توقف آرثر، الذي كان يخدم، للحظة عند السؤال المفاجئ. ما هذا السؤال العشوائي منذ الصباح؟
سمع أن بعض النبلاء يضايقون خدمهم بشأن مظهرهم، مجبرين إياهم على إعطاء الإجابات التي يريدونها.
— سيكون من الأكثر كفاءة أن تخصص وقتك لأمور أخرى بدلاً من الاهتمام بالمظهر.
كان سيده يقول هذا دائمًا ولم يفعل ذلك أبدًا. هل يمزح؟ لكن نظرة يوريك التي كانت تحدق في نفسه في المرآة كانت بعيدة عن المزاح.
بدا أكثر جدية من أي وقت مضى. في النهاية، قال آرثر بنبرة مهذبة ولكن بطيئة:
“…سيدي، أنت رائع جدًا.”
“لا، هذا غير كافٍ. تحدث بمزيد من التفصيل. هل أنا قبيح؟”
“قبيح- إذا كان سيدي قبيحًا، لما كنتُ حتى أمتلك شكلًا بشريًا.”
على الرغم من أن العالم غير عادل- تنهد آرثر بخفة وهو يلمس وجهه بجانب يوريك.
“حسنًا، في الحقيقة، أنا معتاد عليك منذ الطفولة، لذا أصبح الأمر مألوفًا الآن-“
“انتظر. ألا يعني ذلك أنني لست جيدًا؟ لمَ تصبح معتادًا؟”
“…من الطبيعي أن تصبح الأشياء مألوفة عندما تقضي وقتًا طويلًا معها.”
“ليس بالضرورة. كل صباح عندما أرى إديث، أجد جانبًا لطيفًا جديدًا فيها.”
تجاهل آرثر تعليق يوريك المغرم بخطيبته كما لو كان معتادًا عليه.
لا يعرف لمَ يتصرف هكذا… من هو يوريك غلاسهارت؟ الشخص الذي يُطلق عليه “أجمل رجل” في مجتمع إيوتن، يتلقى المديح من الجميع.
نظرة آرثر الضيقة لم تكن وقاحة بقدر ما كانت تأكيدًا على أن هذه السمعة ليست مبالغة. قوامه النحيف والمتين. مظهره العام يشبه تيودور تمامًا. لكن، على عكس مظهر والده القوي والثقيل، أضاف الأناقة الرقيقة التي ورثها من والدته- كان تناغمًا مثاليًا بلا مبالغة. ومع ذلك، هز يوريك رأسه.
“حسنًا، أنت رجل. ربما وجهي لا يجذب السيدات.”
“ماذا؟ ما هذا الافتراء؟”
بسبب مارغريت إيلزبيري، العقبة القوية، ابتعد الجميع، لكن آرثر كان يعرف جيدًا أن العديد من السيدات في المجتمع الراقي كن يعجبن بسيده.
“لا أحتاج إلى ذلك. الاهتمام الوحيد الذي أريده هو من إديث، هي فقط.”
“آه، نعم. هذا صحيح…”
فك يوريك، الذي كان يربط ربطة عنقه، العقدة بعنف لأنها لم تعجبه.
ثم وقف أمام المرآة مجددًا، يحاول تشكيلها بعناد. بفضل مظهره الطبيعي، كان يبدو أنيقًا مهما ارتدى… لكن ربما بسبب الجهود الإضافية التي بذلها مؤخرًا، بدا أكثر تألقًا من المعتاد.
“هاااه، كنت أتمنى لو كنتُ أعطي انطباعًا أكثر لطافة.”
“سلوككَ وحده لطيف بما فيه الكفاية.”
على الرغم من هذا التعزيز القصير، لم يترك يوريك المرآة إلا بعد مرور وقت طويل.
***
في الحقيقة، كان من الطبيعي أن ينشغل يوريك بهذه الأفكار.
كانت إديث هاملتون بالتأكيد شخصًا لديه ذوق واضح في الرجال، حتى قبل الخطوبة، ألم تؤكد دائمًا أنه ليس ذوقها؟
على الرغم من أن إديث لم تُظهر اهتمامًا عاطفيًا، إلا أن مواجهة دانيال تشيسترفيلد- النموذج المثالي للرجل اللطيف- جعلته يشعر بالقلق.
حتى مظهره كان لطيفًا. مقارنة به، كان يوريك أقرب إلى الانطباع البارد. إذا لم يبتسم، بدا باردًا إلى حد البرودة.
“…هل تريد؟”
ربما بسبب التحديق الطويل أثناء التفكير، مدّت إديث، التي كانت تأكل شطيرة، آخر قطعة متبقية على الطبق بحذر.
كم هي لطيفة.
كيف يُمكنها أن تفكر يريد الأكل لمجرد أنه يحدق. في الأصل، كانت هذه وجبة خفيفة أعدها خصيصًا لها.
لذا، كان رؤيتها تأكل بشكل لذيذ كافيًا. شعر كأن بطنه ممتلئ دون أن يأكل، مجرد شعور بالرضا.
“أنا بخير-“
انتظر. بما أن إديث تبدي هذا الاهتمام، هل هناك حاجة للرفض؟ علاوة على ذلك، في الحقيقة… بدت الشطيرة في يدها مغرية للغاية. في النهاية، انحنى متابعًا قلبه.
