– الهروب. 

الفصل الثلاثين. 

“ألا تريدبن قتلي؟ أليس هذا من ضمن خططكِ؟”.

امتدت شبكة عنكبوتية متشققة على الأرض تحت قدميها. نظرت أدلين بهدوء إلى أسفل. لم يكن هناك مكان للهرب.

“إيريك، نحن بحاجة إلى استخدام لفلفة العودة.”

تحدث غيتو، الذي كان يراقب الوضع بقلق، أولاً، وكان صوته خافتًا بشكل غير عادي.

حتى بالنسبة لهم، كانت الطريقة الوحيدة لتجنب هذه المهارة، التي تتجلى بأقصى إمكاناتها، هي استخدام لفافة العودة. تلك التي كانت بحوزتهم ستقودهم إلى المنطقة العاشرة.

“انتظر.”

عرف إبريك أن عليهما الرحيل، لكن رغبته في إتمام الأمر طغت على عقله. لم يُدرك ذلك، لكن عندما وصل الأمر إليها، أصبح إيريك العقلاني تمامًا عكس ذلك تمامًا.

“وداعًا. سأرسل حبيبكِ قريبًا، فلا تقلقي.”

ابتسم سيد بشكل ملتوٍ، وأشار إلى العرش بذقنه قبل أن ينقر بأصابعه.

[تفعيل مهارة آلاف أيدي الأشباح.]

فاجأتها لمسة مفاجئة حول كاحلها. نظرت إلى أسفل، فرأت أشباح الموتى تشق طريقها من هاوية النيران، باحثةً عنها. كافحت، لكن دون جدوى. تشبثت الأيدي الشاحبة الحاقدة بساقيها، واحدة تصبح اثنتين، واثنتين تصبحان ثلاثًا، حتى كاد جسدها أن يُحجب بالكامل.

انهار آخر جزء من الأرض تحت قدميها، وسقطت إلى الأسفل، محاطة بالأشباح.

“فعل اللفافة الآن!”

“ماذا؟ لكن… ذلك… ماذا…”.

ملأ هديرٌ يصمّ الآذان الهواء. حدّق غيتو في ذهول، وفمه مفتوح، بينما بدأت مياه البحيرة البعيدة تتدفق نحوهما، موجةً عارمة، من النوع الذي لا يُرى إلا في أوسع المحيطات.

اصطدمت الموجة بالحفر النارية، وانفجرت في سحابة من البخار بصوت هسهسة. لكن الماء، الذي فاق بكثير سعة أكبر بحيرة، اندفع نحو الأمام.

لم يكن هذا حجم بحيرة، أو حتى نهر، بل كان محيطًا.

“آه، فهمت. سيد الثعابين.”

بدأ سيد يضحك بشكل هستيري، وكأنه أصيب بمفاجأة.

“يورمونغاند، هل كان كذلك؟”.

كان حجم الماء الهائل مستحيلاً على مجرد بحيرة. 12 كان الثعبان، ثعبان العالم يورمونغاندر، ذيله في فمه، يحيط بالكون. لا بد أن هذه البحيرة متصلة بالمحيط، وداخل ذلك المحيط، حدود البشرية الجديدة.

أدرك سيد الحقيقة، فانفجر ضاحكًا. يا له من ثمن زهيد لحياتهم! مكافأة جهود رفاقه التي استمرت ثلاث سنوات كانت مجرد طريق إلى المنطقة الثامنة. “هذه اللعبة اللعينة”.

ومضة ضوء، واختفى إيريك وغيتو.

ارتطمت الموجة العاتية الآن بسيد وأدلين. تحتهما، حرارةٌ مُحرقة، وفوقهما، مياهٌ هادرة. أغمضت أدلين عينيها.

اصطدمت المياه بالحمم البركانية، جاذبةً الأشباح التي كانت تتسلق الجرف. ثم التهمت الموجة الهائجة أدلين وسيد.

