قبل أن ألتقيكِ مرة أخرى بهذا الشكل، كنتِ دائمًا وحدكِ في أحلامي، وكنتِ تلومينني…..
لكن عندما التقيتكِ في الواقع، كنتِ مختلفةً عن أحلامي، وهذا جعلني أشعر براحة جبانة.
الأسباب الثلاثة التي منعتني من البحث عنكِ رغم أنكِ كنتِ على قيد الحياة هي، الخوف، والرهبة، والقلق.
كنتُ خائفةً من هيلديغارد، وكنتُ أرتعب من فكرة ألا تستقبليني بحفاوة. وكنتُ قلقة من ألا أكون ذات نفعٍ لكِ.
كل ذلك مجرد أعذار. ولهذا السبب، أكتبها لكِ في رسالة بدلاً من أن أقولها مباشرةً.
أليس هذا جبنًا حتى النهاية؟
أنا آسفة. و أحبكِ.
أتمنى لكِ السعادة أينما كنتِ.
من إستر.]
قرأت ليلي رسالة إستر مرارًا حتى حفظتها عن ظهر قلب، ثم وضعتها في غرفتها.
تبدّل الفصل مرةً أخرى.
“علينا أن نجعل حفل الميلاد هذا العام فخمًا للغاية!”
قالت ماري ذلك وهي تسرّح شعر ليلي، التي سألتها، وقد كان يفصلها شهر واحد عن ميلادها الثاني والعشرين.
“لماذا؟”
“لأنكِ لم تقيمي حفل ميلاد العام الماضي.”
آه، صحيح.
ميلاد العام الماضي…..كانت ليلي حينها في قصر الفيكونت، بعد أن تغيّر جسدها للتو.
“لقد مرّ عامٌ بالفعل..…”
عامٌ كامل…..متى انقضى الوقت بهذه السرعة…..
وفي اللحظة التي خيّم فيها شحوبٌ بسيط على وجه ليلي، واصلت ماري حديثها.
“علاوةً على ذلك، سيكون هذا الحفل مميزًا للغاية.”
“مميز؟”
“إنه أول ميلاد لكِ بصفتكِ سيدة القصر، وليس كآنسة. سأجعلكِ تبدين جميلة للغاية. آه، لكني قلقة. ماذا لو وقع الكثير من الرجال في حبكِ عند رؤيتكِ في حفلة الميلاد؟ سيشعر الدوق بالغيرة حينها..…”
“غيرة؟ ما هذا الكلام.”
“نعم؟”
حدّقت ليلي في المرآة. وبينما كانت تحدق في عينيها المنعكستين في المرآة، غيرت مجرى الحديث.
“ما رأيك أن نضفر شعري اليوم؟”
“آه، فكرة رائعة!”
سرعان ما بدأت ماري، بحماس، بتضفير شعر ليلي إلى جديلتين.
لم تكن تقصد تحديدًا أن تكون الجديلتان مزدوجتين… لكن ليلي تركت ماري تفعل ما يحلو لها.
***
“دوقة، يوم ميلاد سعيد!”
“يوم ميلاد سعيد!”
“تبدين رائعة حقًا اليوم.”
“ظننت أنني سأصاب بالعمى عندما رأيت الدوقة.”
“وأنا أيضًا. لم أكن أعلم أن اللون البني الداكن يمكن أن يكون بهذا البريق!”
“أفكر في صبغ شعري بنيًا داكنًا مثل الدوقة عندما أعود إلى المنزل.”
“يا إلهي، وأنا أيضًا!”
ضحكت ليلي بهدوء، إذ وجدت نفسها دون قصد تُطلق موضة الشعر البني الداكن في المجتمع.
‘يا لها من فوضى.’
كان ذلك شعورها الصادق. فقد أُقيم حفل الميلاد بشكلٍ فاخر للغاية، كما كانت تتمنى ماري تمامًا.
أمسكت ليلي بكأس الشامبانيا وارتشفت منه قليلًا بينما تجولت بنظرها في أرجاء القاعة.
كانت القاعة مضاءةً ببريق الحلي والزخارف المختلفة، ومكتظة بالضيوف الذين يرتدون ملابس أنيقة تناسب أجواء الحفل.
وأثناء مراقبتها للحضور، توقفت فجأة.
