واحدة من أكثر “سجلات استكشاف الظلام” كآبةً وإثارةً لمشاعر الرعب والريبة.
يبدو أنها تشبه قصة الوحش المخيف “جانغسانبوم” التي راجت في الإنترنت الكوري، لكنها تتميّز عنها بطابعها الشاماني الغريب والمكثف.
فالأشباح التي تزعم أنها ماتت على يد نمر يُدعى “سيد الجبل” تلاحق الضحية بلا هوادة، مغيرة هيئتها في كل مرة، لتحاول إغواءها وسحبها معها.
وقد انتشرت العديد من التعليقات تقول ان مجرد قراءتها يُشعر بالضيق أو يسبب الغثيان، ولهذا ذاع صيت هذه القصة بين “سجلات استكشاف الظلام” في النصف الأول من عام 20XX.
وكان الأمر كما قيل تمامًا.
مع أنني معتاد على قراءة قصص الرعب المكتوبة نصًّا، فقد اضطررت إلى التوقف أكثر من مرة أثناء قراءتي لها لما تتركه من أثر مزعج وغريب في النفس.
أحد الأسباب هو أنها تشبه قصصًا أخرى راجت في وقت ما، مما جعلها تبدو مألوفة على نحوٍ غريب.
ولعل الجميع قد سمع بها ولو مرة واحدة.
‘الإنسان الذي التهمه وحش نمرٍ، وعاد شبحًا ليزور أحد أحبّائه…’
ويُطلق على هذا النوع من الأشباح اسم “تشانغوي”.
وهي روح لا تستطيع بلوغ العالم الآخر إلا إن سلّمت دورها لشخص آخر، أي بعبارة أخرى، عليها أن تضحّي بأحدهم بدلاً منها — وهي فكرة تقشعرّ لها الأبدان.
‘حقًا…مجرد استحضار الفكرة يثير في النفس القلق.’
لكن، إن فكرت في الأمر بهدوء، فهناك طريقة للنجاة.
‘الفئة C لا تزال ضمن التصنيفات التي توجد لها طرق كلاسيكية للخروج منها.’
رغم أنها ليست سهلة، لكن لا يعني هذا أن الهروب من هذا الظلام مستحيل.
المشكلة هي…أن تلك الطريقة غريبة ومليئة بالاختيارات الظالمة، ما يسبب ضغطًا نفسيًا خانقًا لا يطاق.
إنها قصة من ذلك النوع الذي يستمتع فيه القارئ بالانغماس حتى يقشعر بدنه.
رجل في الخمسين من عمره قام بتحميل لوحة من الإنترنت يُقال انها تجلب الحظ في الترقية المهنية.
اللوحة المائية مرسومة بأسلوب أواخر عهد جوسون، وصُوّر فيها جبل مغمور بضباب في ضوء خافت، وكانت تفاصيله غريبة إلى حد جعلها نابضة بالحياة حتى رغم جودة الصورة المنخفضة — حسب شهادته.
بعد تحميل اللوحة، بدأ الرجل يرى أحلامًا يتجوّل فيها قرب الجبل الموجود فيها، وكان يشعر حينها براحة نفسية غريبة وقدرة عالية على التركيز.
لكن، منذ لحظة ترقيته المفاجئة في العمل، بدأت الأحلام تتغيّر.
بدأ يسمع صوت أحدهم يناديه من داخل الضباب على الجبل.
“من أخلاق العالم المتعلم أن يرد الجميل لمن ساعده”، هكذا يقول الصوت، ترافقه أصوات خطوات ثقيلة حزينة على الطريق الجبلي، وأحيانًا أصوات حيوانات تبكي.
شعر الرجل بقشعريرة غير مفسَّرة، واستدار للهرب.
فبدأ يسمع ضحكة تتردد خلفه وتقول: “لقد اكتشفنا أمره، لقد اكتشفنا أمره”، مرارًا وتكرارًا.
ومنذ ذلك اليوم، تكررت أحلامه كل ليلة — حلم الهروب من ذلك الجبل.
التعليقات لهذا الفصل " 34"