– زوجي لا يموت أبدًا.
الفصل 28
ما إن انتهت صرختها حتى سقط جسد الرجل أرضًا. دق قلبها بعنف حتى شعرت أنه سينفجر. انتشرت رعشة قلق في أصابعها وأصابع قدميها وكل جزء من جسدها.
لم تكن تجرؤ على أن تأمل موت الدوق بسهولة. فهو، في النهاية، رجلٌ نجا حتى من أشد السموم فتكًا.
لكن ربما، ربما فقط، تستطيع أن تكسب بعض الوقت للنجاة. في ليلة إتمام الزواج، توقف الرجل عن التنفس وفقد وعيه. حتى يعود إلى الحياة، مهما كان ذلك الشيء، لن يوقفها.
دون تردد، اندفعت إيفلين من قاعة المأدبة. ركلت طرف فستانها المتشابك جانبًا كما لو كان مستنقعًا ينوي حصارها، ثم اندفعت متجاوزة الطاولة الطويلة.
اختفى أفراد العائلة المالكة والخدم الذين كانوا يملؤون الغرفة الواسعة. لم يبقَ لهم أثر. ‘يا إلهي، هذا مُريع’، تمتمت إيفلين في سرها. وحشًا كان أم لا، أيًا كان ، كان عليها فقط الابتعاد عنه.
واثقةً بذاكرتها وحدسها، فتحت إيفلين أبواب قاعة المأدبة بقوة. انفتحت الأبواب الثقيلة، المصنوعة من الذهب والزمرد – المنحوت عليها رموز العائلة المالكة – مرحّبةً برحلتها.
“هاه…هاه…”.
كانت أنفاسها تحترق في حلقها. ركضت إيفلين، وهي تلهث لالتقاط أنفاسها، في الممر المهجور. لم يكن لديها وقت للشعور بظلم الفراغ. كان عليها أن تركض. فقط اركضي واخرجي من هنا… .
بدأ الضباب يتسرب من الأبواب التي لا تزال مفتوحة. خافتًا وبلا شكل، انزلق إلى الردهة، كما لو كان يطاردها. ألقت إيفلين نظرة خاطفة من فوق كتفها، وأطلقت سلسلة من اللعنات القاسية من بين أسنانها المشدودة.
“هذا الضباب اللعين! اغربوا عن وجهي! قلتُ: اغربوا عن وجهي!.”
لكنها لم تستطع التوقف. مهما كان الأمر، لم تكن على وشك إضاعة الفرصة الضئيلة التي سنحت لها. لحق بها الضباب قبل أن تدرك ذلك، والتف حولها، وارتفع فوق رأسها.
“هذا سيكون صعبًا.”
تحدث صوت مخيف، غير مستعجل وهادئ.
تجمدت إيفلين.
رأت باب الحديقة أمامها مباشرةً، قريبًا جدًا، لكن ساقيها لم تتحركا. لا… لم تكن بحاجة للتحرك. لقد خاب ظنها.
“إيفي.”
جاء الصوت، ناعمًا ومألوفًا.
نادى عليها الرجل، الملطخ من رأسه حتى أخمص قدميه بدم أحمر فاقع، وكأن شيئًا لم يكن. رفع الدوق السكين الفضية التي رمتها في قاعة المأدبة، وأطلق ضحكة هادئة متقطعة.
“مازلتي لا تفهمين؟”.
وبينما التفّ الضباب حول النصل، اختفى الدم في لحظة. عادت الرقبة المقطوعة جزئيًا لتتصل بخط أحمر رفيع، واختفت بقع الدم عن ملابسه كأنها لم تكن.
ارتجفت يد إيفلين بعنف.
كانت هذه أول مرة تُهزم فيها بهذا الشكل. لقد أسقطت رجالًا ضعف حجمها ومقاتلين معروفين في جميع أنحاء المملكة. لكن الآن، في مواجهة هذا ، أدركت أن قوتها لا تعني شيئًا.
كلانك!
سقط السكين الفضي على الأرض الرخامي محدثًا صوتًا
وبعد ذلك، تغير العالم أمام عيني إيفلين في لحظة.
لم يعد الممرّ مليئًا بالضباب. وجدت إيفلين نفسها في غرفة نوم لم ترها من قبل – لا الملحق الذي أقامت فيه الأميرة روينا، ولا غرفة النوم الرئيسية البائسة في برومفيلد.
كانت مستلقية على سرير متواضع، تنظر بنظرة فارغة إلى الدوق الذي كان يقف فوقها.
“لقد أخبرونا أن نذهب إلى ديلبري في وقت ما، لذلك قد يكون من الأفضل أن نذهب.”
إن الذكر المفاجئ لهذا الاسم جعل إيفلين تعقد حاجبيها.
“ماذا تعتقدين يا إيفي؟”.
انحنى كاليكس إلى أسفل ونفض شعرها الذهبي جانبًا، وهمس بهدوء في أذنها.
“عن الفيلا التي كانت والدتك تقيم فيها؟”
شفتاها الجافتان الشاحبتان من الخوف والصدمة، رفضتا الانفصال. لم تستطع إلا أن تلتقط أنفاسًا خافتة. ثم قبلها.
امتزجت أنفاسه الدافئة بأنفاسها، وانزلق لسانه في فمها، بطبيعة الحال، بإصرار. تسوپ. صوت شفتيه ولسانه الرطب يكسر الصمت وهو يمسح فمها بحرص، كما لو كان يحاول تذوق كل جزء منها.
إيفلين، التي ظلت ساكنة وقبلت القبلة، كشفت فجأة عن أسنانها وعضت على شفته السفلى.
“—هههه…”.
امتلأ فمها بطعم الدم المعدني. ابتعد كاليكس ولمس شفته السفلى بظهر يده، ثم ابتسم.
تسربت دماء حمراء لامعة من الجرح المفتوح، لكنه لم يرف له جفن حتى.
~~~~
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
التعليقات لهذا الفصل " 28"