اليوم الحادي عشر من تربية الأشقياء الصغار
كان هذا اليوم هو أول مرة يُجبر فيها الأشقياء الصغار الثلاثة على النوم القسري في فترة الظهيرة،
لكنهم استيقظوا بعد أقل من ساعة وهم لا يزالون نصف نائمين.
وعندما سمعوا أصواتًا في الخارج، قفزوا من على الأسرة، وارتدوا أحذيتهم وخرجوا.
وعندما رأوا من القادم، اختبأ الأشقياء الصغار الثلاثة خلف الباب تمامًا كما علمتهم “لين تشوشيا” هذا اليوم،
ورفعوا آذانهم بانتباه ليستمعوا إلى الحديث.
لقد جاءت “لين تشيوشوانغ” ومعها ثلاث بيضات، كما أبدت “اهتمامًا” بحالة هؤلاء “الذئاب البيضاء الصغيرة” الثلاثة،
لكنها لم تمكث طويلاً وغادرت بعد بضع كلمات.
لم يكن لدى الأشقياء الوقت للرد، وإذا بـ”لين تشوشيا” تخرج البيضات الثلاث بطريقة كأنها تقدم كنزًا، وتقول كلمات مليئة بالحكمة والفلسفة.
في أذهان الأشقياء الثلاثة، كانت معادلة: الاعتذار = تقديم هدية = المغفرة؟
قالت لهم:
“طبعًا، إذا كان هناك شخص شرير، شرير جدًا، وأذانا، فلا يمكننا مسامحته أبدًا، بل يجب أن نرسله للشرطة، فهمتم؟”
لا يمكن التستر على الأفعال المخالفة للقانون، علينا أن نكون خلفاء الاشتراكية!
وعندما رأت “لين تشوشيا” الأشقياء الثلاثة يمؤون برؤوسهم بطاعة، ارتسمت على وجهها ابتسامة ناعمة وسعيدة،
“جميل، يبدو أنني حقًا مناسبة لأن أكون أمًا جيدة.”
لكن في الحقيقة، ما كان يدور في رؤوس الأشقياء الثلاثة كان مختلفًا تمامًا عمّا تظنه “لين تشوشيا”…
قالت:
“ما رأيكم أن نطبخ شوربة بيض وأعشاب بحرية الليلة؟”
بما أن “لين تشيوشوانغ” أحضرت ثلاث بيضات، فإن طبخها سيبدو مشبوهًا، خاصة وأنها لا تربي دجاجًا في المنزل،
فإذا ظهرت الكثير من البيضات فجأة، فلن يكون من السهل تبرير ذلك.
مثلًا…
“يمكننا طهي ثلاث وجبات من شوربة البيض والأعشاب البحرية بهذه البيضات الثلاث! يا لها من فتاة ذكية!”
في فترة بعد الظهر، والتي لم يكن لديها فيها عمل، أخرجت “لين تشوشيا” إكليل الزهور الذي بدأت بصنعه سابقًا لتكمله،
ولكن للأسف… كانت النتيجة إكليل زهور قبيح بعض الشيء.
قالت بابتسامة وهي تضعه:
“تعال، هذا الإكليل الجميل، سنهديه لأكثر شخص وسيم، الأخ الأكبر!”
لكن “الأخ الأكبر”، الذي يرى نفسه رجلاً صغيرًا، كيف له أن يحب شيئًا كهذا يعتبره من ألعاب الفتيات؟
فهرب على الفور، واستدعى أخاه الأوسط، لكن الثاني لم يعجبه، فدفع المهمة للأصغر، الذي لا يفهم،
لكنه عندما رأى أخويه يرفضان، ركض بسرعة بساقيه القصيرتين.
وفجأة، أصبح هذا الإكليل القبيح سببًا في جولة من المطاردة والضحك، حتى أمسكت “لين تشوشيا” بـ”الأخ الأكبر” أخيرًا،
وضمت هذا الطفل المتعجرف والبارد قائلة:
“واو، أخونا الأكبر هو الأجمل، وعندما يلبس هذا الإكليل، يبدو وكأنه جنية صغيرة!”
