شردت ليلي في أفكارها وهي تحرك عينيها.
تايلور كان عادةً يستمع بانصياع عندما تبدأ ماري بالتذمر. و أحيانًا كان يقف حتى بجانب مايسون ليستمع إلى المواعظ…..
همم، هكذا يكتمل ثلاثي الأشقاء.
رفعت ليلي فنجان الشاي إلى شفتيها. و كان شاي العسل حلو المذاق.
***
فجأة فتحت عينيها.
كان الفجر. و بقيت ساعة تقريبًا حتى شروق الشمس.
ترددت ليلي قليلًا قبل أن تنهض من السرير.
اليوم، قد يكون من الجيد أن تبدأ يومها أبكر من المعتاد.
غسلت وجهها، ثم خرجت لتبدل ملابسها. و لم تكن تشعر بالجوع بعد.
هل علي أن آخذ نزهة قبل الإفطار؟
أخذت مصباحها وخرجت من غرفتها.
سيشرق الصباح قريبًا، لكن الممر كان لا يزال مظلمًا.
“ترى، ألا يزال سيون نائمًا؟
غريب…..
كنت أنوي الذهاب إلى الحديقة الخلفية.
كانت متأكدة من ذلك…..
لكن عندما استوعبت الأمر، وجدت نفسها أمام غرفة سيون.
ترددت ليلي للحظة، ثم استدارت.
كفى. في المرة السابقة، أيقظته بالكاد بعد أن نام أخيرًا.
يمكنني رؤيته خلال النهار. لن يختفي سيون فجأة إن لم أره الآن.
تصرفي بنضج، ليلي.
حدثت نفسها بذلك وهي تتحرك مبتعدة.
بل حاولت أن تتحرك…..
لكن في تلك اللحظة، تسلل إلى مسامعها صوت أنين.
…..هل تخيلت ذلك؟
قبل أن يساورها الشك أكثر، سمعت الصوت مرة أخرى.
فاستدارت ليلي بسرعة، ثم دخلت غرفة سيون دون تردد.
وضعت المصباح الصغير عند قدميها، ثم أشعلت ضوء الغرفة.
“سيون!”
اقتربت من السرير بسرعة. كان سيون ممددًا هناك، يتعرق بغزارة.
لم يفتح عينيه، ولم يرد حتى عندما نادته.
مدت ليلي يدها إلى جبينه.
كان ساخنًا كالجمر.
عضت ليلي شفتيها ثم اندفعت خارج الغرفة بسرعة.
***
بعد أن ام فحص سيون، هزت أوين رأسها.
“لا أستطيع معرفة سبب الحمى. أنا آسفة.”
“…..لا بأس.”
“سأحضر له دواءً خافضًا للحرارة في الحال.”
“حسنًا. إذا تغيرت الأعراض، سأستدعيكِ مجددًا.”
بعد مغادرة أوين الغرفة، اقتربت ماري من ليلي.
“دواء خفض الحرارة لن يجدي نفعًا.”
“ماذا؟”
“لقد حدث هذا من قبل.”
“…..ماذا تقصدين؟”
بدأت ماري تشرح، وعندما استمعت ليلي إلى حديثها، اتسعت عيناها بصدمة.
“لقد مر بهذا…..عدة مرات؟ منذ أن انتقلت روحي؟”
كانت ماري قد أخبرتها أيضًا عن قبيلة دال عندما فقدت ليلي ذاكرتها.
“نعم، لذلك عندما جئنا، تركنا الخيول وأتينا فقط بالعربة. عندما يمرض، يبقى مريضًا لعدة أيام..…و في كل مرة يمرض، كنا نأخذه إلى الطبيب في القرية، ونجعله يتناول أدوية خفض الحرارة بالقوة، لكن لم يكن لأي من ذلك أي فائدة.”
“…….”
“كان الحل الوحيد هو الوقت. بعد ثلاثة إلى أربعة أيام من المرض، كان يتعافى تمامًا.”