انغمست في الماء، فخرجت فقاعات الهواء من شفتيها. أحاط بها الماء الساخن، ومزقت الأشباح الملتصقة بها، تاركةً إياها في فراغ لا حدود له.

ارتجفت وهي ترمش. في الظلام الأزرق الحالك، انبثق شكل ضخم من الأعماق. امتلأت رئتاها بالماء. أغمضت أدلين عينيها بقوة.

***

فتحت عينيها على عالمٍ من الياقوت. في الأعلى، في الأسفل، في كل مكان، ظلامٌ نيليٌّ لا نهاية له. لم ترَ قطّ كل هذا الماء. ‘لا بدّ أن هذا حلم’. من المستحيل أن تتنفس بسهولةٍ تحت الماء.

ملأ الصمتَ صوتٌ خافتٌ بعيد، كأنها تضغط بيديها على أذنيها كطفلة. هدوءٌ تام. لماذا لم تشعر بالخوف في هذه المساحة الفسيحة؟ ربما كان ما قيل صحيحًا، أن الجسد البشري، كونه ماءً في معظمه، يجد الراحة في وجوده.

بدا هذا الشعور بالأمان غريبًا، بل شبه منسي. فقد ركضت طويلًا، تبحث عن داميان، متلهفةً للوصول إليه. 

‘أريد فقط أن أرتاح’، فكرت، ‘أن أغفو نومًا عميقًا، بعيدًا عن التفكير’. وبينما كانت تسترخي، أدركت أنها مستلقية على شيء ما: سطح صلب أملس. حراشف هائلة. كانت تعرف هذا المخلوق.

‘أه، نعم. هذا…’.

“ثعبان.”

واستيقظت أدلين.

***

كان صوت المياه المتدفقة هو أول شيء سمعته، ليس صوت تدفق الصنبور، بل صوت ارتطام خفيف لمساحة واسعة من المياه.

ثمّ أبصرت. رمشت في الضوء الخافت. كان السقف مظلمًا تمامًا. أدارت رأسها، فرأت أفقًا لا نهاية له. مياهٌ كثيرة. كالمحيط الذي قرأت عنه في الكتب.

هل ما زلتُ أحلم؟ بينما كانت تُحدّق في الأفق الأزرق الداكن الشبيه بالحلم، شعرت بوجودٍ ما. دفعت أدلين نفسها للأعلى، وملابسها المُبلّلة بالماء ثقيلة على جسدها.

في اللحظة نفسها، استدار ,12، الذي كان يحدق في الأفق. التقت عيناه الذهبيتان، المتألقتان في الظلام، بعينيها البنيتين. اخترقتها نظراته شبه المغلقة.

“… داميان؟”.

“هذا الاسم مرة أخرى.”

تحركت نسمة لطيفة، مما أدى إلى تجعيد شعره الداكن وياقة قميصه الأبيض، التي كانت مشبعة مثل جلده.

‘هل انقذتني؟”.

لم يجيب، فقط أعاد نظره إلى البحر.

“…حلمتُ حلمًا، أو ظننتُه حلمًا. لكنه أنت، أليس كذلك؟”

الأفعى الضخمة بشكل لا يُصدق. الحراشف القوية المطمئنة في المحيط الشاسع. ضاقت عيناه. وبعد صمت طويل، تكلم أخيرًا.

“لقد تم كسر المحرمات.”

:محرمات؟’

قبل أن تتمكن من السؤال، التفت إليها 12 مرة أخرى.

“لنذهب معًا.” 

“إلى أين تريد أن تذهب؟”.

مد يده وأغلق عنقها النحيل وكأنه قد يكسرها في أي لحظة.

ابتلعت أدلين ريقها بصعوبة. امتلأت عيناه بظلامٍ مُريع. شدّ قبضته عليها، ودفعها للخلف حتى سقطت. برز 12 فوقها، ونظرته مُثبّتة على بشرتها المكشوفة. كان صوته منخفضًا.

“أريد أن ألتهمكِ.”

سرت قشعريرة في جسدها. انفرجت شفتا أدلين.

