حين رأت لين تشوشيا الأطفال الثلاثة القذرين يجلسون أمامها، يمضغون الأعشاب البرية بأصابع نحيلة ووجوه شاحبة،
أدركت أن مصيرهم لم يكن مجرد ضياع في مهب الفقر والجوع،
بل كان مقدرًا لهم أن يصبحوا أشرارًا يثيرون الرعب في القلوب، وأن ينقضّوا على المجتمع انتقامًا… بل حتى عليها شخصيًا.
لقد سافرت عبر الزمن إلى هذا العالم الروائي، وأصبحت لين تشوشيا، المرأة القاسية التي ورد ذكرها في الكتاب.
كانت شخصيتها منحرفة وقاسية، أذاقت هؤلاء الأطفال شتى ألوان العذاب،
حتى انتهى بهم المطاف جوعى في الشوارع، حيث لم يجدوا حتى الأعشاب ليأكلوها.
ولكن هذه المرة، الأمور لن تسير وفق النص الأصلي.
بهدوء غير متوقع، مدت يدها إليهم، جمعت الأشبال الثلاثة وأخذتهم إلى المنزل، غسلت عنهم آثار الإهمال،
وأطعمتهم طعامًا حقيقيًا. لم تكتفِ بذلك، بل قادتهم إلى الجبال، علمتهم كيف يحفرون الأرض بحثًا عن براعم الخيزران،
وكيف يقطفون الخضروات البرية. درّبتهم على أن يكونوا أقوياء لا بالأذى، بل بالاجتهاد. علمتهم أن يكونوا أوفياء، لطفاء، ووطنيين، أن يحملوا بين ضلوعهم قلوبًا صلبة، ولكن ليست قاسية.
على الجانب الآخر…
في مكان بعيد، كان شيه جينغ مينغ يطارد أشباح ماضيه في كابوس مرعب. أثناء إحدى مهامه،
رأى نفسه يسقط في ظلمة الموت، بينما أطفاله الثلاثة يُتركون وحدهم، يعانون تحت رحمة امرأة قاسية تزوجته لتوّها.
تخيل كيف أجبرتهم على جمع الحشيش ليقتاتوا عليه، وكيف استنزفتهم بالعمل، ولم تتردد في تعنيفهم إذا قصّروا في إرضائها.
لكن حين عاد أخيرًا، متلهفًا لرؤيتهم، حاملاً معهم الهدايا التي حرمه منهم الموت-الحلوى، والبسكويت، واللحم المجفف-
كان مستعدًا لطرد لين تشوشيا دون نقاش. لكنه تجمّد في مكانه.
ما رآه لم يكن ثلاثة أطفال منهكين وجوعى، بل كانوا ممتلئين بالحياة، أنظف من الثلج، وبصحة جيدة كما لم يسبق له أن رآهم.
ليس هذا فقط، بل كانوا يحيطون بـ لين تشوشيا بحب طفولي، يتسابقون ليقدّموا لها الهدايا التي جاء بها هو من أجلهم.
اشتعل الغضب في صدره. كيف تمكنت تلك المرأة من أسر قلوبهم بهذه السرعة؟ هل أعطتهم نوعًا من السحر الخفي؟
وفي صباح اليوم التالي، ازداد حيرته أكثر.
رأى لين تشوشيا تعانق الابن الأكبر بحماس، تمطر وجهه الصغير بالقبلات وهي تقول:
– “ابننا الأكبر رائع! لو لم يكن هنا، لما عرفت الأم كيف تتدبر أمرها!”
ثم في الظهيرة، كانت تحمل الابن الثاني عاليًا، تبتسم له بفخر:
– “ابننا الثاني، أي عالم ستغزو اليوم؟ أمي سترافقك إلى أي مكان تريد!”
وفي المساء، جلست بهدوء، وضعت الابن الثالث الخجول على ركبتيها بلطف، وهمست في أذنه:
– “ابننا الصغير هو الأكثر شجاعة… لم يبكِ أبدًا.”
أما شيه جينغ مينغ، القائد ذو الإرادة الصلبة، فقد جلس على الأرض، ينظر إليها بعينين متقدتين بالغضب والتحدي. لكنه لم يكن غاضبًا حقًا… بل مستفَزًا بطريقة غريبة.
وأخيرًا، استلقى على فخذيها، رفع رأسه نحوها بعناد وقال بنبرة كسولة أشبه بنمر يتدلل:
– “حسنًا إذن، متى ستقنعينني أنا؟”
… أما الأشبال الثلاثة؟ لم يكونوا أطفاله البيولوجيين، بل كانوا أبناء رفيقه المتوفى، وقد تبنّاهم شيه جينغ مينغ كي يحميهم من قسوة العالم. لكنه لم يتوقع أبدًا أن المرأة التي ظنها عدوته، ستكون الملاذ الذي يحميهم… وربما يحميه هو أيضًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 0"