117
لا، ربما…….
“أحبكِ، أوليفيا.”
“فواهاهاهه!”
ضحكت أوليفيا بعد خيالاتها وهي تتدحرج على السرير.
“أنا حقًا أحب الرجال الوسيمين……الرجل الأكثر وسامة في العالم؟ إنه الأفضل……”
تخيلت نفسها واقفةً بجانب الدوق أكشيد.
كانت سعيدة.
و حتى في اليوم التالي، كانت أوليفيا لا تزال سعيدة.
أمضى الدوق أكشيد نصف يوم وهو يشرح القلعة لأوليفيا بدقة.
لقد كان لطفه يفوق كل توقعاتها.
وفوق ذلك، حتى اليوم أيضًا، طوال الوقت الذي كانت تتجول فيه في القلعة، شعرت أوليفيا بنظرات الدوق أكشيد.
بعد أن افترقت عنه، جلست في غرفتها تمسح وجنتيها اللتين كانتا دافئتين، بل تكادان تحترقان.
“غدًا، سأطلب منه أن نتناول الطعام معًا. من المؤكد أنه سيوافق، أليس كذلك؟”
وبخدود متوردة حالمة، أنهت أوليفيا يومها وهي تتخيل مستقبلًا ورديًا.
ولكن بدءًا من اليوم التالي، لم تتمكن من رؤية الدوق أكشيد على الإطلاق.
***
أصبحت أوليفيا تعيسة.
“هذا غير معقول……”
بدأت أوليفيا تعد الأيام.
بذريعة القيام بجولة، مكثت في دوقية أكشيد لمدة عشرة أيام.
باستثناء اليومين الأولين، لم ترَ أوليفيا حتى خصلةً واحدة من شعر الدوق أكشيد طوال فترة إقامتها في القلعة.
“هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟”
ذهبت للبحث عن الدوق أكشيد، لكنها تلقت إجابةً بأنه مشغول ولا يمكنه مقابلتها.
في ذلك الوقت، شعرت أوليفيا بخيبة أمل، لكنها لم تستسلم.
كانت تدرك أن الدوق كان يتجنبها عمدًا، لكنها لم تشعر بالاضطراب وصمدت.
يبدو أنه يريد الحفاظ على ولائه للدوقة الحالية……
كان ذلك أفضل في الواقع. رجل وسيم يعرف معنى الوفاء؟ كان هذا مثاليًا.
“إن لم يلتقِ بي، فسأجعله يقابلني عن طريق المصادفة.”
بدأت أوليفيا بتنفيذ خطتها، و رشت بعض العاملين في القلعة بالمال لمعرفة أماكن تواجد الدوق أكشيد.
ثم ذهبت إلى هناك متظاهرةً بأن اللقاء كان مصادفة……
“هاه؟ لحظة، لقد كان هنا بالتأكيد……”
ذهبت إلى المكان الذي قيل إن الدوق أكشيد فيه، لكنها لم تجده.
وتكررت هذه الحادثة عدة مرات.
و حاليًا.
بعد أن أنفقت حوالي نصف ما جلبته من المال والمجوهرات، وقعت أوليفيا في تفكير عميق بملامح جادة.
‘هل خدعني الخدم؟ هل أخذوا المال عمدًا وأرشدوني إلى أماكن لا يتواجد فيها الدوق؟’
هزت أوليفيا رأسها.
في كل مرة لم يكن الدوق في المكان الذي قادها إليه الخدم، كانوا يبدون في غاية الارتباك.
لم يكن الأمر يبدو وكأنه مجرد تمثيل……
“يجب أن أغير طريقتي.”
رغم أنها خطوةٌ جريئة بعض الشيء، كان عليها أن تجعل شخصًا آخر يستدعي الدوق.
بدأت أوليفيا تتجول في القلعة بحثًا عن شخص يمكنه إحضار الدوق أكشيد. فالخدم أو العاملون العاديون لن يتمكنوا من مناداته كما يحلو لهم……
“عذرًا، أيها الفارس.”
