101
…..لكن هل هذا مهم؟
لماذا أشعر بالفضول تجاه ذلك؟
وصلت ليلي الحديقة الخلفية دون أن تدرك. و خطت إلى داخلها.
بينما كانت تسير على طول الطريق، غيرت اتجاهها قليلًا.
الآن بعد أن فكرت في الأمر، في ذلك اليوم أيضًا، كنت أسير هكذا عندما…..صادفت تاري…..
توقفت ليلي فجأة. و لم يكن تاري هنا، بل شخص آخر كان في الحديقة الخلفية.
يا إلهي. لماذا سيون هنا؟
ما إن رأت ليلي سيون حتى استدارت على عجل. لكنها شعرت في نفس اللحظة أن الأوان قد فات.
“ليلي.”
لا تعرف متى اقترب إلى هذا الحد، لكن صوته صدر من مسافة قريبة جدًا.
لم تجب ليلي. و لم تتحرك حتى.
انتشر صوته مرة أخرى في الهواء.
“أريني يدكِ.”
“…….”
“أرجوكِ.”
استدارت ليلي ببطء إلى الخلف. و انزلت يدها اليمنى التي كانت تمسك بمعصمها الأيسر بلا قوة.
وقعت عينا سيون على الضمادة البيضاء التي كانت تضغط على معصم ليلي الأيسر.
“كيف أصبتِ؟”
“فقط……”
“فقط؟”
“…..حدث ذلك صدفة.”
“لا تريدين إخباري؟”
ترددت ليلي.
كانت تعتقد أنها لا تريد التحدث عن الأمر، لكن عندما سُئلت إن كانت لا تريد ذلك، لم تستطع إخراج إجابةٍ واضحة بسهولة.
في النهاية، زفرت ليلي نفسًا طويلاً كان يملأ صدرها، وأضافت إجابةً في آخره.
“كنت أقلم الأشجار في الحديقة.”
“أنتِ من قمتِ بتقليم الأشجار؟ لماذا؟”
“لأصبح بستانية…….”
نظر سيون إلى عيني ليلي بعد أن صرف بصره عن معصمها.
بدا وكأنه فوجئ قليلًا.
“هل تحبين تقليم الأشجار؟”
“الأمر ليس أنني أحب ذلك، لكن…..”
“إذًا؟”
“…..لأنني شعرت أنني قد أكون جيدةً في ذلك.”
“ماذا؟”
تجولت نظرات ليلب حول عنق سيون دون أن تستقر على نقطة معينة، ثم انخفضت إلى الأسفل.
“أردتُ أن أفعل شيئًا.”
“هل كنتِ تشعرين بالملل؟”
“الأمر ليس كذلك……. “
بدأت ليلي تلامس مفاصل أصابع يدها اليسرى بيدها اليمنى التي لا تعرف أين تضعها، ثم واصلت الكلام.
“شعرتُ أنه يجب أن أفعل شيئًا.”
“ما الذي تعنينه؟”
“إذا لم أفعل شيئًا، فسأكون مجرد ضيفةٍ لا أكثر……. “
“ضيفة؟ من قال لكِ إنكِ ضيفة؟”
مايدي.
لكن ليلي ابتلعت الإجابة التي خطرت على بالها.
كانت تعلم أن ذلك ليس الجواب الحقيقي.
في الواقع، قبل أن تقولها مايدي، كانت هي من فكرت بذلك دون وعي. لذلك ربما ذهبت بنفسها إلى مايدي. كي لا تظل مجرد ضيفة.
“ليلي.”
“…..نعم؟”
“ليس عليكِ أن تفعلي أي شيء. بالطبع، إن كنتِ ترغبين في القيام بشيء لأنكِ تريدينه، فهذا أمر مختلف، لكن……“
“…….”
“لكن ليس عليكِ أن تفعلي شيئًا لمجرد الشعور بأنه واجب. أبدًا.”
“لكن إن لم أفعل شيئًا، فلن أكون أي شيء.”
“ماذا؟”
“سيون. ما الذي أكونه الآن؟”
هل ما زلتُ ابنة الماركيز؟
هذا ليس قصر ابماركيز هيلدغار. و سيون ليس عبدًا.
