“يمكنكِ التحدث براحة. لم تخاطبيني أبداً برسمية، وأنا كذلك.”
“حقاً؟”
اتسعت عينا ليلي بدهشة وهي تقترب من سيون.
وقف سيون بلا حراك حتى اقتربت ليلي منه بما يكفي.
وقفت ليلي أمامه، وأمالت رأسها للخلف لتنظر إليه.
“حقاً لم أخاطب الدوق بصيغة الاحترام الرسمية ولو لمرة واحدة؟”
“…..نعم….”
ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي ليلي.
“حسناً.”
“….…”
“سيون.”
“….…”
“…..سأناديكَ هكذا.”
***
قائمة الخدم والخادمات الذين تلقوا أموالاً وهدايا من أوليفيا انتقلت إلى كبير الخدم، جاريك.
“سأترك أمر التصرف لهم بين يديك، جاريك.”
“نعم، فهمت.”
وهكذا انتهت قضية أوليفيا رويل(?).
…..أو هكذا بدا أنها انتهت.
“أُصيب مجدداً؟ السيد تايلور؟”
أومأ الفارس الصغير، الذي جاء ليخبر ليلي بالحقيقة، برأسه.
“تقول الطبيبة أوين أنها سئمت تماماً من علاج السيد تايلور….”
“شكراً لإخباري، أيها الفارس. يمكنكَ الذهاب.”
“نعم.”
انحنى الفارس الصغير برأسه أمام ليلي ثم غادر المكان.
غرقت ليلي في التفكير للحظة، ثم نهضت فجأة من مقعدها.
“هاه..…”
ما إن رأت حالة تايلور بنفسها حتى هزّت رأسها مستنكرة.
كان تايلور في غرفة العلاج الملاصقة لعيادة الفحص.
وتحديداً، كان مستلقياً على السرير الطبي، وضمادات كثيفة ملفوفة حول صدره.
“السيد تايلور.”
“نعم؟”
“أسأل فقط لأن ذاكرتي ليست كاملة، لكن هل كنت دائماً هكذا؟ هل الإصابة هي هوايتك؟”
“لم أتعمد الإصابة. لقد حدث ذلك فقط…..”
“حدث فقط أنك كسرت ضلعاً؟”
“…..لم أكن مركزاً أثناء التدريب. ثم إنّه لم ينكسر، بل مجرد شرخ بسيط.”
“في كل الأحوال، لقد أُصبت في عظمك.”
أظلمت ملامح ليلي.
كانت تعلم أن تايلور يتعرض للإصابات كثيراً خلال تدريباته هذه الأيام، وكأنه يرتاد العيادة الطبية وغرفة العلاج كما لو كان يزور قاعة الطعام.
لكن أن يصل الأمر إلى إصابة عظامه؟
تنهدت ليلي بصمت، ثم فتحت فمها لتتحدث.
“ما المشكلة؟”
“لا شيء.”
“لا شيء؟”
“نعم.”
“إن لم تكن هناك مشكلة، فكيف تصاب هكذا؟ إن حدثت مشكلة حقاً، فعلينا حينها الاستعداد لجنازتك.”
“فقط….”
“فقط ماذا؟”
“لم أنم جيداً.”
“النوم؟”
“هذا كل ما في الأمر. إنها المرة الأولى التي أعاني فيها من قلة النوم، لذا لم أعتبرها مشكلةً كبيرة. سأنتبه لذلك من الآن فصاعداً.”
“وكيف ستنتبه لذلك؟”
“ماذا؟”
“قلت إنك ستنتبه لذلك، فكيف تحديداً ستفعل ذلك؟”
“…..سأشرب الشاي المفيد للنوم، وأقوم بالتأمل، وأجعل التدريبات أخف.”
“جيد.”
أومأت ليلي برأسها، ثم أضافت،
“احرص على الالتزام بذلك.”
***
“لماذا لم تلتزم؟”
“…..أعتذر.”
وضعت ليلي راحة يدها على جبينها بإحباط.
كان تايلور مستلقياً على سرير المستشفى، وضمادة ملفوفة حول كاحله الأيسر.
“هاه….”
“الشاي والتأمل لم يكونا مفيدين كثيراً، ففكرت أن الحركة قد تساعد….”
“سيد تايلور.”
أبعدت ليلي يدها عن جبينها.
“سأسألكَ مجرد سؤال، فقط لأتأكد.”
“ليس لدي هواية التعرض للإصابات، حقاً.”
