– الهروب. 

الفصل العشرون

“لا وقت للاجتماعات والدردشة.”

“لسبب تافه كهذا…”.

“بدأت الثعابين بالتجول في كل زاوية من المنطقة 11.”

ساد القلق أرجاء الغرفة. تسللت الهمسات بين الطاولات. حدّق به غوداي، وعلامات الحيرة بادية على وجهه. “كان ذلك آخر اتصال. لم أتمكن من الوصول إليهما منذ ذلك الحين.”

“ربما قاموا بتسجيل الخروج على عجل؟”.

“لا يمكنك تسجيل الخروج أمام رئيس المنطقة 12.”

كان من المعروف أن القواعد نفسها تنطبق قبل مواجهة زعيم الوحوش كما هو الحال أثناء المهمة الرئيسية: كان تسجيل الخروج مستحيلاً.

“لذا، هل… هل تقول أن أعضاء نقابة الأبطال قد ماتوا بالفعل؟”.

عندما أنهى غوداي سؤاله، انبعثت هالة من الرعب من شيد. ارتجفت الغرفة كلها.

“إنهم ليسوا من النوع الذي يموت بسهولة. لكن الوقت نفذ. علينا الرحيل الآن.”

هذه المرة، اشتدت الاضطرابات. وامتلأت القاعة بأحاديث قلقة. كانت الخطة الأصلية تقضي بتنفيذ الغارة بعد ثلاثة أيام من اجتماع الاستراتيجية. وكان سيد يقترح إلغاء ذلك تمامًا.

“أنا أفهم ما تشعر به، ولكن هذا مستحيل.” أجاب غوداي بصوت حازم.

استطاعت أن تفهم مشاعره. الأبطال، نقابة صغيرة معروفة بترابط أعضائها، كانوا يهتمون ببعضهم البعض اهتمامًا بالغًا. من بين أحد عشر عضوًا فقط، لقي ثلاثة حتفهم، وحُوصِر سبعة. كان من الطبيعي أن يكون سيد الأكثر قلقًا.

“إذا غادرنا خلال ثلاثة أيام، فسأكون خارج هذه الغارة.” قالها ببرود. كانت نبرته هادئة، لكن وقع كلماته كان هائلاً.

“إذا غاب سيد، فستغيب نقابتنا أيضًا”.كان زعيم نقابة الأسد، الذي التزم الصمت حتى الآن، أول من تكلم. وسرعان ما رددت أربع نقابات أخرى نفس الرأي.

بدون قتل الزعيم، لم تُقدّم الغارة أي مكافآت. المكاسب الوحيدة كانت نقاط الخبرة والأغراض المتنوعة من قتل الثعابين. بدون سيد، لم يكن هناك داعٍ للمشاركة في غارةٍ بهذه الخطورة. أصبح تعبير غوداي مضطربًا.

“ما هو موقف ليون من هذا؟”.

“لماذا يتجه السهم نحونا فجأة؟” تأوه غيتو. في غياب إيريك، أصبح هو المسيطر.

“لا أستطيع الجزم بذلك بدون قائد نقابتنا، لكنني شخصيًا لا أهتم. القتال يبقى قتالًا، سواءً كان اليوم أو بعد ثلاثة أيام. ماذا عنكِ؟”

بدت على وجه أدلين نظرة تأمل. وبينما كان الاهتمام منصبًا عليها، انتشر همسٌ مختلف في أرجاء الغرفة.

“أوه، تلك المرأة،” “صحيح؟”، “ماذا، كانت مع ليون في النهاية؟”، “كانت مع غيتو وبروجيا في الفيديو،” “ما هي رتبتها؟ أرنا مستواها؟”.

لم يمضِ سوى يومان. من لم يتعرّف عليها كان أحمقًا.

“أنا لا أمانع أيضًا.”

تكلمت أدلين أخيرًا، ونظرتها مثبتة على سيد. كان سببها بسيطًا: أرادت رؤية المزيد من قدراته. كانت فكرة استدعاء أرواح الموتى أكثر من مجرد أمر مثير للاهتمام؛ بل آسرة.

‘هل يستطيع… هل يستطيع استدعاء داميان وهو ميت؟ لا، هذا مستحيل.’

هزت رأسها، رافضةً الفكرة. داميان لا يزال على قيد الحياة. بشكل ما. سبب وجودها هنا هو تأكيد ذلك. سبب انضمامها إلى الغارة: لقاء الرجل الملقب بـ”زعيم المقاطعة 12″ مجددًا.

“هذا يعني أن سبع نقابات تؤيد. سبع نقابات من أصل اثنتي عشرة. أعتقد أن هذا يُحسم الأمر.”

“انتظر، ألا نحتاج على الأقل إلى استراتيجية أساسية؟ الرحيل الآن أمرٌ طبيعي، لكن لا جدوى منه إذا انتهى بنا المطاف جميعًا بالهلاك.” رفعت امرأة ذات شعر قصير يدها وتكلمت وهي عابسة.