لكن هذه الكلمات، خصوصًا عبارة “أنت الأجمل”، جعلت وجه الأخ الأكبر الذي كان يبتسم في البداية،
يتجهم فورًا، وانتفخت وجنتاه وهو يقول بجدية وعيون دائرية مليئة بالصرامة:
“لا يمكنك مناداتي بهذا الاسم.”
بصوت ناعم كالحليب، حذرها ببراءة، وكأنه يقول:
“هذه المرأة الشريرة غبية جدًا، هل تريدين أن يأخذك قائد الفريق؟”
أمالت “لين تشوشيا” رأسها، وفكرت لبضع ثوانٍ، “ما العيب في كلمة الأخ الأكبر؟” ثم
تمتمت بطفولية:
“سأناديك، الأخ الأكبر، الأخ الأكبر، الأخ الأكبر!”
الأخ الأكبر، الأوسط، والأصغر: “المرأة الشريرة غبية.”
وبينما كانت تحتضنهم، غيرت “لين تشوشيا” القصة التي روتها لهم الليلة الماضية، وبدأت قصة مغامرة الخنزير الصغير:
> “الخنزير الأحمر الصغير خرج للتو من قرية الخنازير، ليجد طريقًا يؤدي إلى غابة مظلمة، كأنها تعترض طريق المارة.
أخذ الخنزير الأحمر الأكبر نفسًا عميقًا، وجمع شجاعته، ومشى بخطوات صغيرة.
داخل الغابة المظلمة، شعر بالخوف، فشَدَّ حقيبته الصغيرة، وتقدم بشجاعة.
وفجأة، سمع صوت حيوان صغير يصدر ‘تشو تشو تشو…’
لم يسمع هذا الصوت من قبل، فبدأ ينظر يمينًا ويسارًا محاولًا معرفة ما هو هذا الكائن الغريب.
والدته، الخنزيرة السوداء، قالت له: العالم في الخارج خطير جدًا، هناك من قد يؤذي الخنازير!
وأثناء حذره، سقط شيء خفيف على ظهره، فتجمد مكانه من الخوف.
“مَن… من هناك؟”
تكرر الصوت ‘تشو تشو تشو’، وشعر أن هناك شيئًا يضغط على ظهره.
وعندما تحرك قليلًا، طار الكائن من على ظهره، فإذا به طائر زمردي صغير، حط أمامه.
نظر إليه بدهشة، نفس الرأس الأحمر، والجسم الأخضر، فذهب خوفه، وقال:
“هل… هل أنت مريض أيضًا؟”
لم يفهم الطائر، بل أمال رأسه، ثم عاد يصدر أصوات ‘تشو تشو’، وبدأ ينقر الأرض بمنقاره.
لم يفهم الخنزير الصغير ما يريد، فبقي واقفًا.
ثم نقر الطائر على حقيبته الصغيرة، وأشار له، ففهم أخيرًا!
“هل تريد اللعب معي؟”
فتح حقيبته بسعادة، وأخرج منها صحنًا وخرزًا صغيرًا:
“هذه خرزاتي التي صنعتها لي أمي!”
وهكذا، قابل الخنزير الأحمر أول صديق له، الطائر الزمردي.”
……..
ثم نظرت إليهم وسألت:
“ما رأيكم؟”
قصتها هذه المرة كانت مليئة بالشجاعة، والصداقة، واللطف، ومؤكد ستعطيهم دروسًا نافعة.
مثلًا:
“بخطوة شجاعة، يمكن للمرء أن يكتسب صديقًا.”
لكن ردود الأشقياء الثلاثة كانت كالتالي:
الأخ الأكبر: “هل لحم الخنزير الأسود ألذ من الأحمر؟ إذًا لماذا الجميع سود، ويعزلون الأحمر؟”
الأوسط: “كيف يفهم الطائر كلام الخنزير؟ نحن لا نفهمهم!”