“لا، ليس هذا ما أقصده.”
حاولت ليلي استرجاع ذاكرتها، متأملةً متى بدأ تايلور بالتعرض للإصابات الكبيرة والصغيرة أثناء التدريب.
“هل حدث شيء بينك وبين الآنسة ابنة الكونت رويل؟”
“ماذا؟”
“أتحدث عن الضيفة التي مكثت في الدوقية قبل شهر تقريباً. ذات الشعر الوردي والجمال الأخاذ.”
في تلك اللحظة، خطر ببال ليلي احتمال لم تفكر فيه من قبل،
ماذا لو كان تايلور هو الشخص الذي صحح سوء فهم أوليفيا؟
“…..لقد تشاجرنا بالكلام مرة واحدة.”
“مشاجرة؟ هل تشاجرتما؟”
“…..نعم.”
رمشت ليلي بعينيها عدة مرات.
“هذا كل شيء؟”
“نعم.”
“حقاً؟”
“لكن….”
ضيّقت ليلب عينيها.
“إذاً، هل هو غضب مكبوت وليس لوعة حب؟”
“ماذا؟”
“لا، انتظر…..يبدو أنها لوعة حب بالفعل.”
“لوعة حب؟ ماذا تقصدين؟”
“هل ظهرت لك الآنسة ابنة الكونت رويل في أحلامك من قبل؟”
عندها، أغلق تايلور فمه تماماً. و أطلقت ليلي شهقةً صغيرة.
“إنها لوعة حب!”
“…..لا أعتقد ذلك.”
“ولمَ لا؟”
“لوعة الحب تعني أن الشخص يمرض من شوقه لمن يحب، أليس كذلك؟ لكني لا أعتقد أنني…..أشعر بذلك نحو الآنسة. بالكاد أعرف أي شيء عنها..…”
“متى ستشفى ساقك؟”
“ماذا؟”
“متى ستتمكن من المشي مجدداً؟”
“يمكنني المشي حتى الآن، لكن.….”
“حقاً؟ إذاً، سأمنحك إجازة، سافر إلى العاصمة.”
“ماذا؟”
“اذهب لرؤية الآنسة ابنة الكونت رويل.”
وقفت ليلي مكتوفة الذراعين، تنظر إلى تايلور من الأعلى.
“قابلها ثم أخبرني إن كنت تعاني من لوعة حب أم لا. هذا أمر.”
***
“هل أصبح الشعور بلوعة الحب هو هوايتكِ الآن؟”
“اصمتي.….”
“لحسن الحظ، الأمر ليس مرضاً خطيراً، لكنه طال كثيراً. أليس هذا مستمراً منذ شهر بالفعل؟”
“….…”
كانت أوليفيا مستلقيةً على السرير، لكنها لاذت بالصمت وأدارت رأسها بسرعة إلى الجهة الأخرى، حيث لا تستطيع رؤية شقيقتها.
فجأة، اجتاحها شعور بالضيق.
استدارت مجدداً نحو أختها، وحدّقت بها بغضب.
“أنتِ! وهل هوايتك هي نشر الشائعات وكأنها حقائق؟ هل تدركين كم عانيت بسببكِ..…!”
“أختي، لقد اعتذرت عن ذلك بالفعل. لم أكن أعلم حقاً.”
تراجعت حاجبا شقيقتها الصغرى، التي كانت جالسةً بجانب سرير أوليفيا.
“وهل يكفي قولكِ إنكِ لم تكوني تعلمين؟”
“لهذا السبب ترينني مشغولةً جداً هذه الأيام، أتنقل بين جميع التجمعات لأصحح الشائعات.”
“….…”
“عوضاً عنكِ، لأنكِ طريحة الفراش.”
“هاه….”
“لكن قولي لي، هل الدوق أكشيد وسيم إلى هذا الحد؟ أعلم أنني رأيت صورته، لكن…..هل يبدو في الواقع أفضل من اللوحة؟”
“الواقع أفضل.”
“وهذا سبب حالتكِ هذه؟”
“ماذا؟”
“انسِ أمر الرجل المتزوج، أختي. لطالما كنتِ ترفضين التعلق بشخص مرتبط. اعتبريه مجرد تمثال، لا شخصاً حقيقياً. أعلم أنني أخطأت كثيراً المرة الماضية، وأني أوهمتكِ بلا داعي..…”
“الأمر ليس كذلك.”
