل؟”
أجاب إيودال، بينما حبست ليلي أنفاسها وهي تستمع.
“هل تقصدون أنكم تريدون ختم الكيان الشرير، وفي نفس الوقت إنقاذ البطل؟……إذا كان ذلك ممكناً، سيكون رائعاً.”
“هناك طريقة.”
اتسعت عينا ليلي. رغم أنها جاءت إلى المعبد وهي تحمل الأمل، لم تتوقع أن تسمع إجابةً واضحة بشأن الطريقة في هذه اللحظة.
“ماذا؟”
لم تكن ليلي وحدها من شعرت بالدهشة. فقد نظر هولاي بسرعة إلى الكاهن الأكبر.
“يا سيدي الكاهن الأكبر، ماذا تعني بهذا؟ كيف يمكننا ختم الكيان الشرير وإنقاذ البطل؟”
“ليس لدينا بالتأكيد طريقة لختم الكيان الشرير لمدة ألف عام.”
“إذاً……؟”
“لكن إذا استخدمنا أدوات المعبد، يمكننا إيقاف الكيان الشرير لمدة عشرين سنة. وهذا ممكن لأن الكيان الشرير يستخدم جسد إنسان.”
‘عشرون سنة؟’
بمجرد أن سمع هولاي كلمات الكاهن الأكبر، تفاجأت ليلي بما قاله في ذهنها.
“إذاً، حتى لو تمكنا من إنقاذ البطل الآن، فهذا يعني أن البطل سيموت بعد عشرين سنة؟”
_________________________
وجع؟ حياة سيون لعبة في يدكم ولا وش؟
بعدين بسرعه! واضح العاصمه بعيده وش قاعدين تسوون
ليلي تحزن ماعندها ولا قوة ولا شي وجالسه تسمع اكثر من مره احتماليه مو،ت سيون😔
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 132"