في ذلك الزمن، كانت الأدوات الزراعية ملكًا جماعيًا للقرية، لا يسمح بامتلاكها شخصيًا.
وبينما ذهبت لأخذ المنجل، جعلت الأطفال ينتظرون خارجًا، ثم رفعت المنجل ولوّحت به بثقة،
وانطلقت مع صغارها نحو سفح الجبل.
وفي نفس الوقت، وفي أقصى الحدود، كان “شيه جينغمينغ” قد أُصيب إصابة بالغة أثناء تنفيذ مهمة،
ونُقل إلى مستشفى ميداني، والحمى تشتعل في جسده.
زملاؤه كانوا يشعرون بالذنب، أحدهم قال:
“لو أنني كنت أكثر حذرًا… لما تعرّض لهذا!”
نظروا إليه وهو يتألم في غيبوبة، يبكي ويتشنج، حتى اضطر الأطباء والممرضات للتدخل سريعًا.
لكن الألم الذي كان “جينغمينغ” يشعر به، لم يكن بسبب الإصابة فقط…
بل من كابوس مرعب كان يراه.
رأى نفسه قد استُشهد أثناء مهمة، وأطفاله الثلاثة تُركوا في القرية دون أب، وزوجته “لين تشوشيا” أصبحت كزوجة أب شريرة، تضربهم وتوبّخهم،
وتحرمهم من الطعام، فيضطرون لأكل الأعشاب البرية وبقايا الطعام…
وحين كبروا قليلًا، كانت تطاردهم بالعصا، وتجبرهم على العمل لإعالتها…
في الحلم، كان “جينغمينغ” يرى كل شيء من بعيد، يصرخ، يحاول لمسهم، لكنه لا يستطيع التأثير على شيء، كل شيء يمر أمامه كأن روحه فقط هي الموجودة.
ألم، وندم، وغضب…
كيف؟! كيف تُعامل أطفالي هكذا؟!
لين تشوشيا!!!
استفاق من الحلم وهو يبكي ويتشنج، والطبيب هرع نحوه!
صرخ أحد الجنود:
“الطبيب! الطبيب! تعال بسرعة! إنه يتشنج! حالته تسوء!”
وسارع الطبيب العسكري لإسعافه…
…
لكن في الطرف الآخر من البلاد، لم تكن “لين تشوشيا” تعلم شيئًا عن هذا.
ففي رواية الأصل، كانت “شيه جينغمينغ” شخصية تُقتل في مهمة ولن تظهر مجددًا، ولهذا كانت تركّز الآن بكل جهدها على تربية أطفالها الثلاثة ليصبحوا أناسًا صالحين، نافعِين للوطن والمجتمع.
أو على الأقل… أن يكبروا بصحة جيدة، وأن يكونوا أولادًا بارّين يعيلون أمهم في شيخوختها…
لحسن الحظ، علف الخنازير لا يُجمع من أعالي الجبال، بل من السفوح.
قالت للصغار بحماس:
“أولادي الأحبّاء، عليكم أن تتعلموا من ماما كيف نعمل، حسنًا؟!”
لكن الحقيقة أن “لين” لم تكن تعرف كيف تجمع العلف، فبدت حركاتها خرقاء جدًا.
نظر إليها الصغار بدهشة…
ما هذه الحركة الغريبة؟!
كانوا قد رأوا الجارات من قبل وهنّ يجمعن العلف بحركات ماهرة وسريعة.
أما “لين”، فكانت بالكاد تسيطر على المنجل، وكادت تؤذي نفسها!
الصغير الأكبر عبس، يفكر:
هل أساعدها؟ لكن إن فعلت، ستطلب مني المساعدة كل مرة…
الصغير الأوسط قبض بيده الصغيرة وهو متوتر، يفكر:
لقد قدمت لنا اللحم، الفطائر، الحليب، الأحذية… يجب أن أساعدها!
الصغير الأصغر كان يتأملها بدهشة:
لماذا تحرّكها مختلفة عن باقي الجارات؟
وأخيرًا، لم يحتمل الأوسط، فتقدم منها وقال بصوت ناعم:
“هل… هل أساعدك؟”
استدارت “لين” باندهاش، وأدركت ما قاله، فهزّت رأسها بقوة:
“لا لا لا، لا يمكن! أنت ما زلت في الرابعة من عمرك! لا يجوز لك أن تقوم بالأعمال الشاقة!”
لكنه حار في أمره…
لكن أولاد الجيران يساعدون في كنس الأرض، وجمع الحطب… لماذا أنا لا؟
وما إن همّ بالمساعدة، قفز الأخ الأكبر وقال:
“لا! سأقوم أنا بذلك!”
كيف أدع أخي الصغير يعمل وأنا لا؟ هذا لا يصح!
بدأ الشجار، وفكرت “لين” في كلماتها…
هل قلت لهم يمكن أن يساعدوا؟! لا لا، المنجل حاد جدًا! ماذا لو جرح أحدهم؟!
وفجأة قال الأوسط بصوته الرقيق:
“ماما، أنا عطشان…”
هذه الكلمة…
كأن سهمًا من الطفولة قد اخترق قلبها!
“ماما”؟!
تجمّدت، ثم أشرقت ملامحها، وغمرت السعادة وجهها:
“حبيبي! ماما ستحضر الماء فورًا! كيف نسيت أن آخذ الزجاجة؟!”
ركضت فرحة بخطى سريعة نحو البيت.
أما الصغار الثلاثة، فحدّقوا فيها…
هذه المرأة الشريرة… سهلة الخداع جدًا!
قرروا من سيجمع العلف بقرعة “حجر ورقة مقص”، ففاز الأوسط، وجلس الأكبر حزينًا على طرف التل:
“انتبه لنفسك يا أخي…”
وبينما كان الأوسط “شيه شينغ” يجمع العلف بحركات رشيقة ومنظمة، كان الأكبر يراقبه بانبهار ويهمس:
“أنت رائع يا أخي!”
قال الأوسط بصوت ناعم:
“أمي تتعب كثيرًا، تعطينا لحمًا، فطائر، حليبًا، ملابس… يجب أن أساعدها.”
الأكبر كان يربط العشب إلى حزم، وعندما عادت “لين”، رأت الحزم المرتبة بعناية، فذهلت:
“مَن… مَن قام بكل هذا؟!”
رد الأوسط بشجاعة:
“أنا.”
ألقت بزجاجة الماء جانبًا، واحتضنته قائلة:
“أنت بطل يا شينغ! حين تكبر، سنغزو معًا كل عشب الجبل!”
—
تعليق نهاية ا
لفصل:
لين تشوشيا: عليك أولًا إعطاء “حلوى”، ثم “ضربة”، لا تكسر حماسة الأطفال فجأة!
الأخ الأكبر: أنا أخٌ غير مؤهل… لم أتمكن من الفوز بالعمل… أخي، أنت حقًا رائع.
الأوسط: لو لم أساعد، المرأة الشريرة ستتوقف عن إعالتنا!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"