“سننقسم إلى مجموعتين.” ترك رد سيد القصير المرأة في حيرة.

“مجموعتان؟ تقصد المنطقة 11 والمنطقة 12؟”.

لماذا؟ هدفنا هو استعادة المنطقة 11، أليس كذلك؟ لماذا “الانقسام؟”.

“هل نحتاج حقًا إلى الدخول إلى وكر الثعبان؟”.

ارتفعت أصواتٌ مُشوشة. اختفى الهدوء الذي كان سائدًا قبل لحظات. ثمّ، اخترق صوتٌ واضحٌ وباردٌ الضجيج.

“سيد، هل تقول أنك بحاجة إلى الطعم؟”.

التفت الجميع برؤوسهم. استند المتحدث إلى الباب الخلفي، وشعره الأشقر الباهت يلمع تحت الأضواء.

“إيريك!” ابتسم غيتو، مُسْتَرِحًا لرؤية قائد نقابتهم. لم يكن فرحه برؤية إيريك بعد ساعات طويلة، بل بتحرره أخيرًا من عبء القيادة.

“نعم. الثعابين الأخرى كثيرة، مجرد صغار. أستطيع القضاء عليها بمفردي. ما نحتاجه حقًا هو طُعم لإلهاء سيد الثعبان.”

لفت نظر إيريك، حرّك يده. اختفى الجندي الهيكلي فجأةً في الظلال.

“أستطيع أن أتخيل كيف سار الاجتماع. ولكن هل هناك أحمق آخر مدمن ألعاب هنا غيرك يمكنه لعب هذا الدور؟”.

كان الإغراء مجرد وصفٍ آخر لمهمة انتحارية. مهمةٌ خطيرةٌ لجذب انتباه سيد الثعبان، بينما يقضي اللاعبون الآخرون على الثعابين في المنطقة 11 ويستعيدون منطقة البداية. لقي اثنان وعشرون لاعبًا من المصنفين حتفهم في المهمة الرئيسية الأخيرة.

لم يصدق أحد أنهم سقطوا بيد الثعبان. كانوا جميعًا لاعبين رفيعي المستوى، فوق المستوى 90. لو هُزموا على يد أحد، لكان ذلك الوحش، “زعيم المنطقة 12”. شحب المصنفون، وقد بلغت أفكارهم هذه النقطة، أنظارهم. ساد الصمت مجددًا. ثم دوّى صوت واضح وقوي في أرجاء القاعة.

“سأذهب.”

شتم إيريك بصوت خافت وهو يتعرف على المتحدث. لقد غفل عن شيء ما. كان هناك أحمق آخر مدمن ألعاب حاضر.

“سأذهب إلى المنطقة 12.” كررت أدلين وهي تنظر حولها في الغرفة. “هل لديكم أي اعتراض؟”.

“….”

“من هذا الشيء على أي حال؟” كسر سيد الصمت، وأشار بوقاحة إلى أدلين بينما كان يخاطب غيتو.

“هذا الشيء؟ إنها إحدى أعضاء نقابتنا…” نظر غيتو بتوتر إلى أدلين، وهو يفرك مؤخرة رقبته، وشعر فجأة بالحرج.

حتى أكبر معجبي ءيد لم يستطع الدفاع عن هذا التعليق. غطرسة سيد ووقاحة كلامه كانتا معروفتين بين المتسابقين، لكن غيتز لم يتوقع منه أن يُظهر هذا القدر من عدم الاحترام لشخصٍ التقى به للتو.

“عضو نقابة؟ لكن هذا الشيء ليس بشريًا.”

كانت أدلين الوحيدة التي ارتجفت من التعليق الغريب. لاحظ إيريك تعبير وجهها، فتدخل بسرعة قبل أن يتطور الحديث.

“حتى لو كان هذا الفيديو صادمًا، فهو قاسٍ بعض الشيء بالنسبة للقاءٍ أول. أنتِ لستِ بشريةً تمامًا في هذا الصدد، أليس كذلك؟”.

“….”

حدق سيد المقنع في إيريك للحظة، ثم عاد إلى أدلين. خفق قلب أدلين بشدة.

‘ليست بشرية؟’

ماذا كان يقصد؟ كيف عرف أنها مختلفة عنهم؟.

“…مهما يكن. “هذا الشيء” هو الطُعم المثالي.”

أومأ برأسه رافضًا، وعبس إيريك. لكن لم يكن هناك ما يُجدي نفعًا من استفزاز سيد. ولأن إيريك كان يعلم بطبع سيد، قرر التركيز على موضوع آخر.

ل”كن هذا يُرهق شخصًا واحدًا. لا نعرف شيئًا عن المهارات الأساسية، أو أنماط الهجوم، أو أي شيء آخر عن الخصم.”

“لا بأس. لا أحتاج إلى…”.

“لهذا السبب سأذهب أنا وغيتو أيضًا.”

“ماذا؟!” اختنق غيتو، رغم أنه لم يأكل أو يشرب شيئًا. تجاهله إيريك، واستمر في إعلانه المفاجئ.

