كانت تصرّفات الأرشيدوق غلاسهارت الغير مسبوقة كفيلةً بإثارة المجتمع الراقي. وقد لفتت أنظار الصحفيين الباحثين عن الأخبار الحصريّة. ففي عالم إيوتن الضيّق، كم كانت هذه القصّة لقمةً سائغة!
“اكتبوها فورًا! كلّ حركةٍ وسكنةٍ للأرشيدوق! ما فعله مع إديث هاميلتون، وكيف طلب ودها بالضبط! لا يمكننا التخلّف عن الآخرين!”
صاح رجلٌ في منتصف العمر بحماسةٍ جعلت ذقنه الممتلئ ترتجف.
“سيدي رئيس التحرير، هل هذا آمنٌ حقًا؟”
قال موظّفٌ بقلقٍ واضحٍ على وجهه.
“لا يهمّ! أنسيتَ من خلفنا؟ حتّى الأرشيدوق لن يجرؤ على فعل شيء!”
ابتسم فين بريس، رئيس تحرير صحيفة <بلو بيرد> البارزة، وهو يمسح شاربه بفخر.
***
لم يكن يوريك يتخيّل يومًا أن يفقد السيطرة على جسده بمثل هذه الطريقة المزعجة. بعد أن وُصِمَ بارتكاب فعلٍ مخزٍ في الكنيسة، قضى الأيّام الأخيرة منعزلًا في منزل الدوقية.
“سموك، يجب أن ترى هذا.”
“ما هذا؟”
سلّمه سكرتيره صحيفة <بلو بيرد>، وهي صحيفةٌ سياسيّة مرموقة يشترك فيها يوريك.
“هل هناك خبرٌ مهمّ؟”
فتح الصحيفة بلا مبالاة، لكن…
[هل هما عاشقان؟ قصّة حبّ الأرشيدوق G الورديّة؟!]
“يا للجنون!”
أطلق شتيمةً عند رؤية العنوان الرئيسيّ على الصفحة الأولى.
[أثارت تصرّفات الأرشيدوق G الأخيرة، وهو يغازل بحرارةٍ آنسة عائلة البارون، السيّدة H، ضجّةً في المجتمع.
وفقًا لمصادر اجتماعيّة، التقى الأرشيدوق G بالآنسة H في حفل رأس السنة، حيث وقع في غرامها من النظرة الأولى. الآنسة H، المعروفة بجمالها الأنيق كالزهرة، سحرت الأرشيدوق، الذي تبعها في كلّ مكانٍ ليغازلها.
“جاء الأرشيدوق G ليقدّم حلوىً محدودة الإصدار للآنسة H. حتّى في الكنيسة… كان الأمر ساخنًا، هه.” – ماركيزة C
“حبّي انتهى… إن كانت السيّدة سعيدة، فلا بأس…” (البكاء المفرط للمتحدّث منع تسجيل التفاصيل) – شابّ نبيل مجهول
وفقًا لمصدرنا السرّيّ، يتردّد الأرشيدوق G إلى منزل الآنسة H. تصرّفاتٌ جريئةٌ من دوقٍ لم يُشَبْهِ بأي فضيحة مع سيّدةٍ من قبل. فما مغزاها؟ يبقى الأمر محطّ اهتمام.
في العدد القادم: مقال الأسقف توماس، “حول انحراف سلوك الشباب اليوم”.]
أمسك يوريك رأسه وهو ينهي قراءة المقال.
“منذ متى أصبحت <بلو بيرد> صحيفةً صفراء؟ هل جنّ رئيس التحرير؟”
ردّ ميلر، سكرتيره، بهدوءٍ على غضبه النادر.
“حتّى <بلو بيرد> لم تستطع مقاومة نشر هذا الخبر. هذا هو الواقع.”
“لا عمل لهم؟ هذا يُعَدّ خبرًا؟”
“هذه ليست سوى واحدة، لكن كلّ الصحف تناولت القصّة كخبرٍ حصريّ.”
“تبًا! اطلب إزالة المقال.”
عبس ميلر وهو يمسح عنقه.
“سيُثير ذلك ضجّةً بتهمة قمع الصحافة. مع قانون الصحافة الجديد…”
عبس يوريك. لمَ يبدو ميلر مستمتعًا؟
“إذا كان المقال صحيحًا، لا يمكن إزالته حتّى بطلب المتورّط.”
“أعرف هذا القانون، أنا من راجعه! المقال ليس صحيحًا.”
“…لكن كلّ ما فيه فعلته بنفسك يا صاحب السمو.”
أنّ يوريك بنبرةٍ منخفضة. كلام ميلر لم يكن كذبًا. المقال، رغم تهييجه، كان يستند إلى أفعاله الفعليّة.