أنا لم أعد تلك الابنة التي كانت تهتم براحة الصبي الذي يُعامل كعبد.
لم أعد شيئًا.
بالنسبة لسيون، أنا لا شيء.
إلى متى يمكنني البقاء بجانبه وأنا لا شيء؟
إلى متى يمكنني البقاء هنا؟
كنت أرغب في البقاء بجانب سبون لفترة طويلة. طويلةٍ جدًا…..
لمدى الحياة.
فجأة، استعادت وعيها. و حدّقت ليلي في سيون بعينين متسعتين.
كان سيون متجمّدًا، وكأنه سمع شيئًا غير متوقع تمامًا.
لم تستطع ليلي قراءة تعابيره. و لم يكن لديها الوقت لذلك.
“……سأدخل إلى الداخل.”
ألقت بالكلمات ثم استدارت. و سارت بخطوات سريعة.
خرجت ليلي من الحديقة واتجهت مباشرةً إلى غرفتها.
لم تكن المسافة بين الحديقة وغرفتها بعيدة. فقد وصلت إلى غرفتها بسرعة. و أغلقت الباب. ثم استلقت على السرير وسحبت الغطاء فوقها.
كان صوت نبضات قلبها يتردد في أذنيها.
“هذا مستحيل.”
لا يمكن أن يكون صحيحًا.
مستحيل.
لا يُعقل أن يكون…..
صحيح أن سيون أنقذها عدة مرات في هذه الحياة، لكن مهما يكن…..
ظلّت ليلي تحت الغطاء لفترة طويلة. ورغم مرور الوقت، لم يهدأ قلبها الذي بدأ بالنبض بعنف.
***
غاب دوق دوقية أكشيد عن القصر مرة أخرى.
أما الشخص الذي فوجئ بزيارة دوق أكشيد غير المتوقعة، فلم يكن سوى سيسيل.
“ما الأمر؟ لم تُرسل حتى إشعارًا مسبقًا.”
“……هناك أمر يجب مناقشته.”
“ما هو؟”
أخذ سيسيل سيون إلى غرفة الاستقبال، ثم صرفت الخدم، تاركةً المكان لهما وحدهما.
فتح سيون فمه أخيرًا وتحدث.
“أريد أن أمنح ليلي لقبًا نبيلًا.”
“لقب؟”
“أريد أن أجعل ليلي نبيلة. كيف يمكنني فعل ذلك؟”
“ماذا تقول؟ ألم تكن ليلي نبيلة من الأساس؟…..آه، صحيح، لم تعد كذلك.”
تمتمت سيسيل وكأنها أدركت فجأة الحقيقة.
نعم، بما أن عائلة هيلدغار قد زالت…..
“أمرُ كون ليلي ليست من النبلاء يزعجك؟ لماذا؟”
“ليس أنا، بل ليلي هي من..…”
“ماذا؟”
نقل سيون إلى سيسيل ما حدث في حديقة الدوقية في الليلة السابقة. وبعد أن استمعت سيسيل إلى القصة كاملة، تنهدت بعمق.
“قالت إنها ليست أي شيء؟ هل قالت ليلي ذلك حقًا؟”
أومأ سيون برأسه بصمت.
مسحت سيسيل ذقنها بيدها.
“لماذا تفكر ليلي بهذه الطريقة..…؟”
“إن اشتريت لها لقبًا، هل ستقبله؟”
“هل تنوي جعلها إحدى أتباع دوقية أكشيد؟”
“إن كان ذلك ممكنًا.”
“همم..…”
بدأت سيسيل حديثها بأنه ليس بفكرة سيئة للغاية، ثم أكملت جملتها.
“لكن، الآن خطرت لي فكرةٌ أفضل.”
“ما هي؟”
“الزواج.”
عبس سيون، بينما كانت سيسيل تراقب العروق البارزة على ظهر يده.
ماذا سيحدث لو وُضع شيء في تلك اليد الآن؟ هل سيتحطم فورًا؟
“…..هل تقصدين أن أبحث عن زوج لليلي؟”
“لا حاجة للبحث. لدي شخص أود أن أعرّفها عليه.”
