ر-رداء ملطّخ بالمخاط؟ كيف يُمكنه الاحتفاظُ بشيءٍ كهذا؟!
احمرّ وجهي بالكامل، ولوّحتُ بكفّي في الهواء، بينما تابع دانتي سيره بصمتٍ تام.
كان ظهره العريض يمنحني شعورًا بأنّه لا يُصدّق كلامي، لذا بدأتُ في الحديث وحدي، كما لو كنتُ أحاول إقناعه:
“أنا جادّة، لن يكون ذلك كذبًا. أنا بارعةٌ في الخياطة، لكنّ مهارتي الأبرز هي الحياكة.”
“…”
“في كلّ عام، كنتُ أصنع لإيميل وشاحًا وسترةً محبوكة. لكن يبدو أنّه كان يكره رؤية سلّتي المليئة بالخيوط طوال الوقت. ألا ترَ أنّ ذلك قاسٍ؟”
“…”
“لذلك… لذلك شربتُ الكثير من الخمر. لقد شعرتُ بالاستياء. لو أخبرني فقط بصراحةٍ أنّه لا يريدها، لما كنتُ صنعتها له أصلًا! أليس هذا تصرّفًا سيّئًا؟ خصوصًا أنّني اخترتُ النقوش بعناية، وصمّمتُ كلّ شيء بعنايةٍ شديدة…”
بينما كنتُ أواصل الحديث بحماسٍ وانفعال، توقف دانتي عن المشي مرةً أخرى.
لكنّني كنتُ مستعدّة هذه المرة، لذا لم أرتطم بظهره.
“لماذا توقّفتَ؟”
عند سؤالي، مدّ يده بصمتٍ وقدّم لي منديلاً.
تناولتُه لا إراديًّا، فجاء صوته الخافت:
“ابكي كما تشائين. لن أتمكّن من مواساتكِ، لكن بإمكاني الاستماع.”
“…”
لم أدرك أنّني كنتُ أبكي… إلا في تلك اللحظة.
“من الطبيعي أن تنهمر الدموع.”
ضغطتُ المنديل برفقٍ فوق عينَي، ليبتلّ سريعًا ويصبح دافئًا بين أصابعي.
وفي وسط دموعي، كان يقف أمامي رجلٌ بشعرٍ أسود وعينَين حمراوَين، يحدّق بي بوجهه الخالي من التعابير.
لكن تلك اللامبالاة، في هذه اللحظة، منحتني دفئًا أكثر من أيّ كلماتٍ زائفةٍ قالها لي إيميل من قبل.
“سأبكي اليوم فقط… وسأنسى كلّ شيء بعد ذلك.”
أنا لستُ وحيدة. لذا… بإمكاني الابتسام.
عندما استيقظ إيميل كليين صباحًا، كان أوّل ما فكّر به هو:
“رأسي يؤلمني.”
فتح عينيه ببطء، دون أن يبدو عليه الذعر.
فالفضاء الذي يحيط به مألوفٌ جدًا المكتبة الخاصّة به، التي طغى عليها اللون الأخضر الداكن.
لكن على غير العادة، كان رأسه ينبض بألمٍ شديد، وكأنّه سينشطر.
ضغط على جبهته بأطراف أصابعه، فتسرّبت إلى ذهنه صورةُ شخصٍ لم يُغادر غرفته بالأمس بسبب الصداع.
“لم أرَ إيفون طوال يوم أمس.”
زفر إيميل ببطء.
“كنتُ أظنّها تدّعي المرض كلّ مرة تقول فيها إنّ رأسها يؤلمها. لكن إن كان هذا هو الألم الذي شعرتْ به، فأنا أُدينُ لها باعتذار.”
إيفون… الفتاة الرقيقة، التي بدت دائمًا هشّةً وساذجةً كالأطفال.
لطالما كانت ضعيفةً صحّيًا منذ صغرها، لذا اعتاد على تجاهل شكواها عندما تقول إنّها مريضة.
لأنّه، ببساطة، كان أمرًا متكرّرًا.
“عليّ الاعتذار منها عندما أراها.”
كان واثقًا أنّها، حين يُمسك بيدها النحيلة ويطبع قبلةً على وجنتها الناعمة، ستبتسم له بتلك الابتسامة الدافئة التي تُذيب قلبه دائمًا.
لكن بينما كان يفكّر في ذلك، شعر بحرارةٍ مفاجئة تلتصق بجسده.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات