عندما لامست شفتا يوريك شفتيها، بدا وكأن كل أصواتِ العالمِ قد انطفأت في لحظةٍ واحدة.
على عكسِ مياهِ المطر الباردة، كانت الحرارة المنتقلة ساخنة وعاجلة.
مع الإحساس الغريب والقوي، فتحت إديث عينيها على مصراعيها.
الحضن الذي يعانقها بقوة، والمسافة القريبة لدرجة أن رموشهما تكاد تتلامس… مع الأنفاس المتشابكة بحرارة، كان قلبها يخفق بعنف.
خرجت ضحكة منخفضة من حلق يوريك و انحنت عيناه الزرقاوان اللتان كانتا تنظران إليها بلطف، ثم أغلقتا ببطء.
في تلك اللحظة، لم تستطع المقاومة أكثر. أغلقت عينيها ببطء كما لو كانت تتخلى عن كل شيء.
كانَ صوتُ المطرِ يتردد في أذنيها مثل نبض قويٍ.
في الهواء المبلل، تشابكت أنفاسهما بعنف. كانت قبلة متعطشة وصادقة، كما لو كانت تؤكد لحظة طال انتظارها.
هل كان لهذا الرجل مثل هذا الجانب؟
كان قلبها ينبض بعشوائية كحصانٍ جامح، وشعرت بشيء يدغدغها في جسدها ويشتعل. شعرت وكأنها قد تصاب بالدوار.
ماذا لو أغمي عليها هكذا؟ لا تريد أن تكون السيدة التي أُغميَّ عليها أثناء أول قبلة.
لم تكن تشبه القبلات التي تخيلتها أو قرأت عنها في الكتب على الإطلاق، لكن كان هناك شيء واحد واضح.
كانت أكثر لطفًا من أي شيء آخر. كم من الوقت مر؟ بعد أن انفصلت شفتاهما، ساد الصمت بينهما.
“…إديث.”
نادى يوريك اسمها بنبرة منخفضة.
بين أنفاسه غير المنتظمة بعد، مر إبهامه بحذر على شفتيها. ارتجفت إديث بشكل طبيعي. في نهاية نظرتها، كانت شفتيه المبللتين.
احمر وجهها، فأخرجت منديلًا بسرعة من حضنها ومدته إليه.
“ما هذا؟”
“يو، يوريك، امسح أنتَ أيضًا.”
“لا بأس. أنا راضٍ تمامًا الآن.”
ضحك يوريك بخفة وقال بهدوء. لم يكتفِ بذلك، بل نقر على شفتيه بأطراف أصابعه بخفة.
من أين تعلم مثل هذه الأشياء؟ لم يكن ابن خالةِ الأميرِ عبثًا.
بالنسبة لشخص لم يقابل امرأة من قبل، كانت قبلته ماهرة بشكل مدهش. لكن في نهاية نظرتها، كانت أذناه الحمراء المشتعلة.
عندها فقط، تسلل شعور غريب بالراحة إلى قلبها. لم تكن هي الوحيدة التي تشعر بالخجل.
“لأقول هذا حتى لا تسيئي الفهم مرة أخرى. القبلة الآن لم تكن بسبب اللعنة.”
“…”
“بل بالأحرى… كل تصرفاتي تجاهك مؤخرًا كانت بإرادتي الحرة.”
في الحقيقة، كانت تشك قليلاً. من الواضح أن نظراته إليها مؤخرًا كانت لطيفة بشكل لا نهائي، على عكس السابق. كانت مختلفة بوضوح عن الأوقات التي كان يتصرف فيها بلطف بسبب اللعنة.
لكن-
“كنتَ مختلفًا جدًا عن المعتاد. كنتَ لطيفًا بشكل مفرط تجاهي…”
كان من الطبيعي أن تعتقد أنها بسبب اللعنة. عند سماع كلماتها، سعال يوريك بخفة وأنزل عينيه قليلاً.
“ذوقكِ يصعب فهمه. ألم تقولي بأنكِ تحبين الرجل اللطيف؟”
“أحبه. لكن لا شيء أكثر بؤسًا من لطفِ شخصٍ أحبه وهو حتى لا يحمل مشاعرًا تجاهي.”
اهتزت عينا يوريك بشدة للحظة. كان هناكَ فرحٌ لا يمكن إخفاؤه وندم خفيف يتألق فيهما. عبس قليلاً وأخذ نفسًا قصيرًا.
“لو كنتُ أعلم، لكنتُ اعترفت بالحقيقة مباشرة. كنتُ حذرًا حتى لا أضغط عليكِ.”
كانت كلمات يمكن لإديث أن تتفهمها تمامًا. لقد حاولت هي أيضًا إخفاء مشاعرها لئلا تثقل على يوريك.
في الأصل، كانت خطوبتهما نوعًا من العلاقة التعاقدية… في النهاية، كانت نتيجة الظروف الخاصة للعنة وتفكيرهما المفرط في بعضهما. انتشرت ابتسامة محبطة على شفتيها.
“لم أكن أعرف على الإطلاق.”
“إذن، اعرفي بوضوحٍ الآن.”
رفع يوريك عينيه الزرقاوان الزاهيتان ليواجه نظرتها. أمسكت يده الكبيرة يدها، ثم أدخل أصابعه واحدة تلو الأخرى بين أصابعها بلطف.
“إديث.”
نداء منخفض. وفي نفس الوقتِ، انفجر اعترافٌ من بين شفتيه.
“أنا أحبكِ.”
في تلك اللحظة، ارتجفت عيناها قليلاً.
كان قلبها يخفق بعنف، لكن بشكل غريب، لم يكن هناك قلق. كما لو كانت قد سمعت أخيرًا الجواب الذي طال انتظاره. أومأت برأسها وكأنها مسحورة.
“أنا أيضًا.”
مع انتهاء كلماتها، انفجر ضوء ساطع من جسد يوريك. كان مشهدًا رأته من قبل- هالة من ضوء الجنيات المتألق بألوان متعددة.
اهتز الضوء كما لو كان يخرج من جسده، ثم تبدد أخيرًا في الهواء. حدقت إديث في المشهد بدهشة وأصدرت تنهيدة صغيرة.
“يبدو أن اللعنة قد رُفعت!”
الحب الحقيقي. لقد حققا أخيرًا الشرط الذي كان يُعتبر خرافيًا. وفي نفس الوقت، كانت لحظة التحرر أخيرًا من لعنة الجنيات التي عذبتهما لفترة طويلة.
“…هكذا إذن.”
كان يوريك هو من يفترض أن يشعر بالراحة أكثر من أي شخص آخر. لكن تعبير الشخص المعني كان مترددًا بطريقة ما. عند رؤية ذلك، انتشر الارتباك على وجهها أيضًا.
“لماذا؟ ألستَ سعيدًا يا يوريك؟”
“نعم، حسنًا.”
على الرغم من أن صورته في المجتمع الراقي قد ترسخت بالفعل كعاشق ميؤوس منه، إلا أن التخلص من اللعنة كان بالتأكيد نعمة. إذن، يجب أن يكون سعيدًا…
“على أي حال، بما أنني كنتُ لطيفًا معكِ بمحض إرادتي، كانت اللعنة هادئة.”
“لكن هذا جيد، أليس كذلك؟ حتى لو كان شعورًا مختلطًا قليلاً.”
“في الحقيقة، أنا حزين لأنني لن أعرف موقعكِ في الوقت الحقيقي بعد الآن. كان ذلك مفيدًا جدًا.”
نقر يوريك لسانه كما لو كان يشعر بالأسف حقًا.
لهذا السبب فقط؟ مذهولة، غطت إديث فمها بيد واحدة وهزت رأسها.
“…لنعد الآن.”
كان المطر الغزير قد هدأ.
نظرت إلى قطرات المطر المتطايرة بخفة، ثم نهضت بحذر من مكانها.
نهض ستورم، الذي كان هادئًا بجانبها، بحماس. عندها فقط أدركت وجود ستورم متأخرة.
ماذا فعلت بهذا المخلوق المسكين؟ على الرغم من أنه كان يشعر بالملل، انتظر بهدوء دون نباح. شعرت بالأسف فجأة، وفركت رقبته بحماس.
“آسفة. لنعد بسرعة ونتناول وجبة خفيفة.”
“ووف!”
هز ستورم ذيله بعنف ودار حول تنورتها. قفز وهو يحرك قدميه الأماميتين، واستمر في لعق ظهر يدها بلسانه. كان واضحًا الآن أن إديث هي سيدة ستورم بلا شك. عند رؤية هذا المشهد، تمتم يوريك بتردد:
“لا حاجة للوجبات الخفيفة. يبدو أن الوجبات التي أعطيتيها إياه جعلته يكتسب بعض الوزن.”
“ماذا؟ لا، مستحيل.”
“انظري. بطنه يهتز.”
عند كلمات يوريك المازحة، نفث ستورم بازدراء كما لو كان غير راضٍ، ثم اندفع للخارج.
“…لا أعرف من هو السيد الآن.”
“يقال إن الحيوانات تحب الأشخاص اللطفاء.”
“كفى. لطفي يكفي لكِ وحدكِ.”
مع ضحكة منخفضة، فتح يوريك المظلة وعانق كتفي إديث بقوة.
على عكس لمسته المعتادة المهذبة، شعرت هذه المرة بألفة خاصة.
متابعين الكلب الذي يتقدم، مشى الاثنان جنبًا إلى جنب. بينما كانا يمشيان بصمت، كان يوريك يترك قبلات خفيفة على رأسها أو جبهتها من حين لآخر. عندما تجاوزت القبلات الخمس، فتحت إديث فمها أخيرًا.
“توقف الآن.”
حتى لو أحبت ذلك، كيف تحمل هذا طوال هذا الوقت؟ عند توبيخها المحب، أنزل يوريك عينيه نحو الجرف بإحراج.
“آسف. لا أستطيع السيطرة على نفسي.”
“لم أكن أعرف أنك شخص ماكر. يبدو أنك تحمل بذرة دوق شيربيت.”
“…فهل هذا سيء؟”
عند هذا السؤال، فقدت الكلام للحظة. تحركت شفتاها بتردد. في النهاية، أجابت بصراحة وفقًا لصوت قلبها العميق.
“إنه جيد.”
“آها.”
“لكن يجب أن يكون باعتدال. سأقول مقدمًا، لا تفعل ذلك أمام الناس. القبلات فقط عندما نكون وحدنا.”
بعد أن تحدثت، شعرت أن شيئًا ما كان غريبًا. ألا يبدو كأنها تتوسل للقبلات؟ كما هو متوقع، رفع يوريك زاوية فمه بابتسامة.
“كشفتِ نفسكِ. من هو الماكر الآن-“
لم ترغب في سماع المزيد، فسارعت إديث بخطواتها. خرجت ضحكة منخفضة من يوريك خلفها. لحق بها بخطوات طويلة، ومال بالمظلة نحوها وقال:
“لنذهب معًا. ماذا لو تبللتِ بالمطر؟”
“من فضلك، توقف عن مضايقتي!”
“حسنًا، حسنًا. أنا آسف. تعالي إلى هنا.”
نبرة منخفضة تتسلل إلى أذنيها.
بعد جدال قصير، كانت إديث هي التي استسلمت في النهاية. مع خدين محمرين، عادت إلى حضنه. وهكذا، مشى الاثنان ببطء على طول طريق المشي. في عيون الآخرين، كانا بالتأكيد زوجًا لطيفًا يمكن تسميتهما بالعشاق المثاليين.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 118"