أربعة أشخاص اندفعوا ركضًا من مخرج “قطار الفانتازيا”.
كانت أصوات اللهاث الثقيلة، التي تصدر عادة من أولئك الذين يركضون بكل ما أوتوا من قوة، تُسمع من كلا الجانبين.
فقد تدفّقت التمائم نحونا بكثافة.
من كل مدخل للعبة، ومن كل متجر، ومن كل لوحة إرشادية، كانت فقاعات غريبة ومقززة تتصاعد وتغلي، وتبصق تمائم لزجة ومريعة.
وكانت تلك التمائم، وهي تكشف عن أفواهها المقلوبة التي تظهر الأسنان الكثيفة المغروسة في أحشائها، تطاردنا بأشكال مشوّهة ومروّعة.
بين الحين والآخر، كانت أجسادها ترتجف، وتنبثق من آذانها وأذرعها المتدلية أطراف ذائبة تُشبه المجسّات.
-♩♪♬♬♩♬♬♩♪♪♩♪♬♬♩♬♬♩♪♪♩♪♬♬♩♬♬♩♪♪♩♪♬♬♩♬♬♩♪♪
-آهاهاهاها! هاهاهاها! آهاهاهاها! هاهاهاها! آهاهاهاها! هاهاهاها!
كانت موسيقى المنتزه وضحكات التمائم تدور معًا كما لو كانت تسجّل وتُعاد، فتخلق حولنا ضوضاء مرعبة ومزعجة.
ضوضاء صاخبة، مرعبة، مربكة، ومقززة!!
كل هذه العناصر تجعل الرأس يؤلم ويفقد الشخص إحساسه بالاتجاه. لكن…
“من هنا! من هذا الاتجاه!”
صرختُ وأنا أضغط على أسناني، ملتزمًا بالإحداثيات التي حفرتها في ذهني.
سائل لزج من طرف أحد المجسّات الطائرة كاد أن يلامس رأسي.
شعرت باحتراق شعري حيث لامسه السائل، ورائحة الاحتراق تسلّلت إلى أنفي.
تدفّق العرق البارد على جبيني.
لكن قدماي لم تتوقفا. لا، لم يكن التوقف خيارًا من الأساس.
‘إذا توقفت، سينتهي أمري.’
سأموت. لا، بل سأواجه مصيرًا أسوأ من الموت — هذا ما جعل قشعريرة تسري في عمودي الفقري.
الشيء الوحيد الذي يُعتبر حسن الحظ، هو أن وجهتنا لم تكن بعيدة!
حتى الباحث، الذي كان يشكو دائمًا، بدأ يركض وهو يسيل لعابه بدلًا من أن يشتكي.
“ا-اخرج من طريقي! اذهب بعيدًا اااااه!!”
صرخت صاحبة قناع الفراشة. كانت عيناها توحيان بالجنون من شدة رغبتها في استخدام الباحث كطُعم لكسب الوقت.
التمائم التي كانت تندفع كزومبيات جنونية كانت تواصل التكاثر بجنون، وبعضها بدأ يظهر بالقرب منا بشكل مخيف.
التعليقات لهذا الفصل " 22"