نظرت ليلي إلى سيون المغمض العينين.
ثلاثة إلى أربعة أيام…..
“بما أنه كان بخير لفترة، ظننت أنه لن يمرض مجددًا..…”
“لماذا يمرض هكذا؟”
“لا أعلم، ربما هذه أحد الآثار الجانبية لطقس نقل الروح؟ مثلما فقدتِ ذاكرتك، سيدتي..…”
تصلبت تعابير وجه ليلي.
لم تفقد ذاكرتها.
الشخص الوحيد الذي يعاني من الآثار الجانبية هو سيون.
“…..هل يمكنك إحضار منشفة مبللة؟”
“آه، نعم. سأجهزها وأعود سريعًا.”
غادرت ماري الغرفة.
جلست ليلي على الكرسي وحدقت بصمت في سيون.
لم تنسَ ذلك يومًا، لكنها أدركته مجددًا. أن سيون ضحى بحياته لينقذها.
“…..كن أكثر أنانية.”
تمتمت ليلي بصوت منخفض.
“هل تعرف كم مرة أنقذتني؟ لذلك…..”
أغلقت فمها، وضغطت شفتيها معًا بإحكام، ثم أخرجت منديلًا من جيبها.
سرعان ما ستعود ماري بقطعة قماش مبللة، لكن العرق البارد المتجمع على جبين سيون لم يسمح لها بالانتظار.
مسحت ليلي جبين سيون بعناية مستخدمة المنديل.
وفي اللحظة التي همّت فيها بسحب يدها…..
“…..سيون؟”
توقفت ليلي، ممسكةً بالمنديل بقوة. فقد فتح سيون عينيه.
توجهت نظراته غير المركزة نحو ليلي، ثم تمتم بصوت مبحوح،
“إنها أنتِ.”
“ماذا؟”
“أنتِ كنتِ…..في ذلك الوقت..…”
أغمض سيون عينيه مرة أخرى. و نادت ليلي عليه عدة مرات، لكنه لم يُجب.
وكما قالت ماري، تعافى سيون تمامًا بعد ثلاثة أيام. و استعاد وعيه بالكامل، وانخفضت حرارته.
بمجرد أن استعاد وعيه، تحدث إلى ليلي.
“لا شيء مهم.”
“…..لكني لم أقل شيئًا بعد.”
“كنتُ نائمًا لفترة طويلة فحسب.”
و يتصبب عرقًا هكذا؟
ابتلعت ليلي الكلمات التي خطرت ببالها.
ما الفائدة من قول ذلك؟ لا شيء على الإطلاق.
نظر سيون إلى ليلي التي أصبحت صامتة، ثم تحدث.
“هل لديكِ منديل الآن؟”
“منديل؟ أي واحد؟”
“لا، المنديل الذي استخدمتهِ لمسح جبهتي…..عندما كنتُ مريضاً.”
“غريب أنك تتذكر ما حدث وأنت نائم.”
“……لأنني استيقظت للحظة.”
“المنديل ليس لدي الآن، لكن ماري غسّلته وأعتقد أنها وضعه في غرفتي. هل أُحضره لكَ لاحقًا؟”
“نعم.”
“حسنًا. لكن لماذا تريد هذا المنديل؟”
“لن أستخدمه..…”
“…….”
“أريد الاحتفاظ به.”
بعد أن سلمته له’ و بينما كانت ليلي تمضي وقتها في غرفة النوم بعد أن غادر صاحبها، عثرت على المنديل صدفة.
كان المنديل في أول درج من الطاولة الجانبية بجانب السرير.
حدقت ليلي في المنديل لفترة.
و تذكرت أنه في الماضي، عندما قضت فيها وقتها في المنزل مع سيون، كان قد منعها من لمس أول درج في الطاولة الجانبية.
هل كان سيون يحتفظ بالمنديل هناك في ذلك الوقت أيضًا؟
‘أنتِ كنتِ….في ذلك الوقت.’