“حقاً؟”
اتسعت عينا سيون قليلًا، لكنه سرعان ما أغلق فمه.
بدت عليه ملامح التوتر المفاجئ، ولم يعد يعرف أين يضع يده.
قبض يده ثم بسطها مرارًا. و وسط ارتباكه، تمتم.
“أي شخصٍ هو..…؟ بالطبع، إن كنتِ ترين أنه مناسب، فلا بد أنه شخص جيد، لكن..…”
“انتظر. سأريكَ إياه بنفسي.”
“ماذا؟”
رفعت سيسيل الجرس الموضوع على الطاولة وهزّته. وبعد لحظات، دخلت خادمة إلى غرفة الاستقبال.
استدارت سيسيل عن سيون ونقلت للخادمة طلبها بصمت، مستخدمةً فقط حركة شفتيها.
أومأت الخادمة برأسها ثم غادرت الغرفة.
“…..هل هذا الشخص موجود في القصر الآن؟”
“لقد مرّ من هنا لفترة قصيرة.”
“أو ربما كذلك.”
أضافت سيسيل ذلك بهدوء.
ساد صمت للحظات، ثم عادت الخادمة التي غادرت غرفة الاستقبال.
“شكرًا لكِ.”
ابتسم سيسيل وهي تمسك بالشيء الذي طلبته منها.
وبعد أن غادرت الخادمة مجددًا، رفعت سيسيل مرآةً وعكس صورة سيون.
“ألقِ التحية.”
“ماذ.ا…؟”
“هذا هو الرجل الذي أود أن أعرّفه على ليلي ليكون زوجها.”
ارتسمت على وجه سيون ملامح ذهول تام.
استمتعت سيسيل بمراقبة تعابيره للحظة، ثم وضعت المرآة على الطاولة.
“ما رأيك؟ أليس هذا حلًا رائعًا؟”
“ز-..…”
“زوجة الدوق أكشيد أعلى مقامًا من تابعة الدوق، أليس كذلك؟”
“….…”
“تزوج ليلي.”
“…….لا يمكنني.”
“لماذا؟”
“لا يمكنني فعل شيء كهذا.”
“هل الزواج شيءٌ لا يمكنك فعله؟”
رفعت سيسيل حاجبيها بتعجب. و بدا وجه سيون أكثر صلابة من قبل، أكثر بكثير من لحظة رفعها للمرآة.
“هل تكره ليلي؟”
لا يُحتمل أن يكرهها. وبمجرد أن خطر هذا في ذهن سيسيل، أجاب سيون على الفور.
“الموضوع ليس هكذا…..فليس لدي المؤهلات*.”
*هنا ماوضّح من يقصد
عندما سمعت سيسيل هذا، ضحكت بسخرية.
ضحكها كان قويًا لدرجة أن سيون توقف للحظة.
“أفهم مشاعرك، لكن…..أنت قاسٍ جدًا.”
“ماذا؟”
“ليلي فعلت ما يكفي.”
“ماذا..…؟”
“ألا تزال ليلي هيلدغار؟ هيلدغار اختفى من المملكة. من الذي جعلها كذلك؟ إنها هي! هي من فعلت ذلك بيدها! انهت عائلتها!”
“…….”
“ومع ذلك تقول إنه ليس لديها المؤهلات…..نعم، كنت أفكر في هذا في الماضي، لكن الآن بعد أن مات الماركيز هيلدغار-”
“لحظة، سيسيل.”
قطع سيون حديث سيسيل. و كان وجهه يعبر عن الارتباك، ومدّ يده و كأنه كان يريد أن يوقفها.
“ماذا تقولين؟”
“ماذا أقول؟ هل تحتاج إلى ملخص؟ حسنًا، سأعطيك ملخصًا. في رأيي، ليلي تستحق أن تكون زوجة الدوق أكشيد-”
“الشخص الذي ليس لديه المؤهلات هو أنا.”
_______________________
صح يا سيسيل كفووووو ايه تزوجها حتى لو بعقد
وناسه والله لو يتزوجها ثم بعد الزواج يجيبون وجهة نظر سيون يوم فطس
هههههععع
Dana