“إذا أصبح الوضع خطيرًا، يمكنك المغادرة أولًا. لكنني أرغب في انضمامك إلينا في الدخول ولفت انتباه الوحش. إنها مسؤوليتي الأخيرة كقائد للنقابة.”

‘المسؤولية النهائية كزعيم للنقابة؟’.

لم يُصدّق غيتو ما سمع. ألا ينبغي عليه أن يعتني بأعضاء نقابته أولاً؟ كانت هذه المهمة غير مُجدية وخطيرة وتستغرق وقتًا طويلاً، ومع ذلك تطوّع إيريك لها. كان غياو يعرفه منذ ثلاث سنوات، ولم يره يتصرف بهذه الطريقة من قبل.

“لكنني أريد فقط أن أسقط الثعبان…”.

“إذا حُسم كل شيء، فلننتقل إلى خطة العمل المحددة.”

قاطع سيد، بنفاد صبره الدائم، غاتو في منتصف الجملة. وقف غيتو هناك، مذهولاً، بتعبير قندس دُمر سده.

اثني عشر نقابة في المجموع.

المناطق المستهدفة: المنطقة 11 والمنطقة 12.

تم تقسيم المجموعة إلى قسمين: الطُعم المتجه إلى وكر الثعبان والمصنفون المتجهون إلى منطقة البداية.

حسنًا، ربما نستطيع نحن الثلاثة القضاء على الزعيم. ستكون المكافأة مذهلة. لقد عزى غيتو نفسه بسذاجة بهذه الفكرة العابرة الحزينة، دون أن يكون على علم بما ينتظره على الإطلاق.

***

انتقل الثلاثة كلٌّ على حدة. دخلوا الدائرة المتوهجة، فغمرهم الظلام كما لو أن أعينهم أغمضت ثم انفتحت.

كان المشهد الذي ظهر مختلفًا تمامًا. وقفوا أمام مدخل وكر الثعبان في المنطقة 12.

“لا يُصدّق. مع هذه التكنولوجيا، لماذا لم تستكشفوا المنطقة التاسعة إلا؟”.

راقبها إيريك، ملاحظًا كيف بدت كلماتها مميزة عن بقية اللاعبين. كان رد فعلها على النقل الآني مماثلًا – كما لو كانت جديدة تمامًا على اللعبة.

لكن هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا. ليس بمهاراتها.

وأوضح قائلاً: “لا يمكن إعداد عمليات النقل الآني إلا في الأماكن التي قمت بزيارتها بالفعل”.

“آه، لهذا السبب يمكنكم الذهاب إلى أي مكان في الحدود. إنه لأمر مدهش! لا مزيد من التجول تائهين في متاهة. ولكن لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت عندما بدأت المهمة؟”.

“قليلٌ جدًا من المستخدمين يُنشؤون انتقالاتٍ آنيةً في منطقة البداية. إنها للمبتدئين، ولا يوجد سببٌ حقيقيٌّ لذهاب اللاعبين ذوي الرتب العالية إلى هناك.”

“أوه.”

كان غيتو يسير خلفهم، ومرر يده على ذراعه العضلية، فشعر بقشعريرة تسري في جلده بينما كان يراقب إيريك وهو يشرح كل شيء بصبر.

:ربما يجب أن أعطيهم بعض المساحة.’

حتى هو، غافلٌ كعادته، رأى زعيم النقابة يُحدّق بأدلين باستمرار. كانت هذه أول علامةٍ على وقوع الرجل في الحب، أليس كذلك؟.

[الزنزانة التي تم دخولها: وكر الثعبان البحري – المنفي (صعب)

نوع الزنزانة: الكهف

وقت اللعب: غير محدود

اسم المجموعة: ليون – 12

أعضاء المجموعة: 3/3

تم زيادة قوة الهجوم بنسبة 30% بسبب سمة زعيم المجموعة.]

ارتجفت أدلين عندما تدفقت أمام عينيها سلسلة من الرسائل لحظة دخولها وكر الثعبان. شعرت بنظرة إيريك عليها. أدركت منذ زمن أنه يراقبها باهتمام شديد.

“الآن بعد أن فكرت في الأمر، أين كنتِ تلعبين بشكل أساسي قبل الانضمام إلى ليون؟”.

“هاه؟”

“بمستوى مهارتك، يُدهشني أننا لم نلتقي في الأبراج المحصنة ذات المستوى الأعلى. هل هذا السلاح الكبير من الفيديو من إبداعات الأقزام-الجان؟”.

عضت أدلين على شفتيها. كان الأمر أشبه بلقاء وو يون من جديد. سيل من الكلمات والمفاهيم غير المألوفة. لكن إيريك لم يكن مثلها. لن يتغاضى عن أي زلة. ماذا سيفعل لو أخبرته أنها من المنطقة 13؟ لم يبدُ شخصًا سيئًا، لكنها لم تستطع الوثوق به بعد.

~~~

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

حسابي انستا: roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_