إذاً، معنى تلك الكلمات هو…..
أغلقت ليلي الدرج مرة أخرى. و استلقت بشكل مستقيم على السرير.
“ليلي.”
كم من الوقت مر وهي مستلقيةٌ هكذا؟
ظهر صاحب الغرفة ووجه حديثه إلى ليلب التي كانت تشغل السرير.
“هل ستنامين هنا؟”
لم تجب ليلي، بل نظرت إلى سيون بتمعن.
ثم تحركت شفتيها بهدوء.
هل كنتَ تحتفظ بالمنديل في درج الطاولة الجانبية لغرفتك عندما كنتَ مريضًا؟
هل كان ذلك المنديل هو المنديل الذي مسحت به عرقك عندما كنتَ على وشك الموت بسبب السهم؟
هل كنتَ أعرف أن هناك من مسح عرقك في ذلك الوقت. لكنكَ عرفتُ منذ وقت قريب أن ذلك الشخص هو أنا؟
ماذا شعرتَ عندما اكتشفت أنني كنتُ تلك الشخص؟
هل كنت سعيدًا؟
…..هل أصبحتي تحبني أكثر قليلاً من قبل؟
بدلاً من الكلمات التي تدور في رأسها، أطلقت سؤالاً آخر.
“هل يمكنني النوم هنا؟”
“نعم.”
اتسعت عينا ليلي قليلاً.
لماذا كان جوابه بهذه السهولة؟
هل من الممكن أن…..
“أنت أيضًا ستنام هنا، أليس كذلك؟”
توقف سيون للحظة.
عندما رأت ليلي توقفه، نهضت من السرير بدهشة.
“هل كنتّ ستجعلني أبدو وكأنني أخذت سرير شخص آخر؟”
“أنتِ لم تأخذيه، بل أنا من قدمته لكِ.”
“لننام معًا.”
تلاقى نظر ليلي مع سيون.
“نحن زوجان.”
“السبب الذي تزوجنا من أجله-”
“أعرف. لم أنسَ ما قلته لي.”
رفعت ليلي ذقنها قليلاً.
“لكن ماذا يعني ذلك؟ مهما كانت الظروف التي أدت إلى زواجنا، الحقيقة هي أننا زوج وزوجة الآن.”
“…….”
“ما يهمني الآن هو الحاضر. لأنني لا أتذكر الماضي.”
بينما كانت ليلي تلاحظ التردد على وجه سيون، تابعت كلامها.
“سننام معًا، أليس كذلك؟”
نجحت ليلي أخيرًا في النوم بجانب سيون في نفس السرير.
على الرغم من أنهما كانا نائمين جنبًا إلى جنب، إلا أنهما لم يمسكا أيديهما واضطرا للنوم هكذا.
لقد زاد عمري، ولا يوجد شيء مستعجل. يمكننا أن نأخذ الأمور خطوةً بخطوة.
ليلي التي نامت بجانب سيون في نفس السرير، حلمت حلمًا جميلًا.
***
مرّ موسمان.
“أختي، هل يجب عليكِ أن تذهبي؟”
قررت إستر مغادرة قلعة أكشيد.
“التجوال هو طبيعتي. جربت ذلك، واتضح أنه يناسبني.”
“.……”
“سأتواصل معكِ.”
“أختي، في الحقيقة…”
همست ليلي في أذن إستر بما هو حقيقي قبل مغادرتها.
“ماذا؟ ليلي، لا، لارا. أنتِ..…”
“تأكدي من التواصل معي.”
“…….”
“إذا شعرتِ بالاشتياق لي، تعالي لزيارتي.”
“……حسنًا.”
أعطت إستر ليلي عناقًا أخيرًا قبل أن تركب العربة.
و بعد شهر. وصلت رسالة.
_________________________
وي سيون يمرض كل شوي اجل شلون يعني بيقعد كذا طول حياته؟
ودي افهم ليه خذا المنديل😭 بقايا الحبيبه ولا وش
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 120"