قاعة الاجتماعات الثالثة في مقر قيادة جيش جمهورية ويستيريا.
كان عشرات الضباط من الرتب المتوسطة يجلسون متجهين إلى الأمام، بينما كان مهندس السحر التابع للجيش يقدم لهم إحاطة.
“حتى الآن، كانت القنابل التي استخدمها سرب القصف التابع للقوات الجوية لكلاديف في تنفيذ العمليات تُعرف باسم ‘لونا’ ولكن مؤخرًا، تم تطوير نوع جديد من القنابل.”
أكمل مهندس السحر شرحه بلطف، حتى إنه عرض صورًا لا يُعرف من أين حصل عليها في هذه الأثناء، جلست ريبيكا مونتغومري، ملازم في جيش جمهورية ويستيريا وقائدة إحدى وحدات الكتيبة الخامسة السحرية، في أحد زوايا قاعة الاجتماعات وهي تغطي فمها لتخفي تثاؤبها كان الصداع الناتج عن إفراطها في شرب الكحول ليلة البارحة، والتي كانت آخر أيام إجازتها، لا يزال يرهقها كان جسدها متيبسًا، وأذناها تصدران طنينًا متواصلاً.
“القنبلة التي تُعرف باسم ‘سونتيه’ تتميز بمدى تأثير واسع، كما أن النيران التي تشتعل بعد إسقاطها لا يمكن إخمادها بالطرق التقليدية المعتادة.”
“سواء بالماء أو الرمل، فإن إخمادها يتطلب معالجة سحرية، مما يجعل إطفاءها عملية تستغرق الكثير من الوقت والجهد وحتى لو نجا أحدهم من الانفجار، فإن احتمالية احتراقه حتى الموت قبل أن يتمكن من إخماد النيران عالية جدًا إنها سلاح وحشي للغاية.”
(يا له من تعليق درامي على أمر بديهي ) فكرت ريبيكا بينما كانت تفرك أذنها التي يطن فيها الصوت.
(كل الأسلحة وحشية بطبيعتها لهذا السبب، أصبح البشر أكثر وحشية مع مرور كل يوم… اللعنة، كان يجب أن أتوقف عند الزجاجة الأخيرة.)
تظاهرت ريبيكا بأنها تتنهد بوضع يديها على جبينها، متماشية مع زملائها الذين تنهدوا بصدمة عند سماعهم عن مدى قوة القنبلة الجديدة وفي أثناء ذلك، رفع أحد الضباط يده وسأل:
“إذن هذه القنبلة…”
أجابه الرائد جونز، رئيس قسم العمليات، الذي كان يقف بجانب مهندس السحر بذراعين متقاطعتين:
“نعم، لقد تم إلقاء هذه القنبلة على نطاق واسع في جميع أنحاء منطقة بيلوز جنوب جمهورية ليانغ صباح البارحة، ثلاث مرات متتالية.”
“هل في منطقة القتال؟”
“بحسب المعلومات المتوفرة، فقد تأثرت خمس بلديات، بما في ذلك فيردوا التي كانت تشهد معارك رئيسية.”
عند سماع ذلك، بدأ الضباط يتهامسون فيما بينهم بقلق.
بما أن فيردوا كانت ضمن المناطق المتضررة، فهذا يعني أن القصف طال أيضًا المناطق السكنية للمدنيين.
عبست ريبيكا بوضوح وهي تفكر: (يا لهم من حمقى متخلفين.)
(إلقاء قنابلهم الجديدة بهذه الطريقة وكأنهم يتفاخرون بأسلحتهم الطموحة والأسوأ من ذلك، استهداف المناطق السكنية للمدنيين؟ لا يمكن تبرير هذا بأي شكل من الأشكال اللعنة، حتى الوحشية يجب أن تكون لها حدود.)
لطالما كانت العداوة بين ويستيريا وكلاديف معروفة على نطاق واسع.
لم تكن ريبيكا ممن يحملون ضغينة شخصية ضد كلاديف، لكنها كانت كأي مواطن من ويستيريا ترى أن نظامهم السياسي والاجتماعي يعاني من مشاكل خطيرة.
“وفقًا للتقارير، هذه أول مرة تُستخدم فيها هذه القنبلة في معركة فعلية.”
“هل تعني أن إمبراطور كلاديف قرر أن يكون أول اختبار عملي لهذه القنبلة هو قصف منطقة مدنية؟”
“من الصعب تأكيد إن كان هذا قرارًا إمبراطوريًا أم لا، ولكن النتيجة النهائية هي أنها استُخدمت هناك بالفعل.”