“…!”
“لذيذ.”
عندما انحنى وعض الشطيرة، ارتعشت إديث بشدة.
عندما رأى رقبتها تتحول إلى اللون الأحمر، كان من الواضح أنها ليست غير مبالية به-
“أم، أم.”
شربت الشاي بسرعة كما لو كانت تحاول إخفاء ارتباكها.
ثم عادت بسرعة إلى مظهر السيدة المثالية. كان سلوكها يشبه تمامًا ابنة البارون هاملتون التي كانت دائمًا تحاول الحفاظ على أناقتها.
تبًا، إديث. لقد تلقيتِ تدريبًا ممتازًا على الأخلاق.
تسرب أنين داخلي. هكذا، لم يستطع التأكد. هل لديها مشاعر تجاهه حقًا، أم أنه مجرد رد فعل طبيعي بسبب عدم اعتيادها على العاطفة؟
“مؤخرًا، تتصرف بغرابة. هل عادت اللعنة إليك؟”
ضحك يوريك بحزن عند سماع كلماتها. كان يتصرف بلطف بمحض إرادته، لذا كانت اللعنة هادئة أكثر من أي وقت مضى.
“ليس هذا.”
“إذن؟”
كان هناك لمحة من اليأس في عينيها الخضراوين.
هل يجب أن يعترف بمشاعره بصراحة الآن؟ ارتفع نفسه إلى حلقه، ثم تبدد في تنهيدة عميقة.
لا يزال الوقتُ مبكرًا. إذا اقترب بسرعة كبيرة، قد تخاف وتهرب.
حتى بالنسبة له، كان رفض المرأة التي يحبها أمرًا فظيعًا لا يريد حتى تخيله. في النهاية، اضطر إلى إعطاء الإجابة الأكثر أمانًا وتقليدية.
“من الطبيعي أن أكون لطيفًا مع خطيبتي.”
“…صحيح.”
بعد الإجابة القصيرة، لم تقل إديث شيئًا آخر. ركزت فقط على الشطيرة، تأكل بهدوء، كما لو كانت تحاول ابتلاع كل الحديث في تلك اللقمة.
***
كان الطريق الصغير الذي يمتد مباشرة من الفيلا يعبر مرجًا ويؤدي إلى طريق ترابي سلس.
في نهايته، كان هناك جرف ساحلي مهيب متصل بالبحر.
كان طريق المشي متعرجًا على طول انحناءات الجرف. في بعض الأجزاء، كان جدار صخري ضخم يحجب جانبًا، ملقيًا ظلًا باردًا… وفي أجزاء أخرى، كان الأفق اللامتناهي وسرب النورس الطائر فوق الأمواج يشكلان مشهدًا رائعًا.
توقفت خطوات إديث فجأة وهي تمشي ببطء على الطريق.
عندما انفتح المشهد أمامها، بدا أن الضجيج في قلبها يهدأ للحظة. رائحة البحر المالحة التي تحملها الرياح وصوت الأمواج المتلاطمة هدأتا قلبها تدريجيًا.
— هل تقصدين بأنكِ سوف تذهبين مع هذا الكلب بدلاً مني؟
— ووف! ووف!
— …ها، حسنًا.
بدلاً من يوريك، الذي أصر على مرافقتها، اختارت إديث ستورم كرفيق للمشي.
بدا عليه الأسف بوضوح، لكنه أومأ برأسه في النهاية. كان هذا محظوظًا. كانت قد خرجت لتهدئة قلبها، ولو كان معها، لكان قد خفق أكثر.
“ستورم، تعال إلى هنا.”
لا يعرف ما الذي جعله متحمسًا للغاية، لكنه ركض نحوها بعد أن كان يقفز هنا وهناك.
عندما جمع قدميه الأماميتين ووضع وجهه في يدها، انتشرت ابتسامة على شفتيها تلقائيًا. وهي تداعب فراءه الناعم بكلتا يديها، تمتمت بهدوء:
“أنت محظوظ…”
إذا أحببتَ شيئًا، تقول إنك تحبه، وإذا لم يعجبك، تثول إنك لا تحبه.
من الحظ أن تكون صادقًا وواضحًا هكذا.
وهي ترتب شعرها المتطاير بالرياح، أسندت إديث وجهها قليلًا على رأس ستورم.
لسبب ما، عندما نظرت إليه، تذكرت مارغريت. لو كانت لديها شخصية حيث يُمكنها أن تعبر عن مشاعرها بحرية مثلها، لكان ذلك مريحًا.
في هذه اللحظة، كانت تحسد جرأتها. لكن عندما تذكرت كيف كان يوريك يكره شخصيتها، لم تجد الشجاعة لتقليدها. بينما كانت غارقة في هذه الأفكار- طق. سقط شيء بارد على خدها.
“هم؟”
ما لمسته أطراف أصابعها كان رطوبة خفيفة.
ما هذا، فجأة؟
في البداية، ظنت رذاذ الماء من البحر، لكن سرعان ما اختلطت قطرات مطر غليظة، و هي ترسم دوائر ثقيلة على الأرض.
بدت السماء الصافية منذ قليل كأنها كذبة. وقفت هناك للحظة، تحدق في السماء التي تحولت إلى اللون الرمادي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 116"