“أنت تستطيع.” 

وأضافت: ‘إذا كنت أنت”. ونظر إليها، وكان هناك تعبير غريب في عينيه.

“لأنني “داميان”؟”.

“…نعم.”

“أنا لست من تبحثين عنه.”

12 خفض رأسه ببطء. أغمضت أدلين عينيها.

‘نعم، إنه داميان، لكنه ليس داميان.’

ما الذي يُشكّل الوجود؟ إن امتلاك نفس الجينات، أو نفس التركيب الجسدي، لا يجعل كائنين متماثلين.

‘فهل نحن مصنوعون من الذكريات إذن؟’.

‘هذا هو الأساس الهش للوجود.’

***

في هذه الأثناء، على لوحة الرسائل المجهولة في كوريا الجنوبية B:

سو***: المنتديات الأخرى تُثير ضجة، لماذا كل هذا الهدوء هنا؟ ألم تسمعوا؟.

جوي***:؟؟؟. 

لي***: تجاهل المتصيدين.

ياي***: ؟

دنت***:؟؟

سو***: تم تطهير المنطقة الثامنة. والجميع ما عدا سيد ماتوا.

الهاربون الذين فشلوا في الهروب: EFE.

[2040-09-14 المشاهدات: 63,400 العنوان: نظرية إبادة ليون هل هي صحيحة؟ ㅠㅠ لقد بكيت بشدة في مترو الأنفاق عندما رأيت تحديث التصنيف اليوم؛؛ الكاتب: ine1120

بكيت وكأنني أمتلك نصيبًا من هذا. أنا من أشد المعجبين بفرقة أوريجينال(اسم الفريق ببدايته)، واشتركت في قناة هيرو منذ البداية. شاهدت سيو يون، وجونغ وو، ودو هي، وإنجيو، وغريفيث، وآل، جميعهم يبذلون قصارى جهدهم… . 

بصراحة، آسف لإثارة هذا الموضوع مرة أخرى، ولكنني وجدت هذا المنتدى بسبب نكتة جونغ وو حول كوننا مجموعة “الهاربين الذين فشلوا في الهروب”.

عندما سمعتُ عن الأمر لأول مرة من أولئك الهاربين من المنطقة 11، ظننتُه هراءً، مجرد هذيانٍ وهمي. لكنه كان حقيقيًا.

هل هذا منطقي حقا؟. 

لا بد أن سيد الثعابين قويٌّ للغاية، كيف استطاع سيد وإيريك القضاء عليه؟ آه، هذا جنون. نحن في المنطقة الثامنة فقط، كيف يتبقى مُصنِّف كوري واحد فقط؟ ㅠㅠㅠㅠㅠ

إن كنتم تقرأون هذا يا نقابة هيرو، فأنتم بحق أبطال كوريا. بفضلكم، أصبح هذا البلد الصغير معروفًا عالميًا، حتى أن هناك أجانب يتعلمون الكورية رغم وجود مترجمين.

لمدة ثلاث سنوات، لم يكن السؤال “هل تعرف الكيمتشي؟ هل تعرف البولجوجي؟”، بل “هل تعرف هيرو؟”.

 أنشئ قناة شخصية أو ما شابه وأخبرنا عن اللعبة. سأشترك. أعلم أن التواصل مع العالم الخارجي ممنوع، لكن ألا يمكنك ببساطة انتهاكها؟.]

التعليقات (2041 إجمالي التعليقات)

كارمي***: على الأرجح سيُبثّون قريبًا، لكسب المال. 

سنراهم قريبًا، أليس كذلك؟.

مينغ***: إنهم مُثقلون بالديون منذ أجيال. هههه. ليس الأمر وكأنهم يظهرون على التلفاز من أجل المال.

ساك***: أشعر بالأسف الشديد على سيد . ماذا عن أصغر قائد نقابتنا؟ لم يبقَ أحدٌ ليسخر منه لأنه وُلد عام 2002.