ساد صمت ثقيل في قاعة الاجتماعات.
عضّت ريبيكا شفتيها وهي تفكر: (الجميع يعرف السؤال الذي يجب طرحه الآن، لكن لا أحد يجرؤ على طرحه.)
لكن في النهاية، كان لا بد أن يطرحه أحدهم.
رفعت ريبيكا مونتغومري يدها وسألت بنبرة هادئة:
“ما حجم الخسائر؟”
تردد الرائد جونز للحظة، ثم قال:
“بما أن الوضع لا يزال يتطور، فمن الصعب إعطاء إجابة دقيقة… لكن وجودكم هنا اليوم هو إجابة بحد ذاتها.”
بمعنى آخر، حجم الكارثة كان كافياً ليبرر تحركًا عسكريًا واسع النطاق.
لم تُعلن ويستيريا بعد عن نيتها المشاركة في الحرب، لكن كونها الجمهورية الوحيدة في القارة، ولطالما عملت على نشر فكرها، فمن المحتمل جدًا أنها ستعلن قريبًا عن إرسال قوات دعم إلى حرب باسفور، تحت ذريعة التضامن مع حلفائها الجدد ودعمهم في مواجهة هذه الفظائع غير الإنسانية.
(حجة مثالية لدرجة تثير الغثيان.)
قبضت ريبيكا مونتغومري على أسنانها غضبًا، وهي تتخيل السياسيين الحمقى الذين خططوا لهذا السيناريو.
⚜ ⚜ ⚜
استغرق الأمر يومين ونصفًا حتى تمكن آنيس وليونارد من العودة إلى دينان.
تم إغلاق الطرق المؤدية إلى بيلوز تمامًا بسبب النيران التي استمرت بالاشتعال نتيجة استخدام العدو لسلاح مجهول.
أمضى الاثنان تلك الأيام في المستشفى، جالسين في قلق، متناسين تمامًا أن ليونارد كان لا يزال هاربًا.
وحين وصلتهم الأخبار بأن الطريق إلى بيلوز قد فُتح أخيرًا، على الرغم من التحذيرات بعدم الذهاب، غادرا على الفور عائدين إلى دينان.
لكن ما إن وصلا حتى أدركا أنهما ضائعان.
لم يكن ذلك مجازًا، بل حقيقة.
لم يعد بإمكانهما التعرف على أي شيء من حولهما.
كل شيء إما أسود أو رمادي.
إما أن يكون مدمّرًا بالكامل أو قد تحول إلى رماد.
جلست آنيس على الأرض، واضعة يديها على فمها، بينما أمسك بها ليونارد قبل أن تسقط تمامًا.
هبّت الرياح، حاملة معها رمادًا أسود، ولا يزال الهواء يحمل حرارة النيران.
مدّ ليونارد يده إلى جيبه وأخرج منديله، ووضعه في يد آنيس، التي كانت تعاني أصلًا من مشاكل في الرئة أخذت المنديل بصمت وغطت فمها، ثم نظرت معه إلى المشهد أمامها.
كل شيء قد اختفى.
في تلك اللحظة، سمعا صوت بكاء طفل خافت.
في ذات اللحظة، فكرا بنفس الشخص.
ماري.
ثم جاء بعد ذلك اسم آخر في أذهانهما.
مارسيل.
أين هما؟ ماذا حدث لهما؟
سارع الاثنان في البحث عن أي ناجين وسط الحطام.
وحين اقتربا من منزل صغير مدمّر بالكامل، كان هناك ثلاثة جنود يزيلون الأنقاض.
كان صوت بكاء الطفل يأتي من تحت الأنقاض، مما دفع ليونارد للانضمام إليهم.
وبعد لحظات، تم العثور على الجثة.
جسد محترق، يحتضن شيئًا صغيرًا بين ذراعيه.
نزلت آنيس إلى الأسفل، متجاهلة تحذيرات الجنود، وحين وقعت عيناها على الجسد، همست مع ليونارد في نفس اللحظة:
“السيد بلانك…؟”
“مارسيل…”
أمام آنيس وليونارد كان جثمان مارسيل، محترق الظهر بالكامل، وهو يلتف حول حزمة سميكة كأنها بطانية، منكمشًا ومتجمدًا في برودة الموت.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ].
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 30"