لم تكن تبحث عنه، ومع ذلك، وقعت عيناها على جانب وجه سيون.
ارتشفت ليلي القليل من الشامبانيا وهي تراقبه بصمت.
كان سيون يقف على مسافةٍ منها، منشغلًا في الحديث مع أحد أفراد العائلة المالكة.
نعم. العائلة المالكة. لقد حضر أحد أفراد العائلة المالكة حفل ميلاد ليلي هذا العام، بل ثلاثة منهم.
أخرجت ليلي لسانها بدهشة في داخلها. مكانة دوقة أكشيد كانت حقًا عالية جدًا.
“لابد أنكِ سعيدة.”
استفاقت ليلي من أفكارها عند سماع صوت قادم من الجهة المقابلة. فاستدارت نحو مصدر الصوت.
كانت سيدة، تُقدّر في الثلاثينيات من عمرها، تبتسم وهي تنظر إلى ليلي.
تحدثت السيدة مجددًا بوجه بشوش،
“أنتِ تعيشين مع من تحبين بكل حب.”
“آه..…”
“أنا أغبطكِ.”
“…..شكرًا لكِ.”
تبادلت ليلي الحديث لبعض الوقت مع تلك السيدة وعدد من الأشخاص الآخرين، ثم استدارت مبتعدة.
شعرت فجأة برغبة في استنشاق بعض الهواء.
توجهت ليلي، وهي تحمل كأس الشمبانيا الذي شربت نصفه، نحو الشرفة القريبة. و دخلت إلى أحد واح فارغة، ثم ضعت كأس الشمبانيا على الطاولة. و اقتربت من الدرابزين.
أخذت تستنشق الهواء النقي بعمق، ثم أمسكت بالدرابزين وانخفضت تدريجيًا جاثية على ركبتيها.
“هاه..…”
تسللت منها تنهيدة تلقائية.
“أنتِ تعيشين مع من تحبين بكل حب.”
العيش مع من تحب…..نعم، هذا صحيح.
لكن…..هل نعيش حقًا في حب؟
أنا و سيون…..
‘لا! لا، ليس كذلك!’
تركت ليلي الدرابزين وقبضت يدها بإحكام.
تلك السيدة التي خاطبتني لا تعرف الحقيقة.
أنا وسيون لا نعيش كالأزواج الذين يتصورهم الناس.
فأنا وسيون…
لو أردتُ وصف علاقتنا، فنحن نعيش كالأصدقاء!
نعم، نحن أصدقاء. مجرد أصدقاء. لا أكثر.
وضعت ليلي جبينها على الدرابزين البارد.
“هذا ليس ما أردته..…”
تمتمت ليلي لنفسها وقد اجتاحها شعور مفاجئ بالاكتئاب.
اعتقدت أنه إذا تظاهرت بفقدان ذاكرتها نتيجة الآثار الجانبية لتبدّل الجسد، فلن يشعر سيون بالذنب تجاهها بعد الآن.
كانت تظن أن علاقتها به ستتقدم فورًا…..
لكن لا. للأسف، ما حدث كان عكس ما تمنته تمامًا.
أصبح سيون أكثر حذرًا معها من ذي قبل، لأنها لا تتذكر الماضي.
إذا أردنا تسميته بلطف، فهو الحذر. وإذا وصفناه بدقة، فهو البرود.
وإن وصفناه بسلبية…..فهو شعور خانق.
قطّبت ليلي حاجبيها وقد استبد بها التفكير.
‘هل أتظاهر بأنني استعدت ذاكرتي؟’
لا، لو فعلت ذلك، فسينتهي بها الأمر إلى العودة لما كانا عليه قبل تبدّل الجسد…..
حينها أو الآن…..
“هاه…..”
أطلقت تنهيدةً أخرى.
كان الأمر محبطًا للغاية.
لماذا يبدو العيش في حب مع من يحبها أمرًا صعبًا إلى هذا الحد؟
ما الذي يفكر فيه سيون ليكون غريبًا هكذا؟
هل هو بسبب المظهر؟ هل المظهر هو كل شيء؟
‘هل الجمال هو كل شيء؟’
يجب أن يتم حذف كلمة قيمة الوجه من هذا العالم…..