“ماذا؟”
“قلتُ إن الأمر ليس كذلك.….”
لولا تلك الغمازة الل&ينة.
تمتمت أوليفيا بصوت خافت، ثم سحبت الغطاء فوق رأسها بالكامل.
‘لا بد أنها تشعر بالاختناق.’
راودت شقيقتها هذه الفكرة وهي تنظر إلى الأخت المغمورة بالغطاء.
طرق-طرق-
بعد صوت الطرق، فُتح باب غرفة النوم، وظهرت الخادمة التي تحظى بالمكانة الأكبر لدى أوليفيا في القصر.
“آنستي، هناك من جاء لزيارتكِ..…”
“أخبريه أنني مريضة ولا يمكنني مقابلته.”
وضعت الأخت الصغرى أذنها على الغطاء لتسمع، ثم نقلت كلمات أختها للخادمة.
لكن الخادمة لم تغادر على الفور.
“الزائر شاب وسيم جداً، بالمناسبة.”
“…..لا يهمني. أنا مريضة.”
“ما شأنكِ بذلك؟ قلتُ أنكِ مريضة. ماذا؟ يا إلهي! أختي، هل جننتِ؟!”
“آه، آنستي، كيف يمكنكِ..…؟ حسناً، فهمت. سأخبر الفارس الذي جاء من دوقية أكشيد-”
انتزعت أوليفيا الغطاء فجأة، وجلسَت فجأة على السرير، وهي تنظر إلى الخادمة بشعرها المشعث.
“ماذا؟”
***
فتحت ليلي الرسالة التي وصلت إليها.
[إلى السيدة الحكيمة، إنه الفارس تايلور، الذي أخطأ.
أخطط للالتحاق بالقصر الملكي مرة أخرى. و سأحقق إنجازاً ثم أحصل على لقب، ثم أعود.
الملك سيرحب بأن أُصبح تابعاً للدوق أكشيد، لذلك لن يستغرق الأمر طويلاً.
إلى اللقاء قريباً.
من فضلكِ أخبري سيون.
وأيضاً، لقد كانت لوعة حب بالفعل.
توقيع: تايلور.]
“ما هذه السرعة في اتخاذ القرارات..…”
إنه سريع حقاً.
وضعت ليلي الرسالة التي قرأتها على الطاولة.
كانت هذه الحالة غريبة للغاية.
قال تايلور إنه لم يتشاجر سوى مرة واحدة مع أوليفيا رويل. لكن الآن، يبدو أن تايلور يقرر السعي للحصول على لقب لأجل أوليفيا – على الرغم من أن الرسالة لم تذكر ذلك، لكن من الواضح من السياق أن الأمر كذلك.
الحب.
ما هي لوعة الحب…..
بينما كانت ليلي غارقةً في أفكارها، دخلت ماري بعد أن طرقت الباب.
“سيدة، تفضلي الشاي. إنه شاي عسل. يبدو أن الجو جاف هذه الأيام…..كنت تسعلين قليلاً في النهار، لذلك أعددت هذا لك.”
“آه، شكراً.”
رفعت ليلي فنجان الشاي الدافئ ونظرت إلى ماري بتأمل.
“ماذا هناك؟”
“في الواقع، كنت أريد أن أخبركِ بشيء. كان لدي شعور أن ماري كانت…..مع تايلور.”
…..لحظة.
أنا الآن في حالة فقدان ذاكرة، أليس كذلك؟
آه.
“ماذا؟”
“…..كنت أفكر الآن، هل ربما كانت ماري في يوم ما تحب تايلور؟”
“هل كنتُ أحب تايلور؟ لماذا تسألين؟”
“لأنكما كنتما تبدوان قريبين جداً..…”
“هاهاها. الأمر ليس هكذا أبداً. سيدتي، أليس لديّ أخٌ أصغر؟ مايسون.”
“نعم، رأيته.”
“بصراحة، تايلور يشبهه، أليس كذلك؟”
“نعم، يشبهه.”
“تايلور بالنسبة لي مثل أخي الأصغر. بالطبع، لا أعرف إذا كان تايلور يعتبرني مثل أخت له.”
____________________
اهااااا والحين عرفت ليه المؤلفه عطيت اوليفيا وجه😭
طلع تايلور واوليفيا كوبل
بيطلعون مجانييين😭
تايلور رجله تقريباً مكسوره بس رايحه ياخذ لقب ✨
اذا ماسوا كذا سيبيه
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 119"