33
“اخبرتك ميتسو انا لن اسمح لك بتركِ ابدا”
الصوت الخافت الذي تحدث به جعل أطرافها المتمسكة بجثة يوتا ترتعش خوفا
لم تتوقع ابدا ان يقدم كين على فعل كهذا
تعلم اكثر من اي شخص اخر انه مجرم و زعيم عصابة ولكنها لم تفكر بأنه قد يصل إلى هذا الحد من أجلها
أخذ يقترب منها بخطوات ثابتة هادئة ورأسه إلى الأسفل
“لما تفعلين هذا ميتسو”
“تعلمين انني احبك اكثر من اي شخص اخر”
“أنت لا يمكنك تركِ على الأقل حتى اسمح انا لك ”
تركت الجثة تقع من بين أحضانها
زحفت الى الخلف وعيونها الدامعه مثبتة على كين
اقترب منها اكثر و جعل الخوف يزيد بداخلها لرؤية الدماء الملطخة بوجهه و المسدس بقبضته
“ك..كين..-“
غريزتها اخبرتها بالهرب وبأسرع ما تستطيع
العيون الحمراء الميتة اخافتها و تخيلت ما قد يحصل
قاومت للوقوف والدماء تغطي ملابسها و يديها و حتى وجهها
دماء الشخص الذي تحبه
ارتعشت سيقانها معيقة محاولة هروبها
“ميتسو”
في تلك اللحظة عندما ذكر اسمها استجمعت قوتها
تناثرت الدموع من عيونها أثناء اسراعها بالهرب بعيد
افكار مشوشة خوف والكثير من التأنيب الذي يصرخ بداخلها
هي سبب مقتل يوتا
فور خروجها من المستودع لاحظت صناديق تعرف هويتهم جيدا
هي تحتاجهم الآن أكثر من أي وقت مضى
نظرت للخلف للتأكد من عدم لحاق كين أو أي شخص آخر بها وباشرت بفتح الصناديق
كبسولات بيضاء قد اخبرها عنهم ريوتا مسبقا لكنها لا تهتم حقا لما يكون هذا الشيء كل ما بحاجته أن تنسى ان ما رأته
جلست بزقاق فارغ تحت شقتهم
عاد مظهر يوتا للظهور مجددًا امامها و قد زاد من معدل بكائها
كان الم اكبر من الحبس بواسطة هيدو ذلك الإحساس الذي يخبرها انها السبب بموته كاد يجعلها تصاب بالجنون
الهدوء والبكاء فقط
النحيب و الصراخ
لم ينفع أي شيء من هؤلاء
سارعت بالإمساك بالكيس الصغير الذي سرقته سابقا و بمره واحده بلعت عدة حبات
بهدوء صعدت إلى شقتها حيث توقف عقلها عن العلم
لم تعد تفكر بشكل سليم بعد الآن
دفعت الباب الذي كان لا يزال مفتوحًا منذ خروجها و فور دخولها تسلل صوت الي مسامعها من غرفة المعيشة
شعر اسود خصلات ذهبية، يجلس مفرق بين ساقيه يريح يديه عليهم كما اعتادت لا يزال يضع الابتسامة المتعجرفة ذاتها لكن هذه المرة كان يبتسم بمنزلها فوق اريكتها
“هيدو”
همسة واقتربت منه
“أين خرجتِ بهذا الوقت المتأخر الا تعلمين كم كنت قلقة “
وقفت بجانبه وقد استقام هو يمسك كتفيها
منذ متى كانت يديه صغيره هكذا
“لما قد تقلق علي هيدو عندما تكون أنت السبب في كل ما يحصل”
“ميتسو انها انا والدتك ما الذي تتحدثين عنه “
“والدتي ؟ هل فعلت شيء ما لها ؟ إلى أي حد من البؤس تريد ان أصل حتى تصبح سعيدا”
دفعت الشخص الواقف امامها بكل قوتها حتى وقع مستلقيا على الكنبة
“هيدو انت”
صرخت باسمه وامسكت الوسادة من جانبها
“ميتسو مين يكون هيدو “
“الي اخر لحظه ستستمر بجعلي بائسه انا لن اصبح سعيده طالما انت تتنفس لذلك مت”
اتبث الوسادة فوق وجهه الشخص أسفلها
الصرخات للجسد الضعيف الغير قادر على هرب نشرت بعض السعادة بداخل ميتسو التي أخذت تضحك بصوت عالي
“أجل هكذا هيدو اصرخ من اجل حياتك البائسة ”
ضغطت اكثر بالوسادة لا تعلم حتى كم مر من الوقت قبل أن يتوقف الشخص أسفلها عن الصراخ
ابتعدت عن الجثة واخذت ترقص بالإرجاء
لا تعلم حتى كيف أصبح هناك موسيقى تعزف في الحقيقة هي كانت فقط تهلوس.
“لقد قتلتك هيدو و سأقتل كين تاليا ثم أنا سأعيش سعيدة”
استقرت فوق طاولة منتصف الغرفة ولا تزال تغني و تصرخ
حتى فقدت الوعي
صوت طرق الباب أعاد وعي النائمه على الأرض
فكرت عينيها لا تستطيع تذكر أي شيء هي لا تعلم حتى كم الساعه او لما تنام على الارض
جلست تبحث عن هاتفها بجانبها و هنا اخدت الذكريات تسربت إلى عقلها
“يوتا”
أعاد قرع الباب مرة أخرى مما يجعلها تكاد تفقد اعصابها
تجولت اعيونها بارجاء الغرفة ذلك عندما رأتها
“امي” اسرعت للشخص النائم فوق الاريكة و بدات المزيد من الذكريات تتسلل إلى عقلها
لا تريد تصديق ما يجول بعقلها و صوت الباب يجعل أعصابها تتحطم اكثر و اكثر
“امي استيقظِ احدهم يطرق الباب تعرفين اني اكره استقبال الزوار”
“امي ” اعادة هز الجثة “انتِ منذ متى اصبح نومك ثقيل هكذا “
“ارجوك لا ”
“ليس انتِ أنا لم أفعلها أنا لا استطيع لا يمكنني”
وضعت يدها المرتعشة على وجه امها الشاحب وبدأت دموعها بالانهمار في لحظات أصبح صوت نحيبها على جثة والدتها عاليا
وعاد طرق الباب مجددا يكاد يفقدها صوابها
“انا قتلتها”
ابتعدت عن جثة والدتها فور إدراك ذلك
“الباب شخص ما عندما يرى ذلك سأدخل السجن”
“انا …-“
لا تمتلك عقل سليم أو القدرة على التفكير
الحزن الخوف الجنون لا تعرف أي حاله هي مصابة بها الآن
كل ما تستطيع التفكير به “لا اريد دخول السجن”
حيث تركت هاتفها سابقا اسرعت الي هناك
اتصلت بالشخص الوحيد الذي خطر على بالها
كان يدها ترتعش حتى لتمسك الهاتف بشكل صحيح
“كين ارجوك ساعدني”
إخفاء جثة لم يكون صعب على مجرم