أوقفت أوليفيا رجلًا كان يمر مرتديًا زي الفرسان الرسمي.
توقف الرجل واستدار لينظر إليها. و عندما رأت أوليفيا وجهه عن قرب، تجمدت للحظة.
……وسيم جدًا.
رغم أنه ليس بوسامة الدوق أكشيد.
“ما الأمر؟”
تحدث الفارس الوسيم.
صوته ليس سيئًا……رغم أن أسلوبه متعجرف قليلًا……
لكن، إن كان وسيمًا، فلا بأس إن كان متعجرفًا، أليس كذلك……؟
نظرت إليه أوليفيا بابتسامة. فقد كانت تنوي كسب وده أولًا بابتسامتها.
لكن، رغم أنها بذلت جهدها لتبتسم بأفضل شكل ممكن، حافظ الفارس على تعبيره المتجهم.
……نعم، كان متجهمًا بحق.
حدقت أوليفيا في ملامحه بتركيز متأخر.
كان ينظر إليها وكأنه يراها شيئًا لا يرضيه.
‘ما هذا؟’
لماذا ينظر إلي بهذه الطريقة منذ اللقاء الأول؟
وجهه رائع، لكن مع ذلك……
حاولت أوليفيا ألا تظهر ارتباكها، وحافظت على ابتسامتها عمدًا قبل أن تتحدث.
“أريد أن أطلب منك شيئًا. الأمر ليس كبيرًا، فقط……يجب أن أقابل سمو الدوق بأي ثمن……”
“كفى، أليس لديكِ أي كرامة؟”
“ماذا؟”
“ألا تشعرين بالخجل من محاولتكِ إغواء رجل متزوج؟”
احمرّ وجه أوليفيا على الفور، وارتعشت شفتيها.
“ماذا قلت؟”
“كنت صامتًا حتى الآن لأن السيدة أمرت بعدم التدخل……لكنني لم أعد أستطيع الاحتمال. لماذا تعيشين هكذا رغم مكانتكِ الجيدة؟”
“أنت!”
“أنا؟”
“من تظن نفسكَ لتعطيني محاضرة؟! ثم إن الدوقة الحالية مجرد بديلة على أي حال!”
“ماذا؟ بديلة؟”
“لقد سمعت كل شيء! أنا أعرف تمامًا ما الذي يفعله الدوق لأنه لم يستطع نسيان زوجته الراحلة!”
“وما الذي يفعله؟”
“هاه، هل تريد مني أن أقول الحقيقة كاملة بلساني؟ حسنًا، سأفعل!”
بدأت أوليفيا تتحدث، وتسكب كل ما تعرفه من “حقائق”.
أو بالأحرى، ما كانت تظنه حقائق.
ظل الفارس يستمع إليها وهي تثرثر بلا توقف، ثم رمش بعينيه في صمت.
“إذاً……هذه الشائعات منتشرة في الخارج؟”
“ههه، أي شائعات؟ لقد تأكدت من الأمر بنفسي من أحد الخدم. سمعت أنه يناديها ليلي وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن، وهذا صحيح.”
“……بفت.”
توقفت أوليفيا فجأة عندما التقت عيناها بعيني الفارس.
كان شفتيه مطبقتين بقوة، ووجهه يرتجف وكأنه يحاول كتم شيء ما.
ثم، فجأة، انفجر الفارس في ضحك عالٍ.
حدقت أوليفيا فيه بدهشة، غير قادرة على فهم سبب ضحكه المفاجئ.
و انتقل نظرها بشكلٍ طبيعي إلى الغمازة الواضحة على خده الأيمن.
ظل الفارس يهتز من الضحك لفترة قبل أن يستعيد هدوءه أخيرًا.
“أنا آسف، ولكنها نفس الشخص.”
“……ماذا؟”
“الدوقة السابقة والدوقة الحالية هما نفس الشخص. إنها ليست الأصلية والبديلة……بل هي شخص واحد.”
“ماذا تقول؟ الدوقة السابقة توفيت!”