الأصغر: “أيهم ألذ، الخنزير أم الطائر؟ أريد أكل أرجل الخنزير…”
لين تشوشيا: “أوه، ضاع كل جهدي سُدى.”
فغيرت الموضوع:
“غدًا، ماما ستذهب إلى جمعية الإمدادات في المدينة لتشتري لكم ملابس وأحذية، ما اللون الذي تحبونه؟”
فوجئت بتجاهلهم للسؤال، ورؤيتهم يحدقون في ملابسهم الباهتة المهترئة.
كان واضحًا أنها قديمة جدًا، رغم أن الزوج السابق كان يتقاضى راتبًا جيدًا،
إلا أن الملابس والأحذية لا يمكن الحصول عليها من البقالة.
قالت بابتسامة:
“بما أنكم لا تعرفون أي لون تريدونه، سأشتري ما أجده، وأنتم تختارون منه، حسنًا؟ دعوني أقيس أقدامكم.”
لاحظت أنهم صامتون، فعرفت أنهم لا يعرفون الألوان بعد.
لكن الأحذية يجب أن تكون بمقاس مناسب، وإلا قد يتعثرون.
وعندما سمعت الأشقياء الصغار ذلك، نظروا تلقائيًا إلى أقدامهم القذرة في أحذيتهم المهترئة، وسحبوا أصابعهم من الخجل.
فجلست “لين تشوشيا” على كرسي صغير واحتضنتهم واحدًا تلو الآخر، وبدأت بقياس أقدامهم بكل حب دون أي اشمئزاز.
بعد حساب سريع، رفعت رأسها قائلة:
“الأخ الأكبر مقاسه 26، الأوسط 24، والأصغر 22! رائع!”
ارتفعت أقدامهم الصغيرة فرحًا، لا يعرفون لماذا، لكن المدح كان سببًا كافيًا للفرح.
“إذا كانت هذه المرأة الشريرة صادقة… فهل يمكننا حقًا أن نتوقع شيئًا غدًا؟”
الأخ الأكبر بدأ يثق قليلًا بكلام “لين تشوشيا”، وأصبح فيه شيء من الأمل.
أما بالنسبة للملابس، فهي تعلم أن جمعية الإمدادات قد لا تبيع ملابس جاهزة، وقد تكون باهظة،
فتذكرت أن هناك في القرية من يعرف الخياطة.
قالت:
“ما رأيكم أن تلعبوا مع أطفال آخرين في القرية؟”
لكن الأخ الأكبر عبس وقال:
“لا نريد.”
تذكر كيف كانوا يؤذون إخوته الصغار.
“نحن لا نريد اللعب معهم!” أضاف الأوسط بصوته الطفولي.
أما الأصغر، فاقترب من إخوته بخوف، كأنه يبحث عن ملجأ.
قالت بلطف:
“حسنًا حسنًا، لن نذهب، سنلعب معًا فقط، حسنًا؟”
ثم تذكرت لعبة الطفولة:
“ماذا عن لعبة الكرات الزجاجية؟”
فأحضرت لعبة من السوبرماركت، ولعبت معهم أمام الباب طوال بعد الظهر.
وفي المساء، لم يطلبوا منها الأرز بالنقانق كالعادة، لأنهم عرفوا أن لا طعام في البيت، وأن النقانق قليلة جدًا.
وكان لديهم حس بالاكتفاء: شوربة بيض وزهرة القرنبيط كافية.
أما “لين تشوشيا”، فدخلت خلسة إلى السوبرماركت، تبحث عن شيء من اللحوم، ووجدت علب سردين بالفاصوليا السوداء.
“همم؟ لكن الأطفال لا يجب أن يأكلوا المعلبات بكثرة…”
فكرت: لو كان بإمكاني بيعها مقابل نقود…
لكن السوق السوداء خطر، وإذا أُلقي القبض عليها بتهمة المضاربة، فقد تدفع الثمن بالرصاص.
“هذا لا يستحق المجازفة.”
ــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يـــــــــــــتبع
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل
وترك تعليق لطيف
..
انستا: mary.kimi01
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات لهذا الفصل "1د"