عندما بدأت أفكار ليلي تتشتت وتغرق في أشياء غير متصلة،
“هل أنتِ بخير؟”
فاجأها الصوت، فأمسكت بالدرابزين بسرعة ونهضت فجأة.
كان الصوت غير مريح، لدرجة أنها شعرت بالقشعريرة في جسدها عند سماعه.
هل من الممكن أن…..
استدارت ليلي ببطء لتتأكد من هوية الشخص الذي دخل الشرفة دون دعوة.
ابتلعت ريقها.
“كونت دونوفان؟”
“سعدت بلقائكِ. بما أننا التقينا هكذا، هل يمكنني مساعدتكِ؟”
نظرت ليلي بدهشة إلى الرجل في الخمسينيات من عمره، الذي كان يتفاخر بجسمه الضخم.
لما هذا الشخص هنا؟
‘لم أرسل دعوة إلى عائلة كونت دونوفان…..’
من الممكن أن لا تكون قد أرسلت له دعوة. فالكونت دونوفان كان واحدًا من الأشخاص الذين لم ترغب ليلي في الارتباط بهم طوال حياتها.
كان الزوج السابق للسيدة إليس ليام، إبنة البارون.
…..وكان أيضًا الشخص الذي استخدم العنف ضدها في حياتها السابقة، التي أصبحت الآن مجرد ذكرى.
عندما تتذكر لحظات حياتها كـااكونتيسة دونوفان، لا يزال يشعرها ذلك بالغضب والاشمئزاز.
حاولت ليلي أن تخفي مشاعرها من الغضب والكراهية قبل أن تتحدث.
“كيف وصلت إلى هنا؟”
“إلى الشرفة؟ فتحت الباب ودخلت.”
“….…”
“آه، إلى قاعة الحفل؟ جئتُ بعربة.”
“….…”
“همم، أليست هذه محادثة مملة؟”
“هل جلبت الدعوة معك؟”
“في الحقيقة، يبدو أن هناك خطأ ما.”
“خطأ؟”
“لم تصل الدعوة إليّ، إلى هذا الكونت القدير دونوفان. لا يمكن أن يحدث هذا.”
“لا يمكن إذاً..…”
ضحكت ليلي بسخرية. ثم أصدرت أمرًا صارمًا.
“لا أعرف كيف دخلت هنا بدون دعوة، لكن عليك أن تخرج الآن.”
“لقد حصلت على الدعوة من شخص آخر. ذلك الشخص كان لديه أمر طارئ ولم يتمكن من حضور الحفل. وأيضًا..…”
خطا كونت دونوفان خطوةً نحو ليلي.
حاولت ليلي التراجع فزعًا، لكنها توقفت عندما لامس ظهرها الدرابزين.
“ما الذي يجعل آنسةً شابة مثلك تأمرني بالخروج؟”
“ماذا؟”
…..آنسةً شابة؟
“أنتِ جميلة، ولذلك كنت سأسمح لكِ بفعل ماتريدين، لكنكِ تظنين أنكِ تستطيعين التحدث إلي هكذا؟”
“كونت دونوفان.”
“نعم، أنا الكونت دونوفان. هل تعتقدين أنه يمكنك أن تتصرفي معي بهذا الأسلوب ولن يكون لكِ عواقب؟”
“هل تعرفُ من أنا؟”
“ومن أنتِ؟”
فقدت ليلي الكلمات للحظة من شدة الدهشة. ثم سخر كونت دونوفان منها عندما رأى صمتها.
“بما أنني أرى وجهًا جديدًا، فأنتِ على الأرجح من إحدى النبيلات من القرى البعيدة.”
“…….“
“يبدو أنكِ لا تدركين قوة عائلة الكونت دونوفان. إذا لم تعتذري فورًا عن تصرفكِ الوقح معي، فسيكون لكِ ولأبيكِ ندم كبير.”
“متى وصلت إلى قاعة الحفل؟”
“أنا؟ منذ قليل…..لحظة! هل هذه الفتاة، الآن، تتحدث إليَّ بهذا الأسلوب؟”
_____________________
وجع يابو كرش وش جابه ذاه حسبت سيون هو الي بيجيها وهي سكرانه وتقول ليه وليه 😭
ها عساه يجي هنا ويكسر يد دونوفان ذاه
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 121"