جين***: عذراً على المقاطعة، لكن لماذا يحمل سيد رقم 2002 في بطاقته؟ هل هو عام ميلاد والدته؟.

هيسوك***: كم تتوقع عمر سيد لو أن والدته ولدت عام 2002؟ لا تكن سخيفًا. الأمر ليس كذلك. إنه مشجع كرة قدم. قرأتُ في مكان ما أنه أراد أن يُسعد الناس كما أسعدهم وصول كوريا إلى نصف نهائي كأس العالم… . 

ميمي***: يا إلهي، جدّيًا؟ أنا لستُ من مُحبي “سيد”، لكنني مُعجبٌ به.

إيلي***: آه، معجبو الظل سيد يُكررون فعلتهم، حتى هنا. هههه. سيد مُشجع كرة قدم، لكنه لم يقل شيئًا كهذا قط. هههه. ربما لم يكن يُفكّر بعمق.

هان***: ㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠ

لي****: هل نحن متأكدون أن إيريك وسيد فقط هما من هزموا الزعيم لوحدهم؟ بالنظر إلى التصنيفات، يبدو أن ما يقرب من 30 لاعبًا من أفضل اللاعبين قد ماتوا. كيف لشخصين فقط أن يفعلا ذلك؟.

نورا***: ألم ترَ سيد يقاتل حقًا؟ هههه. شاهد فيديو المنطقة 9 الأسطوري. ستفهم حينها.

بي***:في الأساطير الإسكندنافية ، مات يورمونغاندر على يد ثور. أعتقد أن زعيم الثعابين لا يزال حيًا، ولكنه مصاب بجروح بالغة.

هيون***:إن لم يكن ذلك الثعبان ميتًا، فلنقتله. علينا الانتقام.

سي***: الأفعى تأكل الناس، فلماذا لا نأكلها نحن؟ لنُظهر قوة روح “كل كل شيء إن كان جيدًا” الكورية.

سونغ***: يا إلهي، لقد كنت على قدر اسم المستخدم الخاص بك. هاهاها.

ضجّ الإنترنت بالنشاط. كان التركيز منصبّاً بشكل رئيسي على فريق “المنطقة 8″، ولكن كانت هناك منشورات عرضية عن اللاعبين المصنفين المتوفين. بالنسبة لمعجبيهم، كان الأمر أشبه بانهيار استثمار دام ثلاث سنوات. نظراً للروابط الوثيقة بين النقابات وشعبيتهم الواسعة، كان من المرجح أن يكون هؤلاء اللاعبون قد التقوا خارج الإنترنت أو ظهروا في البث المباشر. مع ذلك، كان الناس متشككين بشأن “سيد”. لمدة ثلاث سنوات، لم يكشف “سيد” عن نفسه قط. لنفكر في الأمر، لماذا لم يكن “سيد2002″، اللاعب الأول عالمياً، نشطاً في العالم الحقيقي؟ ما الذي دفعه إلى هذا الهوس بـ “الهروب” ؟. 

انتشرت شائعات عن كون سيد امرأة، أو قبيحًا، أو جاسوسًا، أو حتى كائنًا فضائيًا. انتشرت كل النظريات الممكنة على الإنترنت. لكن لم يشرح أي منها سبب عدم تمكن سيد، الذي كان شديد الاهتمام بزملائه في النقابة، من مقابلتهم في الواقع. ربما كان سيد وحده يعلم السبب. على أي حال، اختفى هيرو، ولم يبقَ سوى الظلال. ستبرد حرارة الأرض التي اختفى منها النور قريبًا. لطالما كانت كذلك.

عكس لعبة “الهروب” الواقع في بعض جوانبه، ما يعني أن الموتى سرعان ما نُسيوا. يظن كلٌّ منهم أنه الشخصية الرئيسية في قصته. لكن الواقع يبقى قائمًا، بغض النظر عن حالة الشخصية الرئيسية. هذا هو الواقع. الواقع خارج القصة.

~~~

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

حسابي انستا:  roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_