“لم تمت. فقط تغيرت ملامحها أثناء علاجها من مرضها.”
“……ماذا؟”
ظهر الارتباك هذه المرة بوضوح على وجه أوليفيا.
“ما هذا……هذا غير معقول.”
“وهل يعقل وجود كيان شرير في هذا العالم، وأن شخصًا واحدًا قام بختمه؟”
“….…”
“هناك عائلة تمتلك قوى خاصة. لا يمكنني إخباركِ بالتفاصيل، لكن……بفضلهم، شُفيت السيدة من مرضها المستعصي، وتغيرت ملامحها تمامًا. و الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو لون عينيها.”
“….…”
“أقسم بشرفي كفارس أن كل ما قلته لكِ هو الحقيقة.”
أخفضت أوليفيا رأسها.
وبعد لحظات……
خرج صوت مرتجف من بين شفتيها.
“سأقتلها……”
“ماذا؟ ستقتلينني أنا؟”
“لا، ليس أنت……”
رفعت أوليفيا رأسها أخيرًا. و كان وجهها شديد الاحمرار، وكأنه سينفجر في أي لحظة إذا لمستها.
“……شكرًا لأنك أخبرتني بما لم أكن أعرفه.”
“ماذا؟ آه، نعم.”
“وأعتذر عن أنني قلت لك ‘أنتَ’ وصرخت في وجهك.”
“لا، لا بأس……الأمر ليس بمشكلة.”
“شكرًا لتفهمك.”
“لا……لا داعي.”
خدش الفارس مؤخرة عنقه. و نظرت أوليفيا إلى الأسفل بتردد قبل أن تمر بجانبه.
ذهبت أوليفيا إلى الدوقة أكشيد. ولحسن حظها، قابلت الدوقة على الفور.
عندما قابلت الدوقة، انحنت أوليفيا بعمق أمامها.
“أنا آسفة.”
“آنسة؟”
“لقد كنت في وهم، وأسأت الفهم، وأنا حقًا آسفة جدًا……”
أخذت أوليفيا تتهجى كلمات اعتذارها وهي تعترف بوضوح بأخطائها السابقة.
ثم، عادت لتعتذر مرة أخرى للدوقة، ليلي.
“لقد عاملتني بلطف، لكنني قمت بإهانة دوقةٍ مثلكِ. سأتحمل أي لوم على ما فعلته.”
“همم……”
“أنا حقًا آسفة.”
“لا، لا داعي للاعتذار. إذا استمريت في الاعتذار، سأشعر أنني أنا من يجب أن يعتذر……”
“ماذا؟”
“أولاً، ارفعي رأسكِ، و ماذا عن أن تفعلي هذا؟”
رفعت أوليفيا رأسها ببطء. نظرت ليلي في عيني أوليفيا الزرقاوين ثمى
“لابد من تصحيح الشائعات الخاطئة المنتشرة.”
“……“
“إذا لم يتم تصحيح الشائعات، قد تحدث أمور مشابهة.”
تخيلت أوليفيا مشهدًا من الخدم أو آخرين يطلقون شائعات عن الدوقة البديلة، وأصابت نفسها بالدهشة.
“…..نعم، اتركي الأمر لي. سأتولى إصلاح الشائعات الزائفة.”
قالت أوليفيا ذلك بحزم. فأومأت ليلي برأسها.
“أعتمد عليكِ.”
وقفت ليلي عند النافذة، تراقب بعينيها العربة التي كانت تحمل أوليفيا وهي تبتعد.
و تذكرت عندما ظهرت أوليفيا في القلعة لأول مرة.
________________________
كان بوقف الدفعه هنا بس حسيت ما استفدنا شي فبترجمة فصل زياده
المؤلفه على الاخير هجت معها وقال يله نبدا تمطيط
المهم وش لون شعر ليلي؟ واضج انه مب وردي قهر
لو ان ليلي نقلت روحها لأوليفيا كان بيتيغير لون عيونها وشعرها وردي وترجع هي نفسها✨
Dana