“حتّى لو حاولنا التسوية بالمال، <بلو بيرد> صعبة. كما تعلم، المالك الحقيقيّ هو الأرشيدوق بينينغهام.”
الأرشيدوق بينينغهام، شقيق الإمبراطور جيمس السادس وخال يوريك، كان شخصيّةً صعبة. بطباعه الغريبة، لا شكّ أنّه يستمتع بهذا. لن يُصغي لطلب إزالة المقال.
“تبًا.”
كانت لعنة الجنيّة مجرّد “تصرّف بلطف”، لكن سوء التفاهم تراكم ككرة ثلج. لم يزر يوريك والدته منذ الطفولة، لكنّه الآن يتوق لمقابلتها، آملًا أن تعرف شيئًا عن الجنيّات.
“هل هناك أخبار من الفيلا الجنوبيّة؟”
والداه، أرشيدوق و أرشيدوقة غلاسهارت السابقان، تنازلا عن اللقب له وانتقلا إلى الفيلا.
“أرسل مدير الفيلا برقيّة. غادرا في رحلةٍ عبر القارّة مؤخرًا.”
يا لهم من أرواحٍ حرّة. تمتم يوريك بسخرية، بينما صفّق ميلر.
“أليس هذا جيّدًا؟”
“ماذا؟”
“قد تكون هذه الفضيحة محرجةً لأنّها الأولى، لكن…”
ابتسم ميلر بفخر.
“بما أنّكَ تغازل الآنسة هاميلتون بالفعل، لمَ لا تستغلّ الفرصة-“
“اخرج.”
أمسك يوريك رأسه الموجوع وكوّم الصحيفة بيده.
***
اجتمعت عائلة هاميلتون في غرفة الشاي لمناقشة الأمر.
“ما الذي ينوي الأرشيدوق فعله؟”
رفعت الأمّ كوب الشاي بأناقةٍ مثاليّة، لكنّ شفتيها تقطّبتا عند رؤية الصحيفة على الطاولة.
[الآنسة هاميلتون: المرأة التي سحرت الأرشيدوق]
حدّقت إديث بحزنٍ في إناء الزهور، هديّة من الدوقية، حيث كانت ورودٌ صفراء نضرة.
“هناك إجراءاتٌ معتادة، لكن انظري لهذا المقال!”
حاولت إديث توضيح سوء التفاهم من الكنيسة مرارًا، وإن صدّقها عائلتها…
“إن استمرّ الأمر هكذا، سأواجه الأرشيدوق بنفسي.”
فرك الأب ذقنه بجديّة. كان جريئًا مقارنةً بتحفّظه في حفل رأس السنة.
“…تواجهه؟”
“قد أكون تاجرًا متواضعًا، لكن الرجل الشريف يتحمّل المسؤوليّة. لن يعبث بابنتي.”
عضّت إديث شفتيها عند كلام والدها الحازم. المشكلة أنّ الأرشيدوق لم يقصد ذلك. إنّه ضحيّة لعنة الجنيّة فقط.
“تصرّفاته الصاخبة جعلت الجميع يتحدّث عن هذا.”
“…”
“لو لم يكن هو، لكان الأمر مسيئًا… كان نشاطه مفرطًا.”
قطّبت الأمّ حاجبيها نادرًا.
“قطعت كلّ عروض الزواج.”
“أمي، لا تقلقي. إن لم يتقدّم أحد، سأعتني بإدي. هل الزواج ضروريّ؟”
ابتسم إيفريت، الذي كان صامتًا، بسخرية. كان كلامه طيّبًا، لكن إديث رفضت. العيش مع أخيها إلى الأبد؟ لا شكرًا.
“اشترِ لي منزلًا بدلًا من ذلك.”
تجاهل العائلة احتجاجها. عقد إيفريت يديه خلف رأسه وأدار عينيه.
“لا أعرف إن كان الأرشيدوق واقعًا في الحبّ، لكنّه ليس من يعبث. وإلا، سأبارزه.”
“كفى.”
مبارزة بين أخيها و الأرشيدوق؟ فكرةٌ مرعبة.
“يبدو أنّنا سنناقش الزواج رسميًا.”
بدت الأمّ مصمّمةً على زواج إديث من الأرشيدوق.
“بما أنّه مفتونٌ بها، سيوافقون.”
“…”
المشكلة أنّ الفرضيّة خاطئة. الأرشيدوق ليس مفتونًا بها. كانت إديث، التي تعرف الحقيقة، محرجةً فقط.
“من الأساس، الأرشيدوق ليس لديه مشاعر تجاهي.”
“فلمَ يتصرّف هكذا إذن؟”
من الإحباط، فتحت إديث فمها المتردّد.
– ترجمة إسراء
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 12"